إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السبب الغيبي لخلود ثورة الحسين(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السبب الغيبي لخلود ثورة الحسين(ع)

    لماذا بقيت واقعة الطف حية مشتعلة في النفوس طيلة القرون الطويلة؟ فكل عام نستقبل هذه الواقعة التاريخية وكأنها قد وقعت بالأمس. جواباً على هذا التساؤل نقول: إن هناك أسباباً مختلفة نستعرض طائفة منها:

    السبب الغيبي؛ فإرادة الله تعالى شاءت أن تبقى هذه الظاهرة مع الزمن، ذلك لأن الإمام الحسين عليه السلام أعطى كل ما كان يملك في سبيل الله، فمنحه تعالى لسان صدق في الآخرين، وجعل له حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ أبداً، وقد روي في هذا المجال أن فاطمة الزهراء عليها السلام تأتي قبيل شهر محرم فتحمل تحت العرش قميص الحسين المضمخ بدمه، فيمر نسيم ليحمل معه عبقاً تلتقطه مشام المؤمنين، فتشتعل نفوسهم حباً للحسين عليه السلام، وتفيض قلوبهم بتلك المأساة المفجعة، وإذا بها تتجدد في كل عام.
    ونحن لا نعرف بالضبط معنى هذه الرواية ولكننا نشاهد عملياً أن المؤمنين ومحبي أهل البيت عليهم السلام يشعرون على أعتاب شهر محرم الحرام بأنهم يعيشون حالة جديدة، وأن موسم الدمع والدم، والعزاء والتحدي، موسم الجراح التي نزفت وما تزال تنزف قد أقبل عليهم، فيشعرون بدافع قوي يدفعهم لأن يجددوا هذه الذكرى على أفضل وجه.
    ثورة الحسين لخَّصت رسالات السماء

    إن الحادثة التي وقعت في كربلاء خلال ساعات معدودة في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام عام 61ه قد لخصت رسالات السماء، فأنت تقف أمام الضريح المقدس لسيد الشهداء عليه السلام فتقول:
    (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وراث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وراث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله..).

    ورغم إنّ جميع الأئمة الأطهار قد ورثوا رسل الله، فيحق لك أن تقف عند ضريح كل واحد منهم وتردد نفس تلك الكلمات، ولكن الأمر يختلف بالنسبة لوراثة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ذلك لأن وراثة الأنبياء تجلت في يوم عاشوراء، هذا اليوم الذي لا يستطيع أن يستوعب أبعاده إنسان، فكلما جاء جيل وقف عند هذه الحادثة ليكشف فيها الجديد، ذلك لأن تقدم الأيام يجعل من هذه الحادثة أوضح مما كانت سابقاً، فهناك أبعاد كثيرة في هذه الحادثة علينا أن نستكشفها، فعلى سبيل المثال ماذا يعني الحصار الاقتصادي الذي ضُرب على أبي عبد الله عليه السلام في كربلاء والذي شمل بالإضافة إلى المؤن الماء الذي هو مباح لكل الناس؟
    واقعة الطف جسدت سنن الله

    إن حادثة عاشوراء تمثل سنن الله تعالى في الكون، وسنن الله في الكون لا تتغير: (فَلَن تَجِد َلِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(فاطر:43).
    فالشمس لابد أن تطلع من الشرق، وتغرب في المغرب، وهكذا الحال بالنسبة إلى سنن الله في المجتمع والتاريخ والاقتصاد والسياسة فهذه السنن لا ولن تتغير.
    وقد جسدت حادثة الطف جانباً هاماً من سنن الله، ولذلك فإن الزمن كلما مر استوحينا من قصة أبي عبد الله الحسين عليه السلام بصيرة ورؤية نفهم من خلالهما الظواهر الأخرى؛ فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
    ومن محاسن المجالس الحسينية تربيتها للشباب وللبراعم وإعدادهم للمستقبل.
    إنّ تواجدهم في هذه المجالس، واشتراكهم في إحياء الشعائر الحسينية هو بحد ذاته عمل مفيد وذو آثار تربوية جمّة، لأنهم يتربون من خلال هذه الشعائر على مبادئ الإمام الحسين عليه السلام.
    ومن الجدير أن نذكر هنا إن المجالس الحسينية تستهوي حتى الأطفال، ذلك لأن هؤلاء البراعم كانوا يشكلون جزءاً من برنامج الإمام الحسين عليه السلام، فلقد حمل معه الأطفال إلى كربلاء، وكان أبرزهم الإمام الباقر عليه السلام الذي كان طفلاً صغيراً عندما وقعت حادثة الطف، ويمكننا القول إن حوالي سبعين طفلاً شهدوا واقعة كربلاء، ولذلك فقد كانوا ممن نقلوا تفاصيل هذه الواقعة إلى الأجيال التالية.
    فالطفل الذي يدرج في مجالس أبي عبد الله، وينمو تحت ظلها، مثل هذا الطفل لابد أن يمتلك الرؤية الواضحة في المستقبل، فهو لا يسأل: ماذا نفعل؟ عندما يتعرض لظلم واضطهاد، لأن الإجابة واضحة عنده، قد استلهمها من المجالس الحسينية، ومن روح عاشوراء.
    إن الحيرة والتردد مرفوضان للأسباب التالية:

