تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوتي واخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته
قد يكون عنوان الموضوع غير مألوف ! فما علاقة السراق بشهر رمضان ؟ فقد يكون المتبادر العكس من ذلك حيث نتوقع توبة السراق قبل او في اثناء هذا الشهر الشريف
الحقيقة ان هؤلاء السراق يختلفون عن باقي السراق فهم من نوع آخر
فهؤلاء سراق الـ ... (سنتعرف عليهم بعد قليل ) بعد بيان هذه المقدمة :
شهر رمضان هو شهر الله ، وهو عند الله أفضل الشهور أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات ، وللعامل فيه بطاعة الله أجر عظيم ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته في آخر جمعة من شهر شعبان :
( أيها الناس انّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الايام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكمفإنّها أفضل الساعات، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.... )
فعلينا الجد والاجتهاد في هذا الشهر للعبادة وبأقصى ما نستطيع ، فقد تكون فرصتنا الوحيدة وقد يكون آخر رمضان نراه ويرانا ، فلنعمل فيه عمل المودع .
وفرصتنا الكبيرة هي أن الشياطين تكون مغلولة في شهر رمضان ، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال :
( أيها الناس، إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عنكم، وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم ...) .
ولكن !!!!!!!!
هل الشياطين تبقى مغلولة الى آخر الشهر ؟ أم أنها يمكن أن تنطلق وتفعل ما تريد ؟
الجواب : لعل اطلاق الشياطين من أغلالها يكون بأيدينا نحن !!!
فقد نكون نحن السبب في اطلاق سراح الشياطين من خلال بعض أفعالنا ، فمثلاً قد نلتقي بأحد الأصدقاء أو الأقارب ونتبادل معه أطراف الحديث حتى نقع في المحذور دون أن نشعر فقد ننتقص من شخص أو نذم آخر أو نغتاب ثالث أو ..أو الخ ) بذلك نكون قد اطلقنا الشياطين ثم سلطناها على اعمالنا لتسرقها في هذا الشهر .
ومثال آخر سرقة الشيطان لثواب العمل :
بعض الناس بمجرد صومه تبدأ علامات التضجر والغضب عليه بحيث أنه قد ينفجر وبكلام غير لائق ولأتفه الأسباب مع الآخرين أو مع زوجته وأطفاله ، فيذهب منه الثواب ويبقي على نفسه العقاب ، وهكذا يكون الشيطان قد سرق اتعابه وثوابه وابقى وزره وحسابه .
ولعل هناك أمثلة كثيرة ولكني سأكتفي بذكر مثالين آخرين فقط :
الاول : متابعة لعبة ( المحيبس) او الاشتراك بها
فلو فرضنا ان هذه اللعبة غير محرمة ( هذا اذا خلت من الرهان المحرم والكذب ونحوهما ) ولكن الشخص سيقضي من وقته ساعات لمشاهد هذه اللعبة او الاشتراك بها
وبذلك قد فوّت على نفسه فرصة عظيمة كان يمكنه استغلالها في قراءة القرآن حيث ان ثواب قراءة آية واحدة في شهر رمضان يعل ثواب ختمة كاملة في غيره من الشهور ، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال :
( ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور... )
او يمكنه قراءة دعاء من الادعية او الاستغفار او غيرها من الاذكار
فاذا لم يفعل الصائم ذلك ضاع وقته وخسر من عمره فرصا سرقها منه الشيطان .
الثاني وهو الاهم : متابعة الافلام والمسلسلات
حيث نجد معظم القنوات الاسلامية وغير الاسلامية تتسابق لعرض ما تسميه جديدا وخاصة لشهر رمضان وكثير من هذا المعروض لا يمت الى الاسلام بصلة ، بل لعل كثير مما يعرض فيه ما يهدم الدين والاخلاق والمروءة الشيء الكثير فما بال الناس تبيع الذهب والمجوهرات وتأخذ التراب والقاذورات ؟؟!!.
فلنحذر من هؤلاء الذي وضعوا هذه البرامج والافلام والمسلسلات الذين لا يسرقون وقتنا فحسب بل يسرقون شهرنا الكريم ويسلبون ديننا العظيم ويغرون شبابنا بل يسرقون منا أعز الاشياء وهي عوائلنا وأسرنا ومجتمعاتنا !!!
فحذارِ .. حذارِ .. من هؤلاء السُّرّاق ..!!!!!!
تعليق