إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فاجعةُ الطَّف الكبرى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاجعةُ الطَّف الكبرى



    فاجعةُ الطَّف الكبرى
    للشاعر: محمّد حسين الصغير

    فاجعةُ الطَّف الكبرى
    سَما عِظَماً تاريخُك الأنْجُمَ الزُّهْـرَا
    وفاضَ بهاءً تَسْتَضيءُ بِهِ الذِّكـرى
    وسارَ مَعَ الأجيالِ فـي نَهَضاتِهـا
    لغاياتِها القُصْوى فتابعَتِ المَسْـرى
    وخَطَّ على التاريخ بالنُّورِ صَفْحـةً
    بِلأْلائِهـا شَعَّـتْ بطولتُـك الغَـرّا
    وأمْلى على الأحرارِ دَرساً مُخَلَّـداً
    فأرْهَفها ذهنـاً، وحَرَّرهـا فِكـرا
    وفاضَ جِهاداً.. ضمَّخَ الأُفْقَ فجرُهُ
    دماءً بها الإسلامُ قـد أدرك الثَّـأْرا
    وشَقَّ طريقَ القائدين إلـى العُلـى
    صِراطاً سَويّاً طاوَلَ الشمسَ والبدرا
    نَسيرُ بـهِ نَحـوَ الكرامـةِ والإبـا
    لِنبلُغَ فيه الفتحَ مهمـا عَـلا قَـدْرا
    * * *
    الهاشميون والأنصار
    وقدَّسـتُ عــزمَ الثائـريـن وإنَّــهُ
    لَعَزمٌ حَـوى الفتـحَ المُؤبَّـدَ والنصـرا
    تَعـالـى مِـثـالاً عَبْقـريّـاً مُقـدَّسـاً
    على الكَونِ قد خَطَّتْ رَوائعُـه سطـرا
    وفاحَ بنَشْـرِ الطِّيـبِ منهجُـه عِطـرا
    وأشـرقَ بالأبـرارِ مَطلعُـه فـجـرا
    إلـى أنْ سَـرى للهِ، وازدانَ مَـوكِـبٌ
    مِن الحقِّ فيـه خلَّـدَ المجـدَ والفَخـرا
    تَوافـدَتِ الأطهـارُ مِـن آلِ هـاشِـمٍ
    بساحتِـهِ الحمـراء، وابتَسَمَـت ثَغـرا
    وأشرقَـتِ الأنصـارُ فـيـه كواكـبـاً
    تُبـدِّدُ شمـلَ الليـلِ أنوارُهـا الزَّهـرا
    وشَمّـرَتِ الأردانَ للمـوتِ، وارتمَـتْ
    بمُعتـرَكِ الأقْـرانِ، وانْتَضَـتِ البُتْـرا
    لهـا اللهُ مِـنْ مُشتاقـةٍ نحـوَ حَتفِهـا
    أطَلَّت بسُوحِ الحربِ كالأُسْدِ إذ تَضـرى
    حَدا بِهـمُ حـادي الجهـادِ، وضمَّهُـم
    لِواءُ ( أبي الأحرارِ ) للثورةِ الكُبـرى
    فخاضُوا غِمارَ المـوتِ فارتـاعَ مِنهـمُ
    وولّى، وأضحَت كَفُّـه مِنهـمُ صِفْـرا
    وما مـاتَ مَـنْ أحيـا الكفـاح بسيفِـهِ
    وألقَـحَ يَـومَ الطَّـفِّ ثورتَـه الحمـرا
    وأعطَوا إلى تلـك السيـوفِ حقوقَهـا
    فما اقترَفَـت ذنبـاً، ولا حُمِّلَـتِ وِزْرا
    وذادوا عن الإسلامِ وانتَقموا مِـن الـطْ
    طُغـاةِ: فـذا مُلْقًـى، وذلـكُـمُ فَــرّا
    وقـد ألقحُـوا شَعـواءَ يَقْـدَحُ زَنْدُهـا
    لَهيباً، أمـادَت فـي زلازلِهـا الغَبْـرا
    وصانُـوا حُسَينـاً بالنُّفُـوسِ كريـمـةً
    فأوسعَهُـم حَمـداً، وأبلَغَهـم شُـكـرا
    إلى أن قَضَوا للمجدِ والسيـفِ واجبـاً
    هَوَوا، فتَهاوَت مِن قَراراتِها ( الشِّعْرى )
    * * *
    العبّاس بن عليّ عليه السلام
    تَبسَّـم مِضمـارُ الكـرامـةِ وافْـتَـرّا
    إلى طَلعةِ العبّاسِ، يا لكِ مِن بُشـرى!
    فتًـى شيَّـدَ الدِّيـنَ الحنيـفَ بسيـفِـهِ
