إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا نبكي على المعصومين؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نبكي على المعصومين؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا نبكي على مصائب المعصومين عليهم السلام و ما هي آثار البكاء عليهم في الدنيا و الآخرة ؟


    الجواب:

    أ - أما سر البكاء تشريعا فلا نعلمه بالضبط لأن الروايات الواردة في فضل البكاء على الإمام الحسين (ع) مع كثرتها لم تذكر علة أو حكمة للبكاء، ومذهب الإمامية وإن كان يرى أن الأحكام الشرعية – ومن جملتها استحباب البكاء على الإمام الحسين (ع) - معللة بالمصالح والمفاسد واقعا، ولكن تحديد المصلحة والمفسدة وأن علة هذا الحكم هذه المصلحة المعينة فمما لايقاس بالعقول، وإذا احتملت الأفهام أمورا فهي لاتعدو ظنونا واستنتاجات لم يقم دليل عليها.
    أما تكوينا فقد أشارت بعض الروايات أن حالة الحب للإمام الحسين (ع) والتأثير الذي جعله الله في قلب المؤمن يفرض على المحب البكاء لا إراديا، كما في رواية بكاء آدم بمجرد سماع اسم الإمام الحسين (ع) من أهل البيت (ع) دون غيره. (البحار ج44 ص245)، وكما رواه ابن قولويه بسند صحيح (عند من يعتبر رواية علي بن أبي حمزة البطائني) من قول الإمام الحسين: «أنا قتيل العبرة، لايذكرني مؤمن إلا استعبر». (كامل الزيارة ص214)
    ب - أما آثار البكاء عليهم في الدنيا والآخرة فالروايات الواردة عن أهل البيت تشير إلى الكثير منها، سأقتصر على ذكر بعضها:
    روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (ع) قال:
    كان علي بن الحسين (ع) يقول:
    «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». (ثواب الأعمال ص110 بتصحيح: حسين الأعلمي)
    وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر (عند من يقول بحسن أو وثاقة شيخه جعفر بن محمد بن مسرور) عن الإمام الرضا (ع) قال:
    "فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام". (الأمالي المجلس 27 ح2)
    وروى بسند معتبر (عند من يقول بوثاقة أو حسن شيخه محمد بن علي بن ماجيلويه) بسنده عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضا (ع) قال:
    «يا بن شبيب إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.
    ... يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا». (المصدر السابق ح5)
    وروى الشيخ الصدوق بسند صحيح على رأي السيد الخوئي والمامقاني (في القاسم بن يحيى وجده الحسن بن راشد) عن أمير المؤمنين (ع) قال:
    «كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة، إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم». (الخصال ص625 ح10)
    وروى الحميري بسند صحيح عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله (ع) قال:
    «يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر». (قرب الإسناد ص36 ح118)
    وروى الشيخ الصدوق (بسند صحيح عند من يقول بحسن أو ثاقة شيخه الطالقاني) بسنده عن الإمام الرضا (ع) قال:
    «من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». (الأمالي المجلس 17 ح4)
    وروى ابن قولويه في كامل الزيارة عن مسمع كردين عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
    «رحم الله دمعتك، أما أنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا، أما إنك سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة من الأم الشفيقة على ولدها». (كامل الزيارة ص203)


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    السلام عليكم انا عندي راي اقول ولنا في رسول الله اسوة حسنه يعني ما قام به الرسول صل الله عليه واله وسلم اكيد يرفعنا ويقربنا من الله فالنبي الاكرم بكى على الحسين عليه وهو حي وحزن عليه حزن كبير ورويات تقول نحب عليه فهذا يكفيني ان ابكي واحزن وانحب عليه فالنتيجه واضحه هي رضا الله لان النبي روحي فداه لايفعل شي لايرضي الله
    وشكرا لكم

