(( يا أيَّتُها المرأةُ لا تُغادري ذاتكِ وهويَّتكِ ))
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد المعصومين
إنّ الثقافة الصالحة للمرأة اليوم في
وقتنا هذا تُشكَّل ضرورة واعية وواعدة لايمكن تجاوزها .
إذ أنّها تُؤَسس لمنهج حقاني وملتزم شرعا وأخلاقا يكون في محصلته قادراً
على مواجهة الضغوط الحياتية قيميا وفكريا وسلوكيا وثقافيا.
وهذا المنهج الذي يبتغيه الإسلام في مشروعه للمرأة الصالحة
يصُبُّ حتى في تمهيدها وتنضيجها لتقبُّل مشروع الإمام المهدي :ع:
ولايخفى على الجميع ما للمرأة من دورٍ ريادي سيتجلى في حركة الظهور الشريف للإمام المهدي:ع:
إذ أنّ الروايات الصحيحة ذكرت أنّ للمرأة حصة عددية قيمية في
قبال عدد أنصار الإمام المهدي:ع: من الرجال الصالحين
وتذكر بعض الروايات أنَّ من بين أنصار الإمام المهدي:ع: خمسين إمرأة
كما ورد عن الإمام الباقر :عليه السلام :
بحار الأنوار:المجلسي: ج 52:ص 223.
وهذا ليس ترفاً من القول أو مُبالغة في التنظير.
فالتأريخ يشهد لدور المرأة الصالحة في تثبيت دعامات الإسلام الأصيل في بدء دعوته الحقة
وهكذا أيضا سيكون للمرأة المهدوية الصالحة في نهاية المطاف دوراً في نصرة الإمام المهدي :ع: في ظهوره الشريف
وهذا الدور قطعا يبدأ من تأسيس المنهج المعاصِر اليوم لحركة المرأة حياتيا .
لما للمرأة من أثرٍ وجودي في صياغة صورة الحياة وإستقرارها.
ومن هنا يجب تقوية مُرتكزات المنهج القيمي للمرأة الصالحة اليوم
المتمثل في دعمها في مساحة حركتها الإجتماعية والثقافية
الصالحة دعما واعيا تواجه به الخطر المُحدِق بمنهج الإسلام الخاص بالمرأة.
و أقصدُ أخطر موضوع تواجهه المرأة اليوم وهو موضوعة :
(حريتها وحقوقها وثقافتها)
والذي كثُر الحديثُ عنه غربا وشرقا
فينبغي للمرأة المُعاصرة والمؤمنة حقاً أن تتعاطى مع ما يُطرح إعلاميا
تعاطيا تأسيسيا لا إلتقاطياً في سلوكياتها ومتبنياتها الدينية والثقافية والفكرية وبصورة ترتكز على
أصالة الإسلام القيمية
في إطلاقياتها الحكمية والمنهجية والحقوقية الخاصة بالمرأة المسلمة
ولتعلم المرأة المُعاصرة أنّ الإسلام العزيز في تأصيلاته قد نهج نهجا حقيقيا وواقعيا
لا مرحليا في بيان حركة المرأة وحقوقها وواجباتها
لاكما يُحاول البعض من أتباع الحداثة السلبية منها بتصوير منظومة الإسلام الخاصة بالمرأة:
بأنّها مرحلية لاتوائم روح العصر وجديد الحياة
وماهذه الأطروحات الناقمة على الإسلام إلاّ تجريّا واضحا على حق الله تعالى في تشريعاته ونظامه الحكمي
والحقوقي الخاص بالمرأة
وهل بإمكان أحد أن يدعي أنّه أحكم وأخبَرُ من الله تعالى في صياغة منظومة المرأة لما فيه صلاحها ومصلحتها الواقعية ؟
فمثلا الإسلام قد أكد على ضرورة الحجاب ووجوب ستر المرأة لبدنها بصورة تكليفية .
ولكن أصحاب الإتجاه اللاديني يجعلون ذلك التكليف حقاً قابلا للإسقاط من قبل المرأة بإعتبارها صاحبة الحق
فلها أن لاتلتزم بالحجاب وأحيانا يُرغمونها على خلعه .
إنظري يا أختي المؤمنة كيف يتم التلاعب والأدلجة
في المفاهيم ؟
فالإسلام يرى الحجاب تكليفا غير قابل للإسقاط
والأخرون دعاة حقوق المرأة يرونه حقاً قابلا للإسقاط
وهنا تكمن المأساة في إغتيال المنهج الحق بالتحوير الأيديولوجي للمفاهيم وتنكيسها بصورة مُشوشة.
ولذا ينبغي للمرأة المؤمنة بحق أن لاتتهاون في مسألة المُثاقفة مع قريناتها من المؤمنات بخصوص الدفاع عن مقولة الحجاب وكونها تكليفا لاحقاً.
