- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة من كتابه في رجب سنة خمس وستين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن على بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون أبوإسحاق، عن عيسى بن أعين، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما ".
2 - [أخبرنا] أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الاحول، عن عبدالله ابن جبلة، عن عيسى بن أعين، عن معلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " من الامر محتوم ومنه ماليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ".
3 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: " اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم أغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه على باطل، وأنه هالك، فأبشروا، ثم أبشروا بالذى تريدون، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم(1) من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم.
فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجال(2)
___________________________________
(1) كذا.
(2) في بعض النسخ " يتغيب الرجل ".
(*)
منكم عنه، فإن حنقه وشرهه(1) إنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلى أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فأنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل أمرأة: تسعة أشهر(2)، ولا يجوزها إن شاء الله ".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبدالملك بن أعين، قال: " كنت عند أبي جعفر(عليه السلام) فجرى ذكر القائم(عليه السلام)، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذى لابد منه ".
5 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا على بن الحسن، عن محمد بن خالد الاصم، عن عبدالله بن بكير، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) في قوله تعالى: " ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده "(3) فقال: " إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف، فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة، قال حمران: إني لارجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبوجعفر(عليه السلام): لا والله إنه لمن المحتوم ".
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثنى عثمان بن سعيد الطويل عن أحمد بن سليم، عن موسى بن بكر، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: " إن من الامور أمورا موقوفة، وامورا محتومة، وإن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه ".
___________________________________
(1) الحنق: الغيظ.والشره - بفتح الشين والراء - والشراهة: الحرص.
(2) أى مدة تسلطه على الخلق مدة حمل المرأة ولدها في بطنها، وهى تسعة أشهر، وقد مضى آنفا أن من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا.
(3) سورة الانعام: 2.
(*)
7 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ(1)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبدالله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا "(2).
8 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عمرو بن شمر(3)، عن جابر الجعفي قال: " سألت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) عن السفياني، فقال: وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصبانى يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتو قعوا بعد ذلك السفيانى، وخروج القائم(عليه السلام) ".
9 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا الحسن بن علي بن يسار الثوري، قال: حدثنا الخليل بن راشد، عن علي بن أبي حمزة قال: " زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر(عليهما السلام) بين مكة والمدينة، فقال لي يوما: يا علي لو أن أهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني، قلت له: يا سيدي أمره من المحتوم؟ قال: نعم، ثم أطرق هنيئة(4)، ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع، يذهب حتى يقال: لم يبق منه شئ، هم يتجدد حتى يقال: مامر به(5) شئ ".
10 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله الخالنجي(6)
___________________________________
(1) كذا، والظاهر هو خلاد الصفار وتقدم الكلام فيه.
(2) أى اذهبوا إلى بلد يظهر منه القائم عليه السلام لان الامر ينتهى الينا.
(3) عمرو بن شمر كان من أصحاب الباقر وأبي عبدالله عليهما السلام، ورواية عبدالله ابن حماد الانصارى في سنة 229 غريب، لكن روايته عن عمرو غير منحصر بهذا السند في هذا الكتاب بل روى عنه في التهذيب باب زيادات النكاح، وفى الكافى والاستبصار باب نكاح القابلة.
(4) أى مكث قليلا.
(5) في نسخة " منه ".
(6) كذا، وفى النسخ " نحثلجى " ولم أظفر به في الرجال والتراجم وانما< الملقب بالخلنجى جماعة وليس فيهم محمد بن أحمد، ومحمد بن أحمد الذى يروى عن أبى هاشم الجعفرى هو محمد بن أحمد العلوى الكوكبى وقد يقال له الهاشمى، وكأن الكلمة غير مقروءة في الاصل فقرأها كل على حسب فهمه، وتصحيف الكوكبى بما ذكرناه ليس ببعيد.
قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) فجرى ذكر السفياني وماجاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر(عليهما السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدولله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد "(1).
11 - [أخبرنا] علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن بن الجهم(2)، قال: " قلت للرضا(عليه السلام): أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس(3)، فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم ".
12 - أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال لي أبوجعفر الباقر(عليه السلام): " إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء
___________________________________
(1) قال العلامة الملجسى: لعل للمحتوم معانى يمكن البداء في بعضها.
وقوله: " من الميعاد " اشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: " ان الله لا يخلف الميعاد " - انتهى.
أقول: والميعاد هو قوله تعالى " وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض - الاية ".
