إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

: الشباب وظاهرة الإيمو: بين التقيِّم والتقويم : الرصد والحلول:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • : الشباب وظاهرة الإيمو: بين التقيِّم والتقويم : الرصد والحلول:


    : الشباب وظاهرة الإيمو: بين التقيِّم والتقويم :
    ===================================
    :الرصد والحلول:
    ======== ==
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمَّد وآله المعصومين
    بداية لابدَّ من التحديد المفهومي لظاهرة أو مصطلح الإيمو الذي كثر الحديث عنه في أيامنا هذه.

    فالمقصود بالإيمو في أول نشأتها المجتمعية هو نمط معين يعيشه الشاب أو الشابة في التعاطي مع الموسيقى أو اللباس أوالسلوك .

    وتذكر الموسوعات الحرة أنّ أول موطن ظهرت فيه هذه الظاهرة هي واشنطن قبل قرابة نصف قرن تقريبا.

    ومن أبرز قصودات وأهداف الإيمو هو تجميع الشباب المهتم بالمظهر الخارجي والموضات والعمل على التعبير عن حريتهم الشخصية في الحياة دونما قيد أوحرج.
    نعم يُقال عنهم أنّهم يهتمون بالعاطفة أوإرتداء ملابس معينة قد تحمل صوراً غريبة .

    وعلى كل حال لابدَّ من دراسة وتقييم هذه الظاهرة نفسيا وسلوكيا ودينيا

    ثم تقويمها بوضع حلول حكيمة لها سعيّا للتقليل من خطرها إن لم نتمكن من القضاء عليها.

    فالمعلوم بحسب مبادئ علم النفس والسايكولوجيا :

    أنّ كل فعل وسلوك بشري له إراداته التي ينتج عنها فعلا.
    فهذه الإرادات تارة تكون حكيمة وصالحة في تحققها الفعلي في الخارج كسلوك الشباب المستقيم نفسيا وذهنيا.
    مما يقبله العرف العقلائي ويقره الدين السماوي وترسمنه القوانين الوضعية الصحيحة والعقلانية.

    وتارة أخرى تكون هذه الإرادات غير واعية وهادفة لما تُريد صنعه فحينما تصرُّ على تطبيق سلوكها وإنجاز فعلها في الخارج تواجه
    إشكالية الذم العرفي العقلائي والشرعي والأخلاقي.

    كما هو حال ظاهرة الإيمو المرفوضة عقلائيا وشرعيا في مجتمعنا المسلم .

    ومن هنا لا شكَّ أنَّ هذه الظاهرة هي نتيجة مُؤكَّدة لما يعيشه الشباب
    من حرمان معرفي وعلمي وديني و إقتصادي بل وحتى حرمان حياتي :
    بمعنى أنّ الشاب يحتاج إلى أن يعيش الحياة ولكنه محروم من القدرة على العيش السليم فيها.

    فضلا عن الإفتقار إلى البعد المعنوي في شخصياتهم البشرية
    وإعراضهم عن منهج الله تعالى في الأرض.

    المتمثل بالإرتباط بالله تعالى ودينه القويم الإسلام الأصيل
    لذا قال تعالى :
    (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) طه: 124- 126 .
    بمعنى:
    إِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق ، حَرج ؛ لضلاله ،
    وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبِس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين ، والهدى
    فهو في قلق ، وحيرة ، وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد ، فهذا من ضنك المعيشة .

    فإذا كان الشباب يُعانون من الهم النفسي والإجتماعي ويعيشون حالة اليأس ، والإحباط في هذه الحياة وعدم تحقيق طموحاتهم الشخصية

    فهذا لايعني أنّ الحل في الإستسلام إلى إرتكاب الخطأ والإنحراف عن الحق .

    فممكن لهم أن يصبروا على المعاناة إن كانوا فعلا يُعانون من أزمة نفسية أوذهنية
    ويلجأوا إلى الله تعالى فبه سبحانه تنفرج الهموم وترتفع المحن

    قال الله تعالى :
    (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28 .

    ويُذكر أيضا أنّ المنتمي إلى مجموعة الإيمو
    (هذا بحسب ما موجود في مجتمعات الغرب وأمريكا)
    يلجأ في نهاية أمر إلى الإنتحار وقتل نفسه كخيار أخير للخلاص مما هو فيه

    ولا شكَّ أنَّ الله تعالى حرَّم إيذاء النفس ، وحرَّم الانتحار , وجعل الانتحار من كبائر الذنوب , ووعد فاعله بالعذاب الشديد
    قال تعالى :
    (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) النساء: 29 ، 30 .

    إننا يجب أن نهتم بترشيد وتوعية الطاقات الشبابية أخلاقيا وسلوكيا ونفسيا بقدر ما نهتم بإمور أخرى ليست ضرورية
    ذلك لأنّ الشباب طاقة فعّالة لابد من توظيفها في المجال الحق والصالح والمُثمر لنفس الشاب والمجتمع.

