إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهيّة‌ حقيقة‌ النوم؟‌

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهيّة‌ حقيقة‌ النوم؟‌

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


    لقد تحيّر جميع‌ فلاسفة‌ العالم‌ و حكماؤه‌ الكبار في‌ ماهيّة‌ حقيقة‌ النوم‌، كما انّهم‌ متحيّرون‌ في‌ ماهيّة‌ الموت‌، فلم‌ يستطع‌ أحد منهم‌ حتّي‌ الآن‌ أن‌ يدرك‌ أسرار النوم‌ و يكشف‌ الستار عنه‌، كما لم‌ يستطع‌ أحدهم‌ أن‌ يدرك‌ أسرار الموت‌ و يصل‌ الی حقيقته‌. و الفارق‌ الذي‌ يمكن‌ وضعه‌ بين‌ هذين‌ الاثنين‌ أنّ البدن‌ يسكن‌ حال‌ النوم‌ فتقلّ فعاليّته‌ و أعماله‌ التي‌ يقوم‌ بها، فيقلّ جريان‌ الدمّ و ترتاح‌ الاعصاب‌ و تسترخي‌ بدرجة‌ أكبر، و ينبض‌ القلب‌ و تعمل‌ سائر الاعضاء الرئيسيّة‌ و الثانويّة‌ و الجوارح‌ و الامعاء بدرجة‌ أخفّ و تستمر في‌ عملها، ويفقد البدن‌ من‌ حرارته‌ الی حدّ معيّن‌، لذا يكثر إصابة‌ الإنسان‌ بالبرد حال‌ النوم‌، و يتوجّب‌ عليه‌ لذلك‌ تدثير نفسه‌ بدثار وعظاء، لكن‌ الامر ليس‌ كذلك‌ حال‌ الاستيقاظ‌، فَلِمَ يكون‌ ذلك‌؟ ذلك‌ لان‌ الروح‌ تقلل‌ علاقتها و رابطتها بالبدن‌ حال‌ النوم‌، لكنها لا تقطع‌ تلك‌ العلاقة‌ و الرابطة‌،بل‌ تبقي‌ تلك‌ العلاقة‌ باقية‌ اجمالاً، لذا فانّ البدن‌ يقوم‌ بأعماله‌ بواسطة‌ هذا القدر من‌ العلاقة‌ الاجماليّة‌. امّا عند الموت‌ فانّ الروح‌ تقطع‌ علاقتها و رابطتها بالبدن‌ كليّاً و تنصرف‌ الی عالم‌ التجرّد المحض‌ المطلق‌. و كما انّ الروح‌ تتحرّك‌ حال‌ النوم‌ الی عالم‌ التجرّد عموماً، و هو نفسه‌ عالم‌ الملكوت‌ الاسفل‌ و عالم‌ الصورة‌ و المثال‌، فيرقد البدن‌ علي‌الارض‌؛ فكذلك‌ تتحرك‌ الروح‌ عند الموت‌ الی ذلك‌ العالم‌ أو الی الملكوت‌ الاعلي‌ و عالم‌ المعني‌ و عالم‌ النفس‌ فتترك‌ البدن‌ و تدعه‌ و شأنه‌. لذا فانّ النوم‌ هو الموت‌ لعدّة‌ ساعات‌، كما أنّ الموت‌ هو النوم‌ الدائمي‌ المستمر، و لا فرق‌ هناك‌ بين‌ الموت‌ لعدّة‌ سنوات‌ أو لعدّة‌ مئات‌ من‌ السنين‌ أو لعدّة‌ آلاف‌ منها؛ كما لا فرق‌ هناك‌ بين‌ النوم‌ لدقيقة‌ واحدة‌ أو لساعة‌ واحدة‌ أو لعدّة‌ ساعات‌. و كما قد لوحظ‌ انّ هناك‌ حالات‌ متفاوتة‌ لدرجات‌ النوم‌، فالبعض‌ ينامون‌ نوماً خفيفاً بحيث‌ يستيقظون‌ لادني‌ صوت‌ أو حركة‌، بينما ينام‌ البعض‌ الآخر نوماً ثقيلاً، و البعض‌ الآخر نوماً أثقل‌ بحيث‌ لا توقظهم‌ الحركات‌ الشديدة‌ و هدير الطائرات‌ و صوت‌ الرعد، فانّ بعض‌ الناس‌ لهم‌ موت‌ خفيف‌، فهم‌ يُبعثون‌ و يهاجرون‌ بمجرّد الدعوة‌ الی مقام‌ عزّ ذي‌ الجلال‌ و الحركة‌ للقيامة‌ الكبري‌، في‌ حين‌ انّ موت‌ البعض‌ الآخر ثقيل‌ وأثقل‌ بحيث‌ ينبغي‌ النفخ‌ في‌ الصور لتستيقظ‌ الارواح‌ و تُبعث‌ فتحضر في‌ القيامة‌ الكبري‌. و يمكن‌ القول‌ اجمالاً بعبارة‌ اخري‌ انّ الانسان‌ ينام‌ حال‌ حياته‌ وعيشه‌ نوماً مؤقّتاً و قصيراً ثمّ يستيقظ‌، و لكنّه‌ ينام‌ حال‌ موته‌ نوماً طويلاً ثم‌ يستيقظ‌ بعده‌ و يُبعث‌ حيّاً. فهذا الانسان‌ سيحضر يوم‌ القيامة‌ في‌ هيئة‌ اخري‌ و شكل‌ آخر، هو الصورة‌ و الهيئة‌ الواقعيّة‌ لنفسه‌ الناطقة‌
    الموت‌ هو نوم‌ ثقيل‌، و النوم‌ هو موت‌ خفيف‌

