إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التمييز العنصري في عهد عمر بن الخطاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التمييز العنصري في عهد عمر بن الخطاب





    السلام عليكم





    الخليفة الثاني وسياسة التمييز العنصري :


    إنه عدا عن اننا نجد اتهاماً صريحاً موجهاً من قبل العباس بن عبدالمطلب إلى عمر بن الخطاب ، بانه كان ينطلق في مواقفه من أبي سفيان حينما طالب بقتله في فتح مكة من الروح القبلية والتعصب لعشيرته ، فقد قال له العباس: مهلا يا عمر ، أما والله ، ان لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، ولكنك عرفت: انه من رجال بني عبدمناف (حياة الصحابة ج1 ص154 عن مجمع الزوائد ج6 ص167 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والبداية والنهاية ج4 ص291 عن البيهقي).
    نعم.. عدا عن ذلك ، فان لدينا الكثير من النصوص التي تدل على أنّ الخليفة الثاني كان يصر على تمييز العرب على كل من عداهم ، وأن كل همه كان منصرفاً إلى تأكيد ذلك وتثبيته؛ ليكون سياسة متبعة بعده ، يأخذها الخلف عن السلف.
    ومن جهة اُخرى فإنه كان يبخس غير العرب حقوقهم ، ويمتهن كراماتهم ، ويعتدى على شخصيتهم في سياساته ، وتشريعاته ، ومواقفه ، في الظروف ، والمناسبات ، والاُحوال المختلفة.
    ولبيان طرف من ذلك نشير إلى سياساته هذه في مجالين :



    المجال الاوّل : تفضيل العرب :
    فبالنسبة إلى سياسته في تفضيل العرب ، فاننا نشير إلى ما يلي :
    إن من كلماته المعروفة والمأثورة عنه ، قوله: « ليس على عربي ملك» (الاموال ص197 و198).
    ويقول : « إنّي كرهت أن يصير السبي سنة على العرب» (تاريخ اليعقوبي ج2 ص139). وقد اعتق سبي اليمن ، وهن حبالى ، وفرق بينهن وبين من اشتراهن (الايضاح ص249).
    واعتق كل مصل من سبي العرب ، وشرط عليهم : أن يخدموا الخليفة من بعده ثلاث سنين (راجع : المصنف لعبدالرزاق ج8 ص380 و381 وج9 ص168).
    وكان في وصيته: أن يعتق كل عربي في مال ا‏لله. وللامير من بعده عليهم ثلاث سنوات ، يليهم مثلما كان يليهم عمر (راجع المصنف للصنعاني ج8 ص380 و381 وج9 ص168).
    ولا ندري سرّ هذا الشرط ، ولا مبرراته بالتحديد ، إلا إذا كان يقصد خليفة معينا لديه ، يعدّ العدة لفرضه على الناس ، عن طريق اختراع شورى الستة اشخاص ، الذين اختارهم بعناية فائقة ، مما جعله يطمئن إلى حقيقة النتيجة ، التي سوف ينتهون إليها.
    وحدد فداء العربي مقداراً معيناً من الإبل ، ولكن ما حدده قد اختلف أيضاً (راجع في ذلك : المصنف للصنعاني ج10 ص104 و302 و103 وج7 ص278 و279 وتاريخ الامم والملوك ج2 ص549 ) ولعل ذلك يرجع إلى أنه قد تقلب رأيه وتبدل من وقت الآخر..



