إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الألهام ... طريق للمعرفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الألهام ... طريق للمعرفة

    أن للوحي مفهوماً واسعاً سواء في القرآن الكريم أو في كتب اللغة.
    ورد في القرآن الكريم آيات عديده تتكلم عن الوحي الى الانبياء عليهم السلام والى غير الانبياء .
    نفهم منها ان لمفهوم الوحي معان ، منها «وحي النبوة والرسالة»، وهناك قسم آخر من الوحي وهو «الالهام» الذي يُلقى في قلوب غير الانبياء، أو خطاب يُبلَّغ به غير الانبياء.
    ومثاله ما جاء عن اُم موسى حيث يقول القرآن في هذا المجال:
    ( وَأوْحَيْنا الى أُمِّ مُوسى أنْ ارْضِعِيهِ فَاذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَاَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافي وَلاتَحْزَني ).
    وقريب من هذا ما جاء عن الحواريين، حيث يقول الله تعالى: ( وَاِذْ أَوْحَيْتُ اِلى الْحَوارِيّين اَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولي قالُوا آمَنّا وَاشْهَدْ بِاَنَّنا مُسْلِمُون ).
    كما قال الله في يوسف عليه السلام قبل ان يبعثه نبيّاً،عندما أراد اخوته أن يلقوه في اليم: (وَأَوْحَيْنا اِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِاَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُون).
    وهذا الوحي ليس هو نفس وحي النبوة ، بل وحي إِلهامي، بقرينة الآية(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) من نفس السورة ، حيث جاء فيها أن الله ألهم نبيّهُ (يوسف) كي يدرك بأنه ليس وحيداً بل الله يحفظه ويرزقه نصيباً من القدرة ويصل الأمر الى أن يندم اخوته على فعلهم، وهذا الوحي هو الذي جعل الأمل ينبعث في قلب يوسف.
    ومثال القسم الثاني هو الخطاب الذي أبلغه أحد الملائكة لمريم والذي كان يتعلق بولادة عيسى(عليه السلام) ، وقد حكى القرآن حوار مريم عليها السلام مع الملك الذي تمثل في صورة انسان وسيم.
    وأوضح مثال للوحي الالهامي هو الذي كان يُقذف في قلوب الأئمة المعصومين(عليهم السلام) والذي اُشير إِليه كثيراً في الروايات.
    وعندما سُئل الامام الصادق(عليه السلام) عن مصدر علم الأئمة قال: «مَبْلَغُ علمنا ثلاثة وجوه: ماض ، وغابر ، وحادث فامّا الماضي فمُفَسَّرٌ وَأمّا الغابر فمزبور ، وامّا الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبيَّ بعد نبيّنا»
    وقد جاء في حديث آخر للامام الرضا(عليهالسلام) يقول فيه: «واما النكت في القلوب فهو الالهام واما النقر في الاسماع فحديث الملائكة، نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم».
    وبصورة عامة ، فان علوم الأئمة(عليهمالسلام) تحصل من عدة طرق : العلوم التي ورثوها عن الرسول والائمة الذين سبقوا ،على شكل وصايا وقواعد مدوّنة توضع في متناول أيديهم والتي قد يطلق عليها في بعض الاخبار «الجامعة».
    وعندما يحصل لهم أمر مستحدث لا وجود له في المصادر التي في أيديهم ، يوحي الله اليهم إِلهاماً قلبياً أو نقراً في أسماعهم يسمعون به صوت الملائكة «كما هو الحال بالنسبة لمريم عليها السلام.

    لكن المسلَّم به أن هذا الوحي لا علاقة له بوحي النبوة، وهو من قبيل وحي الحواريين وامثال ذلك، وفي الواقع، إِن الاصطلاح العصري للوحي يطلق على وحي النبوة الذي يسمى «إِلهاماً» ، وقد قال العلامة الطباطبائي في هذا المجال: حبذا لوا أطلقنا عليه إِلهاماً لانه يتفق والأدب الديني.
    وللألهام عجائب نتركها الى مشاركة لاحقه نتمم بها الموضوع.
    sigpic

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم
    الاخوه الاعزاء , كما قلنا في المشاركه السابقه من ان للألهام عجائب , نحاول الآن الوقوف على بعضها , والتأمل في عظيم قدرة الله سبحانه , والتفكر في آيات خلقه , وشمول كافة خلقه بعظيم لطفه وواسع رحمته.
    من مفاهيم الوحي – وأحد مصاديقه - هو الادراك الغريزي عند الحيوانات، ولا يمكن تحليله – الادراك الغريزي - بأي تحليل مادي، بل وجوده في الحيوانات دليل على وجود ذلك المصدر الغني والعظيم للعلم والمعرفة فيما وراء الطبيعة.