    لقد كان‌ القصد من‌ ذكر هذه‌ الروايات‌ بيان‌ أنّ الروح‌ حيّة‌ بعد الموت‌ معذّبة‌ أو منعّمة‌، أشبه‌ بالحلم‌ الذي‌ يراه‌ الإنسان‌ في‌ النوم‌ فهو امّا مسرور برؤية‌ المناظر الخلاّبة‌ أو مغموم‌ بمشاهدة‌ المناظر المرعبة‌ المحيّرة‌، فكلاهما ينبع‌ من‌ مقولة‌ و أساس‌ واحد. يشهد علی هذا الامر انّه‌ يروي‌ عن‌ كتاب‌ معاني‌ الاخبار بنفس‌ السند الاخير الذي‌ ذُكر، عن‌ الامام‌ محمّد النقي‌ عليه‌ السلام‌ أنّه‌ سُئل‌ عن‌ حقيقة‌ الموت‌ فقال‌: هو النوم‌ الذي‌ يأتيكم‌ كلّ ليلة‌ الاّ أنّه‌ طويل‌ مدّته‌ لا ينتبه‌ منه‌ الاّ يوم‌ القيامة‌، فمن‌ رأي‌ في‌ نومه‌ من‌ أصناف‌ الفرح‌ ما لا يقادر قدره‌ و من‌ أصناف‌ الاهوال‌ ما لا يقادر قدره‌؟ فكيف‌ حال‌ فرح‌ في‌ النوم‌ و وجل‌ فيه‌؟ هذا هو الموت‌ فاستعدّوا له‌. فهذه‌ الرواية‌ صريحة‌ في‌ ان‌ النوم‌ و الموت‌ كلاهما واحد، غاية‌ الامر انّ الموت‌ أعمق‌ و أثقل‌ بقدرٍ ما، بينما النوم‌ أخفّ و أكثر سطحيّة‌. و لذا يمكن‌ القول‌ أنّ الموت‌ هو نوم‌ ثقيل‌، و انّ النوم‌ هو موتٌ خفيف‌ سطحي‌ّ.
    و علی هذا الاساس‌ فقد ورد في‌ مصباح‌ الشريعة‌، طبع‌ «مركز نشر كتاب‌» طهران‌ 1379 ه ق‌، الباب‌ 44، ص‌ 29: قال‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌:
    " إنَّ النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ وَ اسْتَدِلَّ به‌علی الْمَوْتِ الَّذِي‌ لاَ تَجِدُ السَّبِيلَ إلَي‌الإنْتِبَاهِ فِيهِ وَ الرُّجُوعِ الی إصْلاَحِ مَا فَاتَ عَنْكَ".
    و كذلك‌ روي‌ في‌ الجامع‌ الصغير للسيوطي‌ ج‌ 2 ص‌ 189 شركة‌ مكتبة‌ و مطبعة‌ مصطفي‌ البابي‌ الحلبي‌ بمصر، الطبعة‌ الرابعة‌، عن‌ رسول‌ اللَه‌ صلي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌: النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ وَ لاَ يَمُوتُ أَهْلُ الْجَنَّةِ. و رواه‌ في‌ كنوز الحقائق‌، ص‌ 143، بهذه‌ العبارة‌:
    النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ وَ أَهْلُ الْجَنَّةِ لاَ يَنَامُونَ وَ لاَ يَمُوتُونَ.





  • #2
    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل (ج 4 /ص 315)
    أنّ النوم هو استرجاع للروح يعود إِلى أنّ النوم أخو الموت، كما هو معروف، فالموت تعطيل كامل لجهاز الدماغ، وانقطاع تام في إِرتباط الروح بالجسد، بينما النوم تعطيل قسم من جهاز الدماغ وضعف في هذا الإِرتباط، وعليه فالنوم مرحلة صغيرة من مراحل الموت


    شكرا لكِ اختي عطر الولاية على هذا الموضوع

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X