    ولذلك نظائر في آرائه وفي قراراته ، كما في بعض مسائل الارث ( راجع : الغدير ج6).
    ومما يروي عنه: أنه لما ولي قال: إنه لقبيح بالعرب أن يملك بعضهم بعضاً ، وقد وسع الله عزّوجل ، وفتح الاُعاجم ، واستشار في فداء سبايا العرب في الجاهلية والاسلام ، الاّ امرأة ولدت لسيدها... إلخ (راجع : الكامل في التاريخ ج2 ص382 وتاريخ الاُمم والملوك).
    ورد سبي الجاهلية ، واولاد الاماء منهم احراراً إلى عشائرهم ، على فدية يؤدونها إلى الذين اسلموا وهم في أيديهم ، قال: وهذا مشهور من رأيه (الاموال ص197).
    كما أنه قد أمر بردّ سبي مناذر ، وكل ما أصابوه منهم ، على اعتبار : أنها من قرى السواد (الاموال ص205 وفتوح البلدان ص 465).
    وردّ سبي ميسان ، رغم أن بعضهم قد وطأ جاريته زماناً ، فردّها ولا يعلم إن كانت حاملاً منه أم لا ( الاموال ص205).
    وكان إذا بعث عماله شرط عليهم شروطاً منها: « .. لا تضربوا العرب؛ فتذلوها ، ولا تجمروها فتفتنوها ، ولا تعتلوا عليها ؛ فتحرموها» (راجع: المصنف للصنعاني ج11 ص325 وتاريخ الامم والملوك ط الاستقامة ج3 ص273 والمسترشد في امامة علي بن أبي طالب ص115 ومستدرك الحاكم ج4 ص439 ).
    كما أنه قد أخذ من نصارى بني تغلب العشر ، ومن نصارى العرب نصف العشر (المصنف للصنعاني ج6 ص99).
    ولعل سياسة عمر هذه ، هي التي دفعت البعض ، لان يبادر إلى نسبة بعض الاقوال إلى رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تتضمن الاُمر بحب العرب ، وتحذر من بغضهم (راجع على سبيل المثال : ذكر أخبار اصبهان ج1 ص99 وكشف الاستار ج1 ص51 ولسان الميزان ج1 ص354 ).
    وبعضها يدعي ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد اختص سلمان بالنهي عن بغض العرب (راجع : المصادر المتقدمة ، فان بعضها قد ذكر ذلك).
    كما أن سياسة عمر هذه تجاه العرب ، لعلها هي التي جعلته يأمن جانبهم ، حتى إنه ليقول : « قد كنت أظنّ : أن العرب لن يقتلني» (المصنف للصنعاني ج5 ص476) وفي لفظ آخر : « ما كانت العرب لتقتلني » (تاريخ عمر بن الخطاب ص240).



    المجال الثاني : تجني الخليفة على غير العرب :
    أما رأي عمر وسياساته تجاه غير العرب ، فرغم أنه هو نفسه يقول : « إني تعلمت العدل من كسرى ، وذكر خشيته وسيرته» (أحسن التقاسيم ص18).
    ولم يتعلم ذلك من أي شخصية عربية ، حتى من النبيّ الاعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم .
    ورغم أننا لا نجد في سيرة كسرى هذا العدل المدعى ، الذي تعلمه عمر ، ولا تلك الخشية التي نسبها إليه !! وإن كنا ربما نجد اليسير من الظواهر الخادعة ، التي تخفي وراءها الكثير من الظلم والجور ، والفساد ، والقسوة..
    نعم.. إننا رغم ذلك نجد سياسة عمر تجاه غير العرب قد كانت قاسية وظالمة ، وليس فيها ما يصحح وصفها بالعدل والإنصاف..
    هذه السياسة التي طبقها الامويون بعده بحذافيرها ، واستمرت آثارها تتفاعل ، وتتلاقح قروناً من الزمن بعد ذلك ، بل إننا لا نزال نجد هذه الا?ثار تظهر بصورة أو باخرى حتى يومنا هذا ، حسما المحنا إليه ..
    ونحن نذكر فيما يلي بعض النصوص التي توضح هذه السياسة ، وهي التالية :

    سياسات الخليفة بالتفصيل :


    1 ـ تحريم المدينة على غير العرب :
    « كان عمر لا يترك أحداً من العجم يدخل المدينة..» (مروج الذهب ج2 ص320 والمصنف للصنعاني ج5 ص474. وراجع : مجمع الزوائد ج9 ص75 عن الطبراني ).
    وحين طعن عمر ، وعنف ابن عباس ، لحبّه وأبيه كثرة العلوج بالمدينة ، قال له أن شئت فعلت ؛ أي قتلناهم . قال : كذبت . بعد ما تكلموا بلسانكم ، وصلوا إلى قبلتكم ، وحجوا حجكم ؟! (تاريخ عمر بن الخطاب ص243).



    2 ـ بيع الجار النبطي :
    وقد نقل المأمون العباسي : أن عمر بن الخطاب كان يقول : من كان جاره نبطياً ، واحتاج إلى ثمنه فليبعه (عيون الاخبار لابن قتيبة ج1 ص130 وكتاب بغداد لطيفور ص38 | 40 ط سنة 1388 هـ).



    3 ـ لاقود لغير العربي من العربي :
    وقد طلب عبادة بن الصامت من نبطي : أن يمسك له دابته ، فرفض ،
    فضربه عبادة؛ فشجه ؛ فأراد عمر أن يقتص له منه؛ فقال له زيد بن ثابت :
    أتقيد عبدك من أخيك؟.
    فترك عمر القود ، وقضى عليه بالدية (تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص446 وتذكرة الحفاظ ج1 ص31 وسنن البيهقي ج8 ص32 وسير اعلام النبلاء ج2 ص440 وكنز العمال ج7 ص303).



