المعاناة مقدّمة الفرج

[سامر الزيادي]

لقد ورد في أحاديث أهل البيت سلام الله عليهم في تأويل قوله تعالى:
«ولنبونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين»(1).
أنها في مقدمات ظهور سيدنا ومولانا بقية الله الأعظم المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله وسلامه عليه. فقد جاء عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله الصادق سلام الله عليه: «لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة، تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد، من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن ذلك في كتاب الله لبيّن، ثم تلا هذه الآية: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ»(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة ، الآية 155.
(2) بحار الأنوار / ج 52 / باب 25 علامات ظهوره صلوات الله عليه/ ص 228 / ح 93.

[ضيف]

السلام عليكم ورحمة الله......بارك الله بك يااخ سامر على هذا الموضوع القيم ......وانا احد الامثلة على هذا الموضوع من ناحية ضيق المعيشة والمعاناة سابقا والحمدلله.........فلقد تخرجت من الجامعة حاملا شهادة بكلوريوس في الهندسة الكيمياوية قسم تكرير النفط والغاز وكنت متزوجا حينها فبادرت بطرق كل باب متوفر أنذاك لطلب وظيفة اتمكن من خلالها على سد احتياجات عائلتي كنت على ذلك الحال لمدة 6 اشهر من تخرجي.. اصارع الامرين للحصول على وظيفة لكن كما هو الحال لكل شباب العراق حاليا لم اجد وظيفة وبعد البحث الكثير وجدت وظيفة في مصفى الدورة بصفة عقد وليس دائمي بمساعدة احد الاشخاص جزاه الله خيرا لكن لم يتغير حالي كثيرا لان الراتب الشهري كان لايتعدى ال250 الف شهريا وهذا بالطبع كما يعرف جميع العراقيين لا يكفي لعشرة ايام ربما لكني والحمد لله كان لايظهر علي سوى مظهر القناعة وعدم الحاجة وكنت اذا اريد ان اشكي دهري لااشتكي الا الى الله سبحانه وتعالى وأسأله بأن يفرج همي... لم اكن افكر في نفسي بل كنت افكر في اهلي والتسائلات كانت تشغل رأسي ماذا لو كانوا يريدون شيئا لكن لم يكن ليسئلوني لانهم اعرف بحالي وماذا لو.....وربما كانوا يريدون........ كل هذه الافكار اجتمعت في مخيلتي فكنت احسب ان الفرج لن ياتي قريبا لكن الله كان ارحم بي من نفسي ..........ففي يوم من الايام كنت اتصفح النت باحثا عن معلومات كنت احتاجها في عملي فوجدت ان احدى الشركات العالمية للنفط اتت الى العراق للاستثمار ويريدون مهندسين بمختلف الاصناف فقدمت طلب للتعيين فيها ونسيت الامر وبعد اسبوع تلقيت اتصالا هاتفيا باللغة الانكليزية من الشركة التي قدمت لها ...طالبا مني القدوم اليهم لغرض اجراء الامتحان والحمد لله قد وفقني الله ونجحت وباشرت هناك واليوم انا والحمدلله اكمل دراستي وعملي في ان واحد في امريكا......أعرف انني قد اطلت كثيرا لكن اردت ان اوضح بأن الله لاينسى عبده ابدا حتى ولو ظن العبد كذلك..... وشكرا لك اخي سامر مرة ثانية

[سامر الزيادي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي محمد ال عسكر شكرا جزيلا على مروركم العطر اسأل من الله ان يوفقكم لكل خير

اخي الكريم إن النجاحات التي تتحقق ليست نتاج يوم أو يومين ، بل هي أهداف طويلة المدة نحتاج للعمل من أجلها شهـور وسنوات حتى يُمكن أن نحققها ونُنجزها ونقول أننا فعلا أصبحنا ناجحين ، أي أنها تحتاج إلى الصـبر ، وما بعد الصبر إلا الفرج والوصول للهـدف ، ” فمن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل ” أي مهما كان طول الدرب ففي النهاية ستصل إلى وجهتك التي حددتها ، واعتبر الصبر بمثابة خطوة أساسية للباحثين عن النجاح وخاصة النجاحات الكبيرة والتي تحتاج لوقت طويل وخطط خمسية وعشرية لكي نتذوق حلاوتها ، فكما يُقال الذي يأتي بالسهولة من الممكن أن يذهب بسهولة ، بينما الذي يأتي بالصعوبة وطول الصبر يدوم لفترات طويلة ويستمر . ونسألكم الدعاء