إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

: الصيامُ في وجههِ الآخر حَقّا :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • : الصيامُ في وجههِ الآخر حَقّا :


    : الصيامُ في وجههِ الآخر حَقّا :
    =================== ==========


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

    قال الإمام جعفر الصادق : عليه السلام :
    قال رسول الله : صلى الله عليه وآله وسلَّم :

    : الصوم جُنّة - أي ستر - من آفات الدنيا
    وحجابٌ من عذاب الآخرة –


    إلى أن قال –
    وقال رسول الله : صلى الله عليه وآله :

    قال الله تعالى : الصومُ لي وأنا أجزي به




    فالصوم يُميتُ مراد النفس ، وشهوة الطبع الحيواني
    وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح

    وعمارة الظاهر والباطن ، والشكر على النعم
    والاحسان إلى الفقراء
    وزيادة التضرع والخشوع والبكاء

    وحبل الالتجاء إلى الله ، وسبب انكسار الشهوة
    وتخفيف السيئات ، وتضعيف الحسنات

    وفيه من الفوائد ما لا يحصى وكفى بما ذكرناه منه ، لِمَن عَقِله ، ووفقَ لاستعماله :


    :مُستدرَك الوسائل:الميرزا النوري:ج7:ص500.


    إنَّ الحديث عن فلسفة الصيام بلحاظ كونه حكماً شرعيا واجباً على الذين يتمكنون من إمتثاله
    قد يأخذ بسط الكلام فيه مديات متعددة ومُعطيات فعليّة التحقق .



    لكن بما أنَّ الإمام المعصوم :عليه السلام: هو ذاته يتحَّدث عن حكمة الصوم وفائدته


    وينقل حديث جده رسول الله :ص: بشأن قيمة وقداسة الصيام عبادةً وقصدا .
    فسنتقيَّد بذلك إختصارا :

    إذ في متن الحديث أعلاه يبدو أنَّ الصيام
    هو
    عبادة جامعة مانعة في مفهومها وتطبيقها حياتيا.

    بمعنى أنَّ الصيام يجمع في تطبيقه كلّ كمالٍ تنشده الشريعة للإنسان والمجتمع.

    ويتوفر في تطبيقه الفعلي
    كل خير وصلاح ومصلحة للإنسان الصائم

    ويُمثِّل الصيام في تطبيقه الخير المحض .

    على مستوى ذات الصائم أو على مستوى المجتمع

    لذا قال الله تعالى:

    (( فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
    وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )) البقرة184

    لاحظوا قوله تعالى:

    فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
    هذا على مستوى الفرد



    وأما على مستوى المجموع:

    وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ


    إذاً ممكن أن تتجلى خيريَّة الصيام في كون
    : الصوم جُنّة - أي ستر - من آفات الدنيا
    وحجابٌ من عذاب الآخرة :



    فمفردة :الصوم جُنّة:
    هي بذاتها قد إختزلتْ فلسفة الصيام حياتيا وحتى أخرويا.

    وإنما يكون الصيام درعاً قويا يتمترس به الصائم
    إذا أدرك فعلاً الحكمة والمصلحة من تشريع الصيام وجوباً.


    وربّما لو لم لم يكن للصيام محله من السنة مرةً واحدة لتعرض جسم الإنسان ونفسه إلى أزمات صحيّة ومعنوية



    وهذا ما تعرّضَ لبيانه المعصوم :عليه السلام:


    في قوله:

    فالصوم يُميتُ مراد النفس ، وشهوة الطبع الحيواني
    وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح

    وعمارة الظاهر والباطن ، والشكر على النعم


    والاحسان إلى الفقراء


    وزيادة التضرع والخشوع والبكاء

    وحبل الالتجاء إلى الله ، وسبب انكسار الشهوة
    وتخفيف السيئات ، وتضعيف الحسنات

    وفيه من الفوائد ما لا يحصى وكفى بما ذكرناه منه ، لِمَن عَقِله ، ووفقَ لاستعماله :





    إنَّ كلّ تلك المصالح المادية والمعنوية ممكن تحققها

    فيما لو عَقِلَ الإنسان الصائم فلسفة الصيام وأتقن وأخلص في صومه.

    إنَّ الصيام هو بمثابة صيانة مرحليّة لظاهر وباطن الصائم تؤهله للتكامل في مرحلة ما بعد الصوم.



    وهذه الصيانة المرحليّة الحكميّة تهدف إلى وضع الإنسان الصائم في رتبة الوعي والإدراك لما حوله
    من نعم قد تحفه أو لا تحفه.



    فليس كل ما إعتاد عليه الإنسان مضموناً بقائه

    سواء على مستوى إشباع الشهوات أو الأكل والشرب وغيرها.