    وقَوَّضَ في إقدامِـه الشِّـركَ والكفُـرا
    رأى الجَورَ والطُغيانَ في الأرضِ شائعاً
    فكوَّر مِن أرجائِهـا الظلـمَ والجَـورا
    نَضَا السيفَ والخَطِّيَّ دونَ ابـنِ فاِطِـمٍ
    فزُلزلتِ الغَبرا، وأُرجِفـتِ الخَضـرا
    وغَبَّـر فـي تلـك الجُمـوع مُجاهـداً
    فجَدَّل مِـن أعدائـهِ الفَيلـقَ المُجْـرا
    وصـالَ بعـزمِ يمـلأ البِيـدَ رهـبـةً
    ويترك عقلَ الصِّيـدِ مُضطرِبـاً ذُعـرا
    وجَـرَّدَ بَتّـاراً علـى القـوم مُرهَفـاً
    تَلفَّعـتِ الأبطـالُ ضربتَـهُ النَّـكْـرا
    إلى أن ذَكَت نارُ الحَـروبِ وأجّجَـت
    بكـلِّ فُـؤادٍ مِـن شرارتِهـا جَـمْـرا
    تمكَّنَـتِ الأعـداءُ مـنـه، فقَطَّـعَـت
    بأسيافِهـا يُمنـى يَدَيـهِ مَـع اليُسـرى
    وخَـرَّ صريعـاً للثَّـرى بعدمـا أتـى
    على كلِّ بـاغٍ نَفْسُـه تحصـد الشَّـرّا
    وسار إلى الفِردَوسِ يَسْتَبِـقُ الخُطـى
    مَشُوقاً إلى الأُخرى، فسبحانَ مَن أسرى
    * * *
    الحسين عليه السلام يخطب بأهل الكوفة
    ولمّـا تَهـاوَت كالكواكـبِ فتيـةٌ
    وأحكَمَت الأعداءُ في نحرِها النَّحْرا
    وصَـوَّحَ مَيـدانُ البطولـةِ مِنهـمُ
    وأضْحَت سماءُ العِزِّ مِن بعدِهِم قَفْرا
    خطبتَ بهاتيـك الجمـوعِ مُذَكِّـراً
    لها النَّشْرَ والهَولَ المُحتَّمَ والحشرا
    وعيَّنتَ مِنهم بالخطـابِ مَعاشِـراً
    دَعَوك لتأتي نَحوَهم مُسرِعاً جَهْـرا
    :ألَـم تَكتبُـوا: أن هَلُـم فأرضُنـا
    لقد أينَعَت غَرْساً، وقد أفرَعَتْ بَذْرا
    ولكنَّهُـم عمّـا تـقـولُ بشـاغِـلِ
    فأرواحُهم تَستهدفُ المالَ والتِّبْـرا
    وأنفسُهم بالبغيِ قـد مُلِّئَـت كُفْـرا
    وأسماعُهم بالغيِّ قد حُشِّدَتْ وَقْـرا
    فلمّا رأيتَ الوعـظَ أخفـقَ سعيُـهُ
    وباءت بُعقبى الأمرِ صفقتُه خُسْـرا
    تَرجَّلتَ للمـوتِ الـزُّؤام بعَزْمـةٍ
    مُؤجَّجةٍ، لم تُبقِ مَكـراً ولا غَـدْرا
    وقام خطيباً فيهُمُ السيـفُ مُصْلَتـاً،
    فيالكَ يومَ الرَّوعِ مِن خُطبةٍ غَـرّا!
    * * *
    الحسين عليه السلام يباشر الحرب بنفسه ويسلِّم روحه الطاهرة
    تَرامى أبو الأحرارِ وسْطَ الوغى حُـرّا
    وقابلَ مسروراً بهـا البِيـضَ والسُّمْـرا
    وهَـزَّ ميـاديـنَ الجـهـادِ مُجـاهـداً
    وحـامَ عليهـا فـي بطولتِـهِ صَقُـرا
    فضَجَّت به الأبطـالُ مذعـورةً فِكْـرا
    وجرَّعها بالسيفِ طعـمَ الـرَّدى مُـرّا
    ففرَّت مَغاويرُ الـرَّدى منـه، وارتَمْـت
    على الأرْضِ.. لا نَفْعاً تُعيدُ ولا ضُـرّا
    وأظهَرَ فـي يَـومِ الطُّفـوفِ شَجاعـةً
    لوالـدِهِ الكـرّار قـد نُسِبَـت فَـخْـرا
    فلَم يَبـقَ بيـتٌ فـي العراقَيـنِ أهلَـهُ
    مِن الثُّكـلِ إلاّ أذرفَ الأدمُـعَ الحُمـرا
    وقـد مُلِئَـت تلـك الرُّبـوعُ نَوائحـاً:
    فذي قد بَكَت صِنْواً، وذي قد نَعَت صِهْرا
    إلى أن أتَى الأشرارُ مِـن كُـلِّ جانـبٍ
    عليك، وقـد خفَّـت جُيوشُهُـمُ تَتْْـرى
    حَدا بِهِـمُ الشيطـانُ والإثـمُ والهـوى
    فقد أثكلُوا رغمَ الهُدى البَضعةَ الزَّهْـرا
    ومُتَّ كريـمَ النفـسِ لـم تَلْـوِ كاهِـلاً
    إلـى الـذُّلِّ مَيمـونَ النَّقيبـةِ مُسْتَـرَّا
    ورَضَّت جيادُ الظُّلـمِ صَـدرَك جَهـرةً
    ولم يَكُ صدراً بل لِسرِّ الهُـدى سِفْـرا
    * * *
    أُسرة الحسين عليه السلام في الأَسْر
    وبَعـدَك حَمَّـت بالنسـاءِ نَــوازلٌ
    وقِيـدَت لأوغـادٍ فراعِنـةٍ أَسْــرى
    وأضْحَت تُعاني الويلَ والضَّيمَ والذُّعْرا
    وأمسَت تُقاسي الذُّلَّ والقيدَ والأَسْـرا
    وعادَت بحالٍ يتـرك الحُـرَّ ذاهـلاً
    فقد أُبرِزَت في صُورةٍ تُذهِـلُ الحُـرّا
    وقد ضُرِبَت ظُلماً، وقد أُرهِقَت قَسْـرا
    وقد جُرِّعَت سُمًّا، وقد أُلْعِقَت صَبْـرا
    فَمَن مُبلِغُ ( المهديِّ ) عنّـي رسالـةً
    لِعُظْمِ شَجاها لم يُطِقْهـا فمـي نَشْـرا
    أتُغضِـي عيـونُ الهاشميّيـن بُرهـةً
    على الضَّيم، والموتورُ يطلبُ الوِتْرا!
    فهـلاّ حَمَـوا آلَ النَّبـيِّ ورَهْطَـهُ،
    وفي كربـلا طُلَّـت دماؤُهُـمُ هَـدْرا
    وقد أُبِرِزَت تلـك الوَقُـورُ بمجلـسٍ
    يَتيهُ ( يزيدُ ) المُوبقـاتِ بـهِ كِبْـرا!
    * * *
    ألمُ الفاجعة وختامُها
    مُصابٌ لدَيَهِ السَّمعُ يَستعـذبُ الوَقْـرا
    وصوتٌ مِن الأهوالِ قد أثقَلَ الدَّهْـرا
    ويومٌ مِن الأشجانِ قد قَصَـمَ الظَّهْـرا
    وسَيلٌ مِن الأحزانِ قد أَفعم الصَّـدْرا
    فَيا طَرْفِـيَ الهامـي تَفَجَّـرْ مَدامعـاً
    لِرُزْءِ أبـيِّ الضَّيـمِ ساكبـةً حَمْـرا
    ويا قلبـيَ الدامـي تَسَعَّـرْ فَجائعـاً
    بيومِ أبـي الأحـرارِ لاهبـةً جَمْـرا
    ويا شِعْريَ الظامـيَ تَمَطَّـرْ روائعـاً
    لنازلةٍ في الطَّـفِّ حَيَّـرَتِ الشِّعْـرا
    ويا صبريَ السامي تَضَعْضَعْ لِصاعِقٍ
    أناخَ بما ضـاقَ الفُـؤادُ بـهِ صَبْـرا
    ويـا نَـوحُ جَـدِّدْ للحُسْيـنِ مَراثيـاً
    لِداهيـةٍ دَهْمـاءَ أذْهـلَـتِ الفِـكْـرا
    نَضاءلَتِ الأحداثُ عَن عُمـقِ وقْعِهـا
    فكانت ـ لَعَمْرُ الحَقِّ ـ حادثةً بِكْـرا
    فما كان أشْجاهـا بهـا مِـن فجائـعٍ
    قلوبُ بني الزهراءِ أضْحَت بها حَرّى!
    وما كـان أبكاهـا بهـا مِـن فظائـعٍ
    عيونُ رسولِ اللهِ أضْحَت بها عَبْرى!
    ( من ديوانه: ديوان أهل البيت عليهم السلام:174 ـ 181، نشر: مؤسّسة البلاغ ـ بيروت، الطبعة: الأولى ـ سنة 1430 هـ / 2009 م )
    sigpic

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدنا الحسين (عليه السلام)،

    وجعلنا الله من الطالبين بثأره مع ولده الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه.

    بارك الله بك ورزقنا واياكم شفاعةالحسين عليه السلام

    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X