إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام زين العابدين عليه السلام و موقفه مع الشعر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام زين العابدين عليه السلام و موقفه مع الشعر

    الإمام السجاد عليه السلام قال الشعر صادراً عن عقله وشعوره معاً ونابعاً من تجاربه ومعاناته في الحياة. وكل شعره جاء في المناجاة والأخلاق والدعوة إلى الخير والفخر، والنهي عن الشر والأمر بمكارم الأخلاق. فالإمام زين العابدين (عليه السّلام) من الذين كرسوا حياتهم من أجل الحق والفضيلة وتقويم الانحراف والجهاد من أجل إعلاء كلمة الإسلام. وهذه مقتطفات من شعره:قال في إحدى مناجاته التي ترتعد منها الفرائض:
    (يا نفس حتى مَ إلى الدنيا سكونك، وإلى عمارتها ركونك أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، ومن رواته الأرض من ألاَّفك؟ ومن فجعت به من إخوانك؟
    خــــلت دورهـم منهم وأقوت عراصهم **** وســـــاقتهم نحـــــو المـــــنايا المقابر
    فهم في بطـــــون الأرض بعد ظهورها ***محاسنــــــهم فــــيـــــها بــــوال دوائر
    وخلوا عن الــــدنيا ومــــــا جمعوا لها*** وضمتهم تحــــــت التـــراب الحـــفائر
    فكم خرمت أيدي المنون من قرون، وكم غيرت الأرض ببلا ئها وغيبت في ترابها ممن عاشرت من البشر وشيعتهم إلى القبور ثم رجعت عنهم إلى عمل أهل الإفلاس.
    ثم يتابع في نصحه لأهل الدنيا:
    وأنـــــــت على الدنيا مكب منافس*** لخطابـــــها فـــــيها حريص مكاثر
    على خـــــطر تمسي وتصبح لاهياً*** أتدري بمـــاذا لو عـــــقلت تخاطر
    وإن امـــــرءاً يـسعى لدنياه جاهداً ***ويذهل عــــن أخـراه لا شك خاسر
    فحتى مَ على الدنيا إقبالك؟ وبمغرياتها اشتغالك؟ وقد أسرع إلى قذالك الشيب البشير، وأنذرك النذير، وأنت ساه عما يراد بك ولاه عن غدك وقد رأيت بأم عينك انقلاب أهل الشهوات، وعاينت ما حل بهم من المصائب والنكبات.
    وفـــي ذكر هول الموت والقبر والبلى*** عـــــن اللـــــــهو واللذات للمرء زاجر
    أبعد اقــــــتراب الأربعـــــين تــــربص ***وشــــيب قذال مـــــنذ ذلـــــك ذاعـــــر
    كأنـــــك معـــــــني بـــــــما هــو صائر*** لنفــــسك عـــــمداً أو عن الرشد حائر
    فحول نظرك إلى الأمم الماضية والقرون الخالية كيف اختطفتهم عوادي الأيام فأفناهم الحمام، فأمحت من الدنيا آثارهم وأصبحوا رمماً تحت التراب إلى يوم الحشر والحساب.
