ان فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام لاتعد ولاتحصى وكيف نحصي فضائلهم وقد ملأت الخافقين وكيف نتكلم عن فضيلة من فضائلهم بلسان كال بعد ان نطق وصرح بفضلهم الكتاب المبين
فإن في فضيلة واحدة من فضائلهم عبرة للمعتبرين وتبصرة للمتبصرين إلا من اتبع الشيطان فاغواه فأصم سمعه واعمى قلبه فاتبع من اعمتهم اهواؤهم وهم يحملون على ظهورهم اثقالا فوق اثقالهم فيرتكبون المعاصي والآثام ويخونون أمانة الولاية التي حملها الله الانسان ثم يقومون على خيانة العهد بعد وفاة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ويمدون أيدي الاثم الى ذريته وعترته الطاهرة
( ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون )
ولاتزر وازرة وزر اخرى فالحياة قصيرة وماهي الا ايام ويردون على نار وقودها الناس والحجارة
من يحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويطيعه فمن الطبيعي جدا ان يحب اهل بيته وذريته وطاعة الرسول وأولي الامر هي الحب الصحيح والولاء الحقيقي الصادق واراد الله عز وجل بحكمته ان يمتد حبهم ويتسع فأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ان يحدث امته ويأمرهم بحب اهل بيته عليهم الصلاة والسلام والتمسك بهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (انا واهل بيتي شجرة في الجنة واغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلا )
فطاعة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام مفروضة على العباد لانهم الادلاء على صراط الله المستقيم ولازما على الخلق مودتهم والاقتداء بهم وقد حذر النبي امته من الاجتناب عنهم كما أكد على التمسك بهم فقال (اني فرطكم على الحوض وقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلا تلقوني غدا وقد ابغضتم عترتي وقتلتموهم )
فمن ابغض الحسين عليه الصلاة والسلام وقتله وقتل اطفاله وشرد بنات النبوة ع كيف سيقابل نبيه وماذا سيقول له ومن اين له الشفاعة عند الله ان اغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرد ذريته؟
ومن جهة اخرى فقد تمسكت فئة من الأناس المؤمنون بولاء اهل البيت عليهم الصلاة والسلام منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واظهروا لهم المودة والاتباع بكل ما أمروا به وكان ولاؤهم عقيدة وايمان لا ولاء سياسي ودنيوي كما يظن بعض اصحاب القلوب المريضة والدليل ان الموالون كانوا ومازالوا يتبرؤون من اعداء اهل البيت عليهم الصلاة والسلام قولا وفعلا حتى انهم اصبحوا يستعذبون الموت في سبيلهم ويرخصون اموالهم وحياتهم في سبيل اعلاء كلمتهم ونشر مبادئهم التي ورثوها عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وكانت نتيجة صدقهم بالولاء وحب اهل البيت عليهم الصلاة والسلام ان ظهرت على ساحة التاريخ احقاد كانت مدفونة حاربت هذا الولاء ومازالت الاحقاد الموروثة تقاوم الى يومنا هذا مما ادى الى القتل والتشريد وسفك الدماء سابقا ولاحقا ودفع الموالون ارواحهم ثمن لولائهم
فسابقا دس السم لمالك الاشتر جزاء لولائه وقتل الحسن بن علي ع مسموما وقتل حجر بن عدي وميثم التمار وغيرهم وتجلى الولاء بصورته الناصعة في ساحة الطف عندما طلب الحسين ع من اصحابه ان يتركوه واحلهم من القتال ودافع الولاء منعهم من مخالفة اوامر الله تعالى في اصفيائه من خلقه ولم يكتف التاريخ بسجله الاسود الذي سجله مع هذه القلة الصافية بل تابع اجرامه مع كل متمسك بالولاية فالفرزذق حبس وحرم العطاء لميله الى اهل البيت عليهم الصلاة والسلاموالكميت الاسدي هدمت داره وطرد وشرد ودعبل لاقى اشد انواع الجور والظلم وابن السكيت العالم الكبير الذي قتله المتوكل لانه فضل الحسن والحسين ع على الخليفة وستون علويا قتلوا صبرا في سجن هارون لاذنب لهم سوى الولاء لسادتهم اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وبزمننا هذا يقتل الابرياء الموالون بسوريا والعراق وبكل مكان فيه قاتل الحسين ع وواقعة الطف تعاد بكل زمان ولكن هذه الاحداث والمصائب لن تزيد الولاء لاهل البيت عليهم الصلاة والسلام ومحبتهم الا ظهورا وثباتا ورسوخا فما اجدرنا ان نقتدي بالسابقين ليمتد الولاء فيربط السابق باللاحق ويكون كالعقد الواحد يتحلى به جيد الزمن وحري بنا الاستمرار باقامة عزاء سيد الشهداء ع وذكريات واقعة الطف التي سودت وجه التاريخ وسودت صحائف اناس حادوا عن الصراط المستقيم الذي رسمه رب العالمين بقوله ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) وان كان هناك من يهزأ من هذه الذكريات ولايروق له سرد الحقائق ولا يعتقدون الا بالولاء للشيطان فإنهم : كناطح صخرة يوما ليوهنها
فلم يضرها واوهى قرنه الوعل
نأمل من المولى الكريم ان ننال دعوة مولانا الصادق عليه الصلاة والسلام حيث قال: اللهم ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي حزنت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا...