إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أثر الشعائر على الفرد والمجتمع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أثر الشعائر على الفرد والمجتمع

    أثر الشعائر على الفرد والمجتمع

    إن مسألة العزاء والمواساة والجزع على الإمام الحسين (ع) وما يمثله من الحضور الدائم لهذه الشخصية في الوجدان الإنساني، له أثر عظيم في دفع هذا الإنسان باتجاه العمل، والسير نحو الهدف الأسمى، الذي ضحى لأجله (ع) بكل ما لديه، وبأغلى ما يملك.. وله أثر عظيم أيضاً في ربط الإنسان عاطفياً، ووجدانياً، وإنسانياً بأهل البيت (ع)، وتفاعله مع قضاياهم، وتسليمه لهم بكل وجوده، وبكل مشاعره وأحاسيسه، فيحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم..

    وهل هناك مناسبة أعظم من واقعة كربلاء يعبر فيها الإنسان عن هذا الارتباط، وتلك العلاقة بهم (ع)؟!

    وقد يكون التعبير عن هذا الحزن والجزع بأشكال وطرق مختلفة، يظهر من خلالها ذلك الشعور الإنساني، الفطري، المرتكز إلى قداسة الأهداف، وإلى مقام من ضحى من أجلها، ومعرفة منازل كرامته، وقداسة شخصيته، وحساسية موقعه من هذا الدين.

    وقد جاءت الأوامر الشرعية لتعطي الإنسان فسحة ومجالاً واسعاً، من خلال تسجيل الأمر بإقامة العزاء على عناوين عامة، مثل: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).. حيث تركت لكل إنسان، الحرية في اختيار الأسلوب والطريقة التي تناسبه، بشرط أن يكون ذلك وفق أحكام الشرع، وحيث لا يصاحب ذلك أية مخالفة أو إساءة، فإنه لا يطاع الله من حيث يعصى...

    فأحياها الشاعر: بشعره.
    وأحياها الأديب: بنثره.
    وأحياها ثالث: بإقامة مجالس العزاء.
    ورابع: آثر أن يسقي الناس الماء، ليذكرهم بعطش الحسين (ع).
    وخامس: علق قطعة سوداء على الطريق العام.
    وسادس: نظّم مسيرة تحمل فيها الشموع في ليالي عاشوراء... وهكذا تستمر قائمة وسائل التعبير بالتنامي وتتكاثر باطّراد..

    وكان منها تنظيم المواكب مِن قِبَل مَن آثر أن يعظم شعائر الله، ويحيي أمرهم (ع)، بطريقة.. اللطم في المواكب والمجالس والبكاء.. وغيرها الكثير.

    وقد حاول كثير من المخالفين لأصل إحياء ذكرى عاشوراء، تهجينها، والتنفير منها، والتشكيك بمشروعيتها، وأثيرت مؤخراً أسئلة حول هذه الموضوعات الأخيرة، وبُذلت محاولات جادة أيضاً من أجل ذلك، رغم وجود فتاوى لأكثر مراجع الأمة في هذه العصور المتأخرة بالمشروعية.. وإذا كان ثمة مَن تحفّظ، فإنما هو في الموارد التي يلزم فيها عكس ما قصد منها.. كالموارد التي تؤدي إلى صد الناس عن الحق.. وتضييع فرصة الهداية عليهم..

    واللافت هنا، ما تظهره لنا شاشات التلفزة في هذه الأيام، من ممارسة المسيحيين لأساليب حادة جداً للتعبير في هذا المجال، إلى حد دق المسامير في أيديهم، وهم على الصليب، لمواساة النبي عيسى(ع)، فيما يعتقدون أنه جرى عليه، هذا عدا عن حملهم الصليب مسافات طويلة على الظهر، تعبيراً عن الآلام!! ولم نجد أحداً ثارت ثائرته، فرماهم بالتخلف، وبالخرافة، ولم يعترض ولم يخجل أحد من أتباع تلك الديانة من عرض تلك المشاهد على شاشات التلفاز..

    فلماذا نستسلم لحملات التشنيع المغرضة على عاشوراء، والتي تأتينا من جهات حاقدة ومغرضة من غربيين وغيرهم، ممن يعادون عاشوراء، ويعملون على إخماد جذوتها، وإطفاء نورها؟ ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، ويتم حجته، وينصر دينه وأولياءه..
    أي غرض أعظم، وأسمى وأشرف، من إحياء أمرهم (ع)، إذا كانت هذه المراسم موجبة لعز الدين، وتثبت اليقين؟.. وفي المواضع الخالية من خطر التوهين، والصد عن سبيل الهداية، وليس فيها أي أثر لإثارة الذعر في النفوس، وإخافتهم، وجعلهم يهربون من هذا الدين؟ مع أن اللازم هو مراعاة حالهم، والرفق بهم! على قاعدة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}!..


    (من كتاب (مراسم عاشوراء) للعلامة السيد جعفر مرتضى العاملي)


    أخوكم
    منير الحزامي (الخفاجي)
    كربلاء المقدسة
    من مرقد كفيل زينب (ع)
    http://ar-ar.facebook.com/muneer.fadali

    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X