(( سيدنا العباس بن الإمام علي بن أبي طالب
(عليه السلام) ))
:: في صلابة الإيمان ونافذية البصيرة::
=================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
من المعلوم أننا إذا أردنا الحديث عن شخص عظيم النفس وكبيرالعقل وصلب الإيمان وأبن معصوم(أي ابن الإمام علي/ع/)
وأخ لمعصومَين مثل الحسن والحسين/ع/
وابن إمرأة هي من أشرف نساء العرب وأعقلهنّ وأكملهنّ
إختارها الإمام علي/ع/ بدقة وحكمة
ولابأس بذكر قصة إختيار أم العباس /ع/ لما في ذلك من أثربليغ تركه ذلك الإختيار واقعا في كيان العباس /ع/
كشخص وكموقف شريف مع الحسين/ع/ خلّده التأريخ في مدونته وأرشيفه
. فعن كتاب عمدة الطالب إنّ أمير المؤمنين علي/ع /قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالما باخبار العرب وأنسابهم
ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا
فقال له أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية
فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس
فتزوجها أمير المؤمنين /ع/ فولدت له وأنجبت وأول ما ولدت العباس وبعده عبد الله وبعده جعفرا وبعده عثمان
انظر/اعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج7/ص430.
فمن هنا لابدّ لنا من الولوج الى كيانية العباس/ع/ من خلال معرفة المعصوم/ع/ به وهي معرفة واقعية وشهادة فعلية وتقديرية
جديرة بالتأسيس القيمي عليها
إذ أنّ المعرفة التأريخية لاتنفع صاحبها مالم تتحول الى قيمة معاصرة تأخذ بحركتها وسلوكها الإنسان المؤمن الى الصراط الحق.
ففي تعريف وجيز ومهم جدا أفصح عنه الإمام المعصوم علي بن الحسين/ع/يتضح لك معنى كيانية العباس /ع/ و عظمته .
قال/ع/ رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه .
وكانت له /ع /صفات عالية وأفعال جليلة امتاز بها
منها انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما
ومنها انه كان صاحب لواء الحسين /ع/ واللواء هو العلم الأكبر
وكان العباس /ع/اخر من قتل من اخوة الحسين/ع/
/نفس المصدر اعلاه/اعيان الشيعة/السيد محسن الأمين.
وإليك عزيزي المؤمن أيضا ما قاله الإمام جعفر الصادق /ع/في حق العباس/ع/:
انه قال/ع/ كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان
جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا
/نفس المصدر اعلاه/اعيان الشيعة/السيد محسن الأمين.
وهذان الوصفان الفعليان اللذان إتصف بهما سيدنا العباس /ع/
وهما نافذية البصيرة وصلابة الإيمان لهُما بحق ما يُمثل الشخصية الموقنة في أمر ربها .
وهما روحا الإستقامة والتقوى واليقين في ذات العباس /ع/
فلو لم يكن العباس /ع/ بهذه الدرجة من الرفعة التقوائية قلبا وعقلا وفكرا لما إستحق وصف المعصوم كالإمام الصادق/ع/ له بذلك.
والعباس /ع/ بسلوكه وتعاطيه مع الإمام الحسين/ع/ وأخته زينب /ع/ في يوم عاشوراء ضرب رقما صعبا في رائعة التآخي الدموي والإيماني بين بني الإنسان
إن ّالعباس /ع/ وفق معطيات النصوص وشهادات المعصومين/ع/
كان بحق إنساناً بلغ من الكمال بدرجة تصنّف بقيمتها بعد المعصوم/ع/
ثم قال الإمام الصادق( عليه السلام ) :
رحم الله العباس ، فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه
فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب ،
وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة
انظر/الأمالي/ الصدوق/ ص 548.
وهذه المنزلة للعباس /ع/والتي بحيث يغبطه بها جميع الشهداء (أي يتمنونها لهم مع تمنيهم ببقائها للعباس/ع/)
هي الآخرى تكشف عن عظمة العباس /ع/ وقدسيته عند الله تعالى
وهذا ليس ضرباً من الباطنية أو الغلو بل هو شهادة معصوم/ع/ومنصوب من قبل الله تعالى كإمام حجة على البشر بقوله وفعله وهو الإمام الصادق/ع/والذي يعترف به المؤالف والمخالف.
فهذا الذي تقدّم هو شهادة حقة من ألسنة المعصومين/ع/
وسلام على سيدنا العباس في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف: