إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هدية الله الى رسوله المصطفى ( صلى الله عليه و آله )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هدية الله الى رسوله المصطفى ( صلى الله عليه و آله )

    رُوِيَ عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أن جَبْرَئِيلُ جاءَهُ فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةٍ لَمْ يُعْطِهَا أَحَداً قَبْلَكَ .
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : مَا هِيَ ؟
    قَالَ : الصَّبْرُ ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ .
    قَالَ : وَ مَا هُوَ ؟
    قَالَ : الرِّضَا ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ .
    قَالَ : وَ مَا هُوَ ؟
    قَالَ : الزُّهْدُ ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ .
    قَالَ : وَ مَا هُوَ ؟
    قَالَ : الْإِخْلَاصُ ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ .
    قَالَ : وَ مَا هُوَ ؟
    قَالَ : الْيَقِينُ ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ .
    قُلْتُ وَ مَا هُوَ يَا جَبْرَئِيلُ ؟
    قَالَ : إِنَّ مَدْرَجَةَ ذَلِكَ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
    فَقُلْتُ : وَ مَا التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ ؟
    قَالَ : الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَضُرُّ وَ لَا يَنْفَعُ ، وَ لَا يُعْطِي وَ لَا يَمْنَعُ ، وَ اسْتِعْمَالُ الْيَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَا يَعْمَلُ لِأَحَدٍ سِوَى اللَّهِ ، وَ لَمْ يَرْجُ وَ لَمْ يَخَفْ سِوَى اللَّهِ ، وَ لَمْ يَطْمَعْ فِي أَحَدٍ سِوَى اللَّهِ ، فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّلُ .
    قُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ ، فَمَا تَفْسِيرُ الصَّبْرِ ؟
    قَالَ : تَصْبِرُ فِي الضَّرَّاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِي السَّرَّاءِ ، وَ فِي الْفَاقَةِ كَمَا تَصْبِرُ فِي الْغِنَى ، وَ فِي الْبَلَاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِي الْعَافِيَةِ ، فَلَا يَشْكُو حَالَهُ عِنْدَ الْمَخْلُوقِ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْبَلَاءِ .
    قُلْتُ : فَمَا تَفْسِيرُ الْقَنَاعَةِ ؟
    قَالَ : يَقْنَعُ بِمَا يُصِيبُ مِنَ الدُّنْيَا ، يَقْنَعُ بِالْقَلِيلِ وَ يَشْكُرُ الْيَسِيرَ .
    قُلْتُ : فَمَا تَفْسِيرُ الرِّضَا ؟
    قَالَ : الرَّاضِي لَا يَسْخَطُ عَلَى سَيِّدِهِ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا ( أَمْ لَا يُصِيبُ ) مِنْهَا ، وَ لَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَمَلِ .
    قُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ ، فَمَا تَفْسِيرُ الزُّهْدِ ؟
    قَالَ : يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ خَالِقَهُ ، وَ يُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُ خَالِقَهُ ، وَ يَتَحَرَّجُ مِنْ حَلَالِ الدُّنْيَا ، وَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَى حَرَامِهَا ، فَإِنَّ حَلَالَهَا حِسَابٌ ، وَ حَرَامَهَا عِقَابٌ ، وَ يَرْحَمُ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ ، وَ يَتَحَرَّجُ مِنَ الْكَلَامِ كَمَا يَتَحَرَّجُ مِنَ الْمَيْتَةِ الَّتِي قَدِ اشْتَدَّ نَتْنُهَا ، وَ يَتَحَرَّجُ عَنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَ زِينَتِهَا كَمَا يَتَجَنَّبُ النَّارَ أَنْ يَغْشَاهَا ، وَ أَنْ يُقَصِّرَ أَمَلَهُ وَ كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَجَلُهُ .
    قُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ ، فَمَا تَفْسِيرُ الْإِخْلَاصِ ؟
    قَالَ : الْمُخْلِصُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئاً حَتَّى يَجِدَ ، وَ إِذَا وَجَدَ رَضِيَ ، وَ إِذَا بَقِيَ عِنْدَهُ شَيْ‏ءٌ أَعْطَاهُ فِي اللَّهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْأَلِ الْمَخْلُوقَ فَقَدْ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَ إِذَا وَجَدَ فَرَضِيَ فَهُوَ عَنِ اللَّهِ رَاضٍ ، وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُ رَاضٍ ، وَ إِذَا أَعْطَى لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ عَلَى حَدِّ الثِّقَةِ بِرَبِّهِ .
    قُلْتُ : فَمَا تَفْسِيرُ الْيَقِينِ ؟
    قَالَ : الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ لِلَّهِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَى اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يَرَاهُ ، وَ أَنْ يَعْلَمَ يَقِيناً أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَ هَذَا كُلُّهُ أَغْصَانُ التَّوَكُّلِ وَ مَدْرَجَةُ الزُّهْدِ " [1] .
    -------------------
    [1] وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 15 / 194


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X