((يزيدٌ (لع) إمام زمانه ))
=======================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ من المقطوع به تأريخيا ودينيا أنّ نظام الحكم الإموي وحاكمه اللعين يزيد
هو نظام منحرف عن الشريعة والعقيدة الإسلامية
بدءً من سفكه للدماء البرئية وتزويره للأحاديث الشريفة
وسلبه للحكم الشرعي من آل البيت (ع) وظلمه للمسلمين بسرقة أموالهم وهدر حقوقهم
والقائمة طويلة في مجال ظلم الأمويين للمسلمين وأئمتهم.
حتى وصل بهم الأمر إلى توظيف الدين رسميا لخدمة نظام حكمهم وسياسته الظالمة.
ففي مثال واحد للتدليل على حقيقة الأنحراف الديني الذي مارسه الأمويين في شكل الحاكم وحكمه
نقراء نصاً ::
((لعمروبن الحجاج الزبيدي وهو من قادة الجيش الأموي
في كربلاء
حين رأى بعض أفراد جيشه ينسلون إلى الحسين (ع) ويُقاتلون دونه صاح قائلاً ::
(يا أهل الكوفة إلزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من حرَّفَ في الدين وخالف الإمام (ويقصد يزيد اللعين) ))
راجع/ الطبري في تأريخه /ج4/ ص331.
فقادة الأمويين يُصوّرون للناس أنّ الإمام الحسين(ع) مخالفٌ لأمامهم يزيد اللعين.
إنظر كيف إنتكست المفاهيم وقُلَّبَت الأمور عندهم
فكانوا بحق مصداقاً لقوله تعالى::
{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 48].
فيزيد هو المارقُ حقيقة عن طاعة الإمام الشرعي الحسين(ع) وهوشاقُ جماعة المسلمين فتراهم يُصيرونه إماما وحارسا للدين.
وعلى مثل هذا المنوال فقس ماسواه .
فمن الطبيعي جداً أن تجد المجتمع آنذاك في ظل حكم الأمويين مجتمع لا يتجاوب نفسيا وعقديا مع الإمام الحسين(ع) لأنهم ضلوا الصراط حقيقة .
وفي مثل هذا الحال الذي لا يتغير لابد من تصدي الحسين (ع) بنفسه وموقعه الديني الأصيل والشرعي حتى يسحب البساط الديني المزيف من تحت أقدام الأمويين ولو بقوة الدم.
ولأجل صياغية حقة ومشروعة لأخلاق الحاكم وحكمه
أعلن الحسين(ع) نصه الخالد في تصحيحه للأنحراف المفهومي والمصداقي لشخصية الحاكم والحكم.
قائلاً (ع)::
(( فلعمري ماالإمام إلاّ الحاكم بالكتاب . القائم بالقسط الداين بدين الحق
الحابس نفسه على ذات ألله ))
إنظر/الأرشاد/ المفيد(قد) م ص 204.
وسلام على الحسين في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي::النجف الأشرف::
تعليق