    4 ـ زيّ العجم :
    وقد كتب عمر إلى من كان مع عتبة بن فرقد بآذربايجان : « .. وإياكم والتنعم ، وزيّ العجم» (السنن الكبرى ج10 ص14 والمصنف للصنعاني ج11 ص86 ).
    وليس ذلك لاجل أن في ذلك تشبهاً للمسلم بغير المسلم ، فانه لم يكن بينهما هذا التمايز الواضح في الزي ، بحيث يعدّ هذا زيّ مسلم ، وذاك زيّ كافر ، فإن الناس كانوا يتوافدون على الدخول في الاسلام من جميع الامم ، وما كانوا يؤمرون بتغيير زيّهم إلى زيّ آخر خاص بالمسلمين..
    بل لقد ادعى ابن تيمية : ان الشريعة حين تنهى عن مشابهة الاعاجم ، دخل في ذلك الاعاجم الكفار والمسلمون معاً (راجع : اقتضاء الصراط المستقيم ص162).



    5 ـ رطانة الاعاجم ، ونقش الخاتم بالعربية :
    وعن عمر بن الخطاب ، أنه قال : « لا تعلموا رطانة الاعاجم» (السنن الكبرى ج9 ص234 وراجع : المصنف للصنعاني ج1 ص411 واقتضاء الصراط المستقيم ص205 و199 عن مصنف ابن أبي شيبة).
    وسمع ـ وهو يطوف ـ رجلين خلفه ، يرطنان؛ فالتفت إليهما ، وقال : ابتغيا إلى العربية سبيلاً (المصنف للصنعاني ج5 ) .
    وعنه أنه قال : تعلموا العربية؛ فانها تزيد في المروءة (ربيع الابرار ج3 ص545).
    فاذا كان التكلم بالعربية يزيد في المروءة بزعمه؛ فان التكلم بالفارسية يوجب ذهاب المروءة بنظره أيضاً.
    فقد رووا عنه قوله : « من تكلم بالفارسية؛ فقد خبّ ، ومن خبّ ذهبت مروءته» ( ربيع الابرار ج1 ص796 ).
    قال الكتاني : وقد استفسد ابن رشد ما جاء عن مالك ، وعن عمر ، من ذم تعاطي لغة الاعاجم (التراتيب الادارية ج1 ص205).
    وبعد.. فان الخليفة قد نهى أيضاً ؛ أن ينقش في الخاتم بالعربية (راجع : طبقات ابن سعد ط صادر ج4 ) ولعله ترفعاً باللغة عن الابتذال!!

    تحفظ لابد منه :
    وبعد.. فاننا نعتقد : أن أبا هريرة أراد التزلف إلى الخليفة وإلى من يسيرون على خطه ، ويتبعون سياسته ، حينما روى الحديث المرفوع : « أبغض الكلام إلى الله الفارسية» (لسان الميزان ج1 ص).
    وذلك لاُن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد تكلم بالفارسية مع أبي هريرة بالذات (مسند أحمد ج2 ص390 ) ، فضلاً عن موارد اخرى رويت عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    كما أننا لا نكاد نصدق ما يروى : من أن الملائكة حول العرش يتكلمون بالفارسية (المجروحون ج1 ص232).



    6 ـ ولاية المولى على العرب:
    عن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، قال : خرجت مع عمر (رض) إلى مكة؛ فاستقبلنا أمير مكة : نافع بن علقمة (رض) ، فقال :
    من استخلف على أهل مكة؟
    قال : عبدالرحمان بن أبزى (رض) .
    قال : عمدت إلى رجل من الموالي ؛ فاستخلفته على من بها من قريش ، وأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟.
    قال : نعم. وجدته أقرأ للكتاب ، ومكة أرض مختصرة؛ فاحببت أن يسمعوا كتاب ا‏لله ، من رجل حسن القراءة.
    قال : نعم ما رأيت ، إن عبدالرحمان بن ابزى ممن يرفع ا‏لله بالقرآن (حياة الصحابة ج3 ص150 عن كنز العمال ج5 ص216 عن أبي يعلى).
    فنراه يعتبر : أن كونه من الموالي من موجبات ضعته ونقصه ، لولا أن رفعه ا‏لله بالقرآن.



    7 ـ التفضيل بالعطاء :
    وفيما يرتبط بتفضيله العرب على العجم في العطاء ، فانه أمر معروف ، ومشهور أيضاً (راجع : شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج8 ص111 ) فانه كتب الناس على قدر انسابهم؛ فلما انقضت العرب ذكر العجم ( راجع : اقتضاء الصراط المستقيم ص159).
    قال ابن شاذان : « .. فلم تزل العصبية ثابتة في الناس ، منذ ذاك ، إلى يومنا هذا» (الايضاح ص252).
    وقد أجرى سياسة التمييز هذه حتى بالنسبة لنساء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال الجاحظ : « فضل القرشيات من نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على غيرهن» (العثمانية ص 211).
    ويكفي أن نشير هنا إلى أنه قد أعطى جويرية ستة آلاف درهم ، بينما أعطى عائشة اثني عشر ألف درهم ، وقال : لا أجعل سبية كابنة أبي بكر الصديق (أنساب الاشراف ، قسم سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ص442).