    1- نحن كنا نعتقد وما نزال أن الحسين عليه السلام هو إمامنا، به نقتدي، ونستضيء بنوره، ونتبع سيرته، ونتخذه قدوة لنا.
    2- نحن نردد في المجالس الحسينية قائلين: يا أبا عبد الله ليتنا كنا معك؛ وهذا يعني إننا قد وفرنا في أنفسنا حالة الاستعداد القصوى للتضحية والفداء.
    3- نحن نسمع دائماً كلمات الإمام الحسين عليه السلام في رفض الظلم والطغيان كقوله: (ألا وأن الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة وهيهات له ذلك)[2]، صحيح إن المقصود بالدعي هنا هو (عبيد الله بن زياد بن أبيه)، ولكن القول هذا يشمل أيضاً كل مجرم ظالم آخر.
    وهكذا فإن دروس كربلاء ما زالت دروساً حياتية بالنسبة إلينا، فلو استوعبناها لأنقذنا بذلك حياتنا.
    sigpic

  • #2
    أحسنت أخي عمار فعلاً هذا موضوع قيم لكن لو يذكر المصدر يكون أكمل
    لك خالص الود

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      شكرا جزيلا اخي الفاضل على هذا الموضوع القيم و الرائع وفقكم الله
      اخي الفاضل احببت ان اشارك معك في هذا الموضوع الرائع بهذه المشاركة المتواضعة اتمنى ان تنال رضاكم



      كيف نفهم خلود الطف؟

      إنّ ساحة الطف هي الساحة التي ورثت كل قيم الأنبياء، وتجسّمت هذه القيم بمعسكر الإمام الحسين (عليه السلام)، كما أن معسكر ابن سعد (لعنه الله) ورث كلَّ قيم الطغاة والفراعنة، فمعسكر الحسين (عليه السلام) يمثل القيم ووارث لها، ومعسكر ابن سعد يمثل الهمجية واللّاقيم، والصراع بين الحق والباطل صراع قهري، لأن طبيعة الحق ترفض الباطل وطبيعة الباطل عدوانية لا تقبل الحق، إذن الطف هي الساحة الوارثة، وهذا المعنى وردت الإشارة إليه في زيارة وارث: «السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ...».
      إن طبيعة هذه المعركة شرسة ودائمة، والدليل على شراستها قتلهم الطفل الرضيع وحرق الخيم والتمثيل بالجثث، والدليل على دوام هذه المعركة أنها حاولت أن تسلب الخطاب الواعي للثورة وأن تشوه اهدافها المباركة ودوافعها المقدسة، والحديث يحتاج إلى تفصيل نحاول أن نلملم أطراف الموضوع.
      للشهيد ثلاث مراتب من الصراع:
      1 ـ الصراع بين الشهيد والطاغية.
      2 ـ الصراع بين الشهود والطاغية.
      3 ـ الصراع بين الأُمة التي وعت خطاب الشهود والطاغية.

      • المرحلة الأُولى من الصراع:
      لكل دماء تراق في سبيل الله غاية وغرض، أي لها رسالة، والطغاة يحاولون سلب لغة الدماء وتهميش دور الشهداء، لكن الله تعالى تكفل برعاية هذه الدماء، فقد ورد في قوله تعالى: ﴿يا أيها الّذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾، فقد اشترطت هذه الآية على المؤمنين أن ينصروا الله، وجزاء هذا الفعل نصرة الله للمؤمنين، والشهيد هو المصداق لهذه الآية، وتكفلت له بأمرين:
      أ ـ النصرة، ومن مظاهر النصرة حفظ رسالة الدماء.
      ب ـ تثبيت الأقدام، أي تحقيق غرض هذه الدماء المباركة، فالصراع في حقيقته صراع بين ثقافتين؛ ثقافة التحضير والتوحيد، وثقافة الهمجية، ثقافة تؤمن بالحرية: «لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد»، وثقافة تؤمن بالعبودية والإذلال: «ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلة»، وثقافة تؤمن بتحرير الإنسان: «إنما خرجتُ لطلب الإصلاح»، وثقافة لا تؤمن إلا بالمادة والانحدار: إملأ ركابي فضة أو ذهبا.
      يروي لنا التاريخ حواراً دار بين الإمام الحسين (عليه السلام) وعمر بن سعد (لعنه الله)، قال له الإمام الحسين (عليه السلام): «ويلك يابن سعد، أما تتقي الله الّذي إليه معادك؟! أتقاتلني وأنا ابن من علمت؟ ذر هؤلاء القوم وكن معي، فإنه أقرب لك إلى الله تعالى»، فقال عمر بن سعد: أخاف أن يُهدم داري، فقال الحسين (عليه السلام): «أنا أبنيها لك»، قال: أخاف أن تؤخذ ضيعتي، فقال الحسين (عليه السلام): «أنا أخلف إليك خيراً منها من مالي بالحجاز»، فقال: لي عيال وأخاف عليهم، ثم سكت ولم يجبه إلى شيء، فانصرف عنه الحسين (عليه السلام) وهو يقول: «ما لَك؟ ذبحك الله على فراشك عاجلاً، ولا غفر لك يوم حشرك، فوالله إني لأرجو ألّا تأكل من بر العراق إلا بسراً»، فقال ابن سعد: في الشعير كفاية عن البر، مستهزئاً بذلك القول.
      هذه في الحقيقة نزاع في عمق الإنسان، بين المنافع والقيم، بين الأنبياء والشياطين.. إذن خطاب الدماء خطاب ثقافي وراق، حاول الطغاة سلبه على مرّ التاريخ، لكن الله (عزّ وجل) تكفّل بحفظ هذه الرسالة إلى الأجيال.

