إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة وعبر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة وعبر

    توبة مالك بن دينار


    جاء في (تفسير روح البيان ) عن مالك بن دينار أنه سُئل عن توبته وتوجهه الى الله عزّ وجلّ ، فأجاب :كنت في مطلع العمر قاسياً ، شارباً للخمرة ، وكانت لدي جارية قد تعلقت بها ، ورزقني الله منها ابنة ، وكانت محبتها تزداد في قلبي يوماً بعد يوم ، ولما أصبحت قادرة على المشي كانت محبتها قد بلغت عندي مبلغاً كبيراً ، وكانت تألفني وتأنس بي كثيراً ، كما كنت ابادلها الألفة والأنس كانت كلما تناولت كأس الشراب أخذتها من يدي وسكبت مافيها على ثيابي ، ولما بلغت عامين من عمرها ماتت ، فملأت قلبي الغصص المرَّة على فقدها ، ولم استقر من يومها على حال .
    وفي ليلة جمعة من ليالي شعبان ، تناولت الشراب ونمت دون أن أٌصلي العشاء ، فرأيت فيما يراه النائم أن أهل القبور خرجوا من قبورهم ، وحشروا جميعاً وانا معهم .

    وفجأة سمعت من ورائي صوتاً ، وحين استدرت رأيت أفعى سوداء كبيرة ، لايمكن تصور ماهو أكبر منها ، وكانت تتجه نحوي بسرعة وفمها مفتوح ، أصابني الهم والخوف ، فانطلقت هارباً ، لكنها إندفعت خلفي بسرعة كبيرة .
    لقيت في طريقي شيخاً مسناً حسن الوجه والرائحة ، حيّيته فرد تحيتي ، رجوته أن يغيثني ويحميني ، فأجاب :
    يأسفني ، أني لا أقدر على شيء امام هذه الافعى ، فاذهب بسرعة من هنا ، لعل الله يهيء لك اسباب النجاة .
    فعدت الى الهرب بسرعة ، حتى بلغت منزلاً من منازل القيامة ، ورأيت من هناك جهنم واهلها وكدت من شدة خوفي من الافعى . أن ألقي بنفسي فيها . ارتفع صوت حاد يقول :
    هيا ارجع ، فلست من اهل المكان .
    سكن قلبي بعد سماعي لهذا الصوت ، وعدت ادراجي ، ورأيت أن الأفعى مازالت تلاحقني ، حتى وصلت الى ذلك الشيخ ، فقلت له أيها الشيخ الطيب ! لقد رجوتك أن تغيثني فلم تأبه لي ؛ بكى الشيخ ، وقال لم أستطع . ولكن اذهب نحو هذا الجبل ، ففيه امانات المسلمين ، فإن كانت لك أمانة فإنها ستمد لك يد العون .

    تطلّعت الى الجبل فرأيت فيه غرفاً وحجرات قد أسدلت عليها الستائر ، وابوابها من الذهب الاحمر المحلى بالدر والياقوت ، فأسرعت نحو ذلك الجبل ، والأفعى في أثري ، وما ان اقتربت منه ارتفع صوت ملائكي يقول :
    تغيثه من شر الأعداء .
    نظرت فرأيت أطفالاً وجوههم تشع كالبدور ، يخرجون اليَّ ، والأفعى أضحت قريبة منّي كذلك ، وأنقذني من حيرتي صراخ الأطفال وهم يقولون : عجل فالعدو قريب منك !
    وبدأوا يتوافدون نحوي فوجاً إثر الاخر ، وفجأة رأيت إبنتي التي توفيت بينهم ، فما أن رأتني حتى صاحت وهي تبكي : إنه أبي والله !
    ثمَّ سارعت فأخذت يمناي بيسراها ، بينما أشارت بيمناها إلى الأفعى ، فاستدارت الأفعى وانطلقت هاربة .

    ثمَّ أجلستني وجلست إلى جانبي ، وراحت تداعب لحيتي ، وقالت : أي أبه ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) ؟
    فبكيت ، وقلت : قلت أي بنية !وهل تحسنين قراءة القرآن المجيد ؟!

    قالت : نحن بالقرآن أكثر معرفة منكم ياأبي.
    قلت : أخبريني عن هذه الأفعى ، ماقصتها ؟
    قالت : إنها عملك السيىء ياأبي ، فقد كنت تعطيها القوة ، وكانت تريد أن تبعث بك الى جهنم .
    قلت : وهذا الشيخ المسن ، من هو ؟
    قالت : إنه عملك الحسن ، وقد كنت تعمل على إضعافه ( أي فاق عملك السيىء عملك الحسن ) ، فلم يستطع مدّ يد العون إليك أمام عملك السيىء .
    قلت : وماذا تعملين ياابنتي في هذا الجبل ؟
    قالت : نحن أطفال المسلمين ، الذين قدمنا من الدنيا في طور الطفولة إلى هذا المكان ، وقد أقرَّنا الله عزَّ وجلَّ فيه الى يوم القيامة ، وأعيننا على الطريق الذي يسلكه آباؤنا وآمهاتنا إلينا ، فنشفع لهم .
    وهنا استيقضت من نومي فزعاً ، وتركت شرب الخمرة وغيرها من الذنوب كلَّياً ، وتوجهت إلى الله نادماً تائباً ، وهذا هو سبب توبتي (1)

    نرى من هذه القصة إنّ الذي عصى في هذه الدنيا وتحدى إرادة الله سبحانه وتعالى يكون قد ابتعد من مقام الإنسانية واقترب من مقام الحيوانية ، وعندئذ يُحرم هذا الإنسان من بركات القرب من الله سبحانه وتعالى في الجنة ولايبقى أمامه سوى التوبة والإستغفار ، والذي أمر بالتوبة هو الذي يقبل التوبة ، قال تعالى{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات ويعلم ما تفعلون }(2)


    _________________________

    1- القلب السليم :ج2 ، ص18-21
    2-الشورى /25






    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ع.jpg 
مشاهدات:	30 
الحجم:	12.8 كيلوبايت 
الهوية:	849128

  • #2
    بارك الله فيكم اخي الكريم وجعلنا واياكم من التوابين المستغفرين

    تعليق


    • #3





      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ءءء.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	9.7 كيلوبايت 
الهوية:	830085






















      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ع.jpg 
مشاهدات:	30 
الحجم:	12.8 كيلوبايت 
الهوية:	830086

      تعليق


      • #4
        بارك الله بكم قصه جميله جعلنا الله من التوابين والمستغفرين له اتمنى ان تتقلو مروري
        اللهم صل ّعلى محمد وال محمد
        اللهم صلِ على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها
        والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك
        وأحصاه كتابك ......

        تعليق


        • #5








          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	15uc1.gif 
مشاهدات:	36 
الحجم:	39.9 كيلوبايت 
الهوية:	830105





          اختي السيدة سارة
































          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ع.jpg 
مشاهدات:	30 
الحجم:	12.8 كيلوبايت 
الهوية:	830106

          تعليق


          • #6
            موضوع جدير ان يقف الأنسان عنده متأملا في قصص السابقين خصوصا اذا كانت تحوي
            العبرة والفكرة كهذا الموضوع وتشير بوضوح ايضا الى ما تعارف عليه الفلاسفة والعرفاء
            بتجسد الاعمال والصورة الملكوتية للعمل .
            الأخ الفاضل
            حسن الحبالي
            بوركت وننتظر المزيد من أبداعك .

            تعليق


            • #7





              الله يبارك فيكم اخي العزيز نسيم الرحمة واشكرك من كل قلبي وتشرفت بزيارتك صفحتي



















              الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة










              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X