يرى بعض النقاد ان النص الشعري يكتب مع كل قراءة جديدة ويرتكز مثل هذا التشخيص على فاعلية القراءة التأملية الاستكشافية وحدها ، بينما النص الشعري الجيد هو الذي يستطيع ان يتأقلم مع كل قراءة مقترحة حتى لو كانت خار ج اطر الزمان والمكان ،ونصوص الشاعرة المبدعة بلقيس الملحم في مجموعتها الشعرية ( ما قاله الماء للقصب ) تسعى بلغتها التحررية الى تبني هوية مستقلة بذاتها ولها من اثارة الدهشة حيوية المباغتة والتجلي بتعددية الدلالات وبعدد من خصوصيات التجربة وفرادة الاشتغال ، اذ نجدها اعتمدت على اسلوبية السرد القصصي بلغة الشعري للارتقاء بالنص الى مستويات نثرية عالية التمكن ،
( حضنت أختي حينها وبكيت
أذكر جيدا يوم خروجها من مسك الحداد
قالت لي :
بنيتي بلقيس
غدا ستعودين من المدرسة
ولن تشاهدي هذا السواد
صدقتها
ربما لأنني طفلة
أو انثى
تعشق الأبيض والأحمر والأخضر
لم تمهلني فرحتي
تعثرت عناوينها في سلم البيت
رميت حقيبتي على الجدار
الذي بكينا فيه والدي
أمي ... أمي ....ص9)
رسمت منحنيات المشاهد القصية بتاني تكاملي امتلكت فيه روح المباغتة وادهشت المتلقي بالنهاية المؤلمة للمشهد .. لغة الشاعر ( بلقيس الملحم ) لغة عالية التركيبات الشعرية حتى تبدو للوهلة الاولى انها تسعى الى القراءة النخبوية المنعزلة فهي تكتب بنفس كوني السمات بعيدة عن كل ما يربطها بالواقع ، لكن سرعان ما تظهر امام الزخم الوجداني الشعوري كامرأة تحمل احاسيسها بروح متعاطفة شجية مع وجود كم كبير من الازحات التي تعتمد عليها بلقيس الملحم ( اوراق الصدى ـ الكلام المشوي ـ عجلات السماء ـ حقائب النخيل )
( وعود مكفنة بالبرتقال ،
بطلاء الخلود
والمسامير الراكضة
حيث النوافذ الخارجية من اسنان حلم مدهش ...ص24)
ومثل هذا المواضيع المكتنزة بمضامين مفتوحة ومتغيرة تمنحنا البعد الايحائي وهو البعد الممتع في الشعر ويرتكز عند هذه الشاعرة بالنظير ( المعادل الموضوعي )
( عسى ان تلهث الشمس
ويجمع الحقل بين شتلتين ..ص85)
والمعروف عن شعرية بلقيس من خلال اشتغالاتها الحداثوية بانها شاعرة كونية تسعى الى الخروج عن الاطر الزمانية والمكانية ، ور غم كل هذه السمات الا انها تسمو كإنسانة تستجيب للمؤثرات الاجتماعية حيث نجد الاهداءات التي تقرب الينا المفهوم الوجداني اولا ،نجد الاب والام والاخت اسية ونجد المؤثر الانساني والعلاقات الودودة ، فهناك اهداء للشاعرة الكبيرة الام وفاء عبد الرزاق والى الوالد الشعري الشاعر الكبير يحي السماوي والى زوجته ام الشيماء مع عطر الشذى الشعبي ( شلونهم الحبايب) اقتطاف روحي مبدع اضرمت به لهب المشاعر ، واثبتت (بلقيس الملحم) ان العمل الابداعي مهما تأثر بكونيته وانفلاتية ادواته ومتعلقاته المنفتحة سيبقى هو منتج محكوم بمؤثرات قائمة ولا يمكن النهوض بعيدا عن مؤثرات الواقع بما فيها من ابعاد انسانية ، فنجد ان معطيات التغريب الشعري مع شفافية الغموض الفني والتعامل الشمولي المتجاوز للواقعية عند هذه الشاعرة تبني علاقات طيبة بنفس الوقت مع الواقع الحياتي عبر ارتباطات شعورية تشدها بقوة متأثرة بوجدانية الحدث نفسه كقصيدتها( جفن الفجيعة ) التي كتبت اثر المجازر التي حصدت المئات في بغداد ـ حادث كنيسة سيدة النجاة ،
( يا لخسارة الوطن ـ يولول أحدهم ـ
لا أحد يسمعه
لا أحد يعود
جميعهم منتشرون
يبيعون الدموع
