ان المتتبع لسيرة النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) يجد أنهم قد اتصفوا بصفات كريمة بلغوا فيها الذروة وصاروا في أعلى السنام ، فصاروا المثل الأعلى والفرد الأكمل لمن أراد الاقتداء بهم والسير على نهجهم ، ومن هذه الصفات صفة الكرم فنجد هذه الصفة ملازمة لهم على طول حياتهم فهم أصحاب أفضال عظيمة ليس على مواليهم أو على المسلمين فحسب ، بل على الانسانية جمعاء ، ولعل كرمهم المعنوي أكبر من كرمهم المادي ولكن الناس في العادة لا تلتفت الا الى الماديات ، فها هي علومهم ما زالت تملأ الكتب في مختلف جامعات العالم وفي شتى بقاع الآرض .
أما بخصوص عون المحتاجين فهم(عليهم السلام) في الطليعة فلا يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق ، فما قصد أحدَهم محتاجٌ الا ووجد منيته ومراده وزيادة على ما كان يأمله .
وعلى وجه السرعة والاختصار نذكر بعض من المواقف لسيدنا الامام الحسن بن علي (عليهما السلام) سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرها العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) في كتابه البحار فقال :
( ... ومن كرمه وجوده (عليه السلام) ما رواه سعيد بن عبد العزيز قال:
إن الحسن سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن إلى منزله
فبعث بها إليه.
ومنها أن رجلا جاء إليه (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له:
" يا هذا حق سؤالك يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله (عزوجل) قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت "
فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع، فدعا الحسن
(عليه السلام) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [ف] قال(عليه السلام):
" هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم "
فأحضر خمسين ألفا قال(عليه السلام):
" فما فعل الخمسمائة دينار ؟ "
قال: [هي] عندي قال(عليه السلام):
" أحضرها "
فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال(عليه السلام):
" هات من يحملها لك فأتاه "
بحمالين، فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكرى الحمالين،
فقال مواليه: والله ما عندنا درهم فقال (عليه السلام):
" لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم" ) (1)
***
وقف رجل على الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال:
يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل إنعاما منه عليك، إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير، وكان (عليه السلام)متكئاً فاستوى جالساً وقال له:
" من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ "
فقال له: الفقر، فأطرق (عليه السلام) ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له:
" أحضر ما عندك من موجود "
فأحضر خمسة آلاف درهم فقال: ادفعها إليه، ثم قال (عليه السلام) له:
" بحق هذه الاقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً "(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 43 / ص 347)
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 43 / ص 350)
جعلنا الله تعالى وجميع المؤمنين ممن ينال شفاعتهم ورضاهم
أما بخصوص عون المحتاجين فهم(عليهم السلام) في الطليعة فلا يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق ، فما قصد أحدَهم محتاجٌ الا ووجد منيته ومراده وزيادة على ما كان يأمله .
وعلى وجه السرعة والاختصار نذكر بعض من المواقف لسيدنا الامام الحسن بن علي (عليهما السلام) سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرها العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) في كتابه البحار فقال :
( ... ومن كرمه وجوده (عليه السلام) ما رواه سعيد بن عبد العزيز قال:
إن الحسن سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن إلى منزله
فبعث بها إليه.
ومنها أن رجلا جاء إليه (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له:
" يا هذا حق سؤالك يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله (عزوجل) قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت "
فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع، فدعا الحسن
(عليه السلام) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [ف] قال(عليه السلام):
" هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم "
فأحضر خمسين ألفا قال(عليه السلام):
" فما فعل الخمسمائة دينار ؟ "
قال: [هي] عندي قال(عليه السلام):
" أحضرها "
فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال(عليه السلام):
" هات من يحملها لك فأتاه "
بحمالين، فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكرى الحمالين،
فقال مواليه: والله ما عندنا درهم فقال (عليه السلام):
" لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم" ) (1)
***
وقف رجل على الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال:
يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل إنعاما منه عليك، إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير، وكان (عليه السلام)متكئاً فاستوى جالساً وقال له:
" من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ "
فقال له: الفقر، فأطرق (عليه السلام) ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له:
" أحضر ما عندك من موجود "
فأحضر خمسة آلاف درهم فقال: ادفعها إليه، ثم قال (عليه السلام) له:
" بحق هذه الاقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً "(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 43 / ص 347)
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 43 / ص 350)
جعلنا الله تعالى وجميع المؤمنين ممن ينال شفاعتهم ورضاهم
تعليق