إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرف كربلاء على الكعبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرف كربلاء على الكعبة

    بسم الله الرحمن الرحيم إمتازت أحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بعد واقعة كربلاء، بالسّعة في تعريف الناس بشرافة هذه التربة المقدسة وبما تحمل من خصائص، والسبب في ذلك يعود للنقاط الآتية: 1. لاشتهار المكان بين الناس ومعرفتهم، بسبب فاجعة مقتل الحسين (صلوات الله عليه). 2. لتوجيه الناس إلى التحلي بالآداب واللياقة عند توجههم لزيارة صاحب التربة ومشرّفها الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام). 3. لنقل الجنبة المعرفيّة عند أهل الإيمان من مرحلة العلم بحقيقة الشيء إلى مرحلة العمل، فكان حملهم لهذه التربة كاشفاً عمّا توصلوا إليه من معرفة بها، فتقديسهم لها واستشفاؤهم بها وسجودهم لله عليها، دافعهُ العلم بخصوصية هذه التربة، وهو ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة الآتية: - عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ أرض الكعبة قالت: مَن مثلي وقد بُني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق؟! فأوحى الله إليها أن كُفّي وقرّي، ما فضل ما فُضّلتِ به فيما أعطيت أرض كربلاء إلّا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا من تضمّنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرتِ، فقرّي واستقرّي وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلّا سخت بك وهويت بك في نار جهنم» (وسائل الشيعة: 10 / 403 باب استحباب التبرك بكربلاء).تقديم تربة كربلاء بالخلق على تربة مكة: روى الحرّ العاملي (رحمه الله) في الوسائل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «خلق الله كربلاءَ قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة، ولا تزال كذلك» (التهذيب للطوسي: 6 / 72). وفي رواية ثانية: «حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة» (كامل الزيارات لابن قولويه: 450 ــ 451).تفضيلها على أرض مكة وأنها حرم آمن: عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام): «إتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وانه إذا زلزل الله (تبارك وتعالى) الأرض وسيّرها رُفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجُعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها الّا النبيون والمرسلون ــ أو قال: أولو العزم من الرسل ــ، وإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمّنت سيد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنة» (كامل الزيارات لابن قولويه: 451).قبر الحسين (عليه السلام) رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّة: عن أَبي عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام): «مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مُنْذُ يَوْمَ دُفِنَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ»، وَقَالَ: «مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّة (كامل الزيارات لابن قولويه: 456).الحكمة في تفضيل أرض كربلاء على أرض مكة: عن أَبي عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام): «إنّ الله (تبارك وتعالى) فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من ماء ولا أرض إلّا عوقبت لتركها التواضع لله، حتّى سلّط الله المشركين على الكعبة وأرسل إلى زمزم ماءً مالحاً حتى فسد طعمه, وإن أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدّس الله (تبارك وتعالى) وبارك الله عليهما، فقال لها: تكلّمي بما فضلك الله تعالى، فقد تفاخرت الأرض والمياه بعضها على بعض، قالت: أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر! بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على مَن دوني، بل شكراً لله، فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه», ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «مَن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر وضعه الله تعالى» (كامل الزيارات لابن قولويه: 455). وللوقوف عند الحكمة في تفضيل أرض كربلاء على أرض مكة، ينبغي أولاً معرفة عوامل الافتخار ودواعيه، بمعنى أن كربلاء ومكة قد تضمنتا في ثراهما آثاراً تفضيلية كانت هي السبب في هذا التفضيل، ولذا سنقف بادئ بدء عند هذه الأسباب: 1. فأما مكة؛ فإن سبب افتخارها على بقية الأراضي هو: لوجود البيت الحرام، وقدوم الحجاج من كل فجّ عميق، وموضع قبلة المصلي في صلاته، وكلا الفرضين ــ أي الصلاة والحجّ ــ قد ارتبطا بالبيت الحرام. 2. إنها حرم آمن، وهذه الحرمة اكتسابية لا ذاتية، بمعنى أنها اكتُسِبتْ من خلال دعوة إبراهيم (عليه السلام). قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (سورة البقرة: 126). 3. إن فيها مقام إبراهيم (عليه السلام) ولوجود هذا المقام اكتسبت أرض مكة هذا التفضيل والحرمة. قال تعالى: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) (سورة آل عمران: 97).فإذا كانت أرض مكة تفتخر على بقية الأراضي والبقاع بسبب بيت الله المحرم ومقام إبراهيم (عليه السلام)، فالفخر كلّ الفخر بمقيم البيت وذريته، أي بإبراهيم وذريته يكون التفضيل لا بالأرض، وهذه حقيقة قرآنية لا تقبل الريب. قال تعالى: (رَبَنَا إِنِي أَسْكَنتُ مِن ذُرِيَتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَمِ رَبَنَا لِيُقِيمُواْ الصَلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (سورة إبراهيم: 37).إنّ كربلاء هي البقعة المباركة بجانب شاطئ الوادي الأيمن: ومن الأحاديث التي أظهرت الخصوصية المكانية لأرض كربلاء، حديث أخرجه الشيخ الطوسي والشيخ المفيد والعاملي والقمي والنوري (رحمهم الله) وغيرهم. في رواية، قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): «شاطئُ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفراتُ، والبقعة المباركة هي كربلاء» (التهذيب للطوسي: 6 / 38 باب فضل الكوفة). وفي رواية: «والشجرة هي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)» (بحار الأنوار: 13 / 49).

  • #2
    شكرا لك اخي الكريم على هذه المعلومة القيمة

    وفقك الله تعالى

    المـيـزان(سابقا)
    فيابنَ أحمـدَ أنتَ وسيلتي*وأبـوكَ طـــهَ خَــيرُ الجُـــدودِ
    أيخيبُ ظنّي وأنتَ الجوادُ*وأقطعُ رجائي وعليكُ ورودي

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X