وأن تُرَكِّز في دعوتها الرسالية الصالحة على أنّ مفهوم حقوق المرأة اليوم هو ما يُعطى لها
لا ما يُنتزع منها كما يصنع أصحاب الإتجاه الجديد في محاربة الحجاب:
و على المرأة أن لاتُغادر هويتها الدينية و ذاتها وحقيقتها الإنسانية
وتترك للأخرين
الطامعين فيها من أن يرسموا لها طريقا وضيعا يصطادونها فيه.
والمهم هو أن تتعاطى المرأة الصالحة اليوم مع ظواهر الوقت تعاطيا مشروعا ومنصفا ومعتدلا وأن تطلب كمالها بصورة شريفة كإنثى وإنسانة
وأن تقوي من إنطلاقتها المعرفية الصحيحة والشرعية بما يضمن صمودها السلوكي والفكري تجاه المتغيرات الضاغطة عليها.
فالأعداء اليوم يُحاولون تغيير مجمل المنظومة المنهجيةوالفكرية للمرأة عامة
بدأً من مسألة الشرفية وصور إستعادتها المُخجلة حقاً في حد ذاتها
وذلك بطرحهم أفانين وعمليات لرتق الشرفية للمرأة والتي يعتبرونها في حسبانهم مُعادلاً قيميا لأصالة الشرف الأنثوي.
ولكن هذا هو عين الإمتهان الحقيقي لكرامة وحقوق المرأة كإنثى حرّم ألله تعالى المساس بشرفها ورتب حكم الجلد أو القتل على مَن يتجاوز عليه
فبات أرباب الشهوات اليوم يتحدثون علنا في شاشات التلفاز
تنظيراً لثقافاتهم المنحرفة عن أدق التفاصيل التي تحكي عن أشياء المرأة المُخدِشة للحياء والإخلاق
وأخذوا يُروجون عبر برامجهم المنحرفة عن حق المرأة في تمليك جسدها لمن تشاء لطالما هي مالكة له وكأنها
سلعة رخيصة
فضلاً عن حق الصداقة بين الرجل والمرأة وحق التعالق
الجنسي المُرضي للطرفين حتى دون رباط قانوني أو شرعي
وأخيراً
نقول لكي تتمكن المرأة الصالحة اليوم من مواجهة الضغوط المتزايدة عليها إعلاميا وفكريا وعمليا
عليها أن تُحدد لكل ظاهرة جديدة أو فكرة طارئة وقتا للمواجهة
الشرعية والعقلانية وموقفا شريفا بصورته لايخرج عن إرادات الإسلام ومراداته السديدة.
فالأسلام دين ومنهج للحياة
وإسلامية المرأة تتحقق بتسليمها لمنهج الإسلام العزيز
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته.
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف.
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد المعصومين
إنّ الثقافة الصالحة للمرأة اليوم في
وقتنا هذا تُشكَّل ضرورة واعية وواعدة لايمكن تجاوزها .
إذ أنّها تُؤَسس لمنهج حقاني وملتزم شرعا وأخلاقا يكون في محصلته قادراً
على مواجهة الضغوط الحياتية قيميا وفكريا وسلوكيا وثقافيا.
وهذا المنهج الذي يبتغيه الإسلام في مشروعه للمرأة الصالحة
يصُبُّ حتى في تمهيدها وتنضيجها لتقبُّل مشروع الإمام المهدي :ع:
ولايخفى على الجميع ما للمرأة من دورٍ ريادي سيتجلى في حركة الظهور الشريف للإمام المهدي:ع:
إذ أنّ الروايات الصحيحة ذكرت أنّ للمرأة حصة عددية قيمية في
قبال عدد أنصار الإمام المهدي:ع: من الرجال الصالحين
وتذكر بعض الروايات أنَّ من بين أنصار الإمام المهدي:ع: خمسين إمرأة
كما ورد عن الإمام الباقر :عليه السلام :
بحار الأنوار:المجلسي: ج 52:ص 223.
وهذا ليس ترفاً من القول أو مُبالغة في التنظير.
فالتأريخ يشهد لدور المرأة الصالحة في تثبيت دعامات الإسلام الأصيل في بدء دعوته الحقة
وهكذا أيضا سيكون للمرأة المهدوية الصالحة في نهاية المطاف دوراً في نصرة الإمام المهدي :ع: في ظهوره الشريف
وهذا الدور قطعا يبدأ من تأسيس المنهج المعاصِر اليوم لحركة المرأة حياتيا .
لما للمرأة من أثرٍ وجودي في صياغة صورة الحياة وإستقرارها.
ومن هنا يجب تقوية مُرتكزات المنهج القيمي للمرأة الصالحة اليوم
المتمثل في دعمها في مساحة حركتها الإجتماعية والثقافية
الصالحة دعما واعيا تواجه به الخطر المُحدِق بمنهج الإسلام الخاص بالمرأة.