(2) في بعض النسخ صحف " الجهم " بابرهيم.وأمثال هذا التصحيف في هذا الكتاب كثيرة.
(3) الظاهر ان المراد من بنى العباس الحكومات الجائرة.
ويحتمل تعدد السفيانى، أو المراد حكومة بنى العباس المجددة، كما هو ظاهر الخبر الذى مر تحت رقم 9.
(*)
يشيب فيها الغلام الحزور(1)، ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض: اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني ".
13 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي قال: حدثني محمد بن الربيع الاقرع(2)، عن هشام بن سالم، عن أبى عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر.
- وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق، وفلسطين، والاردن، وحمص وحلب -(3) ".
14 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبى إسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: " المهدي أقبل(4)، جعد، بخده خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق(5)، وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك
___________________________________
(1) الحزور - بالحاء المفتوحة والزاى، مخففا ومشددا - بمعنى الغلام القوى والذى كاد أن يدرك.
(2) هو محمد بن الربيع بن سويد السائى، وكان من أصحاب أبي محمد العسكرى عليه السلام.
(3) روى الصدوق - رحمه الله - في الكمال ص 651 باسناده عن عبدالله بن أبى منصور البجلى قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اسم السفيانى، فقال: وما تصنع باسمه اذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، والاردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما ".
أقول: في المراصد " قنسرين - بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم، ثم سين مهملة: - مدينة بينها وبين حلب مرحلة.
(4) القبل - محركة -: اقبال سواد العين على الانف(النهاية) أو اقبال احدى الحدقتين على الاخرى، أو اقبال نظر كل من العينين على صاحبتها، كأنه ينظر إلى طرف أنفه.(القاموس).
(5) أى مبدء خروجه عند قيامه.
(*)
قدر حمل أمرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتى المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به، وذلك قول الله عزوجل في كتابه: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب "(1).
15 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: اليماني والسفياني كفر سي رهان "(2).
16 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن موسى، قال أخبرني أحمد بن أبي أحمد المعروف بأبي جعفر الوراق، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجربن حكيم، عن المغيرة بن سعيد، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)(3) أنه قال: [قال أميرالمؤمنين(عليه السلام)]: " إذا أختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.
قيل: وما هي يا أميرالمؤ منين(4)؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة(5) والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر، فإذا كان ذلك فانظروا
___________________________________
(1) السبأ: 51.
(2) اى يتسابقان تسابق فرسى رهان.ولعله صوب الكوفة كما تقدم في خبر.
(3) في بعض النسخ " عن أبى عبدالله عليه السلام " وكأنه تحريف لان المغيرة بن سعيد كان من أصحاب الباقر عليه السلام وكان كذابا يكذب عليه عليه السلام ويدس أحاديث في كتب أصحابه: وكان يدعو في أول أمره إلى عبدالله بن الحسن.راجع جامع الرواة.
(4) " لم تنجل " أما من نجل فلانا بالرمح أى طعنه به، أو من الانجلاء بمعنى الانكشاف فيكون بكسراللام.
والرجفة: الزلزلة.
(5) الشهب: بياض يتخلله سواد، وقوله " محذوفة " لعل المراد مقطوعة الاذناب أو الاذان.
(*)
خسف قرية من دمشق يقال لها: حرستا(1)، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي [(عليه السلام)] ".
17 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى الحسن بن وهب(2)، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " إذا خرج السفيانى يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [كل] صعب وذلول ".
18 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد، قال حدثني علي بن الصباح ابن الضحاك، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: " السفياني أحمر أشقر أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يارب ثاري والنار، يارب ثاري والنار "(3).
___________________________________
(1) كذا صححناه، وفى بعض النسخ " خرشنة " وفى المراصد " خرشنة " - بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، ونون -: بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وفى بعض النسخ " مرمرسا " ولم أجده، وفى بعضها " حرسا " وفى البحار " حرشا " وكل ذلك تصحيف وقع من النساخ، والصواب عندى كما أثبته في الصلب " حرستا " بالتحريك وسكون السين وتاء منقوطة فوقها، وهى - كما في مراصد الاطلاع - قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها بين دمشق أكثر من فرسخ.وهذا موافق لقوله(ع) " قرية من دمشق يقال لها" لكن خرشنة بلد بالروم، ومافى باقى النسخ غير مذكور في الكتب الجغرافية الموجودة عندى.
(2) في بعض النسخ " القاسم بن وهب ".
