إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطريق الى دفع السخرية ....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطريق الى دفع السخرية ....

    بسم الله الرحمن الرحيم :
    الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين ::::
    تعريف السخرية

    وهي: محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم وخُلقهم، قولاً وفعلاً، أو إيماءاً وإشارة، على وجه يضحك منه. وهو لا ينفك عن الايذاء والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص، وإنْ لم يكن بحضرة المستهزأَ به، فيتضمن الغيبة أيضاً، وقد حرّمها الشرع لايجابها العداء وإثارة البغضاء، وإفساد العلاقات الودّية بين أفراد المؤمنين، وكيف يجرأ المرءُ على السخريّة بالمؤمن واستنقاصه وإعابته، وكل فرد سوى المعصوم لا يخلو من المعائب والنواقص، ولا يأمن أن تجعله عوادي الزمن يوماً ما هدفاً للسخرية والازدراء، لذلك حذّر القرآنُ من السخرية بقوله: «يا أيّها الذين آمنوا لا يَسخر قومٌ من قوم، عسى أنْ يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أنْ يكنّ خيراً منهنّ، ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان، ومَنْ لم يتب فأولئك هم الظالمون» [سورة الحجرات: 11].
    بواعث السخرية

    باعث السخرية إمّا العداوة أو التكبر واستصغاء المستهزأ به، فيكون من رذائل القوة الغضبيّة، أو قصد ضحك الأغنياء وتنشيط قلوبهم، طمعاً في بعض أوساخهم الدنيوية الملوّثة، وأخذ اليسير من حطامهم الحرام، وفي كل الحالات فهي لا طريق إلاّ الذمّ الهوان.

    ذم السخرية

    جاءت الآيات الشريفة والأخبار الطاهرة بذمّ هذه الخصلة، لأنّها صفة من لا حظّ له في الدين، وشيمة أراذل احزاب الشياطين، لأنّهم يظهرون أكاذيب الاقوال ويرتكبون أعاجيب الافعال، يخلعون قلائد الحرية عن الرقاب، ويهتكون أستار الحياء بمرأىً من أُولي الألباب، يبتغون عيوبَ المؤمنين وعوراتهم، ويظهرون نقائص المسلمين وعثراتهم، يقلّدون افعال الأخيار على وجهٍ يُضحك الأشرار، ويحاكون صفات الابرار على افضح الوجوه في الانظار، ولا ريب في أن المرتكب لهذه الافعال بعيد عن الانسانية، ومستوجب للعقوبة عاجلاً أم آجلاً، ولا يخلو ساعة عن الهوان، ولا وقع له في قلوب أهل الأيمان، وكفاه ذمّاً أنّه جعل تلك المعاصي الخبيثة وسيلة لتحصيل المال الذي يلزمه عدم اعتقاده بأن الله تعالى هو المتكفل لأرزاق عباده.

    الطريق إلى دفع السخرية

    بعد التأمل في سوء عاقبة السخرية ووخامة خاتمتها، وفيما يلزم المستهِزأ من الذلة والهوان في الدنيا، عليه ان يبادر إلى إزالة العداوة والتكبر إن كان باعثه ذلك، وإن كان باعثه تنشيط قلوب أهل الدنيا طمعاً في مالهم، فليعلم أن لكل نفس ما قُدّر لها من الاموال والأرزاق، يصل إليها من الله سبحانه ألبتة، فإن من يتق الله ويتوكل عليه، يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وإن اغواه الشيطان وحثّه على تحصيلها من المداخل الخبيثة، لم يصل إليه اكثر مما قُدّر له.
    وليعلم أيضاً أن المتوكل على الله والمتصف بالحرية، لا يبدّل التوكل والحرية بهذه الافعال، لأجل الوصول إلى بعض خبائث الأموال، فليعاتب نفسه ويزجرها بالمواعظ والنصائح، ويتذكر ما ورد في الشريعة من ذم المستهزئين وتعذيبهم يوم القيامة. قال الرسولُ (صلّى الله عليه وآله): «إنَّ المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة، فيقال: هلمَّ هلمَّ! فيجيء بكربه وغمّه، فإذا أتى اُغلق دونه، ثمَّ يفتح له بابٌ آخر، فيقال: هَلمَّ هلمَّ! فيجيء بكربه وغمّه، فإذا أتى اُغلق دونه. فما يزال كذلك، حتى يفتح له الباب، فيقال له: هلمَّ هلمَّ! فما يأتيه» [جامع السعادات: 2/72].

