الــــــــــى مشــــرفـــنا الـــهادي مــع التــــقديـــر .....

[السهلاني]

مشرفنا القدير الهادي ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بداية نثمن جهودكم المبذولة في إحقاق الحق وبيان الصدق , وفي رد الشبهات وتذليل الصعوبات للباحث عن الحقيقة,جهوداً تُشكرون عليها وتُثابون أجراً ثابتاً عند مليكٍ مقتدر ..

سيدي الفاضل :

وانا اقرأ زيارة الامام الحسين ( عليه السلام ) استوقفتني جملة (( اقمت الصلاة وآتيت الزكاة )) فقلتُ اليس غير الامام ايضاً ممن يُقيم الصلاة ويُوتي الزكاة ؟؟
فكيف صارت من مناقب الامام ( عليه السلام ) ؟؟

لكم منّا خالص الدعاء بقبول الاعمال والتوفيق والتسديد ....

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

الأخ الفاضل السهلاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما أشكرك على هذا السؤال القيم .

في الواقع هناك عدة معاني لهذه العبارة الوارده في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام ) وبقية الأئمة منها :

ولاشك ولاريب ان الصلاة هي عماد الدين , وهي الركن الركين , وهي الهوية التي يعرف بها المؤمن من غيره بل هي دليل طاعة الله تبارك وتعالى .

فأقامت الصلاة تكون على معنين

احدهما حينما نخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) او بقية الأئمة (عليهم السلام ) بأشهد انك قد أقمت الصلاة ؟ أي نشهد انك قد أقمت وأديت الصلاة بأ كمل ما تحمله الصلاة من معاني واعلى ما تحتويه من كمالات سواء كانت من الخضوع والخشوع والإخلاص وغيرها الى رب العالمين فيصدق

عليه حقاً انه مقيم الصلاة ولم يتركها باي حال من الأحوال بل في احلك الظروف تجده مقيماً للصلاة, وبدليل صلاة الإمام الحسين (عليه السلام ) في يوم عاشوراء حيث انه في ذاك الموقف العصيب من حيث رمي الرماح والنبال والسيوف ولم يترك إقامة الصلاة (عليه السلام ) فحقاً انه مقيم الصلاة ولم يتركها باي حال من الأحوال .

ثانياً غاية أرسال الأنبياء(عليهم السلام ) هي إقامة الدين ,وذلك نجده في قوله تعالى { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا } فوصية الله إلى أنبياءه جميعاً بما فيهم الخاتم (صلى الله عليه واله )هي إقامة الدين ,اي جعله الدين قائماً ,وقوام الدين يكون بالواجبات والانتهاء عن المحرمات ,ورمز إقامة الدين هي الصلاة ومن هناء نجد ان حياة الدين وحياة الصلاة بفضل ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه لولا تضحية الإمام الحسين(عليه السلام ) لما وصل الينا الأذان ولا الصلاة ,لأنه هناك مؤامرة أموية جاءت لمحق الإسلام وطمس أثاره وببركة الإمام الحسين (عليه السلام ) عادت الحياة الى الدين وعادت الصلاة .

فهو الذي أوصل الينا الصلاة سالمة وهو الذي أحياها بعد ان أُريد موتها .