    وقد أشار القرآن المجيد الى هذا الأمر العجيب بالنسبة للنحل في الآيات 68و69من سورة النحل (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّايَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
    من الواضح وبعد التحقيقات العلميه التي اجريت على هذه الحشرة في العصر الحاضر , أن النحل يعيش حياة اجتماعية وتمدن عجيب يفوق تمدن الانسان في بعض نواحيه، فالعمران والبناء يتم عنده بدقة كاملة وطبقاً للمواصفات الهندسية، وكيفية تجميع العسل وتهيئة وادخاره وحفظه من التلوث، وكيفية تربية الصغار، والتعذية الخاصة للملكة، والتحقق من عدم تلوث بعض النحل بالزهور الملوثة، وكيفية الدفاع ضد العدو، وكيفية إِخبار أعضاء الخلية عن الزهور بواسة النحل المكلف بالبحث، وإعطاء المواصفات الدقيقة من حيث المسافة والانحراف وذلك للحركة الجماعية نحو ذلك المصدر، وغير ذلك من الامور العجيبة التي لا يمكن تفسيرها إلاّبالقول بأنّ لها إِلهاماً غريزياً.
    أن الحديث عن الحياة الغامضة للنحل طويل،ويكفينا منه الحديث عن بنائه لبيت سداسي الاضلاع مع زوايا هندسية دقيقة، يقول العلماء في هذا المجال: إِن الحجُرات المبنية من قبل النحل بنيت بشكل يتطلب مواد بناء أقل، رغم سعة محتواها، لوجود ثلاثة أشكال فقط من بين الاشكال الهندسية المتعددة ـ يمكن بناء البيوت على أساسها من دون حصول فراغ بينها، والإشكال هي،المثلث متساوي الاضلاع والرباعي، والسداسي الاضلاع، وقد كشفت الدراسات الهندسية أن سداسي الاضلاع يتطلب مواد بناء أقل مع شدة مقاومته، ولهذا السبب رجحه النحل على الشكلين الآخرين.
    من أين حصلت له هذه الالهامات الغريزية؟!
    وفي أي مدرسة تعلم النحل هذه التعاليم؟!
    لم ينحصر هذا الالهام الغريزي في النحل، بل نجده في كثير من الحيوانات الاخرى تفوق عجائب كلٍّ منها الاخرى، نذكر لذلك الأمثلة الآتية:
    يقول أحد العلماء في كتاب له باسم «البحر بيت العجائب»:
    «إِن سلوك بعض الأسماك تعتبر من أسرار الطبيعة ولا أحد يستطيع أن يكشف الأسباب لهذا السلوك، فهناك نوع من الأسماك يسمى «النُقْط» يغادر البحر المالح الى أنهر عذبة أي الاماكن التي ولدت فيها ، وقد يقتضي ذلك أن تسير عكس اتجاه حركة المياه ، أو تصعد الشلالات من اسفلها ، وقد يبلغ عددها حداً بحيث تملأ النهر ، وعندما تصل الى المحل المقصود تبيض ثم تموت!
    يا تُرى: كيف تشق هذه الأسماك طريقها الى الانهار المناسبة؟ إِنه أمر عجيب ، أعجب من الاجهزه الالكترونيه التي تستعمل في الملاحه ، لأنها تفتقد الخارطة ، كما ان بصرها تحت الماء محدود، ولم يدلها أحد على الطريق ، وبالرغم من ذلك فهي تصل الى النهر المقصود».
    ويضيف في نفس الكتاب: «إِن الاعجب من ذلك هو سلوك اسماك «الانكليس» الانجليزية «سمك يشبه الحية» حين تبلغ ثمان سنوات تغادر النهر أو المستنقع ، ثم تزحف ليلا على الأعشاب المتشابكة حتى تصل الى شاطىء البحر، ثم تجتاز المحيط الاطلسي عرضاً حتى تصل الى المياه القريبة من «برمودا»!!
    وتغوص في المحيط آنذاك وتبيض ثم تموت ...إِن صغار هذا الانكليس تطفو على سطح البحر وتبدأ سفرها الى وطنها، وتستغرق هذه السفرة سنتين أو ثلاثاً حتى تصل الى المحل الذي كان فيه أسلافها.كيف وجدت الانكليس طريقها رغم انها لم تعبره سابقاً؟!.
    إنه سؤال لا يمكنك الاجابة عنه، كما لا يستطيع أعقل العلماء الاجابة عنه،فالجواب سلبي ، ولا أحد يعرفه»!

