إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(افتتاحيات مجلة رياض الزهراء .... وقفة بين الذات والموضوع )..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (افتتاحيات مجلة رياض الزهراء .... وقفة بين الذات والموضوع )..

    (ملاحظة :ـ قراءة في افتتاحيات مجلة رياض الزهراء اعداد / 46 ـ 58/ )
    يعد فن المقال الافتتاحي من أهم فنون المقالات الصحفية ، وشهد تحولات مهمة أكتسب بها قدرات ابداعية سوغت انتماءه الى الطيف الادبي بما يحمل من افاق نفسية وفكرية وفنية ، مع التزامه بمهمته الوظيفية كالشرح والتفسير والتوجيه والاستشهاد بالبراهين والبيانات ، لغرس الجذر التواصلي العام، وكتابة الافتتاحية في مجلة رياض الزهراء ، مجلة نسوية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابع للعتبة العباسية المقدسة تلعب دورا مهما في التعبير عن منهجية المجلة و تسليط الضوء على الفسحة الايمانية المستخلصة من الاحداث التاريخية ، ويتمتع كل نص من نصوص هذه الافتتاحية باستقلالية تكوينية لها مقومات تجربة ترسم ملامح المستقبل ، فلذلك سعت رئيسة التحرير ( ليلى ابراهيم رمضان ) للتعبير عن وجهة نظر المجلة كونها تنتمي الى الخط الديني الملتزم وتحتضن مديات الأدب النسوي العراقي الحديث ، فتم تسخير المساحات المحورية لتوضيح مكانة المرأة المسلمة وبث روح الوعي لقراءة التأريخ قراءة صحيحة كونها استمدت مواضيعها من عدة مرتكزات مهمة ، منها مرتكزاستحضار موضوعي لرموز مقدسة وشخصيات تاريخية مثلت شمولية الاحتواء التوافقي الامثل ، كموضوعة عدالة الامام علي عليه السلام والنظر الى الخلافة بانها وسيلة لتطبيق عدالة الاسلام ، فالجميع متساوون في الحقوق ولاتميزهم الا الكينونة الاخلاقية التي تحقق المعاني الرفيعة والمحاطة بهالة وضاءة من الكمال والشرف ، قراءة تمثل رؤى معاصرة تقدم القيم الروحية عبر رموز حققت الوحدة الفعلية بين الذات والموضوع بين الفعل والقول فحققت البناء الحضاري التضحوي مثل شخصية الحسين عليه السلام ، حيث يشهد له التأريخ بانه البطل الذي وظف بوعيه منهجا لمقارعة الظلم ، فنتسلهم من أديم خطاه العزة والكرامة وكل معاني الرفض لمشاريع الاذلال والخنوع ، ولابد من النظر الى موضوعة النهوض الحضاري اذ تهب مع كل محرم نسائم الهدى ، من ضمير قبر مقدس ضم الايمان والطهر ، وكان السعي في بعض الافتتاحيات يرسخ مفهوم الانتماء الواعي وفق خصوصية هذا النهوض الانساني المتواصل بين الذات والموضوع بين القول والفعل ، فنظرت الى الرمز الفاطمي كنموذج فاعل يعي مسؤولية المرأة التي شكلت بنى مهمة للفكر الاسلامي الذي اعجز الحضارة الغربية عن تجاوزه كونها لاتمتلك للمرأة سوى شعارات واهمة مثل حرية المرأة والمرأة نصف المجتمع وخلق صراعات الحقوق المهضومة ، بينما الدين الاسلامي هو من انصف المرأة ،وقدم شخصية الزهراء عليها السلام مثالا للصبر والتصابر والصوت المدوي الذي اخرس وما يزال كل ابواق الضلال ، حتى صارت هي المجتمع كله ، والدعوة لأتخاذ هذه الشخصية النسوية قدوة حسنة كون وجودها شكل مفصلا مهما من مفاصل