      • المرحلة الثانية من الصراع:
      الذي وعى خطاب الدماء أصبح شاهداً عليها، وفي عاشوراء كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) وزينب (عليها السلام) هم الشهود، فانتقلت هذه المعركة من الشهيد إلى الشهود، فكان دور الشهود هو التعريف بمضامين الثورة الحسينية المقدسة، فكانت خطبة لزينب (عليها السلام) في الكوفة، وموقف آخر في مجلس ابن زياد (لعنه الله)، حيث قال: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب احدوثتكم، فقالت زينب: «الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله)، وطهرنا من الرجس تطهيراً، إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا»!
      هذه العبارة صكت مسامع هذا المجرم، ثم قالت (عليها السلام): «إنهم فتية كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصَم، فانظر لمن الفلج؟ ثكلتك أُمّك يا ابن مرجانة». هذا الخطاب كان واضحاً في سلب الشرعية، وتوعية الناس أمام الإعلام الرسمي الذي كان يروّج بأن المقتولين من الخوارج أو الترك أو الديلم، خرجوا على إمام زمانهم، وهذا الخطاب عرّف للناس مَن المقتولين وبعض أهداف تلك النهضة والمسيرة التاريخية في جانبها الإعلامي، والأهداف كثيرة.

      • المرحلة الثالثة من الصراع:
      إذا وصل الخطاب إلى الناس، فإن الخطاب يخلق حالة وعي، وتصل رسالة الشهيد بشكل واضح إلى الناس، عندها تبدأ مرحلة الصراع بين الطغاة وبين الأُمة، فالأُمة تحاول أن تثأر من المجرمين، والطغاة يحاولون الدفاع عن مواقفهم، وقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في الزيارة: «السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره»، فبدأت ثورة التوّابين وتم تصفية المجرمين في الكوفة، وبدأت النهضات تتوالى، وكلّها تحمل شعار: يا لثارات الحسين. في هذه المرحلة الاُمة ترى نفسها مسؤولة عن تحقيق هدف الخطاب، فتبدأ حالة التصادم بين الاُمة وثقافتها من جهة والحكومات المتسلطة عليها من جهة أُخرى، وبهذا استطاعت هذه الثورة المباركة الحفاظ على الاُمة الإسلامية من أن لا تذوب في الثقافات المنحرفة وتحافظ على أصالتها وهويتها العقائدية، وعلى هذا الأساس يكون الطف عبارة عن الحديث والخطاب والثأر، أي أنها ابتدأت سنة 61 وتستمر حتى يرث الله الارض ومن عليها، جعلنا الله وإياكم من السائرين على نهج الحسين (عليه السلام) والطالبين بثأره، والحمد لله ربّ العالمين.

      تعليق


      • #4


        السلام عليك يا مولاي يا سيدي ابا عبد الله الحسين

        ثبت الله اقدامك وانار بصيرتك

        بحب محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين

        جعله الله في موازين اعمالك


        وانالك شفاعة محمد وال محمد
        اللهم صلى على محمد وآل محمد


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الرضا مشاهدة المشاركة
          أحسنت أخي عمار فعلاً هذا موضوع قيم لكن لو يذكر المصدر يكون أكمل
          لك خالص الود
          الاخ والمشرف القدير
          الرضا
          بعد التدقيق وجد ان المقالة لسماحة السيد محمد تقي المدرسي
          sigpic

          تعليق


          • #6
            الاخ العزيز
            سامر الزيادي
            تعطرت صفحتي بما سطر قلمكم الرائع

            الاخت الفاضلة
            يهاد جعلكم الله من انصار الحسين عليه السلام
            sigpic

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X