    فالشباب لهما حاجات مُلحة وجوديا في هذه الحياة كحق العيش الكريم والوظيفة والزواج والإستقرار الإقتصادي فضلا عن حق التعليم وغيره.

    وهذه الحاجات لابد من سدّها في التطبيق الفعلي وإلاّ تبقى تلح نفسيا وسلوكيا على صاحبها في تحقيق الإشباع لها ولو بالطرق غير المشروعة وحتى غيرالمعهودة.

    وما هذا الزيغ والنكوص القيمي الذي يظهر عند بعض الشباب المسلم خاصة وغيره عامة إلاّ نتيجة متوقعة وطبيعية تنبثق عن الحرمان والعوز في تلبية الحاجة .

    هذا على مستوى البعد النفسي والسايكولوجي لظاهرة الإيمو أوحتى ما يُماثلها من ظاهرة التأنّث والتذكر عند الصنفين الذكر والإنثى.
    ولا ينبغي الإغفال عن البعد الفكري والآيديولوجي لظاهرة الإيمو.

    فقد تكون هذه الظاهرة مُؤسَّس لها من قبل دول كبرى تعمل وفق نظام الحداثة والعولمة ورقمنة الإنسان عمليا بحكم شبكة النت أو الفيس بوك أو وسائل الإتصال الأخرى.

    فقد شاع في وقتنا هذا مشروع العولمة وصناعة الإنسان الرقمي والمادي الذي يعتمد في حياته على الحاضر العلمي والمادي ويعيش حال الفصل القيمي عن ماضيه ديناً أو عرفا

    ومن هنا قد تكون هذه الظاهرة هي عملية إختطاف للشباب من واقعهم وإستغلال عوامل معينة عندهم تدفعهم إلى التعاطي مع هذه الظاهرة والتأثر بها فكريا وسلوكيا وإن لم يدركوا أخطارها رأساً .

    أما على المستوى الحقوقي للظاهرة:
    فممكن إقناع الشباب بضرورة الإيمان بحق الإهتمام بالمظهر الخارجي والحرية الشخصية وحق التعبير عن نشاطه العلمي أوالمجتمعي ولكن بصورة ما يقبله الدين والعقلاء

    لا ما يُريده المنحرفون من محاولاتهم لإظهار الشباب بصورة غير معهودة في مجتمعنا المسلم وجعلهم يتمردون على الواقع وقيمهم.

    فالذين يتأثرون بهذه الظاهرة من الشباب هم أناسٌ بأمس الحاجة إلى التعاطي معهم وفق منهجية الحكمة والموعظة الحسنة
    إلاّ ما شذَّ منهم فالتعامل معه يجب أن يكون وفق الدين والقانون السليم.

    وينبغي على الدولة أو المؤسسة الدينية التدخل السريع لمعالجة هذه الظاهرة التي غزت حتى أبنية المدارس الثانوية
    مثلما عملت على إخراج الإحتلال عسكريا من بلدنا
    وإن بقت آثاره السلبية تُخيم على الآفاق إقتصاديا وفكريا وسياسيا وأخلاقيا.
    فإذا سرقَ منّا الغزو العسكري ثرواتنا الوطنية وقتل الأبرياء بفعله وبفعل أذنابه من الإرهابيين.

    فلا ينبغي لنا أن نسمح له بسرقه شبابنا وتحطيمهم نفسيا وسلوكيا بغزوه الثقافي والفكري.

    وفي الختام لابدّ من إقامة معاهد حكومية وغير حكومية تهتم بتربية وإعداد الشباب نفسيا وترشيدهم سلوكيا ومجتمعيا
    وبث الثقة في شخصياتهم والعمل على تحقيق طموحاتهم فعليا

    فضلا عن إعداد مراكز تأهيل وإصلاح نفسية وسلوكية
    تحتض الشاذين منهم محاولة لإحتوائهم وإصلاحهم بقدر المستطاع.

    و بدلا من تركهم لأيدي خفية تتلاعب في عقولهم وتؤثّر في سلوكهم وتضلّهم ضلالاً مبينا.


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف.

  • #2
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    على طول خط الحياة وضمن تشكيلة سير المجتمعات الانسانية تظهر هناك سلوكيات منفردة لبعض افراد المجتمع قد تكون من افراز ذلك المجتمع او تكون دخيلة عليه , فاذا كانت كذلك وكانت الخطوط العامة للمجتمع رافضة لها وتشمأز منها , فهي كالفايروسات التي تبحث عن ثغرة للدخول وحاضن مناسب للانتشار , فمثل هكذا ظواهر وغيرها - والتي يرفضها الشرع والذوق العرفي السليم - متى ما رأت اجواء الفقر والجهل والابتعاد عن فطرة النفس السليمة والنأي عن التعاليم السماوية السمحاء , وضعف الرادع النفسي والغيري , فبلا ادنى شك انها ستتوغل وتتجذر في صلب المجتمع ويصعب بعد ذلك اجتثاثها والخلاص منها ..
    اذن هي مسؤولية كبرى على الجميع بتطبيق رسالة السماء بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراتبه المحددة , وان يعمل كل منّا افراداً ومؤسسات بكافة السبل الواعية لوئد الافكار الدخيلة على مجتمعنا الاسلامي ....
    وفقكم الله استاذنا الفاضل وسدد خطاكم لما فيه الخير والصلاح ...


