بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نبكي على مصائب المعصومين عليهم السلام و ما هي آثار البكاء عليهم في الدنيا و الآخرة ؟
الجواب:
أ - أما سر البكاء تشريعا فلا نعلمه بالضبط لأن الروايات الواردة في فضل البكاء على الإمام الحسين (ع) مع كثرتها لم تذكر علة أو حكمة للبكاء، ومذهب الإمامية وإن كان يرى أن الأحكام الشرعية – ومن جملتها استحباب البكاء على الإمام الحسين (ع) - معللة بالمصالح والمفاسد واقعا، ولكن تحديد المصلحة والمفسدة وأن علة هذا الحكم هذه المصلحة المعينة فمما لايقاس بالعقول، وإذا احتملت الأفهام أمورا فهي لاتعدو ظنونا واستنتاجات لم يقم دليل عليها.
أما تكوينا فقد أشارت بعض الروايات أن حالة الحب للإمام الحسين (ع) والتأثير الذي جعله الله في قلب المؤمن يفرض على المحب البكاء لا إراديا، كما في رواية بكاء آدم بمجرد سماع اسم الإمام الحسين (ع) من أهل البيت (ع) دون غيره. (البحار ج44 ص245)، وكما رواه ابن قولويه بسند صحيح (عند من يعتبر رواية علي بن أبي حمزة البطائني) من قول الإمام الحسين: «أنا قتيل العبرة، لايذكرني مؤمن إلا استعبر». (كامل الزيارة ص214)
ب - أما آثار البكاء عليهم في الدنيا والآخرة فالروايات الواردة عن أهل البيت تشير إلى الكثير منها، سأقتصر على ذكر بعضها:
روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (ع) قال:
كان علي بن الحسين (ع) يقول:
«أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». (ثواب الأعمال ص110 بتصحيح: حسين الأعلمي)
وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر (عند من يقول بحسن أو وثاقة شيخه جعفر بن محمد بن مسرور) عن الإمام الرضا (ع) قال:
"فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام". (الأمالي المجلس 27 ح2)
وروى بسند معتبر (عند من يقول بوثاقة أو حسن شيخه محمد بن علي بن ماجيلويه) بسنده عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضا (ع) قال:
«يا بن شبيب إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.
... يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا». (المصدر السابق ح5)
وروى الشيخ الصدوق بسند صحيح على رأي السيد الخوئي والمامقاني (في القاسم بن يحيى وجده الحسن بن راشد) عن أمير المؤمنين (ع) قال:
«كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة، إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم». (الخصال ص625 ح10)
وروى الحميري بسند صحيح عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله (ع) قال:
«يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر». (قرب الإسناد ص36 ح118)
وروى الشيخ الصدوق (بسند صحيح عند من يقول بحسن أو ثاقة شيخه الطالقاني) بسنده عن الإمام الرضا (ع) قال:
«من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». (الأمالي المجلس 17 ح4)
وروى ابن قولويه في كامل الزيارة عن مسمع كردين عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«رحم الله دمعتك، أما أنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا، أما إنك سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة من الأم الشفيقة على ولدها». (كامل الزيارة ص203)
لماذا نبكي على مصائب المعصومين عليهم السلام و ما هي آثار البكاء عليهم في الدنيا و الآخرة ؟
الجواب:
أ - أما سر البكاء تشريعا فلا نعلمه بالضبط لأن الروايات الواردة في فضل البكاء على الإمام الحسين (ع) مع كثرتها لم تذكر علة أو حكمة للبكاء، ومذهب الإمامية وإن كان يرى أن الأحكام الشرعية – ومن جملتها استحباب البكاء على الإمام الحسين (ع) - معللة بالمصالح والمفاسد واقعا، ولكن تحديد المصلحة والمفسدة وأن علة هذا الحكم هذه المصلحة المعينة فمما لايقاس بالعقول، وإذا احتملت الأفهام أمورا فهي لاتعدو ظنونا واستنتاجات لم يقم دليل عليها.
أما تكوينا فقد أشارت بعض الروايات أن حالة الحب للإمام الحسين (ع) والتأثير الذي جعله الله في قلب المؤمن يفرض على المحب البكاء لا إراديا، كما في رواية بكاء آدم بمجرد سماع اسم الإمام الحسين (ع) من أهل البيت (ع) دون غيره. (البحار ج44 ص245)، وكما رواه ابن قولويه بسند صحيح (عند من يعتبر رواية علي بن أبي حمزة البطائني) من قول الإمام الحسين: «أنا قتيل العبرة، لايذكرني مؤمن إلا استعبر». (كامل الزيارة ص214)
ب - أما آثار البكاء عليهم في الدنيا والآخرة فالروايات الواردة عن أهل البيت تشير إلى الكثير منها، سأقتصر على ذكر بعضها:
روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (ع) قال:
كان علي بن الحسين (ع) يقول:
«أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». (ثواب الأعمال ص110 بتصحيح: حسين الأعلمي)
وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر (عند من يقول بحسن أو وثاقة شيخه جعفر بن محمد بن مسرور) عن الإمام الرضا (ع) قال:
"فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام". (الأمالي المجلس 27 ح2)
وروى بسند معتبر (عند من يقول بوثاقة أو حسن شيخه محمد بن علي بن ماجيلويه) بسنده عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضا (ع) قال:
«يا بن شبيب إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.
... يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا». (المصدر السابق ح5)
وروى الشيخ الصدوق بسند صحيح على رأي السيد الخوئي والمامقاني (في القاسم بن يحيى وجده الحسن بن راشد) عن أمير المؤمنين (ع) قال:
«كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة، إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم». (الخصال ص625 ح10)
وروى الحميري بسند صحيح عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله (ع) قال:
«يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر». (قرب الإسناد ص36 ح118)
وروى الشيخ الصدوق (بسند صحيح عند من يقول بحسن أو ثاقة شيخه الطالقاني) بسنده عن الإمام الرضا (ع) قال:
«من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». (الأمالي المجلس 17 ح4)
وروى ابن قولويه في كامل الزيارة عن مسمع كردين عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«رحم الله دمعتك، أما أنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا، أما إنك سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة من الأم الشفيقة على ولدها». (كامل الزيارة ص203)
تعليق