    وكثير من الطيور المهاجرة تجتاز طرقاً ومسافات طويلة ، وبعضها يجتاز طريق «اوربا» الى «افريقيا الجنوبية» دون خطأ في التجاه ، لم نكتشف كيفية اهتداء هذه الطيور في الطريق حتى فترة ليست ببعيدة.
    وقد أثبت بعض العلماء ـ بعد التحقيق والتجارب على هذه الطيور ـ أنّها تهتدي الطريق بواسطة مواقع النجوم.
    وقد أثبت التجارب انها تعرف مواقع النجوم غريزياً ، وتعلم تغير مواقعها حسب فصول السنة، وحتى عندما تتلبد السماء بالغيوم ،فان وميض بعض من النجوم يكفيها للاهتداء في الطريق.
    كما أثبتت تجارب اخرى أنها ورثت معرفتها عن الفلك ومواقع النجوم ، أي انها تعلم كل شيء عن السماء ومواقع النجوم وإِن لم تشاهد السماء سابقاً ،
    بالطبع لم تُكتشف كيفية انتقال هذه المعلومات التفصيلية لهذه الطيور بالورثة، خاصة وان السماء تتغير أشكالها بمرور الزمان، ثم: من أين حصل الجيل القديم على هذه المعلومات؟!.
    والنموذج الآخر لهذه الغريزة هو سلوك طير باسم « آكسك لوب » عندما تبيض، فيقول العالم الفرنسي «وارد» حول هذا الحيوان:
    « إِني درست حالات هذه الطيور ، فوجدت من خصائصها أنها تموت بعد أن تبيض !، ولا ترى أفراخها أبداً !، كما أن الأفراخ لا ترى امهاتها الحنونات ! ، وعندما تفقس البيوض تخرج كالدود بلا أجنحة ولا ريش، ولا قدرة لها على تحصيل الطعام ، ولا قدرة لها للدفاع عن نفسها من الحوادث والمخاطر التي تهدد حياتها ، ولهذا ينبغي أن تبقى في مكان محفوظ فيه طعام يكفيها لمدة سنة ،ولهذا السبب ، فالام عندما تشعر انها على وشك أن تبيض تبحث عن قطعة من خشب ثم تثقبها ثقباً عميقاً ، وتجمع فيها المؤونة الكافية، فتجمع اولا اوراق الاشجار مايكفي لفرخ واحد لمدة سنة وتلقيها في نهاية الثقب العميق، ثم تضع عليها بيضة وتبني عليها سقفاً محكماً من معجون خشبي. ثم تبدأ ثانياً في جمع مؤونة فرخ آخر لمدة سنةوبعد جمعها المؤونة ووضعها على سطح الغرفة الاولى، تضع بيضة ثانية عليها وسقفاً آخر، وهكذا تبني الغرفة بعد الغرفة حتى تموت.
    من علم هذا الطير هذا الحجم من المعلومات رغم انه لم ير امه ولا أفراخه؟!
    لا جواب لأحد على هذا السؤال إِلاّ القول، بانها الهامات غريزية من قبل الخالق العظيم.

    sigpic

    تعليق


    • #3

      الأخ الفاضل احمد الخياط
      سلمت اناملك
      على المشاركة النورانية
      بارك الله فيك
      ولا يحرمنا من عطاءك المتجدد
      مووفقين

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سهاد مشاهدة المشاركة

        الأخ الفاضل احمد الخياط
        سلمت اناملك
        على المشاركة النورانية
        بارك الله فيك
        ولا يحرمنا من عطاءك المتجدد
        مووفقين
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        الاخت الفاضله سهاد ...السلام عليكم
        اشكر لكِ تواجدكِ الدائم في صفحاتنا ,
        وشكرا لكِ على جميل مروركِ
        سلمكِ الله ورعاكِ ووفقكِ لكل خير
        sigpic

        تعليق


        • #5
          موضوع رائع شكرا
          Ahmed Al-Saadi , MyBlog



          تعليق


          • #6

            بسم الله الرحمن الرحيم
            ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


            الأخ القدير أحمد الخيّاط..
            ما زال عطاؤك وابداعك متواصل ويزيد في كل مشاركة ترفعها فنتنوّر بها ويزيد قطافنا في كل مرة تدخلنا في بستان بحوثك القيّمة..
            فنسأل الله تعالى أن يوفقك لأكثر من ذلك ويجعل ذلك لك ذخراً...

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X