إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ الامام الحسين بقلم العلامة المجلسي-الحلقة الثالثة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ الامام الحسين بقلم العلامة المجلسي-الحلقة الثالثة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بحار الانوار-الجزء الخامس والاربعون
    - كتاب تاريخ الأمام الحسين (ع)
    باب شهادة ولدي مسلم الصغيرين رضي الله عنهما فلماكان في بعض الليل ، سمع غطيط الغلامين في جوف البيت ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفّه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟.. قال : أما أنا فصاحب المنزل فمن أنتما ؟..
    فأقبل الصغير يحرك الكبير ، ويقول : قم يا حبيبي!.. فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره ، قال لهما : من أنتما ؟..
    قالا له : يا شيخ !.. إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟.. قال : نعم .
    قالا : أمان الله وأمان رسوله وذمة الله وذمة رسوله (ص) ؟.. قال : نعم .
    قالا : ومحمد بن عبدالله على ذلك من الشاهدين ؟.. قال : نعم .
    قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟.. قال : نعم .
    قالا له : ياشيخ !.. فنحن من عترة نبيك محمد (ص) هربنا من سجن عبيدالله بن زياد من القتل ، فقال لهما : من الموت هربتما ، وإلى الموت وقعتما .. الحمدلله الذي أظفرني بكما .
    فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما ، فبات الغلامان ليلتهما مكتّفين ، فلما انفجر عمود الصبح دعا غلاما له أسود يقال له فليح ، فقال له :
    خذ هذين الغلامين فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات واضرب أعناقهما ، وائتني برؤوسهما لأنطلق بهما إلى عبيدالله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم ، فحمل الغلامُ السيف ومشى أمام الغلامين .
    فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا أسود!.. ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذّن رسول الله (ص).. قال :
    إن مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما ؟.. قالا له :
    يا أسود !.. نحن من عترة نبيك محمد (ص) هربنا من سجن عبيدالله بن زياد من القتل .. أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا ، فانكبّ الأسود على أقدامهما يقبّلهما ويقول :
    نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ، يا عترة نبي الله المصطفى !.. والله لا يكون محمد خصمي في القيامة .
    ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية ، وطرح نفسه في الفرات ، وعبر إلى الجانب الآخر ، فصاح به مولاه يا غلام!.. عصيتني ؟..
    فقال : يا مولاي !.. إنما أطعتك مادمت لا تعصي الله ، فإذا عصيت الله فأنا منك بريء في الدنيا والآخرة .. فدعا ابنه فقال : يا بنيّ !.. إنما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك ، والدنيا محرص عليها ، فخذهذين الغلامين إليك ، فانطلقْ بهما إلى شاطئ الفرات ، فاضرب أعناقهما وائتني برؤوسهما ، لأنطلق بهما إلى عبيدالله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم .
    فأخذ الغلام السيف ومشى أمام الغلامين ، فما مضيا إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا شاب !.. ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم ؟..
    فقال : ياحبيبي ، فمن أنتما ؟.. قالا : من عترة نبيك محمد (ص) يريد والدك قتلنا ؟.. فانكبّ الغلام على أقدامهما يقبلهما ويقول لهما مقالة الاسود ، ورمى بالسيف ناحية ، وطرح نفسه في الفرات وعبر ، فصاح به أبوه يابني عصيتني ؟.. قال : لئن أطيع الله وأعصيك ، أحبّ إلي من أن أعصي الله وأطيعك .
    قال الشيخ : لا يلي قتلكما أحد غيري ، وأخذ السيف ومشى أمامهما ، فلما صار إلى شاطئ الفرات سلّ السيف عن جفنه ، فلما نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما .
    وقالا له : يا شيخ!.. انطلق بنا إلى السوق واستمتع بأثماننا ، ولا تُرد أن يكون محمد خصمك في القيامة غدا ، فقال : لا ، ولكن أقتلكما وأذهب برؤوسكما إلى عبيدالله بن زياد وآخذ جائزة ألفين .
