إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤية أهل البيت للشعب العراقي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية أهل البيت للشعب العراقي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحقيقة أن الحديث عن اعتبار العراق عاصمة الدولة العالمية الكبرى لصاحب العصر (عج) يجرّنا للحديث عن رؤية أهل البيت (ع) للشعب العراقي، وهي مسألة في غاية الأهمية لطبيعة دلالاتها وانعكاساتها عن تعاطينا وتعاملنا مع هذا الشعب الذي ذاق تكاتفاً لألوان الظلم، وتآمراً اشتركت فيه جميع الجهات التي تسلطت عليه عبر القرون الطويلة الماضية بمجرد ولائه لأهل البيت (ع) وارتباطه بهم فكرياً وسياسياً.
    الرؤية الإيجابية:
    إننا نجد في المأثور عن أهل البيت (ع) نموذجين من النصوص، النموذج الأول يحمل رؤية بيضاء إيجابية عن أهل العراق، والنموذج الثاني يحمل رؤية سوداء سيئة عن هذا الشعب، وهذا أمر يجتاح إلى دراسة نقدية دقيقة، حيث نلاحظ من خلال ذلك أن الاتجاه السلطاني (والأموي خاصة) المعادي لأهل البيت (ع) والمتسلط على العراق عبر قرون طويلة هو الذي عمد إلى ترسيخ الرؤية السلبية عن شيعة العراق ليكون ذلك ذريعة لقمعهم، وإيجاد الهزيمة الداخلية في نفوسهم.
    إننا نقرأ في الرؤية الإيجابية النصوص الآتية:
    عن الإمام علي (ع) وهو يتحدث عن الكوفة أنه قال:
    (هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا). البحار/ج60/210.
    ونقرأ عن الإمام الصادق (ع) النصوص الآتية:
    (إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فما قبلها قبول أهل الكوفة). البحار/ج60/209.
    (إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد) البحار/ج60/213.
    (أهل الكوفة أوتادنا).
    ويروي عبد الله بن الوليد فيقول: دخلنا على أبي عبد الله الصادق (ع) فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه، فسألنا: من أنتم؟.
    قلنا: من أهل الكوفة.
    فقال: أما أنه ليس من بلد من البلدان أكثر حباً لنا من أهل الكوفة، ثم هذه العصابة خاصة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، أحببتمونا وأبغضنا الناس، وصدقتمونا وكذبنا الناس، واتبعتمونا وخالفنا الناس، فجعل الله محياكم محيانا، ومماتكم مماتنا). البحار/ج60/222.
    وعن الإمام الصادق (ع) أيضاً أنه قال: (ألا وأن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإن قم الكوفة الصغيرة). البحار/ج60/228.
    وفي مدح أهل العراق عموماً نجد الإمام الصادق (ع) يقول: (الحمد الله الذي جعل أجلّة مواليّ بالعراق). البحار/ج60/222.
    ومن قبل ذلك وجدنا الإمام علي (ع) في نهج البلاغة يقول: (ليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة) نهج البلاغة/الرسائل/ 17.
    رؤية الاتجاه الأموي:
    وحتى تتجلى الصورة بشكل أوضح عن واقع الصراع بين أهل العراق وبين الاتجاه السلطاني (الأموي خاصة) من حيث الولاء والعداء لأهل البيت (ع) وتكوين الرؤية الحاقدة السوداء عن أهل العراق (ع) بخلفية ولائهم لأهل البيت (ع) وتمردهم على السلطات المعادية لأهل البيت (ع). يمكن أن نلاحظ الروايات التاريخية الآتية: الأولى تتحدث عن رواية عثمان بن عفان، والثانية تتحدث عن رواية الحجاج بن يوسف الثقفي.
    عثمان بن عفان:
    يروي المؤرخون أن عثمان بن عفان حين قال لأبي ذر الغفاري: أخرج عنا من بلادنا.
    قال: إلى أين أخرج؟
    قال: حيث شئت.
    قال: أخرج إلى الشام أرض الجهاد.
    قال: إنما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها فأردك إليها؟!.
    قال: فأخرج إلى العراق؟.
    قال: لا، إنك إن تخرج إليها تقدم على قوم أولي شبه وطعن على الأئمة والولاة).
    إن من الطبيعي أن نفهم بشكل واضح ماذا يشير إليه عثمان بن عفان حين يصف العراقيين بأنهم أهل شبه وطعن على الأئمة والولاة، إذا عرفنا أن العراق يومئذ كان موالياً لعلي بن أبي طالب (ع)، ومن يومذاك كان العراق متمرداً على الإتجاهات الحكومية المعادية لأهل البيت (ع)، حيث لم يكن للعراق الذي شمله الفتح الإسلامي أيام عمر بن الخطاب أن شهد ظاهرة الطعن على الأئمة والولاة التي يتحدث عنها عثمان بن عفان سوى ملامح السخط الخفي أحياناً والمعلن أحياناً أخرى على حكومة عمر بن الخطاب ثم حكومة عثمان بن عفان، كما شرحت ذلك كتب التاريخ مفصلاً.
    الحجاج بن يوسف الثقفي:
    وبنفس الإتجاه تسير خطب الحجاج الثقفي وتقييمه لأهل العراق بعدما كان بينه وبينهم من الجفاء والقطيعة وعدم الطاعة.
    حيث خطب فيهم قائلاً:
    (يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق).
    يا أهل العراق: هل شغب شاغب، أو نعب ناعب، أو زفر زافر إلا كنتم أشياعه وأتباعه وحماته وأنصاره).
    وهو يشير بذلك إلى تمردهم على السلطان. بينما يذكر في نفس الخطبة تعظيم أهل الشام وتمجيدهم قائلاً وقد التفت إلى أهل الشام وهم حول المنبر:
    (يا أهل الشام أنتم الجنة والرداء، وأنتم العدة والحذاء). وقال: في موضع آخر وقد التفت إلى أهل الشام أيضا: (لأزواجكم أطيب من المسك، ولأبناؤكم آنس من القلب بالولد، وما أنتم إلا كما قال أخو ذبيان:
    إذا حاولت في أسدٍ فجوراً
    فإني لست منك ولست مني
    هم درعي التي استلأمت فيها
    إلى يوم النسار وهم مجنّي
    ثم قال: بل أنتم يا أهل الشام كما قال الله سبحانه وتعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، ون جندنا لهم الغالبون).
    تحليل الجاحظ:
    ومن المفيد هنا أن نقرأ تحليلاً جميلاً للجاحظ حيث يقدم تقييماً موضوعياً لأهل العراق بعيداً عن التعصبات السياسية والأحقاد المذهبية، خاصة إذا عرفنا أن الجاحظ ليس من شيعة أهل البيت (ع)، فهو يقول:
    (العلة في عصيان أهل العراق على الأمراء، وطاعة أهل الشام أن أهل العراق نظر وذوو فطن، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء وإظهار عيوب الأمراء، وأهل الشام ذوو بلادة وتقليد وجمود على رأي واحد، لا يرون النظر، ولا يسألون عن مغيب الأحوال).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X