إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مثل المهدي عليه السلام مثل الساعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مثل المهدي عليه السلام مثل الساعة

    قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمة الله عليه وعلى والديه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة:
    حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:
    أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى عليه السلام قصيدتي التي أولها:
    مدارس آيات خلت من تلاوة



    ومهبط وحي مقفر العرصات
    فلما انتهيت إلى قولي:
    خروج إمام لا محالة خارج



    يقوم على اسم الله والبركات
    يميز فينا كل حق وباطل



    ويجزي على النعماء والنقمات
    بكى الرضا عليه السلام بكاءاً شديداً، ثم رفع رأسه إليَّ فقال (لي): يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟
    فقلت: لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يُطهِّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً.
    فقال: يا دعبل، الإمام بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يومٌ واحد لطوَّل الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
    وأمَا متى فإخبارٌ عن الوقت، وقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: يا رسول الله! متى يخرج القائم من ذريتك؟
    فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (مثله مثل الساعة التي (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالأَْرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً)
    وهناك أحاديث كثيرة في هذا المعنى غير هذا الحديث؛ كما إن ظهور حضرة صاحب الزمان عليه السلام لا يعلمه أحد إلا رب العالمين جل جلاله، وقد أورد محمّد بن يعقوب الكليني رحمة الله عليه في كتاب الكافي باباً من هذا الموضوع بأنه لا يعلم وقت ظهور حضرة خاتم الأوصياء أحد إلا الله تعالى، وسمّى هذا الباب (باب كراهية التوقيت).
    وقد وضع ابن شاذان عليه الرحمة والغفران في كتاب (إثبات الرجعة) باباً مشتملاً على هذا النحو من الأحاديث سمَاه باب (شدَّة النهي عن التوقيت).
    وأحد تلك الأحاديث التي رواها الشيخ الجليل القدر، قال:حدثنا محمّد بن أبي عمير رضي الله عنه عن حماد بن عيسى عن أبي شعبة الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن عمِه الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
    قال: سألت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأئمّة بعده، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الأئمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل إثنى عشر، أعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت منهم يا حسن). فقلت: يا رسول الله فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟
    قال: (يا حسن إنما مثله مثل الساعة أخفى الله علمها على أهل السموات والأرض لا تأتي إلا بغتةً).
    يعني كما أنه لا يعلم متى تقوم القيامة أحد إلا الله رب العالمين، فكذلك لا يعلم أحد إلا الملك المنان متى سوف يكون وقت ظهور صاحب الزمان عليه السلام.
    وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي (رضوان الله عليه) في كتاب الغيبة: أمّا وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على التفصيل، بل هو مغيَّب عنا إلى أن يأذن الله بالفرج.
    ونقل عدَّة أحاديث في هذا الباب قد انتهت أسانيدها إلى ابن شاذان (رحمة الله عليه) المذكور.
    وهي موجودة مع أحاديث أخرى في هذا المعنى في كتاب إثبات الرجعة، ومن جملتها قال الشيخ أبو جعفر:
    أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري عن عليّ بن محمّد عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمّد وعبيس (بن هشام) عن كرام عن الفضيل قال:
    سألنا أبا جعفر عليه السلام: هل لهذا الأمر وقت؟
    فقال عليه السلام: (كذب الوقّاتون،كذب الوقّاتون ،كذب الوقّاتون).
    وروى أيضاً عن ابن شاذان بهذا الطريق: الفضل بن شاذان، عن الحسين بن يزيد الصحاف، عن منذر الجوّاز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كذب الموقّتون، ما وقتنا فيما مضى، ولا نوقت فيما يستقبل).
    وروى ابن شاذان هذا الحديث بعدّة أسانيد صحيحة.
    وقال الشيخ الطوسي بعد أن ذكر هذا الحديث: وبهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم الأسدي، فقال: أخبرني جعلت فداك متى هذا الأمر الذي تنتظرونه، فقد طال؟
    فقال: (يا مهزم! كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلِّمون، وإلينا يصيرون).
    وقد روى الشيخ أبو محمّد بن شاذان في هذا الباب عدة روايات.
    كما وقع في توقيعين أن حجة الرحمن عليه السلام نفسه قد قال بأن التوقيت كذب.
    أحدهما: قال ابن بابويه رحمة الله عليه في كتاب كمال الدين: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (الطالقاني) رضي الله عنه قال:سمعت أبا علي (محمّد) بن همام، يقول: سمعت محمّد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: خرج التوقيع بخط أعرفه يقول: (من سمَّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله).