و أقصدُ أخطر موضوع تواجهه المرأة اليوم وهو موضوعة :
(حريتها وحقوقها وثقافتها)
والذي كثُر الحديثُ عنه غربا وشرقا
فينبغي للمرأة المُعاصرة والمؤمنة حقاً أن تتعاطى مع ما يُطرح إعلاميا
تعاطيا تأسيسيا لا إلتقاطياً في سلوكياتها ومتبنياتها الدينية والثقافية والفكرية وبصورة ترتكز على
أصالة الإسلام القيمية
في إطلاقياتها الحكمية والمنهجية والحقوقية الخاصة بالمرأة المسلمة
ولتعلم المرأة المُعاصرة أنّ الإسلام العزيز في تأصيلاته قد نهج نهجا حقيقيا وواقعيا
لا مرحليا في بيان حركة المرأة وحقوقها وواجباتها
لاكما يُحاول البعض من أتباع الحداثة السلبية منها بتصوير منظومة الإسلام الخاصة بالمرأة:
بأنّها مرحلية لاتوائم روح العصر وجديد الحياة
وماهذه الأطروحات الناقمة على الإسلام إلاّ تجريّا واضحا على حق الله تعالى في تشريعاته ونظامه الحكمي
والحقوقي الخاص بالمرأة
وهل بإمكان أحد أن يدعي أنّه أحكم وأخبَرُ من الله تعالى في صياغة منظومة المرأة لما فيه صلاحها ومصلحتها الواقعية ؟
فمثلا الإسلام قد أكد على ضرورة الحجاب ووجوب ستر المرأة لبدنها بصورة تكليفية .
ولكن أصحاب الإتجاه اللاديني يجعلون ذلك التكليف حقاً قابلا للإسقاط من قبل المرأة بإعتبارها صاحبة الحق
فلها أن لاتلتزم بالحجاب وأحيانا يُرغمونها على خلعه .
إنظري يا أختي المؤمنة كيف يتم التلاعب والأدلجة
في المفاهيم ؟
فالإسلام يرى الحجاب تكليفا غير قابل للإسقاط
والأخرون دعاة حقوق المرأة يرونه حقاً قابلا للإسقاط
وهنا تكمن المأساة في إغتيال المنهج الحق بالتحوير الأيديولوجي للمفاهيم وتنكيسها بصورة مُشوشة.
ولذا ينبغي للمرأة المؤمنة بحق أن لاتتهاون في مسألة المُثاقفة مع قريناتها من المؤمنات بخصوص الدفاع عن مقولة الحجاب وكونها تكليفا لاحقاً.
وأن تُرَكِّز في دعوتها الرسالية الصالحة على أنّ مفهوم حقوق المرأة اليوم هو ما يُعطى لها
لا ما يُنتزع منها كما يصنع أصحاب الإتجاه الجديد في محاربة الحجاب:
و على المرأة أن لاتُغادر هويتها الدينية و ذاتها وحقيقتها الإنسانية
وتترك للأخرين
الطامعين فيها من أن يرسموا لها طريقا وضيعا يصطادونها فيه.
والمهم هو أن تتعاطى المرأة الصالحة اليوم مع ظواهر الوقت تعاطيا مشروعا ومنصفا ومعتدلا وأن تطلب كمالها بصورة شريفة كإنثى وإنسانة
وأن تقوي من إنطلاقتها المعرفية الصحيحة والشرعية بما يضمن صمودها السلوكي والفكري تجاه المتغيرات الضاغطة عليها.
فالأعداء اليوم يُحاولون تغيير مجمل المنظومة المنهجيةوالفكرية للمرأة عامة
بدأً من مسألة الشرفية وصور إستعادتها المُخجلة حقاً في حد ذاتها
وذلك بطرحهم أفانين وعمليات لرتق الشرفية للمرأة والتي يعتبرونها في حسبانهم مُعادلاً قيميا لأصالة الشرف الأنثوي.
ولكن هذا هو عين الإمتهان الحقيقي لكرامة وحقوق المرأة كإنثى حرّم ألله تعالى المساس بشرفها ورتب حكم الجلد أو القتل على مَن يتجاوز عليه
فبات أرباب الشهوات اليوم يتحدثون علنا في شاشات التلفاز
تنظيراً لثقافاتهم المنحرفة عن أدق التفاصيل التي تحكي عن أشياء المرأة المُخدِشة للحياء والإخلاق
وأخذوا يُروجون عبر برامجهم المنحرفة عن حق المرأة في تمليك جسدها لمن تشاء لطالما هي مالكة له وكأنها
سلعة رخيصة
فضلاً عن حق الصداقة بين الرجل والمرأة وحق التعالق
الجنسي المُرضي للطرفين حتى دون رباط قانوني أو شرعي
وأخيراً
نقول لكي تتمكن المرأة الصالحة اليوم من مواجهة الضغوط المتزايدة عليها إعلاميا وفكريا وعمليا
عليها أن تُحدد لكل ظاهرة جديدة أو فكرة طارئة وقتا للمواجهة
الشرعية والعقلانية وموقفا شريفا بصورته لايخرج عن إرادات الإسلام ومراداته السديدة.
فالأسلام دين ومنهج للحياة
وإسلامية المرأة تتحقق بتسليمها لمنهج الإسلام العزيز
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته.
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف.
تعليق