النبوة ـ الامامة ، وقد اهتم الرسول (ص) والائمة عليهم السلام واتباع مدرسة اهل البيت رضوان الله عليهم بسيدة نساء العالمين الزهراء عليها السلام ، ومثل هذه الشخصية الرسالية قادرة على ايجاد التوازن الافضل لكل نساء العالم ولموازنة الواقع المعاش و الانتماءات المختلفة والانظمة الاجتماعية والاسرية فهي طاقة هائلة اودعها الرسول (ص) في جسد الامة لانها تمثل انموذجا راقيا للمرأة المسلمة في مهمة الحفاظ على النقاء الاسلامي ، وواقع التقدم التكنولوجي والعلمي الحاصل اليوم رافق تراجعا خطيرا في القيم الروحية والاخلاقية فابتعد عن الوضوح العقلي والوجداني ، وحملت افتتاحيات رياض الزهراء الاسلوب الاستفهامي الذي يعد من اهم الاساليب الأدبية المبدعة فصاغت رئيسة التحرير اسئلة مؤمنة تبحث عندلالات مستقبلية وحدت الخطا بين الذات والواقع مثل سؤالها (:ـ هلا تكون لنا في أبي الحسن عليه السلام اسوة حسنة .. نستلهم منه المعاني ونطبق ما كان يقوله ويفعله ؟ ) نجد ان البحث عن العلاقة الواضحة بين القول والفعل هي لغة ابداع حقيقية تؤلف البنية المضمونية للمقال الافتتاحي المؤثر ، الكاتبة ترى ان احياء الشعائر الحسينية وتقوية المجلس الحسيني يمثل الطريق القويم لبناء الاستقرار النفسي والاخلاقي ويشكل حصنا منيعا للحفاظ على الهوية الاسلامية ، الحسين (ع) قدم كل ما يملك من تضحيات فلذلك لابد ان تكون المساواة بمستوى المدلول الولائي وحمل الجهد الاستفهامي كد موضوعي له اهميته ، :ـ ماذا تركنا من أثر ؟ وهل يكون اثرنا خالدا ومفيدا للبشرية جمعاء؟ ، هذه الاسئلة هي قراءات استفهامية تمنحنا الرؤيا الاوثق لجوهر العمل التضحوي الحسيني الخالد ، احد اهم المضامين التضحوية المؤثرة في حياة البشرية الى يوم قيام الساعة ـ دلالة مضمرة تصحب ظواهرة فنية تكشف عن جوانب هذا الانجاز فهي تستحضر الطاقة الاستفهامية لترشيق بنية الرؤيا ، علامات الاستفهام وسيلة مهمة لاحتواء الذات عبر الموضوع وتساعد على التدفق الشعوري ، أذ تنطلق من سؤال محوري كيف يتحقق الامل ؟ لنعرف ان التفاؤل سعادة والامل سطوع والطهر بركة فتخفق القلوب الواعية خشوعا يجدد العهد والميثاق ، ويتحول السؤال عند الكاتبة الى مفهوم ينفتح على ازكى انواع الاجابة ، ان الملايين الزاحفة الى الزيارة تشكل رافدا يجيب على الكثير من الاسئلة النهضوية ، التي لهبت بالطفوف سعيا لتنمية القيم وتكريس روح الايمان والتقوى في النفوس لأدراك ما الذي علينا ان نجتنبه وما الذي علينا التأكيد عليه ، صيغ استفاهمية أتخذت وسائل ادراكية للولوج الى عمق المطلوب ،وهي محاولة لممارسة النظر الى النص عبر طريقة معينة ، مثل السؤال الأعتراضي ضد هيمنة الخديعة لتوهيم المرأة بمجموعة شعارات زائفة ولذلك علينا تنشيط فاعلية قراءة التراث المؤمن لخلق التوازنات الفكرية ، ووضع البديل الاخلاقي واعتقد ان معاينة مدركة في بنى المضمون الرسالي سيركز عندنا قول النبي (ص ) رفقا بالقوارير ، او قول أمير المؤمنين عليه السلام / انها ريحانة وليست بقهرمانة/ فصاغت من هذه المعاني هذا السؤال المهم :ـ من يئد من ؟ كما نجد ان هناك اطر اسلوبية متعددة تعمل على تنسيق منهجي يوحد جميع افتتاحيات ( رياض الزهراء ) بغاية معرفية فكرية تعتمد على اساليب متنوعة ، الحدث التأريخي الذي هو مسند من مساند البنية ومرتكزاتها الموضوعية ، موقف الامام عليه السلام يوم الخندق التي اعدها النبي (ص) افضل من عبادة الثقلين وموقفه في بدر الكبرى ويوم احد لتخلص الى القول ان هذه الشجاعة ليست وليدة قسوة بل هي شجاعة مؤمنة من قلب اصبح ينبوعا للحنو والاخلاق الحميدة والتعامل الحسن مع الرعية وحفظ حقوق الناس ، وهناك اساليب توضيحية مدركة غايتها تنشيط الدور الايماني لوعيها بان اسباب التخلف والتأخر هو الابتعاد عن المنهج القراني الكريم والسيرة العلوية العطرة وعن منهج اهل البيت (ع) بما يفرض علينا العمل والسعي الجدي لوجه الله تعالى دون الوقوف عند المنافع الدنيوية ، وتؤمن بان الانسان مؤلف من بعدين بعد مادي وبعد روحي ، يمثل العلم والحكمة ويتحدد بهذا مفهوم التقوى بانها اعز المواهب الالهية وهي رمز الوعي والكمال ، وعلى الانسان ان لاينفق ساعات عمره بلا ثمرة فيندم ، التقوى هو سبيل الامان ، وهذه المعطيات الايمانية تشكل فضاءا توجيهيا مباشرا عبارة عن دعوة فاضلة الى تكامل ديني بولاية الامام علي واولاده المعصومين عليهم السلام فمن خسر الولاية خسر الدنيا والآخرة ، بؤر تعبيرية تفصح عن مشاعر يقينية تنسجم والدور الذي تشغله المجلة لتحمل مسؤولية بث القيم والاخلاق وتسمو بالواقع الاجتماعي بتأثير المعنوي القادر على الارتقاء بالانسان معنويا ، بامكانية الوجود التأريخي نفسه كونه وجود فاعل تواصلي يحمل عوالم مستقبلية لاتقف عند حدود زمانية معينة ماضية متحفية بل هو وجود روحي حي فخاتم الانبياء عليه الصلاة والسلام لم يأت عن فراغ بل جاء لأحتواء كل الأديان والأمم وضمها الى امة يحتويها الصبروالايمان ، بما يحمله من سمات شمولية تتنوع بالسياسة والخطابة والاصلاح والقيادة والعدالة والرحمة وبهذا الوقار تضع الاسلام نموذجا يقابل جمود الحضارات مع تقدمها التكنولوجي ، فهو يمثل قيم التحرر من الخوف الداخلي الانساني وقدم السعادة بديلا عن تلك القيود المادية المهينة وابعد تقاليد الجهل والمرض واشاع الحرية والعدالة والاخوة والسلام ويحمّل النص الافتتاحي بمحمول شعوري كاجراء اسلوبي تواصلي يمنح النص شفافية ويمد الافق الى توظيف أنساني ايماني مسعاه المواسآة لأهل بيت الرحمة والسلام ويوثق كبعد مستقبلي بشعورية عالية تنبض من عوالم المرأة نفسها ، فاتخذت من سمو الزهراء عليها السلام وهي ترفع كفي ابي الفضل العباس عليه السلام تكريما لنهضة الرواء، ووقفة زينب عليها السلام التي تعبد الدرب للاجيال بمرقد يشمخ بقبة زهية ومنارة تعانق السماء ويأخذ الخطاب العمق المأسآوي لمجريات الباب وحرق الدار وكسر الضلع ، عملوها من اجل لهاث دنيوي ومصالح امتدت عبر الاجيال لتتحول الى احقاد مريرة ، وبذلك تكون قد قدمت ( ليلى ابراهيم رمضان ) افتتاحيات رياض الزهراء بمسعى ايماني رصين يعطي المضمون الحقيقي لمعنى الافتتاحية
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X