    فقالا له : ياشيخ !.. أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ؟.. فقال : ما لكما من رسول الله قرابة ، قالا له : ياشيخ !.. فائت بنا إلى عبيدالله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره ، قال : ما إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما .
    قالا له : يا شيخ !.. أما ترحم صغر سننا ؟.. قال : ماجعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا .
    قالا : ياشيخ !.. إن كان ولا بد ، فدعنا نصلي ركعات .
    قال : فصليا ماشئتما إن نفعتكما الصلاة ، فصلى الغلامان أربع ركعات.. ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا : يا حي يا حليم ، يا أحكم الحاكمين ، احكم بيننا وبينه بالحق !.. فقام إلى الأكبر فضرب عنقه ، وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة ، وأقبل الغلام الصغير يتمرغ في دم أخيه وهويقول : حتى ألقى رسول الله وأنا مختضب بدم أخي ، فقال : لا عليك ، سوف ألحقك بأخيك !..
    ثم قام إلى الغلام الصغير ، فضرب عنقه وأخذ رأسه ، ووضعه في المخلاة ، ورمى ببدنهما في الماء وهما يقطران دماً ..
    ومر حتى أتى بهما عبيدالله بن زياد ، وهو قاعد على كرسي له ، وبيده قضيب خيزران ، فوضع الرأسين بين يديه ، فلما نظر إليهما قام ثم قعد، ثم قام ثم قعد" ثلاثا " .. ثم قال : الويل لك !.. أين ظفرتَ بهما ؟..
    قال : أضافتهما عجوز لنا .. قال : فما عرفتَ لهما حق الضيافة ؟..
    قال : لا ، قال : فأي شي ء قالا لك ؟..
    قال : قالا: يا شيخ!.. اذهب بنا إلى السوق ، فبعنا فانتفع بأثماننا ولاترد أن يكون محمد خصمك في القيامة ، قال : فأي شيء قلت لهما ؟.. قال :
    قلت : لا ، ولكن أقتلكما وأنطلق برؤوسكما إلى عبيدالله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم ، قال : فأي شيء قالا لك ؟..
    قال : قالا : ائت بنا إلى عبيدالله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره !.. قال : فأي شيء قلت ؟.. قال : قلت : ليس إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما .
    قال : أفلا جئتني بهما حيين ؟.. فكنت أضعّف لك الجائزة ، وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟.. قال : ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما ..
    قال : فأي شيء قالا لك أيضا ؟.. قال : قالا لي : يا شيخ !..احفظ قرابتنا من رسول الله ، قال : فأي شيء قلت لهما ؟.. قال : قلت لهما : ما لكما من رسول الله قرابة .. قال : ويلك !.. فأي شيء قالا لك أيضا ؟..
    قال : قالا : يا شيخ !.. ارحم صغر سننا ، قال : فما رحمتهما ؟..
    قال : قلت : ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئا .. قال : ويلك !.. فأي شيء قالا لك أيضا ؟..
    قال : قالا : دعنا نصلي ركعات ، فقلت : فصليا ماشئمتا إن نفعتكما الصلاة ، فصلي الغلامان أربع ركعات ، قال : فأي شيء قالا في آخر صلاتهما ؟..
    قال : رفعا طرفيهما إلى السماء وقالا : يا حي يا حليم ، يا أحكم الحاكمين ، احكم بيننا وبينه بالحق!..
    قال عبيدالله بن زياد : فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم .. من للفاسق ؟.. قال : فانتدب له رجل من أهل الشام ، فقال : أنا له ، قال : فانطلقْ به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين ، فاضرب عنقه ، ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما وعجّل برأسه !..
    ففعل الرجل ذلك ، وجاء برأسه فنصبه على قناة ، فجعل الصبيان يرمونه بالنبل والحجارة ، وهم يقولون : هذا قاتل ذرية رسول الله (ص) .ص105المصدر:أمالي الصدوق مجلس 19 رقم 2

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X