    8 ـ الكفاءة في النكاح :
    أضف إلى جميع ما تقدّم : أنه نهى : أن يتزوج العجم في العرب ، وقال : لامنعن فروجهن إلا من الاكفاء (الايضاح ص 280 و286 وفي هوامشه عن عدد من المصادر ).
    وعند الجاحظ أنه قال : « زوجوا الاكفاء. وكان أشد منه (أي من أبي بكر) في أمر المناكح» (العثمانية ص211).
    وصاروا يفرقون بين العربية والموالي (الايضاح ص286).
    وقد انعكس ذلك على الفقه أيضاً ، فقد : قالت الحنفية : « قريش بعضها اكفاء لبعض ، ومن كان له أبوان في الاسلام فصاعداً من الموالي ، فهم اكفاء (الاسلام والمشكلة العنصرية ص67 ).
    وفي التذكرة : أن الحنفية ، وبعض الشافعية ، قد أفتوا بأن العجم ليسوا اكفاء للعرب. أما الثوري ، فكان يرى التفريق بين المولى والعربية وشدد فيه وله فتاوى عجيبة اخرى لا مجال لذكرها هنا (راجع : المصنف للصنعاني ج6 ص154).
    وقال ابن رشد : « قال سفيان الثوري وأحمد : لا تزوج العربية من مولى ، وقال أبو حنيفة واصحابه : لا تزوج قرشية إلا من قرشي ، ولا عربية الا من عربي» ( بداية المجتهد : ج2 ص351).
    كما ويلاحظ هنا : أنهم قد وضعوا بعض ما يسمى بالروايات ، ونسبوها الى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (راجع : كشف الاستار ج2 ص161 ومجمع الزوائد ج4 ص275).
    ونكاد نظن : أن الخليفة الثاني ، قد استفاد ذلك من كسرى ، الذي تعلم منه العدل أيضاً .. وذلك لان أنوشيروان اشترط على معدي كرب شروطاً ، منها : أن الفرس تزوج باليمن ، ولا تتزوج اليمن منها. وفي ذلك يقول الشاعر:



    على أن ينكحوا النسوان منهم * ولا ينكحوا في الفار سينا (مروج الذهب ج2 ص56. ويلاحظ : أن الشطر الثاني غير مستقيم. ولعل الصحيح : وألاّ ينكحوا في الفارسينا)


    وبعد .. فاننا نجد عمر بن عبدالعزيز الاموي يقتفي خطى عمر بن الخطّاب في هذا المجال؛ فهو يقول :
    لا يتزوج من الموالي في العرب إلا الاشتر البطر ، ولا يتزوج من العرب في الموالي إلا الطمع الطبع ، وقال :



    لا خير في طمع يهدي الى طمع * وغفة من قوام العيش تكفيني (الفائق ج1 ص353)

    وقال الجاحظ : « وقالت الزنج للعرب : من جهلكم أنكم رأيتمونا لكم اكفاء في الجاهلية في نسائكم؛ فلما جاء الاسلام رأيتم ذلك فاسداً» (رسائل الجاحظ ج1 ص197).
    وزعم الاصمعي ، قال : سمعت أعرابياً يقول لآخر :
    أترى هذه العجم تنكح نساءنا في الجنة؟!
    قال : أرى ذلك ـ والله‏ ـ بالاعمال الصالحة.
    قال : توطأ ـ والله ـ رقابنا قبل ذلك (الكامل للمبرد ج4 ص16).



    9 ـ قرار يعجز الخليفة عن تنفيذه :
    ولما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء ، ويجعل الرجال عبيداً للعرب ، وعزم على أن يحملوا الضعيف ، والشيخ الكبير في الطواف حو البيت على ظهورهم.
    ولكن أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام رفض ذلك ، وأعتق نصيبه ، ونصيب بني هاشم ، فتبعه المهاجرون والانصار ، ففات على عمر ما كان أراده (نفس الرحمان ج144 ودلائل الامامة ص81 و82).