وتحية الصباح على حد سواه )
ونجد بين طيات هذه المجموعة ندبة الاصدقاء الذين احتطبتهم فاس القادسية ونجد ايضا ( الوطن / العراق / الجنوب / الاهوار / القصب / باب الشيخ ) ونقف متأملين فيض هدا الواقع ومؤثراته التي زادت من حيوية الدفق الشعري عند الشاعرة بلقيس الملحم وسمت بحداثوية شعرها الى رقي جمالي
( حضنت أختي حينها وبكيت
أذكر جيدا يوم خروجها من مسك الحداد
قالت لي :
بنيتي بلقيس
غدا ستعودين من المدرسة
ولن تشاهدي هذا السواد
صدقتها
ربما لأنني طفلة
أو انثى
تعشق الأبيض والأحمر والأخضر
لم تمهلني فرحتي
تعثرت عناوينها في سلم البيت
رميت حقيبتي على الجدار
الذي بكينا فيه والدي
أمي ... أمي ....ص9)
رسمت منحنيات المشاهد القصية بتاني تكاملي امتلكت فيه روح المباغتة وادهشت المتلقي بالنهاية المؤلمة للمشهد .. لغة الشاعر ( بلقيس الملحم ) لغة عالية التركيبات الشعرية حتى تبدو للوهلة الاولى انها تسعى الى القراءة النخبوية المنعزلة فهي تكتب بنفس كوني السمات بعيدة عن كل ما يربطها بالواقع ، لكن سرعان ما تظهر امام الزخم الوجداني الشعوري كامرأة تحمل احاسيسها بروح متعاطفة شجية مع وجود كم كبير من الازحات التي تعتمد عليها بلقيس الملحم ( اوراق الصدى ـ الكلام المشوي ـ عجلات السماء ـ حقائب النخيل )
( وعود مكفنة بالبرتقال ،
بطلاء الخلود
والمسامير الراكضة
حيث النوافذ الخارجية من اسنان حلم مدهش ...ص24)
ومثل هذا المواضيع المكتنزة بمضامين مفتوحة ومتغيرة تمنحنا البعد الايحائي وهو البعد الممتع في الشعر ويرتكز عند هذه الشاعرة بالنظير ( المعادل الموضوعي )
( عسى ان تلهث الشمس
ويجمع الحقل بين شتلتين ..ص85)
والمعروف عن شعرية بلقيس من خلال اشتغالاتها الحداثوية بانها شاعرة كونية تسعى الى الخروج عن الاطر الزمانية والمكانية ، ور غم كل هذه السمات الا انها تسمو كإنسانة تستجيب للمؤثرات الاجتماعية حيث نجد الاهداءات التي تقرب الينا المفهوم الوجداني اولا ،نجد الاب والام والاخت اسية ونجد المؤثر الانساني والعلاقات الودودة ، فهناك اهداء للشاعرة الكبيرة الام وفاء عبد الرزاق والى الوالد الشعري الشاعر الكبير يحي السماوي والى زوجته ام الشيماء مع عطر الشذى الشعبي ( شلونهم الحبايب) اقتطاف روحي مبدع اضرمت به لهب المشاعر ، واثبتت (بلقيس الملحم) ان العمل الابداعي مهما تأثر بكونيته وانفلاتية ادواته ومتعلقاته المنفتحة سيبقى هو منتج محكوم بمؤثرات قائمة ولا يمكن النهوض بعيدا عن مؤثرات الواقع بما فيها من ابعاد انسانية ، فنجد ان معطيات التغريب الشعري مع شفافية الغموض الفني والتعامل الشمولي المتجاوز للواقعية عند هذه الشاعرة تبني علاقات طيبة بنفس الوقت مع الواقع الحياتي عبر ارتباطات شعورية تشدها بقوة متأثرة بوجدانية الحدث نفسه كقصيدتها( جفن الفجيعة ) التي كتبت اثر المجازر التي حصدت المئات في بغداد ـ حادث كنيسة سيدة النجاة ،
( يا لخسارة الوطن ـ يولول أحدهم ـ
لا أحد يسمعه
لا أحد يعود
جميعهم منتشرون
يبيعون الدموع
وتحية الصباح على حد سواه )
ونجد بين طيات هذه المجموعة ندبة الاصدقاء الذين احتطبتهم فاس القادسية ونجد ايضا ( الوطن / العراق / الجنوب / الاهوار / القصب / باب الشيخ ) ونقف متأملين فيض هدا الواقع ومؤثراته التي زادت من حيوية الدفق الشعري عند الشاعرة بلقيس الملحم وسمت بحداثوية شعرها الى رقي جمالي