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم
      من المعلوم ان جميع المسلمين مأمورون بمودة اهل البيت عليهم السلام التي يلزمها الحزن لحزنهم والفرح لفرحهم وبما ان حزن اهل البيت عليهم السلام مستمر فلابد ان يستمر حزننا مواساة لهم ومن الروايات المشيرة الى استمرار حزن اهل البيت عليهم السلام على خصوص استشهاد الحسين عليه السلام:
      روى الشيخ الصدوق بسند معتبر عند جمع غفير من علمائنا (في شيخه الذي ترحم وترضى عليه) عن جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال : قال الرضا (ع): «إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله(ص) حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الانقضاء ». (الأمالي ص190 المجلس27 ح2)
      فهذا الحديث يفيد أن الحزن والأسى على سيد الشهداء (ع) يستمر إلى يوم القيامة،
      وفيه إشارة إلى حديث آخر يؤكده، وهو ما رواه الشيخ المفيد حين قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى (وهو الشيخ الصدوق رضوان الله عليه)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم أمر مناديا فنادى: غضوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الصراط .
      قال (ع) : فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة عليها السلام على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي عليهما السلام بيدها مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به، فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا، فتقول: يا رب انتصر لي من قاتله، فيأمر الله تعالى عنقا (أي قطعة) من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهما السلام كما يلتقط الطير الحب، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب، ثم تركب فاطمة عليها السلام نجيبها حتى تدخل الجنة، ومعها الملائكة المشيعون لها، وذريتها بين يديها، وأولياءهم من الناس عن يمينها وشمالها». (الأمالي ص130 المجلس15 ح8)
      فالحزن على الإمام الحسين (ع) يستمر إلى ما قبل دخول الجنة في يوم القيامة، حيث ترفع الزهراء (ع) قميص سيد الشهداء (ع) الدامي، وحيث يقام المأتم الحسيني في المحشر على رؤوس الأشهاد.
      وفي الحلقة القادمة سأواصل عرض بعض الأحاديث الأخرى حول المبحث الثاني.

      هناك بعض الروايات الأخرى التي تشهد على أن حزن أهل البيت (ع) لم يتوقف ولم ينقطع مع مرور الليالي والأيام ومنها:
      أ - ما رواه ابن قولويه عن الإمام الصادق (ع) قال:
      «
      وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده». (كامل الزيارة ص168)
      ب - وروى أيضا عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) أحدثه، فدخل عليه ابنه فقال له: «مرحبا، وضمّه وقبّله، وقال: حقّر الله من حقّركم وانتقم ممن وتركم، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم واليهم، يا أبا بصير إن فاطمة (ع) لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة (ع)، وإن البحار تكاد ان تنفتق فيدخل بعضها على بعض، وما منها قطرة إلا بها ملك موكل، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها بأجنحته، وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الأرض، فلا تزال الملائكة مشفقين، يبكونه لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه ، ويتضرع أهل العرش ومن حوله، وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض، ولو أن صوتا من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض، وتقطعت الجبال وزلزلت الأرض بأهلها، قلت: جعلت فداك إن هذا الامر عظيم!! قال: غيره أعظم منه مما لم تسمعه، ثم قال لي: يا أبا بصير أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة (ع) ، فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلي يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وجلا حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة». (كامل الزيارة ص169)
      ج - وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر عند جمع من علمائنا عن إبراهيم بن أبي محمود عن الإمام الرضا (ع) قال:
      «
      كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات الله عليه . (الأمالي ص191 ح2 المجلس27)
      د - وروى أيضا بسند معتبر آخر عند جمع من علمائنا عن الريان بن شبيب، قال: دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من المحرم ، فقال لي:« .... يا بن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص)، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.
      يا بن شبيب، إن كنت باكيا لشئ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه» . (الأمالي ص193 المجلس 27 ح5)


      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        حياكم الله على هذه المواضيع فهذه الشبهة وهي
        لماذا تبكون على الإمام الحسين (ع)؟ فإن كان بغرض المواساة للحزين فإن أهل البيت (ع) فرحون في الجنة لأنهم مستقرون في نعيمها؟
        كثيرا ما يرددها ببغاوات الوهابية من غير التفات لما موجود عندهم من سيرة المصطفى صلى الله عليه واله


