إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة انطباعية... في كتاب(ينابيع الحبِّ الإلهي)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة انطباعية... في كتاب(ينابيع الحبِّ الإلهي)

    تنتمي الكتابة الإذاعية والنسوية منها إلى خط النهضة الفكرية المتألقة التي انبثقت في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ويعد مثل هذا الانجاز تجديداً لحداثة الموروث بفاعلية الانتقاء المعد؛ لإنتاج رؤى تستكشف مكونات كل موجه لغاية تواصلية. وكتاب(ينابيع الحب الإلهي) -إعداد عذراء جواد/ شعبة الإذاعة- يمثل حجر الأساس في تعامل الإنسان مع المتعلق الحياتي، وهذا المرتكز يقدم باقة من المفاهيم المكونة؛ فحب النبي(ص)، وحب أهل البيت(ع)، والوالدين، والأرحام، وحب العلم والعلماء، وحب الناس والوطن.. وجميع ذلك الحب تأصل في مفهوم واحد هو حب الله، عبر حوار منتقى بدقة: :- بُني هل تحبني؟:- بلى يا أبتاه. :- وهل تحب الله؟:- نعم يا أبتاه. :- وهل يجتمع حبان في قلب واحد. الإمام الحسن(ع):- نعم يا أمير المؤمنين إني أحبك لحبك الله. وجاء في المقدمة، أنها رحلة قصيرة إلى أعماق الحب، وهناك تعريفات محفزة تدخل منطقة السرد مثلاً: الحب:- مفتاح الحياة، بهجة الأمل، طريق العمل، ومثل هذا الوضوح يساعد على تنامي البحث؛ فالمناجاة صدى محبة وقرب، والشكر ابتهال، والحمد نداء المحبة.. ومثل هذه المحفزات تقودنا إلى الإحاطة بالمضمون والاسترسال الوجداني؛ فحبُّ الله سبحانه تعالى يعمّر القلوب المؤمنة، ويزكي الشمائل، وتكون هذه الإنتقاءات نظائر مُضمرة تطرح الرأي، يشعر المتلقي أنه فعلاً بحاجة إلى مثل هذه التشخيصات المهمة؛ لتحدد فهمه في أكثر الأمور حساسية، وتجدد على إثرها العلاقة بالحب، وعن أبي ذر قال رسول الله(ص): (أفضلُ الأعمال الحب في الله والبغض في الله)، هي رؤيا تسعى لتلفت الانتباه على أن سمة الحب الحقيقية تبدأ من الصدق والأمانة، ووعي الحب وفعله الحيوي الذي لا يستغني عنه الإنسان. مصداقية الحب مصدر إيماني يجذب وجدان التلقي إلى الكل التابع بقوة إلى طاعة الله، إلى حب ما يحب وبغض ما يبغض؛ فالحب هو الولاء، والبغض هو البراءة من أعداء الله، ومن الجميل أن نرى مشاهد إنسانية لحب حقيقي إيماني قلب المعادلة، فأبعد القريب وقرب البعيد، وبه صار أبو جهل ملعوناً، وسلمان من أهل بيت الرحمة.. فتقف موضوعة الحب الإلهي أمام عدة محاور مهمة تقدم كينونة الإيمان والمحبة والبراءة من أعدائه؛ ليكتمل الترابط الوجداني بمحبة الرسول ومنه محبة الله تعالى.فواصل: قيم روحية تعرض شهادات مختلفة، كقول الفراهيدي بحق علي(ع): (احتياج الكل إليه، واستغناؤه عن الكل دليل على انه إمام الكل)، ويتعمّق البحث في رؤيا المحبة، لرؤيا فكرية فلسفية؛ ففي حب الزهراء(ع)، يرى البحث أن تكريم القرآن الكريم لها بحد ذاته لمسة غيبية، وعلاقة الغيب بفاطمة(ع) علاقة حية، هي التي اختصها الله بسورة الكوثر، ومع زوجها سورة الإنسان.. وورد في توقيع نبي الإسلام(ص): (حب فاطمة ينفع في مائة موطن)؛ فقد كانت أحبَّ الناس للنبي(ص). هذه مضامين تعبّر عن عمق جوهري محتواه محبة أهل البيت(ع) الذي هو امتداد لمحبة النبي ومحبة الله تبارك وتعالى. وهذه التراكيب المتنامية تمنحنا العلاقة القائمة بين الجميع؛ لنعرف أن للحب والمحبة قاعدة مهمة، فلا محبة دون أن تُقرن بالطاعة، ولا قرابة مع الله حسب تعبير الإمام الباقر(ع)، لنصل إلى عمق مضموني غيبي، فأي محتوى نصي يتلاءم مع عدة مضامين، ومنها علاقة الولاء بالبلاء؛ قال رجل للإمام الباقر(ع): والله إني لأحبكم أهل البيت. فقال(ع): (فاتخذ البلاء جلباباً، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم). ومنه يكشف عن مغزى تأريخي يبيّن الإمام معاناة أهل البيت(ع) وأتباعهم؛ ومثل هذه المحبة تحتاج إلى قاعدة جهادية تتسلح بالصبر والتصابر والمثابرة والعناد، وإلا فمحبة أهل البيت(ع) قال عنها النبي(ص): (من رزقه الله حب الأئمة من أهل البيت(ع) فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة). وبعدها تتنوع مداليل المحبة، كمداليل حب الاخوان، وحب الوالدين، وحب المال والدنيا.. وسعى البحث إلى ربط المنحى الدلالي عن جميع دلالات المعنى الولائي، في بنية فكرية تتلخص في أقوال الأئمة(ع)،: (من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، صلة جوهرية بين البنى النصية والجوهر الموضوعي، استطاعت المُعدَّة عذراء جواد من شعبة الإذاعة أن تقدم تجربة غنية في غاية الفائدة.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X