إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صورة النبيّ (صلّى الله عليه وآله)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صورة النبيّ (صلّى الله عليه وآله)

    لقد جاء في أخبار الحسين (عليه السلام) أنّه كان صورةً تشكّلت من صورة جدّه النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، له شَبَهُه في الخُلُق والخِلقة.. تطلّع إليه الجدّ فرأى في مَخايِله سيماءَ مستقبل الأمّة وسؤددها، وحاملَ لوائها مِن بعده.
    السبط النبويّ: تطلّع إلى جَدّه، فرأى فيه معنى الدِّين ومعنى العقيدة، واستشفّ من الأذان الذي كبّره (جَدُّه) في سريرته ــ ولمّا يَزَل الحسين رضيعاً ــ رؤى المستقبل الآتي.
    سيّد الشهداء: سما في شهادته فوق سموّ كلّ الشهادات التي أُوتيها أرباب الديانات وشهداؤها، منذ زكريّا ويحيى حتّى المسيح، فكان الحسين إمامَ حقّ وسيّدَ شهداءِ الحقّ.
    سيّد شباب أهل الجنّة: أتمَّ حجّةَ الله في خَلْقه وفي دِينهِ الحنيف، وأبرزَ مظلوميّةَ آل محمّد، وأعاد دين النبيّ ــ الذي بشّر به إلى صراطه المستقيم ــ فأفنى ذاته وأهله في هذا السبيل، رَخّص نفسه الغالية فأغلى له اللهُ تعالى نفسَه على أنفُسِ ساكني جنّة خُلده، فصار سيّدَهم بما عَمِل وضحّى، وصار أحبَّ أهل الأرض إلى أهل السماء.
    شمعة الإسلام: أضاءت لملايين المسلمين دربَ خلاصهم، وعرّفت لهم موطئ أقدامهم، وجنّبتْهمُ الزللَ في حُفَر الضلالة والسقوطَ في فِخاخ الخطيئة والتهاون، وأبانت لبصائرهم ــ بسطوعها المتجلّي أبداً ــ مسالكَ الحقّ، وطردت عنها معالمَ الوحشة لقلّة سالكيها، فعَبَرها المؤمنون آمنينَ مستنيرين بأنوار الشمعة التي أضاءت ــ باحتراقها فوق ثرى كربلاء ــ ولم تَزَل تُضيء، حتّى يقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولاً.
    دِرع الإسلام: ذبَّ عن الإسلام الأذى المتمثّلَ بوهن العقيدة وانحلال روحانيّة الدِّين، بعد أن غدت العقيدة في قلوب الناس ضَعفاً لا يتّصل بقوّة، بعد أن كانت قوّةً لا تتّصل بضَعف، فأغار الحسين (عليه السلام) على مواطن الوهن والإثم، بالقول والفعل، وتلّقى (عليه السلام) بصبرٍ نادرٍ عجيبٍ كلَّ ما شَهَره في وجهه حَفَدةُ الشيطان، مستحلّو حُرَم الله وناكثو عهوده ومخالفو سُنّة رسوله، العاملون في عباد الله بالإثم والعدوان.. فكان (عليه السلام) بتصدّيه للأذى اللّاحق بالعقيدة دِرعَ الإسلام بحقّ، فلولاه لَما كان الإسلام إلى ما صار إليه عقيدةً ثابتة تترع في وجدان المسلمين وضمائرهم، بعد أن كاد يتحوّل إلى مذهبٍ باهتٍ يُركَن في ظاهر الرؤوس التي أدارتها نحو المذهبيّة الساذجة الحمقاء ممارساتُ القائمين على أمور المسلمين من حكّامٍ وأذنابِ سلطةٍ ومَدّاحي دواوين!
    ضمير الأديان إلى أبد الدهور: باستشهاده (عليه السلام) الذي لم يسجّل التاريخ مثيلاً له، تكرّست ثورته كضمير للأديان السماويّة، يستصرخ أبداً مناطقَ الشعور في الأنفس، وينبّه بتواترٍ لا يَهدأ مَثاوي العقيدة في الحَنايا، فكأنّه من الدين المعنى الدينيّ، رتّله في المهج على مقدار ما فيه من معناه.
    حسيننا ضمير الأديان، والضمير محبّةٌ وتحابٌّ وغَيرة، في تلافيفه حنوُّ المستقبل ونَصَعانه، ومن آياته المُعبِّرة في صيغةٍ تعبيريّة عن حقيقتها: ﴿يا أيُّها الذينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عن دِينهِ فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهم ويُحبّونَه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ لا يَخافونَ لَومَةَ لائم ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يشاء واللهُ واسعٌ عليم﴾ (سورة المائدة: 54).
    خير الأمم أمّةٌ هُدِيَت إلى الحقّ فهَدَتْ به، فالحقُّ يَجعل من الأمّة خيرَ الأمم، ومن المؤمنين خيرَ البشر، ﴿وممّن خَلَقْنا أُمّةٌ يَهدون بالحقِّ وبهِ يَعْدِلون﴾ (سورة الأعراف: 181).
    مقياس الأمم قبول الحقّ والعمل به، وخير المؤمنين فئةٌ هدَتْ إلى الحقّ وعدلَتْ به ونَهَتْ عن نقيضه، فمَن مِن المؤمنين فعَلَ هذا؟ مَن الذي أعلن على رؤوس الملأ قوله هذا: «إنّما خَرَجتُ لطلبِ الإصلاح في أمّةِ جَدّي، أُريد أن آمرَ بالمعروفِ وأنهى عن المنكرِ، فمَن قَبِلَني بقبولِ الحقّ فاللهُ أولى بالحقّ، ومَن رَدَّ علَيّ هذا أصبِرُ حتّى يقضيَ اللهُ بيني وبين القوم بالحقّ، واللهُ خير الحاكمين»؟
    إنّه الحسين سيّد الشهداء في ميادين الحقّ، والذي كانت نهضته تمثيلاً عمليّاً لضمير الأديان على مرّ الدهور.
    ولئن اعتُديَ على الحقّ الإلهيّ في غفلةٍ من الزمن وفي حَلْكة الظلام، فلهذا الحقّ في ضمير الكون شاهد.. وكان الحسين (عليه السلام) ضميرَ الأديان في عمر الدهور، هو الشاهد الأوحد على محاولة إزهاق الحقّ في ضمير الكون.
    ويأبى اللهُ إلّا أن يُتمّ نوره، وتأبى حكمته إلا أن تبلغ مَداها في فضاء العزّة والجلالة، لتغمرَ آفاقَ البشريّة بالقدسيّة والعدل والنُّبْل.
    لهذا المقصد الإلهيّ، كان الحسين قبسَ هداية، ومِشكاةَ طُهْر، ونموذج أخلاقٍ فاضلة، فكان حقّاً ضميرَ الأديان إلى يوم القيامة.
    فسلامٌ عليك يا شهيد الحقّ، ويا سفينة النجاة ومصباح الهدى، وسلام عليك يا منار الدين، وفخرَ الموالين والمحبّين.

  • #2

    السلام عليكــَ يا أبا عبد الله الحسين ،وعلى الأرواح التي حلت بفنائكــ، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار،ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.
    سامر الزيادي
    رزقك الله زيارة الحسين(ع)في الدنيا،وشفاعته في الآخرة،

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X