        ونقول في جوابها:
        أولا: إن كلامهم هذا يعني أنه لا يجوز الحزن أو يقبح في كل مورد ثبت فيه أن الميت قد دخل الجنة، وهذا مخالف لما أجمع عليه فقهاء أهل السنة من جواز البكاء والحزن على الميت الصالح. (الموسوعة الفقهية الكويتية ج8 ص172)
        وهو مخالف أيضا لما ثبت بالدليل المعتبر عند أهل السنة من بكاء رسول الله (ص) على من كان من أهل الجنة، كابنه إبراهيم أو عمه حمزة. (صحيح سنن ابن ماجة للألباني ج2 ص42 ح1302، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ج4 ص410 ح1732، والمستدرك على الصحيحين بتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا ج3 ص219 ح4900 وصححه الحاكم والذهبي في التلخيص)
        ومخالف كذلك لما ثبت بالسند الصحيح من دعوته للبكاء على الميت كقوله (ص): «ولكن حمزة لا بواكي له». (صحيح سنن ابن ماجة للألباني ج2 ص42
        ومن يعترض على بكاء الشيعة على أبي عبد الله الحسين (ع) بحجة أنه في الجنة فإنه يسفه فعل النبي (ص) ويعترض عليه.

        ثانيا: إن من يبكي على النبي وأهل بيته عليهم صلوات الله يعلم بمنزلتهم في الجنة ولكنه يبكي لدوافع أخرى صحيحة:
        منها: انقطاع الوحي:
        فقد روى مسلم عن أنس قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله (ص) لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله (ص) يزورها فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟! ما عند الله خير لرسول الله (ص)، فقالت: ما أبكى أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله (ص)، ولكن أبكى أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها. (صحيح مسلم 7: 144)
        ومنها: فراق الأحبة:
        فقد روى الشيخ الطوسي بسنده عن عن عبد الله بن العباس، قال: «لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول الله، ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي: "يا أبتاه، يا أبتاه" فلا يعينها أحد من أمتي، فسمعت ذلك فاطمة (ع) فبكت، فقال لها رسول الله (ص): لا تبكين يا بنية، فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكن أبكي لفراقك» . (الأمالي ص188 المجلس7 ح18
        بل قد يبكي المشرف على الموت لأجل فراقه لأحبته ممن سيبقى في الدنيا، وهو ما جاء في كلام الإمام الحسن المجتبى (ع) فيما رواه الكليني عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «لما حضرت الحسن عليه السلام الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله(ص) الذي أنت به؟ وقد قال فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجة ماشيا، وقد قاسمت مالك ثلاث مرات حتى النعل بالنعل؟ فقال: إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبة». (الكافي 1 : 461
        ومنها: عظم المصيبة الحالة بالمفقود:
        فقد روى الشيخ الصدوق عن أمير المؤمنين (ع) قالبينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (ص) إذا التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي، فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى، وقتل الحسين، قال : فبكى أهل البيت جميعا». (الأمالي ص197 المجلس28 ح2
        وروى السيد ابن طاووس أن الإمام علي بن الحسين (ع) خطب عند دخوله المدينة المنورة بعد عودته وأسرى آل محمد من الشام:
        «
        أيها الناس إن الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الاسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.
        أيها الناس! فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله؟ أم أية عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان ولجج البحار والملائكة المقربون وأهل السماوات أجمعون.
        ...
        والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاءة بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فانا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظها وأفظها وأمرها وأفدحها؟ فعند الله نحتسب فيما أصابنا وما بلغ بنا». (اللهوف في قتلى الطفوف ص117، عنه بحار الأنوار ج45 ص148) وفيما يرتبط بالبكاء على سيد الشهداء (ع) فإن الشيعة يبكون عليه لعظم المصيبة التي ح‍لّت بالإسلام وأهله بما جرى عليه، فإن مصيبته من أعظم المصائب، ولن يغير تقادم الزمان في ذلك.
