إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات.. وآهات في ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام* …

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات.. وآهات في ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام* …


    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    وقفات.. وآهات في ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام

    أخلاقه عليه السّلام



    وهي صورة قدسيّة من أخلاق الله جلّ وعلا، تشعّ حلماً وسخاءً وعفواً ورحمة،.. وما إلى ذلك من المكارم التي تُثْبت في الإنسان إنسانيّته، وتسمو به إلى ذلك من المكارم التي تُثّبت في الإنسان إنسانيّته، وتسمو به إلى أفضل من الملائكة، وتُصلح النفوس وتدرأ عنها الأمراض والعلل والعاهات والعقد.
    يمرّ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام بطريق.. فيسبّه رجل، ولا يكتفي فيسبّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السّلام. وهنا يهمّ أصحاب الإمام بشيء يقمعه فيقف عليه يمنعهم. ثمّ يأتي فيزور الذي سبَّه ويُكرمه، فما يكون من ذاك الرجل الغاضب الحاقد إلاّ أن يقوم فيُقبّلَ رأس الإمام الكاظم عليه السّلام، ويسأله أن يصفح عن إساءته.
    ويحصل التوفيق الكبير؛ إذ يحظى الرجل بعفو الإمام بل بصفحه أن ودّعه مبتسماً، وانصرف عنه دون عتاب أو ملامة أو توبيخ.. فما أحسّ الرجل إلاّ أنّه يتلو قول الحقّ جلّ وعلا: اللهُ أعلمُ حيثُ يَجعلُ رسالتَه
    .
    • ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً على رجل دميم الخلقة من أهل السواد، فيسلّم عليه ويُنزله عنده ويحادثه طويلاً، ثمّ يعرض عليه السّلام خدمتَه للرجل بأن يقوم له بقضاء حاجة إن عرضت.
    هنا يعترض بعض مَن لم يتحمّل أن يرى إماماً يتودّد إلى مستضعف لا يعبأ به الناس! فيُقال له: يا ابن رسول الله، أتنزِل إلى هذا ثمّ تسأله عن حوائجه وهو إليك أحوج ؟! فيقول لهم ـ وفي قوله يتجلّى التواضع مقروناً بالرحمة: عبدٌ من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجارٌ في بلاد الله.. يجمعنا وإيّاه خيرُ الآباء « آدم »، وأفضلُ الأديان الإسلام

    وما فتئ الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يتفقّد الفقراء والمساكين بالليل في مدينة جدّه صلّى الله عليه وآله.. يحمل إليهم التمر والدقيق وما حُرِموا منه وحلموا أن ينالوه، وما لم يتوقعوا أن يصل إليهم شيء منه. كان هو عليه السّلام بنفسه الشريفة يُوصِل إليهم كلَّ ذلك وهم لا يدرون مَن يَصِلُهم به؛ لأنّ الإمام عليه السّلام عوّد الناس على صدقة السرّ، يحفظ بها ماء وجههم، ويُقرن عطاءه لهم بالكرامة والعزّة

    حتّى إذا استُشهد سلام الله عليه انقطعت عنهم الصِّلات والدنانير والنفقات، فعلموا مصدرَ ذلك، فأسفوا وحنّوا، وأحسّوا باليُتم والحرمان
    .
    ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً بزنجيّ قد ذاق الذلّ والعبوديّة والانكسار، فيتقدّم ويُهدي للإمام عصيدة وحزمة حطب، لا أكثر. ربّما كان ذلك حبّاً منه، أو كان يتوقّع بعد هذا جائزة معيّنة.. إلاّ أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام لم يترك هذا الموقف إلاّ وقد اشترى ذلك الزنجيّ وهو من الرقيق، واشترى الضيعة التي كان يعمل فيها الزنجيّ، ثمّ عتقه ووهب له الضيعة

    أمّا العفو الكاظميّ ـ ـ فهو غريب إذا تمعّن فيه المرء المنصف. يكفينا التعرّف عليه ما روي مِن أنّ الرشيد العبّاسيّ لمّا أراد أن يغتاله.. عرض قتله على سائر جنده وفرسانه فتهيّبوا ذلك، فأرسل إلى عمّاله في بلاد الإفرنج يقول لهم: التمسوا إليّ قوماً لا يعرفون اللهَ ولا رسوله؛ فإنّي أُريد أن أستعين بهم على أمر! فأرسلوا إليه قوماً لا يعرفون من الإسلام ولا من لغة العرب شيئاً، وكانوا خمسين رجلاً.
    لمّا دخل هؤلاء الخمسون على الرشيد، أكرمهم وسألهم: مَن ربّكم، ومن نبيّكم ؟ قالوا: لا نعرف لنا ربّاً ولا نبيّاً أبدا. فأدخلهم البيت الذي فيه الإمام الكاظم عليه السّلام ليقتلوه، والرشيد ينظر إليهم من زاوية البيت.. فلما رأوا الإمام رمَوا أسلحتهم وارتعدت فرائصهم، وخرّوا سُجّداً يبكون رحمة له. فجعل عليه السّلام يُمرّر يده المباركة على رؤوسهم ويخاطبهم بلغتهم وهم يبكون. فلمّا رأى الرشيد ذلك خشي الفضيحة على نفسه والكرامة للإمام، فصاح بوزيره: أخرِجْهم. فخرجوا وهم يمشون القهقرى؛ إجلالاً للإمام الكاظم عليه السّلام، وركبوا خيولهم ومضوا نحو بلادهم من غير أن يستأذنوا الحالكم