    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      تقديري لإضافتكم اللطيفة أخي الكريم ووفقكم الله تعالى لكل خير وصلاح

      تعليق


      • #4
        موضوع رائع و مهم و مميز بامس الحاجة اليه
        لا بد من ان يعمل الجميع على التوعية انطلاقا من الحديث الشريف (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )
        و قول المرجع الاعلى السيد السيستاني مد ظله (احذروا الغزو الثقافي فانه الاخطر على هويتكم)

        تعليق


        • #5
          الأخ الكريم : الكظماوي: شكرا لمروركم الكريم وموفقٌ إن شاء الله تعالى
          ونعم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى التسلح بالعلوم الحديثة ووعيها ودركها إيجابا أو سلبا
          فضلا عن الحاجة إلى التخصص العلمي والمعرفي المتنوع
          وإعداد النخبة الرسالية الواعية والقادرة على مواجهة الأفكار والظواهر الوافدة إلينا مواجهة حديثة تقوم على أساس ومعايير الوقت الذي نعيشه في الخطاب والسلوك.


          وقد ثبت لي بالدليل القطعي والحسي أنّ الشباب المسلم يُعانون من العوز والنقص المعنوي في شخصياتهم
          فضلا عن النقص التوعوي فكريا ودينيا


          وهذا يضعنا في مركز المسؤولية أمام الله تعالى والمجتمع وحتى التأريخ.


          وفي إعتقادي أنّ تبديد الطاقة الشبابية في غير محلها هو حرام شرعا وقبيح عقلا.
          ذلك كون الشبابية مرحلة حيوية لها قيمتها وآثارها
          ومن هنا جاء الحديث النبوي الشريف يحضُّ على إستثمار فترة العمر الشبابي
          فعن رسول الله:ص: أنه قال:
          (( بادربأربع قبل أربع :شبابك قبل هرمك : وصحتك قبل سقمك :وغناك قبل فقرك: وحياتك قبل موتك))
          :من لايحضره الفقيه:الصدوق:ج4:ص357.


          وشكرا لكم
          وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تعليق


          • #6
            مشكورجدا اخي الكريم مرتضى على طرحك هذا الموضوع الذي اخذ حيز كبير من الاعلام وحديث الناس حيث اثيرت هذه الزوبعة الاعلامية على هذه الظاهرة التي تسمى ب الايمو التي وجدت منذ عام 2003 اي بعد الانفتاح الذي حدث في العراق ودخول انواع البضائع المستوردة التي تشمل الملابس وغيرها من الاكسسوارت الغربية وتطلع الشباب على الثقافات الغربية من خلال وسائل الاعلام المرئية وغيرها وارى ان هذه الضجة الاعلامية التي اثيرت لها دوافع سياسية وخارجية من جهات غربية لتعطي مفهوم للعالم ان العراق مضطرب اجتماعيا وترى اهتمام السياسيين بهذا الموضوع والتصريحات التي يقولون فيها ان الشاب العراقي مضطهد وما الى ذلك في حين ان هنالك مواضيع مهمة جدا لا يثار عليها هكذا اهتمام اعلامي مثل البطالة التي يعاني منها الشباب وغير ذلك.وسبب ظهور هكذا ظواهر هي عدم الرقابة للاهل بالاضافة الى قلة الوعي الديني والثقافي لدى البعض من الشباب.

            تعليق


            • #7
              شكرا لتعليقكم وإضافتكم الواعية أخي الكريم
              وموفقٌ إن شاء الله تعالى

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد

                اكيد هناك ايدي خبيثة تحاول ان تطمس الرجولة العربية وكما شرحت في موضعك اخي علي
                ظهرت هذه الظاهرة في واشنطن قرابة ربع قرن

                اي ان هناك يد واكيد امريكية واسرائيلية لها صله في بث وزرع شباب الايمو

                لا نقول الا
                اللهم يحفظ العراق واهله ويحفظ الاسلام واهله
                ويخذل الكفار والنفاق واهله


                تحياتي لك اخي العزيز

                التعديل الأخير تم بواسطة قاسم الأنيق; الساعة 12-03-2012, 08:00 PM.
                أيا كربلاء ياعبير الجراح وزهو الدم العلوي الأبي

                ويا صرحا ً بناه الحسين فأبدع في رصفه المبدعي

                تعليق


                • #9
                  شكرا لمروركم الكريم أخي وموفقٌ إن شاء الله تعالى

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X