إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام المهدي (ع) و الاختلاف في عصمته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام المهدي (ع) و الاختلاف في عصمته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاعتقاد بعصمة المهديّ المنتظر عليه السلام عند أكثر علماء أهل السنة أمر غير متصور، بل المتصور عندهم على عكسه، لأنهم يعتبرونه انساناً عادياً متلبساً ببعض الذنوب والمعاصي، كأي انسان آخر، فاذا اختاره الله تعالى للخلافة تاب عليه وانقذه من الضلال والمعاصي في ليلة واحدة(1)، ويستدلون على رأيهم، هذا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (المهديّ منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة واحدة).(2)
    ويرفض علماء الإمامية قاطبة هذا الاعتقاد الخاطئ بولي الله المهديّ المنتظر عليه السلام الذي ادخره الله تعالى لتحقيق حلم الأنبياء عليه السلام، وتجسيد طموحات المرسلين عليهم السلام، وآمال المصلحين، وتتويج جهادهم بانتصار الايمان على الكفر وسيادة دولة العدل الالهي، وانقاذ البشرية من الفرقة والاختلاف والظلم والجور.
    ولعلماء الإمامية أدلتهم الشرعية والعقلية المعروفة في تقرير وجوب العصمة للأنبياء واوصيائهم، بعد أن ينزهونهم من كبائر الذنوب وصغائر السيئات، بل وحتى من الخطأ والنسيان، وكل ما يخالف المروءة فيقولون: لو جاز ان يفعل النبي عليه السلام وخليفته الشرعي المعصية، أو جاز صدور الخطأ والنسيان منه، فنحن بين أمرين:
    الأول: ان نقول بجواز ارتكاب المعاصي بل بوجوبها بما أوجب الله علينا الاقتداء به، وهذا باطل بأدلة الدين والعقل.
    الثاني: ان نقول بعدم وجوب اتباعه، فذلك ينافي مهمة النبوة والخلافة التي يجب أن تطاع ليطبق حكم الله في الأرض ويعرف الهدى من الضلال والمؤمن من الفاسق.
    وهذا الدليل يجري بتمامه لاثبات عصمة الخلفاء الاثني عشر من أهل البيت عليه السلام، لان الله اختارهم خلفاء في أرضه، ليكونوا أدلاءً على صراطه وأمناءً على دينه، وحراساً لكتابه، وتراجمة لوحيه بعد الرسل (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).(3)
    وأهل البيت عليهم السلام هم حجج الله على الناس بعد خاتم المرسلين، كما وصفهم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (من كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن الدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)(4) ، وفي حديث الثقلين أوصى فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أوصى برعاية القرآن بقوله: (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم).(5)
    هؤلاء هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في امته، فلو اجزنا عليهم ارتكاب المعاصي، والوقوع في الخطأ اشتباهاً، أو نسياناً، فأي فرق بينهم وبين الآخرين، لكي يفضلوا عليهم في وجوب طاعتهم والأمر بالاقتداء بهم؟ وكيف تناط مسؤولية قيادة الأمة بالعاصين؟ وأ نّى للمذنبين الظالمين لأنفسهم هداية المسلمين، وحماية الدين من تحرين المنتحلين، وتزييف المدعين، وتأويل الجاهلين، وحفظ المسلمين من الأئمة المضلين؟
    ان معنى: (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فهم اعلم منكم) هو الاستدلال على عصمة قيادة أهل البيت عليهم السلام، لذلك فان التقدم عليهم أو التقصير في السير على نهجهم يدعو الى الهلاك والضلال. فمن ادعى مقام المرجعية العلمية والإمامة السياسية قبال مرجعية أهل البيت و إمامتهم فهو من المتقدمين عليهم والمعتدين على منصبهم ومنزلتهم في الأمة، ومن المتجاوزين على حقوقهم والمقصرين عن الالتحاق بركبهم، ومن المخالفين لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم.

    الهوامش :

    (1) هذا القول لابن كثير، ونقله عنه السندي شارح سنن ابن ماجة 2: 519.
    (2) سنن ابن ماجة 2: 4085، الحاوي للتفاوي 2: 78
    (3) النساء: 165.
    (4) الصواعق المحرقة: ص90، ذخائر العقبى: ص17 عن ابن عمر.
    (5) مجمع الزوائد 9: 163، كنزل العمال 1: 48، حيدرآباد الدكن.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X