    10 ـ محاولة استئصال غير العرب :
    وقد أرسل عمر إلى أبي موسى الاشعري ، عامله بالبصرة حسب ما ورد في رسالة معاوية لزياد : « .. أعرض من قبلك من أهل البصرة ؛ فمن وجدت من الموالي ، ومن اسلم من الاعاجم قد بلغ خمسة أشبار ؛ فقدمه ؛ فاضرب عنقه» (سليم بن قيس ص142).
    فشاور أبو موسى زياداً ، فنهاه زياد عن ذلك ، وأمره أن يراجع عمر في ذلك ، فكتب إليه ، وأرسل زياداً إليه بالكتاب ، فلم يزل بعمر حتى ردّه عن رأيه ، وخوفه فرقة الناس ، فرجع ..
    وقال له : « مايؤمنك ، وقد عاديت أهل هذا البيت : أن يثوروا إلى علي ؛ فينهض بهم ، فيزيل ملكك؟ !» .
    فكفّ عن ذلك.
    ثم تذكر الرسالة سبب اقدام عمر على هذا الإجراء ، وهي امور هامة يجدر بالباحث الاطلاع عليها ، ويقول فيها أيضاً معاوية لزياد :
    « .. فلو كنت يا أخي لم ترد عمر عن ذلك لجرت سنته ، ولا ستأصلهم ا‏لله ، وقطع أصلهم. وإذن.. لاستنت به الخلفاء بعده ، حتى لا يبقى منه شعر ، ولا ظفر ، ولا نافخ نار إلخ.. » (راجع: كتاب سليم بن قيس ص142 ـ 143 ونفس الرحمان ص144).

    11 ـ أوامر وقرارات لا تطاق :
    وقد جاء في رسالة معاوية لزياد بن أبيه ، المشار إليها آنفاً : الاوامر والقرارات التالية:
    « .. وانظر إلى الموالي ، ومن أسلم من الاعاجم؛ فخذهم بسنة عمر بن الخطاب ؛ فان في ذلك خزيهم وذلّهم:
    ان تنكح العرب فيهم.
    ولا تنكحوهم.
    وأن يرثهم العرب.
    ولا يرثونهم.
    ولا تقصر بهم في عطائهم ، وأرزاقهم..
    وأن يقدموا في المغازي : يصلحون الطريق ، ويقطعون الشجر.
    ولا يؤم أحد منهم العرب في صلاة.
    ولا يتقدم أحد منهم في الصف الاُول ، إذا حضرت العرب ، إلا أن يتموا الصف.
    ولا تولّ أحداً منهم ثغراً من ثغور المسلمين ، ولا مصراً من امصارهم.
    ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين.
    ولا أحكامهم.
    فان هذه سنة عمر فيهم ، وسيرته.. » .
    إلى أن قال :
    « .. وفي رواية اخرى : يا أخي لولا أن عمر سنّ دية الموالي على النصف من دية العرب ـ وذلك أقرب للتقوى ـ لما كان للعرب فضل على العجم.
    فاذا جاءك كتابي هذا ..
    فأذلّ العجم.
    وأهنهم.
    واقصهم.
    ولا تستعن بأحد منهم.
    ولا تقض له حاجة» (راجع : كتاب سليم بن قيس ص140 و141 ونفس الرحمان ص144 وسفينة البحار ج2 ص165).



    12 ـ الإرث :
    قد أشير في الرسالة السابقة إلى أن عمر بن الخطاب قد قرر : أن العرب يرثون العجم والموالي ، ولا يرث هؤلاء اولئك ..
    ولا يقتصر نقل ذلك عنه على ذلك النص ، فقد صرحوا بقولهم :
    أبى عمر : أن يورِّث أحداً من الاعاجم إلا أحداً ولد في العرب ( الموطا ج2 ص60 والغدير ج6 ص187 عنه) زاد رزين : أو امرأة جاءت حاملاً ؛ فولدت في العرب.. (تيسير الوصول ج2 ص188).
    وهو قول عثمان وعمر بن عبدالعزيز أيضاً ( بداية المجتهد ج2 ص351 وراجع : المصنف للصنعاني ج10 ص300 و301 ).



    13 ـ تقليم أظفار العجم :
    وكان ثابت بن قرة الحراني الصابي الفيلسوف يقول : « فضلت امة النبيّ العربي على جميع الامم الخالية بثلاثة لا يوجد في من مضى مثلهن :
    بعمر بن الخطّاب في سياسته ؛ فانه قلّم أظفار العجم ، ولطف في ايالة العرب ، وتأتى لتدبير الحروب ، وأشبع لبطون العرب» (البصائر والذخائر ج1 ص195).



    14 ـ الحمراء والتجارة :
    « .. وفي العتيبة : قال مالك : قال عمر بن الخطاب : عليكم بالتجارة ، لا تفتنكم هذه الحمراء على دنياكم. قال اشهب : كانت قريش تتجر ، وكانت العرب تحقر التجارة.