    حدود السخرية

    السخرية المذمومة هي التي تمَّ ذكرها، والتي تؤذي الناس وتهينهم بالاستهزاء بهم وسخريتهم، وأمّا من جعل نفسه مسخرة، بأن يُهزَل ويُسخَر به، وإن كان هو ظالماً لنفسه، خارجاً عن شعار المؤمنين، حيث أهان نفسه وأذلّها، إلاّ أن سخرية الغير به من جملة المزاح، وإنما المحرّم ما يؤدي إلى ايذائه وتحقيره، بان يُضحَك على كلامه أو على افعاله إذا كانت مشوشة، أو على صورته وخلقته إذا كان قصيراً أو طويلاً أو ناقصاً بعيب من العيوب، فالضحك على جميع ذلك داخل في السخرية المنهيّ عنها.

    علاج السخرية

    بعدما يتذكر ما في طريقة الدفع لها، عليه ان يعلم أن استهزاءَه يوجب خزي نفسه يوم القيامة عند الله وعند الملائكة والنبيين وعند الناس أجمعين، فلو تفكر في حسرته وحيائه وخجله وخزيه يوم يحمل سيئات من استهزأ به ويساق إلى النار، لأدهشه ذلك عن إخزاء غيره، عرف حقيقة حاله يوم القيامة، لكان الأولى له أن يضحك على نفسه تارة ويبكي عليها أخرى، لأنّه باستهزائه به عند بعض اراذل الناس عرّض نفسه بأن يأخذ بيده ذلك الغير يوم القيامة وعلى ملاءٍ من الناس، ويسوقه تحت السياط مستهزئاً به، مسروراً بخزيه وتمكين الله تعالى اياه على الانتقام منه، فمن تأمل ذلك سوف لا يكون عدوَّ نفسه.
    فجديرٌ بالعاقل ان ينبذ السخرية تحرجاً من آثامها وتوقياً من غوائلها، وان يقدّر الناس على حسب إيمانهم وصلاحهم وحسن طويتهم، غاضّاً عن نقائصهم وعيوبهم.

    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
    { من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }

  • #2
    موضوع قيم
    لقد كان بحثاً متكاملاً شاملاً
    ابتداءاً باسباب السخرية حتى علاجها
    وكانت نتيجتها النهائية هو عدم السخرية من الغير
    وكيف يجعل الشخص نفسه بعيداً من سخرية الاخرين

    الاخ المحترم
    المنصور
    وفقك الله وسدد خطاك

    تعليق


    • #3

      في كل

      سطر وجدتُ

      لك حكمة وجمال

      فهكذا يكون الإبداع

      وليس غريباً على قلمك

      أن يجذبنا في روعة المقال

      سجلني من المعجبين بمواضيعك

      نبضك الزاهر هنا

      أحييك أخي النصور

      ولك مني باقة ورد عطرة

      تعليق


      • #4
        في كل سطر من السطور عبره كلمه نقاء من بعث من داخل قلب جميل وهو قلب المنصور الذي يسطرنا دوما بكلمات رائعه مواضيع متميزه هادفه هنيا لك آخي المنصور دمت بحفظ الرحمن ورعايته اتمنى إن تتقبل مروري على متصفحك الرأئع
        اللهم صل ّعلى محمد وال محمد
        اللهم صلِ على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها
        والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك
        وأحصاه كتابك ......

        تعليق


        • #5
          اشكركم جميعاً
          لا أرى لنفسي مكان مع العظماء من أمثالكم ،
          كلما كتبت الأقلام وسطرت من سطور تبقون أنتم الأعلون ،
          أفيضوا علينا من الماء ...... فنحنُ عطاشا وأنتم ورود

          أدامكم الله وحفظكم من كل سوء
          قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
          { من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X