(3) أى يارب أطلب ثارى ولو كان بدخول النار.
(*)
2 - [أخبرنا] أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الاحول، عن عبدالله ابن جبلة، عن عيسى بن أعين، عن معلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " من الامر محتوم ومنه ماليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ".
3 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: " اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم أغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه على باطل، وأنه هالك، فأبشروا، ثم أبشروا بالذى تريدون، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم(1) من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم.
فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجال(2)
___________________________________
(1) كذا.
(2) في بعض النسخ " يتغيب الرجل ".
(*)
منكم عنه، فإن حنقه وشرهه(1) إنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلى أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فأنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل أمرأة: تسعة أشهر(2)، ولا يجوزها إن شاء الله ".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبدالملك بن أعين، قال: " كنت عند أبي جعفر(عليه السلام) فجرى ذكر القائم(عليه السلام)، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذى لابد منه ".
5 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا على بن الحسن، عن محمد بن خالد الاصم، عن عبدالله بن بكير، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) في قوله تعالى: " ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده "(3) فقال: " إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف، فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة، قال حمران: إني لارجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبوجعفر(عليه السلام): لا والله إنه لمن المحتوم ".
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثنى عثمان بن سعيد الطويل عن أحمد بن سليم، عن موسى بن بكر، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: " إن من الامور أمورا موقوفة، وامورا محتومة، وإن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه ".
___________________________________
(1) الحنق: الغيظ.والشره - بفتح الشين والراء - والشراهة: الحرص.
(2) أى مدة تسلطه على الخلق مدة حمل المرأة ولدها في بطنها، وهى تسعة أشهر، وقد مضى آنفا أن من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا.
(3) سورة الانعام: 2.
(*)
7 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ(1)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبدالله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا "(2).
8 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عمرو بن شمر(3)، عن جابر الجعفي قال: " سألت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) عن السفياني، فقال: وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصبانى يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتو قعوا بعد ذلك السفيانى، وخروج القائم(عليه السلام) ".
9 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا الحسن بن علي بن يسار الثوري، قال: حدثنا الخليل بن راشد، عن علي بن أبي حمزة قال: " زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر(عليهما السلام) بين مكة والمدينة، فقال لي يوما: يا علي لو أن أهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني، قلت له: يا سيدي أمره من المحتوم؟ قال: نعم، ثم أطرق هنيئة(4)، ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع، يذهب حتى يقال: لم يبق منه شئ، هم يتجدد حتى يقال: مامر به(5) شئ ".
10 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله الخالنجي(6)
___________________________________
(1) كذا، والظاهر هو خلاد الصفار وتقدم الكلام فيه.
(2) أى اذهبوا إلى بلد يظهر منه القائم عليه السلام لان الامر ينتهى الينا.
(3) عمرو بن شمر كان من أصحاب الباقر وأبي عبدالله عليهما السلام، ورواية عبدالله ابن حماد الانصارى في سنة 229 غريب، لكن روايته عن عمرو غير منحصر بهذا السند في هذا الكتاب بل روى عنه في التهذيب باب زيادات النكاح، وفى الكافى والاستبصار باب نكاح القابلة.
(4) أى مكث قليلا.
(5) في نسخة " منه ".
(6) كذا، وفى النسخ " نحثلجى " ولم أظفر به في الرجال والتراجم وانما< الملقب بالخلنجى جماعة وليس فيهم محمد بن أحمد، ومحمد بن أحمد الذى يروى عن أبى هاشم الجعفرى هو محمد بن أحمد العلوى الكوكبى وقد يقال له الهاشمى، وكأن الكلمة غير مقروءة في الاصل فقرأها كل على حسب فهمه، وتصحيف الكوكبى بما ذكرناه ليس ببعيد.
قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) فجرى ذكر السفياني وماجاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر(عليهما السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدولله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد "(1).
11 - [أخبرنا] علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن بن الجهم(2)، قال: " قلت للرضا(عليه السلام): أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس(3)، فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم ".
12 - أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال لي أبوجعفر الباقر(عليه السلام): " إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء
___________________________________
(1) قال العلامة الملجسى: لعل للمحتوم معانى يمكن البداء في بعضها.
وقوله: " من الميعاد " اشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: " ان الله لا يخلف الميعاد " - انتهى.
أقول: والميعاد هو قوله تعالى " وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض - الاية ".
(2) في بعض النسخ صحف " الجهم " بابرهيم.وأمثال هذا التصحيف في هذا الكتاب كثيرة.
