تويت
المولودَينِ في رَجَب!!
المولودَينِ في رَجَب!!
ذكر المحدث الجليل الشيخ عباس القمي(ره) في مفاتيح الجنان في أعمال شهر رجب عن الشيخ الطوسي(ره) أنه خرج من الناحية المقدسة صاحب الزمان(عج) على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح(رض) هذا الدعاء في أيام رجب: (اَللّهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ بِالمَوْلُودَيْنِ في رَجَب مُحَمَّد بْنِ عَليٍّ الثاني وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد المُنْتَجَبِ، وَأتَقَرَّبُ بِهِما اِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرْبِ...).
للوهلة الأولى، يتبادر إلى الذهن عدة أسئلة: لماذا ذكر الإمامُ المهدي(ع) ولادة الإمامين الجواد والهادي(ع) دون بقية الأئمة المولودين في شهر رجب؟!
ففي الأول منه ولادة الباقر(ع)..
وفي الثالث عشر منه مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)!!
وما هي العلاقة بين الإمام(عج) وبين هذين الإمامين(ع)؟!
وهل من الممكن أن يكون في الدعاء ضعفٌ فلم يصدر عنه(ع)؟!
إننا لو قرأنا العبارات المذكورة بتأمل وتدبر، وأطلقنا العنان لأفكارنا ورجعنا إلى تاريخ أئمة أهل البيت(ع) ومحطات حياتهم والظروف العصيبة التي عاشوها لوجدنا الإجابة واضحة.. ونوجزها هنا في نقطتين:
الأولى:-
إن اتهامه بعدم صحة صدوره عن الإمام الحجة(ع) إشكال ضعيف وواهن؛ لأن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه؛ فلو تعودنا حضور شخص ما إلى المسجد مع والده وابنه، وسُئلنا هل حضر ذلك الشخص؟ قلنا نعم، وهذا لا يعني نفينا عدم حضور والده وابنه معه.
الثانية:-
إن هنالك علاقة خاصة تربط الإمام المهدي(عج) بالإمامين(ع) أكثر من الإمام الباقر والإمام علي(ع) مع أنهم كلهم أجداده الطاهرين.. وهذه العلاقة تتركز في محورين:
1- ولادتهما التي كانت مشابهة لولادة المهدي(عج) من ناحية التكتم والسرية.. فالإمام الجواد(ع) ولد بعد أن تعدى عمر الإمام الرضا(ع) الأربعين سنة وكانوا يعيرونه بهذا الشأن. لهذا مع ترقب الناس لهذا المولود وانتظاره نرى الإمام يخفي أمر والدته ويسميها بعدة أسماء: أم ولد، ريحانة، درة، خيزران، وعندما ولد الإمام الجواد(ع) كان الإمام الرضا(ع) يبقيه لفترة في البيت ولا يظهره للناس.
أما ولادة الإمام الهادي(ع) فكان فيها تعداد أسماء أمه أيضاً، فقيل إنها أم ولد.. وقيل إنها سمانة، وذلك لإخفاء أمر ولادتها، وقد كان الجواد(ع) يعمل هذا العمل لإخفاء الأمر عن زوجته أم الفضل بنت المأمون التي لم يُرزق الإمام منها ولداً، وكانت شديدة الغيرة والخوف من أن يُرزق الإمام ولداً من غيرها، لهذا لم تُعرف زوجته ولم يُشاهد حملها ولم تُعرف ولادتها ولم يَرَ الناسُ وليدَها إلا حينما كبر واشتدت قوته.
2-- العمر القصير حين تولي الإمامة..
فالإمام الجواد(ع) تولى الإمامة وكان عمره 7 أو 8 سنين
والإمام الهادي(ع) كان عمره ( 6 أو 8 ) سنوات و5 أشهر
والإمام الحجة(ع) كان عمره الشريف 5 سنوات.
وكأن الإمام الحجة(عج) يريد -عبر هذا المقطع من الدعاء- أن يثبت ولادته ووجوده ويذهب الشك في ذلك، بإثبات العلاقة الخاصة بينه وبين الإمامين(ع)، فكأنما يقول: (اللهم إني أسألك بحق هذين الإمامين وبما أعنتهم عليه من أمر الولادة والظروف المحيطة بهما وبما أعنتهم عليه من تولي أمر الإمامة على صغر سنهما.. أن تعينني ما أعنتهما عليه، وقد عاشا قبلي وفي نفس ظروفي ومعاناتي ).
منير الحزامي (الخفاجي)
كربلاء المقدسة
كربلاء المقدسة
تعليق