إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شذرات نورانيّة (1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شذرات نورانيّة (1)


    شذرات نورانيّة (1)
    الإيثار
    قال تعالى: « ويُؤْثرونَ على أنفُسِهِم ولَو كان بِهِم خَصاصة » [ الحشر:9 ].
    روى أبوهريرة قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلاّ الماء، فقال: مَن لهذا الرجل الليلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب: أنا له يا رسول الله.
    وأتى فاطمة فقال لها: ما عندكِ يا ابنةَ رسول الله ؟ قالت: ما عندنا إلاّ قوت العشيّة، لكنّا نُؤثر ضيفَنا، فقال: يا ابنة محمّد، نَوّمي الصبية وأطفئي المصباح. فلمّا أصبح عليّ غدا على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلم يبرح حتّى أنزل اللهُ عزّوجلّ: ويُؤْثِرونَ على أنفسهِم ولو كانَ بِهِم خصاصة . ( الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ السيوطي الشافعي ج 6 ص 95، تفسير نور الثقلين للحويزي ج 5 ص 285 / خ 51.. وفيه عن: الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي الطبرسي أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام قال في حديثٍ احتجاجيّ مفصل: « نشدتُكم بالله، هل فيكم أحدٌ نزلت فيه هذه الآية: ويُؤثرون على أنفُسِهم... ؟ »، قالوا: لا ).
    وفي ( غرر الحِكم ودُرر الكَلِم ) جاءت كلمات الإمام عليّ عليه السلام هكذا:
    ـ « أفضل السخاء الإيثار. الإيثار أعلى المكارم. الإيثار أعلى الإحسان. الإيثار سجيّة الأبرار، وشيمة الأخيار. كفى بالإيثار مكرمة »
    وفي ( تنبيه الخواطر ) لورّام: قال موسى عليه السلام: يا ربّ، أرِني درجاتِ محمّدٍ وأمّته، قال: يا موسى، إنّك لن تُطيق ذلك، ولكن أُريك منزلةً من منازله جليلةً عظيمةً فضّلتُه بها عليك وعلى جميع خَلقي.
    فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر موسى إلى منزلةٍ كادت تتلف نفسه من أنوارها وقُربها من الله عزّوجلّ، قال: يا ربّ، بماذا بلغته إلى هذه الكرامة ؟ قال: بِخُلقٍ اختصصتُه به مِن بينهم، وهو الإيثار. يا موسى، لا يأتيني أحدٌ منهم قد عمل به وقتاً من عمره إلاّ استحيَيتُ من محاسبته، وبوّأتُه من جنّتي حيث يشاء.
    وفي ( تنبيه الخواطر ) أيضاً: بات عليّ بن أبي طالبٍ على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ ليلة هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله ـ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: إنّي آخَيتُ بينكما، وجعلتُ عمرَ الواحد منكما أطول من عمر الآخر، فأيُّكما يُؤْثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة، فاوحى الله عزّوجلّ إليهما: أفَلا كنتما مِثلَ عليّ بن أبي طالب، آخَيتُ بينه وبين محمّد، فبات على فراشه يَفديه بنفسه فيُؤْثره بالحياة ؟... فأنزل الله تعالى: « ومِنَ الناسِ مَن يَشْري نفسَه آبتغاءَ مرضاةِ الله، واللهُ رؤوفٌ بالعباد ».
    وعن أبي الطفيل: إشترى عليٌّ عليه السلام ثوباً فأعجبه، فتصدّق به وقال: « سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: مَن آثَرَ على نفسه آثرَه اللهُ يومَ القيامة الجنّة » ( نور الثقلين 285:5 ).
    الأجر
    قال تعالى: ـ الذينَ آمنوا منكم وأنفقُوا لهم أجرٌ كبير [ الحديد:7 ].
    ـ إنّ الذين يَخشَون ربَّهم بالغَيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير [ الملك:12 ].
    ـ إنّا لا نُضيع أجرَ المصلحين [ الأعراف:170 ].
    ـ إنّا لا نُضيع أجرَ مَن أحسَنَ عملاً [ الكهف:30 ].
    ـ ولأجرُ الآخرةِ خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتّقون [ يوسف:57 ].
    وقال الإمام عليّ عليه السلام: « شتّان ما بينَ عملَين: عملٍ تذهب لذّتُه، وتبقى تَبِعتُه، وعملٍ تذهب مؤونتُه، ويبقى أجرُه » ( نهج البلاغة: الحكمة 121 ).
    وقال عليه السلام أيضاً: « إن صبرتَ جرى عليك القَدَرُ وأنت مأجور، وإن جزِعتَ جرى عليك القدر وأنت مأزور » ( أي مأثوم، من الوِزْر ـ نهج البلاغة: الحكمة 291 ).
    الآخرة
    قال تعالى: ـ مَن كانَ يُريدَ حَرْثَ الآخرةِ نَزِدْ له في حَرْثِه، ومَن كانَ يُريدُ حرثَ الدنيا نُؤْتِه مِنها وما له في الآخرةِ مِن نصيب [ الشورى:20 ].
    ـ وللآخرةُ أكبرُ درجاتٍ وأكبرُ تفضيلاً [ الإسراء:21 ].
    ـ قُلْ مَتاعُ الدنيا قليلٌ والآخرةُ خيرٌ لِِمَنِ اتّقى [ النساء:77 ].
    ـ تلكَ الدارُ الآخرةُ نجعلُها للذينَ لا يُريدونَ عُلُوّاً في الأرضِ ولافساداً، والعاقبةُ للمتّقين [ القصص:83 ].
    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن أصبح وأمسى والآخرةُ أكبرُ همّه، جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتّى يستكمل رزقه. ومَن أصبح وأمسى والدنيا أكبرُ همّه، جعل الله الفقرَ بين عينَيه، وشتّت عليه أمره، ولم يَنَل من الدنيا إلاّ ما قُسِم له » ( ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق:29 ).
    ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام جاء قوله: « فاجعلوا اجتهادَكم فيها ـ أي في الدنيا ـ التزوّدَ من يومها القصير، ليوم الآخرة الطويل، فإنّها دار عمل، والآخرة دار القرار والجزاء ». وقال عليه السلام أيضاً: « إنّما الدنيا دار مجاز، والآخرة دار قرار، فخُذوا من مَمرّكم لمقرّكم » ( نهج البلاغة: الخطبة 201 ).
    وفي ( أمالي الطوسي ) عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « أُوصيكم بتقوى الله، وأوصى الله بكم إنّي لكم نذيرٌ مُبين، إلاّ تعلو على الله في عباده وبلاده، فإنّ الله تعالى قال لي ولكم: تلك الدارُ الآخرة نَجعلُها للذينَ لا يُريدون عُلُوّاً في الأرضِ ولا فساداً، والعاقبةُ للمتّقين » ( نور الثقلين 143:4 / ح 121 ).
    الأخ
    قال تعالى: إنَّما المؤمنونَ إخوة [ الحجرات:10 ].
    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤُهم، وهم يدٌ على مَن سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم » ( أمالي الطوسي:110 ).
    وقال الإمام الصادق عليه السلام: « المؤمنُ أخو المؤمن، عينُه ودليله، لا يخونه ولا يَظلِمه ولا يَغشّه، ولا يَعِدُه عِدةً فيُخلفه » ( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 268:74 ).
    وقال الإمام عليّ عليه السلام: « أعجزُ الناس مَن عَجَز عن اكتساب الإخوان، وأعجزُ منه مَن ضيّع مَن ظَفَر به منهم » ( بحار الأنوار 278:74 ).
    وقال الإمام الرضا عليه السلام: « مَنِ استفاد أخاً في الله عزّوجلّ استفاد بيتاً في الجنّة » ( بحار الأنوار 276:74 ).
    وقال الإمام الحسين عليه السلام: « إنّ أوصلَ الناس مَن وصَلَ مَن قطَعَه » ( بحار الأنوار 122:78 ).
    وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « خيرُ إخوانِك مَن: أعانك على طاعة الله، وصدّك عن معاصيه، وأمرك برضاه » ( تنبيه الخواطر:362 ).
    وقال الإمام الصادق عليه السلام: « لا تُذهِبِ الحُشمةَ بينك وبين أخيك وأبقِ منها؛ فإنّ ذهاب الحشمة ذهابُ الحياء، وبقاء الحشمة بقاءُ المودّة » ( بحار الأنوار 253:78 ).
    وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « لا تُضيعَنّ حقَّ أخيك أتّكالاً على ما بينك وبينه؛ فإنّه ليس لك بأخٍ مَن أضَعتَ حقَّه » ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 105:16 ).
    وقال عليه السلام أيضاً: « قَدِّمِ الاختبار في اتّخاذ الإخوان، فإنّ الاختبار معيارٌ تُفرّق به بين الأخيار والأشرار » ( غرر الحكم ).
    وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن أكرم أخاه المسلم بكلمةٍ يُلطِفه بها، ومجلسٍ يُكرمه به، لم يَزَل في ظلّ الله عزّوجلّ ممدوداً عليه بالرحمة، ما كان في ذلك » ( بحار الأنوار 316:74 ).
    وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا فَقَد الرجلَ مِن إخوانه ثلاثة أيّامٍ سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده » ( بحار الأنوار 233:16 ).
    الأدب
    عن الشعبي قال: تكلّم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلماتٍ ارتَجلَهنّ ارتجالاً فَقَأنَ عيون البلاغة، وأيتمنَ جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدةٍ منهنّ: ثلاثٌ منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب:
    فأمّا اللاتي في المناجاة، فقال: « إلهي كفى بي عِزّاً أن أكونَ لك عبداً، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً، أنت كما أُحبّ، فاجعلني كما تحبّ ».
    وأمّا اللاتي في الحكمة، فقال: « قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسنه، وما هلك امرؤٌ عَرَف قَدْرَه، والمرءُ مخبوٌ تحت لسانه ».
    واللاتي في الأدب، فقال: « أُمنُنْ على مَن شئتَ تكنْ أميرَه، واحتَجْ إلى مَن شئتَ تكن أسيرَه، واستَغنِ عمّن شئت تكن نظيرَه » ( بحار الأنوار 402:77 ـ عن كتاب الخصال للشيخ الصدوق ).
    وعن الإمام الصادق عليه السلام: « لمّا نزلت: يا أيُّها الذين آمنوا قُوا أنفسَكُم وأهليكم ناراً قال الناس: كيف نقي أنفسنا وأهلنا ؟ قال: إعملوا الخير وذكّروا به أهليكم، وأدّبوهم على طاعة الله... » ( مستدرك الوسائل للميرزا النوري 362:2
    sigpic

  • #2


    أحسنتم أخي الفاضل الشرطي على هذه الشذرات الطيّبة والمباركة

    بارك الله تعالى بأعمالكم وأجزل ثوابكم




    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X