    وهنا يكمن الإعتبار الحقيقي عند من يَعقل الصيام حكما وقصدا وأثرا.

    بدءاً من تقوية الإرادة الذاتية عند الصائم في مواجهة الأزمات المادية والنفسية.

    كما هو الحال في الإمتناع عن تناول المفطرات في نهار الصوم.

    ومروراً بتقوية الشعور بحرمان الفقراء والمعوزين والمحتاجين

    وتنميّة ملكة الإحسان إليهم فعلا.

    وتحسس قيمة النعم الإلهية على الإنسان الصائم.
    وشكر ذلك .



    ثمَّ إنَّ الصيام كعبادة هو الوحيد من بين العبادات
    ليس فيه وجه ظاهرا محسوسا كالصلاة في أفعالها.


    ومن هنا يكون محلاً للإخلاص والخلوص لله تعالى حصرا
    بخلاف غيره فقد يشوبه الرياء

    وهذا المعنى أكده المعصومون:عليهم السلام:

    فقالتْ الصديقة الزهراء:عليها السلام:
    في فلسفة الفروض الإلهية على الإنسان.

    :والصيام تثبيتاً للإخلاص:
    أي: وفرض اللهُ تعالى الصيامَ تثبيتاً للإخلاص:

    :علل الشرائع: الصدوق :ج1:ص248.


    وإذا ما أدركنا ذلك المعنى فيقيناً سندرك معنى قول الله تعالى في الحديث أعلاه
    :الصوم لي وأنا أجزي به :

    بمعنى أنَّ الصوم هو العبادة الخالصة لي وأنا أثيب عليها


    والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته


    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :


  • #2
    بارك الله فيكم

    ضيافة الكريم!..
    إن الكريم أثناء ضيافته لخلقه، يغض الطرف عن العراقيل والموانع، التي تعوق اتصال السائل به تبارك وتعالى.. فمن باب أولى بالسخاء الإلهي أن يتجاوز تلك العقبات التي نصبها العبد في الطريق، لنيل العطايا الإلهية والعطايا الربانية.. فالإله عز وجل بكرمه وجوده، يزيل كل العراقيل والعقبات.. فالشياطين مغلولة، والحجب مرفوعة، والأرزاق مبسوطة.. فتبارك الله أكرم الأكرمين..

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	5.jpg 
مشاهدات:	57 
الحجم:	18.4 كيلوبايت 
الهوية:	830675

    تعليق


    • #3
      وبكمُ يُباركُ اللهُ تعالى أكثر وتقبل سبحانه صيامكم وقيامكم وشكرا لكم

      تعليق


      • #4
        الأخ الاستاذ مرتضى علي

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


        كما تفضلت أخي الفاضل فالصوم ليس فقط الامتناع عن المفطرات الظاهرية ، بل هو دورة أخلاقية تربوية غايتها تزكية النفس الانسانية والسمو بها الى درجات التكامل .



        عن جراح المدايني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) :

        " إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك من الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصيام، والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله، ولا تعجل يوم صومك كيوم فطرك، وإياك والمباشرة والقبل والقهقهة بالضحك، فان الله مقت ذلك "

        وعنه عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:

        " إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إنما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتم الصوم، وهو صمت الداخل أما تسمع ما قالت مريم بنت عمران: " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا " [مريم : 26] يعني صمتاً.
        فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا و تكذبوا ولا تباشروا و لا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابّوا ولا تشاتموا ولا تفاتروا ولا تجادلوا ولا تتأدوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة ، والزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق، ومجانبة أهل الشر، واجتنبوا قول الزور والكذب والفري والخصومة وظن السوء والغيبة والنميمة.
        وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لايامكم، منتظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبيد الخيف من مولاه خيرين خائفين راجين مرعوبين مرهوبين راغبين راهبين قد طهرت القلب من العيوب وتقدست سرائركم من الخبث، ونظفت الجسم من القاذورات، وتبرأت إلى الله من عداه، وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات، مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية، وحشيت الله حق حشيته في سرك وعلانيتك، و وهبت نفسك لله في أيام صومك وفرغت قلبك له، ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه.
        فإذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه، صانع له لما أمرك وكلما نقصت منها شيئاً فيما بينت لك، فقد نقص من صومك بمقدار ذلك "


        بحار الأنوار - (93 / 292)

        بارك الله تعالى بجهودكم وتقبّل أعمالكم




        عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
        سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
        :


        " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

        فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

        قال (عليه السلام) :

        " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


        المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


        تعليق


        • #5
          الأخ الفاضل الصدوق تقديري لإضافتكم القيّمة
          وشكرا لكم وتقبل اللهُ صيامكم وقيامكم بحق محمد وآله
          :عليهم السلام:


          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X