    قال أبو عليّ (محمّد) بن همام: وكتبت أسأله عن (ظهور) الفرج متى يكون؟
    فخرج التوقيع: (كذب الوقّاتون).
    وقال سماحة سيد المجتهدين الأمير محمّد باقر الداماد رحمه الله بعد أن نقل هذا الحديث في كتاب (شرعة التسمية): (وهذه الرواية بعينها قد رواها شيخنا الإمام المفيد، وشيخنا الأعظم الطوسي، والشيخ المفسر الطبرسي قدس الله أسرارهم بأسانيدهم الصحيحة).
    والمحل الثاني الذي وقع فيه التوقيع ما رواه: ابن شاذان وابن بابويه والشيخ الطوسي والشيخ الطرابلسي رضوان الله عليهم أجمعين بأسانيدهم، ونحن نكتفي بسندٍ واحدٍ ونقل فقرة منه رعاية للاختصار هنا.
    روى ابن بابويه رحمة الله عليه عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمّد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع الجواب، وبالإجمال فكان من جملة تلك المسائل أنه سأل عن وقت ظهوره عليه السلام ، فكتب عليه السلام في جواب هذا السؤال: (وأمّا ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى وكذب الوقّاتون).
    يعني: أمّا ظهور الفرج فإنه متعلق بإرادة ومشيئة الحق تعالى وكذب الوقّاتون.
    وقد ذكرنا قبل هذا أن ابن شاذان عليه الرحمة والغفران قد روى أحاديثاً في هذا الباب غير تلك التي رواها الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس سره.
    وأحدها: قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران رضي الله عنه عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام: (يا عليّ إن قريشاً ستظهر عليك ما استبطنته، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعواناً فجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكفَ يدك وأحقن دمك، فإن الشهادة من ورائك، فاعلم أن ابني ينتقم من ظالميك وظالمي أولادك وشيعتك في الدنيا، ويعذبهم الله في الآخرة عذاباً شديداً.
    فقال سلمان الفارسي: من هو يا رسول الله؟
    فقال: التاسع من ولد ابني الحسين الذي يظهر بعد غيبته الطويلة، فيعلن أمر الله ويظهر دين الله وينتقم من أعداء الله ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً وظلماً.
    قال: متى يظهر يا رسول الله؟
    قال صلى الله عليه وآله وسلم: لا يعلم ذلك إلا الله، ولكن لذلك علامات، منها نداء من السماء، وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بالبيداء.
    والسلام على من اتبع الهدى).
    وقال ابن بابويه رحمة الله عليه في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة): حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطار، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا الصقر بن أبي دُلف، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول:
    (إن الإمام بعدي ابني عليّ، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت.
    فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟
    فبكى عليه السلام بكاءاً شديداً، ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر.
    فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمِّي القائم؟
    قال: لأنه يقوم بعد موت ذِكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.
    فقلت له: ولم سمّي المنتظر؟
    قال: لأنَّ له غيبةً تكثر أيامُها، ويطول أمُدها، فينتظر خروجَه المُخْلِصُون، ويُنْكِرُه المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحِدُون، ويكذب فيها الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلِّمون).
    ونقل ابن شاذان هذا الحديث بلا واسطة عن الإمام عليه السلام باختلاف قليل ببعض ألفاظه، مع أحاديث أخرى، ثم قال:
    قد تحقق من هذه الأخبار وأمثالها أن وقت ظهوره مغَيَّب عن الخلق ولا يعلمه إلا الله.
    وقال الحسن بن حمزة العلوي الطبري في كتاب الغيبة: قال أبو عليّ محمّد بن همام رضي الله عنه في كتابه (نوادر الأنوار): حدّثنا محمّد بن عثمان بن سعيد الزيَات رضي الله عنه ، قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمّد عليه السلام عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: (أن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على خلقه إلى يوم القيامة، فإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
    فقال: إن هذا حقّ كما أن النهار حقّ.
    فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟
    قال: ابني هو الإمام والحجة بعدي، مَنْ مات ولم يعرفه مات ميتةً جاهلية، أما أنّ له غيبةَ يُحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقّاتون، ثم يخرج كأني انظر إلى الأعلام التي تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة).
    فيعلم من هذه الأحاديث أن الشيخ الطوسي وابن بابويه ومحمّد بن يعقوب الكليني والشيخ النيشابوري (وهو متقدم عليهم لأنهم من العلماء المتأخرين عنه) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الإثنى عشر عليهم السلام لم يدروا وقت ظهور صاحب الزمان عليه السلام ، ولا يعلم به نفس صاحب الأمر صلوات الله عليه أيضاً.
    التعديل الأخير تم بواسطة سامر الزيادي; الساعة 07-01-2012, 09:59 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X