إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الى أبي موسي الأشعري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى أبي موسي الأشعري

    الرسالة 62 الى أبي موسي الأشعري :

    من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن قيس :
    أمّا بعد فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك ، فإذا قدم رسولي عليك فارفع ذيلك ، و اشدد مئزرك ، و اخرج من حجرك ،
    و اندب من معك ، فإن حقّقت فانفذ ، و إن تفشّلت فابعد . و ايم اللّه لتؤتينّ حيث أنت ، و لا تترك حتّى يخلط زبدك بخاثرك ،
    و ذائبك بجامدك ، و حتّى تعجل عن قعدتك ، و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك . و ما هي بالهوينى الّتي ترجو ، و لكنّها الدّاهية الكبرى ، يركب جملها و يذلّ صعبها ، و يسهل جبلها . فاعقل عقلك ، و املك أمرك و خذ نصيبك و حظّك ، فإن كرهت فتنحّ
    إلى غير رحب ، و لا في نجاة ، فبالحريّ لتكفينّ و أنت نائم حتّى لا يقال أين فلان . و اللّه إنّه لحقّ مع محقّ و ما نبالي ما صنع الملحدون . و السّلام .

    المعنى :
    كان أبو موسى الأشعري واليا على الكوفة حين خرج أصحاب الجمل على الإمام ، و استنفر الإمام أهل الكوفة للجهاد ، كما جاء في الرسالة الأولى من رسائل النهج ، فثبطهم هذا الأشعري ، فكتب اليه الإمام الرسالة التالية :
    ( أما بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك ) . ذكر الشارحون في
    تفسير « هو لك و عليك » ما لا تركن اليه النفس . . و الذي نراه ان الإمام يرد بقوله هذا على خطبة الأشعري في أهل الكوفة مثبطا عن الجهاد مع الإمام بقوله :
    « أيها الناس ان أصحاب رسول اللّه ( ص ) الذين صحبوه في المواطن أعلم باللّه و رسوله ممن لم يصحبه . . و ان هذه الفتنة النائم فيها خير من اليقظان ، و القاعد خير من القائم . . فأغمدوا سيوفكم » . . فقال له الإمام : ان قولك هذا « هو لك و عليك » أي فيه حق و باطل ، أما الحق فهو ان أصحاب الرسول أعلم من غيرهم بالدين ، و أما الباطل فهو ان القاعد في هذه الفتنة خير من القائم ، لأن اللّه سبحانه قد أوجب قتال مثيري الفتن بقوله : و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة 193 البقرة . و قال : و الفتنة أشد من القتل 191 البقرة . فكيف تنهى يا أشعري عما أمر اللّه به ؟ و هل قولك هذا إلا رضا بالفتنة و تشجيع لها ؟
    و هل نسيت قول رسول اللّه ( ص ) : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، و ذلك أضعف الايمان ؟ .
    ( فارفع ذلك و اشدد مئزرك ) . أسرع إلي أنت و من معك بلا تأخير ( فإن حققت فانفذ ) ان عزمت على الطاعة فتوكل على اللّه ( و ان فشلت فابعد ) ان فترت و تراخيت فاذهب الى بيتك و شأنك ( و لا تترك حتى يخلط زبدك بخاثرك الخ ) . . أتظن انك بمنجاة ؟ كلا ، ستؤخذ من مكانك ، و لا تترك إلا و أنت تائه حائر لا تهتدي الى خير ( و حتى تعجل في قعدتك ) . المراد بالقعدة هنا الوظيفة و الولاية أي تطرد منها ( و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك ) هذا كناية عن الإحاطة به بلا مناص له و خلاص .
    ( و ما هي بالهوينا الى جبلها ) ان موقفك أيها الأشعري ليس بالأمر الهيّن كما تظن . . انه صعب و عسير عليك و علينا ، و لكنا نحن نقتحم هذا الصعب و نذلله حتى يسهل بإذن اللّه ، و تبقى أنت في الشدة و الحيرة ( فاعقل عقلك ) تغلّب به على هواك ( و املك أمرك ) و أعصابك ، و لا تتحرك بانفعال و عصبية و إلا كان مآلك الفشل و الخذلان ( و خذ نصيبك و حظك ) احمل نفسك على عمل الخير ، و خذ منه أوفر نصيب ( فإن كرهت الخ ) . . عمل الخير فاعتزل عملنا ، و اذهب الى الشيطان .
    ( فبالحري لتكفن ) انك لجدير بالإهمال و النسيان ، لأنك لا تغني شيئا
    و لذا نكفيك و نعفيك ( و أنت نائم حتى لا يقال : أين فلان ) متى أهملناك تصبح نكرة لا تعد عند الحضور ، و لا تفقد لدى الغياب ( و اللّه انه لحق الخ ) . . أبدا لا أكترث بما قال و يقول الجاحدون و المثبطون ما دمت على الحق ، و هو يدور معي كيف اتجهت بشهادة من أنطقه اللّه ببيانه و قرآنه .
    ( في ظلال نهج البلاغة)

  • #2
    احسنت يا اخي العزيز على هذا الموضوع ، نهج البلاغة كلها دروس و عبر لنا كي لا نكرر اخطاء الماضي و لا نقع في فخ اعداء الدين و المنافقين . الخوارج بجهلهم و سذاجتهم اختاروا حكمهم هذا ليقودهم يوم القيامة الى النار خالدين فيها ابدا . لعنهم الله
    اللهم اهدنا الى صراطك المستقيم و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و ارزقنا البصيرة لتمييز الحق من الباطل و نعوذ بك من مظلات الفتن يا الله .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X