    خاتمته عليه السّلام


    كم سُمعت للإمام الكاظم عليه السّلام دعَوات ودعوات.. من قعر السجون، وعبقت له مناجاةٌ من ظُلَم المطامير.. ولكنّ ذلك كلَّه لم يُخشع الظالمين ولم يُثنِهم عن أن يجرأوا على الله تعالى فيدسّوا السمَّ لوليّ الله وهو يُحيي لياليه بالسَّهَر، إلى السحر.. يسجد لله عزّوجلّ تلك السجدات الطويلة، مقرونةً بالدموع الخاشعة الغزيرة، والضراعات الخاضعة المتّصلة.
    فأُخرِج عليه السّلام من زنزانته بساقٍ مرضوض، وحَلَقٍ ثقيل من القيود، جنازةً مُنادى عليها بذُل الاستخفاف، يحملها سجّانون أربعة.. لِيرِدَ على جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله وأبيه المرتضى وأُمّه الصديقة الزهراء: بإرثٍ مغصوب، وولاءٍ مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودمٍ مطلوب، وسُمٍّ مشروب!
    هذا.. بعد صبر السنين على غليظ المحن، وتجرّعٍ لغُصص الكُرَب، فيقضي ثابتاً في وجه الطغاة متحدّياً لأمانيّهم المريضة وآمالهم الدنيئة، ومُعْرضاً عنهم محقِّراً ذلّتَهم للدنيا. وفي الوقت ذاته، يقضي صلوات الله عليه مستسلماً لأمر الله، راضياً بقضاء الله، مخلصاً في طاعة الله.. ممحِّضاً له الخشوع، ومُقْبلاً عليه بكمال الخضوع

    .

    فصلوات الله عليه من أمينٍ مؤتمَن، بَرٍّ وفيّ، طاهرٍ زكيّ، محتسبٍ صابرٍ في الله تعالى.

    عن الامام علي عليه السلام
    (
    الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

  • #2
    اخلاق الامام موسى الكاظم هي اخلاقه نبينا محمد صل الله عليه واله
    دروس جميلة تعلما التواضع ومقابلة االاساءة بالاحسان
    اين نحن من هذا؟؟؟!!!
    شكرا لك وفي ميزان حسناتك

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم اختي العزيزة عظم الله لكم الأجر بهذا المصاب الجلل و اشكرك على كلماتك الرائعة حول الأمام الكاظم عليه السلام وجزاك الله كل خير

      تعليق


      • #4
        دخيلك سيدي
        يا ابو الجوادين
        تحياتي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          وكان الامام (عليه السلام ) يداري الناس ويواسيهم على مصائبهم ويدعو لهم بالخير والبركة ، فتظهر بركات دعواته للمدعو له .

          ومن ذلك هذه القصة التي نقلها العلامة المجلسي -أعلى الله مقامه - في البحار ، حيث قال :


          حدث عيسى بن محمد بن مغيث القرطي وبلغ تسعين سنة قال: زرعت بطيخا وقثاءا وقرعا في موضع بالجوانية
          (1) على بئر يقال لها ام عظام، فلما قرب الخير واستوى الزرع، بيتني الجراد وأتى على الزرع كله، وكنت غرمت على الزرع ثمن جملين ومائة وعشرين دينارا فبينا أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد (عليهم السلام) فسلم ثم قال:

          " أيش حالك ؟ "


          قلت: أصبحت كالصريم، بيتني الجراد، فأكل زرعي ، قال
          (عليه السلام) :

          " وكم غرمت ؟ "


          قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين قال: فقال
          (عليه السلام) :

          " يا عرفة إن لأبي الغيث مائة وخمسين ديناراً فربحك ثلاثون ديناراً والجملان "


          فقلت: يا مبارك ادع لي فيها بالبركة، فدخل ودعا، وحدثني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

          " تمسكوا ببقاء المصائب "


          ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيه البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف
          (2)


          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
          (1) الجوانية: بالفتح وتشديد ثانيه وكسر النون وياء مشددة، موضع أو قرية قرب المدينة
          (2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (48 / 29)




          أ
          حسنتم أختنا الفاضلة - لبيك ثار الله - على هذا الموضوع القيّم

          وفّقكم الله تعالى وتقبّل أعمالكم







          عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
          سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
          :


          " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

          فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

          قال (عليه السلام) :

          " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


          المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


          تعليق


          • #6
            بسم. الله الرحمن الرحيم

            اشكر الاخوه المؤمنين على المرور الطيب

            والا ضافات القيمه للموضوع
            جزيتم خيراا وتقبل الله اعمالكم


            عن الامام علي عليه السلام
            (
            الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X