    وأضـــــحوا رميماً في التراب وأقفرت ***مجــــــالس منـــــهم عــطلت و مقاصر
    وحلوا بـــــدار لا تـــــزاور بـــــــــينهم ***وأنى لـــــسكان القــــــبور التـــــزاور
    فـــما أن تــــــرى إلا قـــبوراً ثووا بها*** مسطـــــحة تـــسفي عــــليها الأعاصر
    ثم يحذر (عليه السّلام) المتكبرين ويعظ الملوك الجبارين الذين نزل بهم ما لا يصد فتعالى الله العزيز القهار، مبيد المتكبرين وقاصم الجبارين الذي ذل لعزه كل سلطان، وباد بقوته كل ديان:
    مليـــــــك عــــــــزيز لا يرد قضاؤه ***حكـــــــيم عـــــليم نافذ الأمر قاهر
    عنا كل ذي عــــــز لعــــــزة وجهه*** فكم من عزيز للمـــــهين صــــاغر
    لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت ***لعزة ذي الـــعرش الملوك الجبابر
    ويتابع (عليه السّلام) تحذيره للناس عامة من الدنيا ومكائدها، وما نصبت للناس من مصائبها، وتحلت لهم من زينتها وأظهرت لهم من بهجتها ومن شهواتها وأخفت عنهم من مكائدها وقواتلها:
    وفــــي دون مـا عينت من فجعاتها ***إلى دفـــــعها داع وبــــــالزهد آمر
    فجد ولا تغـــــفل وكـــن متــــــيقظاً ***فعـــــما قليل يـــترك الدار عـــامر
    فشمّر ولا تـــــفتر فــــــعمرك زائل ***وأنت إلـــــى دار الإقـــــامة صائر
    ولا تطــــــلب الدنـــــيا فإن نعيمها ***وإن نــــــلت مـــنها غبه لك ضائر
    وما دام اللبيب على ثقة من زوال الدنيا وفنائها، فلماذا يحرص عليها ويطمع في بقائها، وكيف تنام عينه وتسكن نفسه وهو يتوقع الممات في جميع أموره!!
    إلا لــــــه، ولكــــــنا نغـــر نفوسنا ***وتشغــــــلنا اللــــــذات عـما نحاذر
    وكيـــــف يلذ العيش من هو موقن ***بمـــــوقف عدل يوم تبلى السرائر
    كأنا نـــــرى أن لا نشــــور، وإنما ***ســــدى ما لنا بعد الممات مصادر
    وبعد الوقوع في الخطايا وانغماسه في الرزايا يبكي على ما سلف ويتحسر على ما فاته من دنياه، فيشرع بالاستغفار حين لا ينجيه لا استغفار ولا اعتذار من هول المنية ونزول البلية:
    أحــــــاطت بـــــه أحزانه وهمومه ***وأبلـــــس لمــــــا أعجزته المقادر
    فليس له مــــن كربة الموت فارج*** وليـــــس له مـــــما يــحاذر ناصر
    وقد جشأت خــــــوف المنية نفسه ***تــــــرددها منــــــه اللها والحناجر
    فتذكر أيها الإنسان الحالة التي أنت صائر إليها لا محالة، فإنك منقول إلى دار البلى ومدفوع إلى هول ما ترى:
    ثـــــــوى مفرداً في لحده وتوزعت ***مواريــــــثـــــه أولاده والأصـــــاهروا
    حنـــــــوا على أمواله يقسمونها ***فلا حامـــــــد منــــهم عليها وشاكر
    فيا عامـــر الدنيا ويــــا ساعياً لها ***ويا آمناً مــــــن أن تـــــدور الدوائر
    ولم تــــــتزود للــــرحيل وقــــد دنا ***وأنت عــــــــلى حــال وشيك مسافر
    ف
    يا لهـــف نفسي كم أسوف توبتي ***وعمــــــري فـــان والردى لي ناظر
    وكـــــــل الذي أسلفت في الصحف ***مثبت يجازي عليه عادل الحكم قادر
    تخرب مــــــا يـــــبقى وتعمر فانياً ***فـــــلا ذاك موفــــــور ولا ذاك عامر
    وهل لك إن وافــــــــاك حتفك بغتة ***ولم تكتـــــسب خيراً لــدى الله عاذر
    أترضى بأن تفـنى الحياة وتنقضي ***وديـــــــنك منـــــقوص ومالــك وافر

    تم نقل هذا الموضوع من كتاب ( الامام السجاد جهاد و امجاد) للدكتور (حسين الحاج حسن )
    التعديل الأخير تم بواسطة عقيل الخزعلي; الساعة 30-03-2012, 11:24 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X