    والحمراء يعني : الموالي .
    وفي المدخل لابن الحاج : ورد أن عمر بن الخطاب دخل السوق في خلافته ؛ فلم يرفيه في الغالب إلاّ النبط ، فاغتم لذلك ؛ فلما أن اجتمع الناس أخبرهم بذلك ، وعذلهم في ترك السوق ؛ فقالوا : إن ا‏ اغنانا عن السوق ، بما فتح به علينا ، فقال (رض) : وا‏لله لئن فعلتم ليحتاج رجالكم إلى رجالهم ، ونساؤكم إلى نسائهم» (التراتيب الادراية ج2 ص20 ).
    هذه نظرة عمر إلى الموالى ، وهذا هو رأيه فيهم . بل لقد منعهم حتى من دخول السوق ! فقدر روي عنه : أنه قال : لا يدخل الاعاجم سوقنا حتى يتفقهوا في الدين (الترايب الادارية ج2 ص17).
    ولا ندري إن كان قد اشترط على العرب أيضاً هذا الشرط أم لا؟
    بل ان الظاهر من رواية العتيبة ، وابن الحاج : أنه كان لا يرغب في ان يرى الموالي في السوق ، يتجرون ، ويحصلون على المال دون العرب ؛ فموقفه نابع من حبه الخير للعرب ، دونهم . وقد رأينا فيما سبق كيف فضل العرب عليهم ، في العطاء ، وفي الزواج ، وفي ما سوى ذلك من امور.
    وخطب عمر في الجابية ، فكان مما قال : « واياكم وأخلاق العجم .. إلى أن قال : واياكم أن تكسبوا من عقد الاعاجم ، بعد نزولكم في أرضهم . إلخ» (حياة الصحابة ج3 ص488 عن كنز العمال ج8 ص207).
    وأخيراً .. فان ولده عبدا‏ ، الذي كان معجباً بأبيه ، ومتأثراً به الى حد بعيد ـ قد ورثه في احتقاره لغير العرب ، فقد روي : أنه مرّ على زنجي ؛ فقال له : السلام عليك يا جُعَل (الطبقات الكبرى ، لابن سعد ج4 قسم ص117 ط ليدن ).
    وبعد كل ما تقدم يتضح : ان ما روي من أن عمر بن الخطاب قد لام أبا موسى ، لانه حين قدم عليه قوم أعطى العرب منهم وترك الموالي (حياة الصحابة ج2 ص447 عن كنز العمال ج2 ص 319 و172) انما هو لان عدم اعطائهم شيئاً اصلاً من شأنه ان يثيرهم عليه ، ويصبح ذلك بداية مشكلات كبيرة قد لا يكون أبو موسى قادراً على مواجهتها ، وعليه .. . فلا يكون ذلك مخالفاً لرايه الذي ذكرنا بعض شواهده وأدلته.




    الرافد الاول والاساس :
    وأخيراً .. فان من الواضح : أن سياسات التمييز العنصري ، سياسات غريبة عن الاسلام ، بعيدة كل البعد عن تعاليمه ، مناقضة لتشريعاته.
    فهل تأثر روّاد هذه السياسة ، وحماتها بغيرهم ، ممن حرصوا عليها ، حرصهم على أنفسهم ، واعتبروها نهج حياة ، وأساس تعامل؟ !



    الجواب : نعم..
    إن الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، حينما أعلن عن آرائه وسياساته ، تجاه غير العرب ، وانتهج سياسة التمييز العنصري ، لم يكن في الحقيقة قد ابتدع أمراً جديداً من عند نفسه ، لم يكن من قبل.
    بل لقد سبقه الى هذا الامر اليهود والنصارى؛ فلعله قد تأثر ببعض علمائهم ، الذين كانوا مقربين إليه ، وكان يرجع إليهم في كثير من القضايا الحساسة ، من امثال : كعب الاحبار ، وعبدا‏ بن سلام ، وتميم الداري ..
    واليهود هم الذين قالوا : « نحن ابناء الله‏ وأحباؤه.. » (المائدة 18).
    وقال تعالى : « قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء ‏ من دون الناس فتمنوا الموت إلخ» (الجمعة 6). ونحن نذكر فيما يلي نماذج من النصوص العنصرية عند اليهود ، وخصوصاً في تلمودهم؛ فنقول :


    نصوص عنصرية يهودية :


    « قريب اليهود هو اليهودي فقط ، باقي الناس حيوانات في صورة انسان. هم حمير ، وكلاب ، وخنازير» .
    « إذا ضرب امي اسرائليا ، فكانما ضرب العزة الالهية» « فالامي يستحق الموت» (الكنز المرصود ص66 ومقارنة الاديان (اليهودية) ص272).
    أأما كونهم شعب ا‏لله المختار ، فلان الله قد تزوج اسرائيل ، وسجل عقد الزواج بينهما ، وكانت السموات والارض شهوداً على هذا العقد (مقارنة الاديان (اليهودية) ص212 و213).
    « ولليهودي في الاعياد أن يطعم الكلب ، وليس له أن يطعم غير اليهود ، والشعب المختار هو اليهود فقط ، أما باقي الشعوب ، فهم حيوانات.

    ويروي : أنه لما قدم بخت نصّر ابنته إلى زعيم اليهود؛ ليتزوجها ، قال له هذا الزعيم : إنّي يهودي ولست من الحيوانات إلخ..» (مقارنة الاديان (اليهودية) ص272. الكنز المرصود ص67 و68 وعن : التلمود شريعة اسرائيل ص25).
    وجاء في تلمود اورشليم ص (94) : ان النطفة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة حصان (الكنز المرصود ص67 وراجع ص68).
    ويلزم المرأة أن تعيد غسلها إذا رأت عند خروجها من الحمام شيئاً نجساً ، ككلب ، أو حمار ، أو مجنون ، او امي ، أو جمل ، أو خنزير» إلخ (المصدر السابق).
    « خلق ا‏لله الاجنبي على هيئة الانسان؛ ليكون لائقاً لخدمة اليهود» (الكنز المرصود ص69).
    إأن اليهود يعتبرون أنفسهم جزءاً من ا‏لله (الكنز المرصود ص66 واليهود قديماً وحديثاً ص69 ومقارنة الاديان (اليهودية) ص272). بل يعتبرون أنفسهم مساوين للعزة الالهية (الكنز المرصود في قواعد التلمود ص72).
    « .. نحن شعب ا‏لله في الارض. وقد أوجب علينا أن يفرقنا؛ لمنفعتنا؛ ذلك أنه لاُجل رحمته ورضاه سخر لنا الحيوان الانساني ، وهم كل الامم والاجناس ، سخرهم لنا؛ لانه يعلم : أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان : نوع أخرس ـ كالدواب ، والانعام ، والطير ـ ونوع ناطق ، كالمسيحيين ، والمسلمين ، والبوذيين ، وسائر الامم من أهل الشرق والغرب؛ فسخرهم؛ ليكونوا مسخرين لخدمتنا ، وفرقنا في الارض؛ لنمتطي ظهورهم ، ونمسك بعنانهم إلخ.. » (اليهود قديماً وحديثاً ص14 وتفسير الجواهر للطنطاوي ج2 ص136).
    وفي بروتوكولات حكماء صهيون ، البرتوكول الخامس عشر ، والحادي عشر نصوص اخرى؛ فلتراجع.. هذا عدا عما سوى ذلك ، مما ورد في الموارد المختلفة.
    وأخيراً .. فقد قال آدم متز : « كان أغلب تجار الرقيق في أوربا من اليهود .

    وكان الرقيق يجلب كله تقريباً من الشرق الادنى» (الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري ج1 ص301).

    تحريض يهوديّ مبطن :
    وإذا كان اليهود قد ساهموا في حمل الحكام على اتباع هذه السياسة ، بصورة صريحة ، أو مبطنة ؛ فانهم ولا شك ، كانوا يرصدون الواقع ، ويرقبون الاحداث ؛ ويساهمون في توجيهها بحيث ، تصب في مصلحتهم ، ولا أقل ، من الاعداد لمنع حدوث أية مضاعفات تسيءُ إلى مواقعهم ، أو تحد من طموحاتهم..
    ولا بدّ وأن يكونوا قد لاحظوا : أن أنباط يثرب كانوا أشد الناس على عثمان ، حين الثورة عليه ، كما سيأتي ، وأن انظار كل الناس ـ إبّان حصار عثمان وحين قتله ـ كانت متجهة صوب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، حتى لقد اتجهوا إلى بيعته ، قبل أن يدفن الخليفة المقتول بشوق زائد ، ولهفة ظاهرة ، حتى وطىُ الحسنان ، وشق عطفاي ، على حد تعبير على عليه السلام نفسه ..
    مع سابق علمهم ويقينهم بأن سياسة وطريقة علي عليه السلام في التعامل مع مسألة التمييز والتفضيل ، ومع غيرها من المسائل والقضايا ، هي التجسيد الحي لسياسة الرسول الاعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم وطريقته.
    فلا بدّ وأن يعيد الامور إلى نصابها ، ويعطي كل ذي حق حقه ، ولسوف لا يرى فضلاً لبني إسماعيل على بني إسحاق ، ولا عكس ذلك ..
    نعم .. إن اليهود ، واحبارهم ، الذين اظهروا الاسلام ، إذا كانوا يدركون كل ذلك ، فان من الطبيعي أن نجدهم يتحركون لتلافي الاخطار المحتملة ، فنجد الحبر اليهودي ، الذي اظهر الاسلام ، يظهر موقفه بأسلوب يستبطن اثارة المخاوف ، والتحريض على العصيان ..



    فقد روي مسلم بن إبراهيم ، قال: أخبرنا سلام بن مسكين ، قال : أخبرنا مالك بن دينار ، أخبرني من سمع عبدا‏ بن سلام يقول يوم قتل عثمان :
    « اليوم هلكت العرب» (طبقات ابن سعد ج3 ص81 ط صادر).
    فهو يريد أن يثير حفيظة العرب ، بالتلويح بخسرانهم الامتيازات الظالمة ، التي منحهم إياها الحكم ، مع تحذير مبطن من أن الامور تتجه نحو تحكيم اولئك الذين لا يرون فضلاً لاُحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح ، فما على العرب إذن إلا أن يتحركوا ، وأن يدفعوا الاخطار المحتملة عن أنفسهم!!
    وهكذا .. فان صانعي سياسة التمييز بين الناس ، يحاولون الآن استثمار جهودهم ، ونفث سمومهم ، وتسديد ضربتهم للمسلمين وللاسلام في الصميم ، فيثيرون عصبية العرب ضد غيرهم ، ويصوّرون لهم : أنهم في خطر أكيد ، وأمام عدو عنيد ، قد أصبحت الحرب معه حرباً مصيرية ، وأصبحت العداوة قائمة على الثأر الدم ، فهي إذن ثابتة وراسخة ، لن يستطيع أحد إطفاء نارها ، ولا التحرز من آثارها ..
    وإلا .. فلماذا يهلك العرب إذا قتل عثمان ، ولا يهلك غيرهم من الناس ؟!
    وما هذه الغيرة الشديدة من سليل بني إسرائيل على العرب ، وعلى مصيرهم ؟ !


    منقول من كتاب سلمان الفارسي ...



    اقول قال رسول الله صل الله عليه واله : إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن

    المحدث:أحمد شاكر - المصدر:مسند أحمد- الصفحة أو الرقم:16/300
    خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح



    وقال صل الله عليه واله : لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب

    المحدث:الألباني - المصدر:شرح الطحاوية- الصفحة أو الرقم:361
    خلاصة حكم المحدث:صحيح



    وأن رسول الله صلى الله عليه واله خطب الناس يوم فتح مكة فقال يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من التراب قال الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
    المحدث:ابن العربي - المصدر:عارضة الأحوذي- الصفحة أو الرقم:6/337
    خلاصة حكم المحدث:صحيح



    كنا مع النبي صلى الله عليه واله في غزاة . فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . " ما بال دعوى الجاهلية ؟ " قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال " دعوها . فإنها منتنة " فسمعها عبدالله بن أبي فقال : قد فعلوها . والله ! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . قال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال " دعه . لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " .
    المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2584
    خلاصة حكم المحدث:صحيح



    اذا لماذا كان عمر يميز بين الناس بأستخدامه العنصرية التي وصفها النبي صل الله عليه واله بالنتنه ...



    والسلام عليكم


    نفسي على ذكر اسم المرتضى طربت
    وفي سفينة اهل البيت قد ركبت
    اللهم صلي على محمد و ال محمد

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

    الراعي لهذه النظرية ماهو إلا ناكر لظروريتين هما :
    قال تعالى : ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )[الحجرات: 13]
    في هذه الآية المباركة لم يحدد الله تعالى اي قومية لا عربية ولا عجمية ، وجعل ميزان التقرب الى الله تعالى هي التقوى ..

    وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )[الأنبياء:107]
    لم يخص الله جلَّ شأنه العرب ولا المسلمين ، فان هذه الآية المباركة تخص جميع الأديان وجميع القوميات وتشمل حتى المُلائكة ففي حديث شريف رويّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؛ لّما نزلت هذه الآية سأل النبي جبرائيل فقال : " هل أصابك من هذه الرحمة شيء ؟ " قال جبرائيل : " نعم ؛ اني كنت اخشى عاقبة الأمور ، فأمنت بك لمّا اثنى الله عليّ بقوله عند ذي العرش مكين " [مجمع البيان ذيل الآية مورد البحث] .

    والسنة النبوية لم تترك هذا الموضع ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) ..
    على هذا الأساس فان الاسلام دين عالمي لم يختص للعرب فقط ..!
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X