        روى الشيخ الصدوق عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع): يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله )ص) واليوم الذي ماتت فيه فاطمة (ع) واليوم الذي «قتل فيه أمير المؤمنين (ع) واليوم الذي قتل فيه الحسن (ع) بالسم؟ فقال: إن يوم الحسين (ع) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام، وذلك أن أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي (ص) بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضت فاطمة (ع) كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة، فلما مضى منهم أمير المؤمنين (ع) كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة، فلما مضى الحسن (ع) كان للناس في الحسين (ع) عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين (ع) لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم مصيبة». (علل الشرائع ج1 ص226) ولأجل رجحان البكاء على المصيبة فلا تناقض وتهافت بين إخبار النبي (ص) بمنزلة الإمام الحسين (ع) في الجنة وبكائه على مصابه، فقد ثبت في الأحاديث المعتبرة عند أهل السنة أن رسول الله )ص) أخبر بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. (صحيح سنن الترمذي للألباني ج3 ص537 ح3768، وراجع سلسة الأحاديث الصحيحة ج2 ص423، وقد صححه الحاكم في المستدرك ج3 ص167 ووافقه الذهبي وقال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه!!
        وقد جاءت الروايات المعتبرة الكثيرة عند أهل السنة في بكائه (ص) عندما أخبره الوحي بما سيحلّ بسبطه سيد الشهداء (ع)، فقد روى أحمد عن نجىّ الحضرمي أنه سار مع علي (رض) وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: «اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي (ص) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل (ع) قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك ان أشمك من تربته؟ قلت: نعم، قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا».
        قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجىٌّ بهذا. (مجمع الزوائد ج9 ص187(
        وروى الطبراني عن أم سلمة قالت: كان رسول الله (ص) جالسا ذات يوم في بيتي، قال: لا يدخل عليَّ أحد، «فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله(ص) يبكى فأطلت فإذا حسين في حجره والنبي (ص) يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبرائيل (ع) كان معنا في البيت، قال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبرائيل من تربتها فأراها النبي (ص)، فلما أحيط بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله كرب وبلاء». (المعجم الكبير ج3 ص105
        قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات". (مجمع الزوائد ج9 ص188)
        وهذا ما أكدته الروايات المستفيضة ومنها ما رواه الكليني وابن قولويه بسندين معتبرين عند جمع من علمائنا (في القاسم بن يحيى والحسن بن راشد) عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «إن أبا عبد الله الحسين (ع) لما قضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى ومالا يرى». (الكافي ج4 ص575، كامل الزيارات ص167
        وروى ابن قولويه عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في زيارة الإمام الحسين (ع):
        «
        ما أعظم مصيبتك عند أبيك رسول الله، وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عز وجل، وأجل مصيبتك عند الملأ الأعلى ، وعند أنبياء الله وعند رسل الله.... بأبي أنت وأمي يا سيدي، بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته، وحق لي أن أبكيك، وقد بكتك السماوات والأرضون والجبال والبحار، فما عذري إن لم أبكك، وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الأئمة صلوات الله عليهم، وبكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك». (كامل الزيارة ص402 و409
        وليس الغريب بعد هذا أن ينسجم المؤمن الموالي مع النظام الكوني فيبكي على مصيبة الإمام الحسين (ع) ولكن الغريب أن لا يتأثر بذلك!!

        والحديث الذي رواه أحمد والطبراني ونظيره من الأحاديث المتعرضة لبكاء رسول الله (ص) على الإمام الحسين (ع) تثبت أنه لا علاقة بين حسن البكاء على المصيبة وبين تزامنه معها، فبكاؤه (ص) تمّ قبل واقعة كربلاء بأكثر من خمسين سنة، وهو مثل بكاء مسلم بن عقيل (رض) قبل استشهاده على الإمام الحسين (ع) خوفا مما سيلحقه، كما أن الأئمة (ع) بكوا بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) بفترة طويلة، وأثبتوا أن الحزن عليه لا ينتهي إلى يوم القيامة، وهذا ما كانت الملائكة مشغولة به أيضا.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم اللهم صل على محمد وال محمد

          هناك شبهة أخرى تطرح وهي كيف يمكن لمن يتنعم بالجنة أن يكون حزينا؟ فإنه إذا لم يكن حزينا فإن دافع المواساة سيسقط لأنها تكون للحزين لا للسعيد، وبالتالي لا يكون هناك أي معنى لبكاء الشيعة على الإمام الحسين وسائر المعصومين عليهم السلام باعتبارهم سعداء في الجنة.