(3) الظاهر ان المراد من بنى العباس الحكومات الجائرة.
ويحتمل تعدد السفيانى، أو المراد حكومة بنى العباس المجددة، كما هو ظاهر الخبر الذى مر تحت رقم 9.
(*)
يشيب فيها الغلام الحزور(1)، ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض: اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني ".
13 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي قال: حدثني محمد بن الربيع الاقرع(2)، عن هشام بن سالم، عن أبى عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر.
- وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق، وفلسطين، والاردن، وحمص وحلب -(3) ".
14 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبى إسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: " المهدي أقبل(4)، جعد، بخده خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق(5)، وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك
___________________________________
(1) الحزور - بالحاء المفتوحة والزاى، مخففا ومشددا - بمعنى الغلام القوى والذى كاد أن يدرك.
(2) هو محمد بن الربيع بن سويد السائى، وكان من أصحاب أبي محمد العسكرى عليه السلام.
(3) روى الصدوق - رحمه الله - في الكمال ص 651 باسناده عن عبدالله بن أبى منصور البجلى قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اسم السفيانى، فقال: وما تصنع باسمه اذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، والاردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما ".
أقول: في المراصد " قنسرين - بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم، ثم سين مهملة: - مدينة بينها وبين حلب مرحلة.
(4) القبل - محركة -: اقبال سواد العين على الانف(النهاية) أو اقبال احدى الحدقتين على الاخرى، أو اقبال نظر كل من العينين على صاحبتها، كأنه ينظر إلى طرف أنفه.(القاموس).
(5) أى مبدء خروجه عند قيامه.
(*)
قدر حمل أمرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتى المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به، وذلك قول الله عزوجل في كتابه: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب "(1).
15 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: اليماني والسفياني كفر سي رهان "(2).
16 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن موسى، قال أخبرني أحمد بن أبي أحمد المعروف بأبي جعفر الوراق، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجربن حكيم، عن المغيرة بن سعيد، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)(3) أنه قال: [قال أميرالمؤمنين(عليه السلام)]: " إذا أختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.
قيل: وما هي يا أميرالمؤ منين(4)؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة(5) والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر، فإذا كان ذلك فانظروا
___________________________________
(1) السبأ: 51.
(2) اى يتسابقان تسابق فرسى رهان.ولعله صوب الكوفة كما تقدم في خبر.
(3) في بعض النسخ " عن أبى عبدالله عليه السلام " وكأنه تحريف لان المغيرة بن سعيد كان من أصحاب الباقر عليه السلام وكان كذابا يكذب عليه عليه السلام ويدس أحاديث في كتب أصحابه: وكان يدعو في أول أمره إلى عبدالله بن الحسن.راجع جامع الرواة.
(4) " لم تنجل " أما من نجل فلانا بالرمح أى طعنه به، أو من الانجلاء بمعنى الانكشاف فيكون بكسراللام.
والرجفة: الزلزلة.
(5) الشهب: بياض يتخلله سواد، وقوله " محذوفة " لعل المراد مقطوعة الاذناب أو الاذان.
(*)
خسف قرية من دمشق يقال لها: حرستا(1)، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي [(عليه السلام)] ".
17 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى الحسن بن وهب(2)، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " إذا خرج السفيانى يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [كل] صعب وذلول ".
18 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد، قال حدثني علي بن الصباح ابن الضحاك، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: " السفياني أحمر أشقر أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يارب ثاري والنار، يارب ثاري والنار "(3).
___________________________________
(1) كذا صححناه، وفى بعض النسخ " خرشنة " وفى المراصد " خرشنة " - بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، ونون -: بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وفى بعض النسخ " مرمرسا " ولم أجده، وفى بعضها " حرسا " وفى البحار " حرشا " وكل ذلك تصحيف وقع من النساخ، والصواب عندى كما أثبته في الصلب " حرستا " بالتحريك وسكون السين وتاء منقوطة فوقها، وهى - كما في مراصد الاطلاع - قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها بين دمشق أكثر من فرسخ.وهذا موافق لقوله(ع) " قرية من دمشق يقال لها" لكن خرشنة بلد بالروم، ومافى باقى النسخ غير مذكور في الكتب الجغرافية الموجودة عندى.
(2) في بعض النسخ " القاسم بن وهب ".
(3) أى يارب أطلب ثارى ولو كان بدخول النار.
(*)