تسلية الحزين في فقد العافية والأحباب والبنين

[الشرطي]

تسلية الحزين في فقد العافية والأحباب والبنين الكتاب: تسلية الحزين في فقد العافية والأحباب والبنين. المؤلّف: السيّد عبدالله بن محمّدرضا شبّر الحسيني الكاظمي (ت 1242 هـ ). المحقّق: محمّد جواد الشعباني وفتح الله اليوسفي. الناشر: مكتبة العلاّمة المجلسي ـ قمّ المقدّسة. الطبعة: الأولى ـ سنة 1432 هـ. توفيقان الأوّل ـ ما نهضت به مكتبة العلاّمة المجلسي من إحياء التراث الإسلامي الشيعي كمصادر ( بحار الأنوار ) تحقيقاً ونشراً، والمؤلّفات الفاضلة لعلمائنا الأكارم. والثاني ـ هو اختيار هذا الكتاب العقائديّ ـ الأخلاقيّ، الذي يحتاجه كلُّ أحد، حيث يجعل المسلم مستعدّاً لحقيقةٍ واقعيّةٍ يعيشها الناس في حياتهم وحياة أهليهم وذويهم وخاصّتهم، وهي: فقد العافية، وفقد الأحبّة. وإذا كان هذا الموضوع قد استأثر باهتمام بعض المؤلّفين، فإنّ كتاب السيّد عبدالله شبر له خصوصيّاته التي تنسجم مع العصور المتأخرة. جاء في مقدّمة التحقيق: ما زالت التسليات من موارد توجّه علماء الشيعة منذ زمنٍ بعيد، فقد أُلّفت في هذا الباب كتبٌ كثيرة، وهي نتيجة لما ابتُلي به مؤلّفوها من مصائب في فَقْد أولادهم أو أقربائهم، فكتبوا ما يسكّنون به آلامهم، وانتخبوا من أحاديث آل الرسول صلّى الله عليه وآله ما يذكّرون به أنفسهم والآخرين. ثمّ أدرَجَت مقدّمة التحقيق ـ على سبيل المثال ـ أسماء ( 14 ) كتاباً في هذا الباب، كان منها: كتاب التسلّي، لأحمد بن محمّد القمّي ( ت 350 هـ ). كتاب التسلّي، لمحمّد بن إبراهيم النعماني ( ت 380 هـ ). كتاب التسلية، لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ( ت 274 هـ). تسلية الأحزان، للخوانساري الأصفهاني السيّد محمّدباقر صاحب: روضات الجنّات ( ت 1313 هـ). مسكّن الفؤاد في فقدالأحبة والأولاد، للشهيد الثاني ( ش 965 هـ ).. ثمّ هذا الكتاب: تسلية الحزين، لعالمٍ فاضلٍ جليل رَشَح يراعه عن علومٍ فاخرة. وقد أدرج هذه الكتب المرحوم آغا بزرك الطهراني في كتابه: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، مع تعريفٍ بها وبمؤلّفيها على نحو الاختصار. هذا ما أشارت إليه مقدّمة التحقيق في قسمها الأوّل، أمّا قسمها الثاني فقد اختصّ بالتعريف المفصَّل بحياة المؤلّف: أسرته، ولادته وتربيته، أساتذته، منزلته العلميّة، العلماء الذين كتبوا حوله، مؤلّفاته ( عدّ منها 61 مؤلّفاً )، تلامذته والرواة عنه، وفاته.. ثمّ: هذا الكتاب وسبب تأليفه حيث يقول مؤلّفه: لم يزل يخطر في فكري الفاتر، ونظري القاصر، أن أُؤلّف كتاباً يشتمل على ما ورد عن نبيّنا صلّى الله عليه وآله وعترته... في ثواب الصبر على المصائب وفَقْد العافية والبنين، من الثواب الجزيل، والثناء الجميل، ما يكون تسلية الحزين وأنيساً، وصاحباً له وجليساً. وكنتُ أتتبّع الأخبار الواردة في هذا المضمار، عن الأئمّة الأطهار، عليهم سلام الله الملك الجبّار. وكان يعيقني عن جمع شتاتها، والإحاطة بمتفرّقاتها، كثرة الأشغال، وتفاقم الأحوال، وتشتّت البال، حتّى عثرتُ على ( بحار الأنوار ) للعلاّمة المجلسي رحمه الله، و ( الوسائل ) لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي، فألفيتُهما وافيَينِ في نقل الأخبار في ذاك، فحصَلَت لنا المُنْية هناك، وفرّدتُ منهما تلك الأخبار والآثار في هذا الكتاب؛ ليكون تبصرةً وذكرى لأُولي الألباب، فيستحقّوا بذلك عظيمَ الأجر وجزيلَ الثواب. أمّا المتن المحقَّق لهذا الكتاب ( تسلية الحزين ) فيقع في ( 32 ) فصلاً، منها: ـ في فضل العافية، في ثواب الصابرين على الأمراض والبلايا والمحن، في بيان أنّ الأفضل عدم الشكاية إلى أحدٍ غير الله، في الحثّ على عيادة المريض وثوابها، في أنّ دعاء المريض مستجاب، في استحباب تقديم العائد هديةً للمريض، في استحباب قضاء حاجة المريض والضرير والقرابة، في بعض الأدعية للمريض، في استحباب الصدقة للمريض، في استحباب تذكّر الموت، في ثواب الصبر على فقد الأحباب والأقارب، في ما ورد من الثواب على الصبر على فقد الأولاد، في كراهة ضرب اليد على الفخذ ( عند المصيبة )، في كراهة الصراخ بالويل والعويل، في كراهة الصياح على الميّت، في جواز البكاء على الميّت، في استحباب تعزية المصاب، في أنّ التعزية قبل الدفن وبعده، في كيفيّة التعزية. وقد تكامل التحقيق بعد وضع الفهارس الفنيّة في عشرة أبواب: ـ فهرس الآيات القرآنيّة، فهرس الأحاديث، فهرس الآثار، فهرس الأعلام، فهرس الطوائف والقبائل والفِرق، فهرس الأماكن والبلدان، فهرس الوقائع والأيّام، فهرس الكتب الواردة في المتن، فهرس مصادر التحقيق، فهرس المحتويات. هذا وقد خرج الكتاب في حُلّةٍ قشيبة، مزيَّناً بالعناوين الواضحة، ومحقّقاً في كلّ أحاديثه وأخباره ونصوصه، وقد ثُبّتت الأرقام أمام النصوص الشريفة: حسب التسلسل في ظلّ الفصل، وحسب التسلسل في الكتاب من أوّله إلى آخره. وهكذا يكون هذا المؤلّف قد خرج من نسخته المخطوطة التي لم يسمع بعنوانها إلاّ القليل، إلى أيدي القرّاء من المطالعين وذوي الاهتمام بمثل هذه المواضيع، وإلى المحقّقين والباحثين وهم يجدونه كتاباً على غايةٍ من الترتيب، ودرجةٍ من اليُسر في تناول مطالبه النافعة. شكر الله المساعي الخيّرة في ترويج العلم النافع، ووفّق الجميع للاستفادة من مؤلّفات سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.