          والجواب عن هذه الشبهة هو:
          إن النعيم التام الذي لا يخالجه أي هم أو حزن هو من مختصات عالم الآخرة الأبدية التي تكون بعد الحساب، أما قبل ذلك فالأدلة تثبت أنه نعيم قد يطرأه ما يشوبه من المنغّصات، ولا أقل بالنسبة للصفوة من الخلق.
          ويكفينا في إثبات هذا المطلب الروايات المتواترة إجمالا المروية من طرق السنة والشيعة والمثبتة لاطلاع النبي (ع) على أعمال العباد وتأثره بها، وخاصة الروايات المذكورة في قوله تعالى: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)التوبة: 105(
          وأكتفي منها مما جاء من طرقنا بما رواه الكليني بسند صحيح عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله)ص)؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله وسروه». (الكافي ج1 ص219 ح3)
          وفي كتب أهل السنة روى البزار عن عبد الله بن مسعود عن النبي (ص) أنه قال:
          "
          إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام، قال: وقال رسول الله )ص): حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض عليَّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم".
          قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. (مجمع الزوائد ج9 ص24(
          وقال ابن حجر العسقلاني:
          "
          قال الطبري: ويؤيده ما قاله أبو هريرة: إن أعمال العباد تعرض على أقربائهم من موتاهم، ثم ساقه بإسناد صحيح إليه". (فتح الباري ج3 ص123(
          وقال أيضا:
          "
          ومنها حديث ابن مسعود رفعه: إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة، وحَّسنه الترمذي، وصحَّحه ابن حبان، وله شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بلفظ: "صلاة أمتي تعرض عليَّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليَّ صلاة كان أقربهم مني منزلة"، ولا بأس بسنده". (فتح الباري ج11 ص144(
          والروايات المروية من طرق أهل السنة وإن لم تصرح بأن النبي (ص) إذا علم بأعمال الأمة فرح أو حزن إلا أنهما لازمان للحمد والاستغفار الصادرين منه، ويؤكد حزنه الرواية المعتبرة على علم النبي (ص) بعد موته بشهادة سبطه وحزنه عليه.
          فقد روى الحاكم النيشابوري عن ابن عباس (رض) قال: «رأيت النبي (ص) فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم، فقلت: يا نبي الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم، قال: فأُحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيومقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. (المستدرك ج4 ص328 و398(
          وروى قريبا منه أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وعبد بن حميد في مسنده. (مسند أحمد ج1 ص242، والمعجم الكبير ج3 ص110 وج12 ص143، منتخب مسند عبد بن حميد ص235(
          وقال الهيثمي:
          "
          رواه أحمد والطبراني ورجاله أحمد رجال الصحيح". (مجمع الزوائد ج9 ص194(
          وقال أحمد محمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد: "إسناده صحيح". (مسند أحمد ج4 ص26 ح2165(




          تعليق


          • #6
            السلام على الحسين السلام على سبط المصطفى السلام على ابن الوصي السلام الرأس المرفوع السلام على الخد التريب السلام على الحبيب الغالي ابا عبد الله الحسين عليك افضل الصلاة والسلام ابكيك سيدي لاجل مثوبة لكن لاجلك باكية
            النساء شقائق الرجال، وبين الفريقين روابط تكوينية من أول وجودهما، أشار لذلك القرآن في أوائل السور المسماة باسمهن -سورة النساء- في قوله –تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء: 1.

            تعليق


            • #7
              السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليه السلام




              إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
              فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك
                جـــــــــــــــــــــــــــــ الله خير الجزاء ـــــــــــــــــــــــــــــزاك

                تعليق


                • #9
                  زادكم الله من فضله جميعا

                  تعليق


                  • #10
                    حسين منجل العكيلي

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X