الحلم خليل المؤمن ووزيره
الحلم هو ان يكظم الانسان غيظه ويعفوا عمن ظلمه مع قدرته على الرد،قيل للأمام الحسن (ع)مالحلم؟قال:كظم الغيظ وملك النفس.
وقد وصف الحق تبارك وتعالى نفسه بالحلم فقال(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) وامتدح حلم شيخ الانبياء ابراهيم (ع)بقوله تعالى (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)
وجعل النبي الاكرم (ص) الحليم في درجة الصائم القائم بقوله(ان الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم)
وحث اهل البيت (ع) على تعلم الحلم والعمل به فعن أمير المؤمنين (ع)( تعلموا الحلم فإن الحلم خليل المؤمن ووزيره والعلم دليله والرفق أخوه والعقل رفيقه والصبر أمير جنوده)
فالحلم زينة المؤمن وهو غطاء ساتر لعيوب الانسان فهو حجاب من الافات وتكميل للعقل وقوة للأرادة والحلم يطفئ الغضب كما يطقئ الماء الناروكان اهل البيت الاطهار (ع)المضهر الاكمل للحلم كما في رواية الامام الباقر (ع) مع النصراني اذ قال النصراني للامام الباقر (ع)- مستهزءاً به-:
أنت بقر
فأجابه الامام بكل برودة وبسط الوجه:لا، أنا باقر
قال النصراني تنقيصاً من شأن الامام (ع):انت ابن الطباخة
فأجاب الامام (ع) بكل طلاقة وجه :ذاك حرفتها.
ثم قال النصراني شتماً للامام :أنت ابن السوداء الزنجية البذية
فكان جواب الامام (ع):ان كنت صدقت غفرالله لها،وان كنت كذبت غفرالله لك
فما كان من النصراني الا ان يسلم لما رآ ه من حلم الامام الباقر (ع).
وهذا حِلم تلميذ من تلاميذ مدرسة اهل البيت (ع) وهو السيد ابو الحسن الاصفهاني المرجع الاعلى للشيعة في عصره عندما اعترضه رجل في الطريق وشتمه واستمر في شتمه حتى باب منزله وهناك عند الباب توقف السيد وطلب منه الانتظار،دخل بيته ثم رجع وبيده مبلغاً من المال أعطاه لذلك الرجل وقال له :راجعنا لدى كل مضيقة تعترضك اذ اخشى ان تراجع غيرنا فلا يقضي حاجتك.
تعليق