إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورة مريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورة مريم

    [مكية وهي ثمان وتسعون آية ] ((173)) بسم اللّه الرحمن الرحيم (كـهـيـعـص ). قـال : ان هذه الحروف من انباء الغيب , اءطلع اللّه عبده زكريا عليها, ثم قصهاعلى مـحمد(ص ), ثم ذكر: ان الكاف اسم كربلاء, والهاء هلاك العترة , والياء يزيد, وهو ظالم الحسين , والعين عطشه , والصاد صبره ((174)) . في قصة مذكورة في الصافي ((175)) .

    وورد في بعض الادعية : يا كهيعص ((176)) .
    (ذكـر رحـمـة ربـك عـبـده زكـريـا) اي : هـذا ذكـر رحـمـة ربـك , و ورد: ذكـر ربـك زكريافرحمه ((177)) .
    (اذ نادى ربه نداءا خفيا) لانه اشد اخباتا ((178)) واكثر اخلاصا.
    و ورد: خير الدعاء الخفي ((179)) .
    (قـال رب انـي وهـن الـعـظـم مـنـي واشـتـعـل الـراس شـيـبـا). شـبـه الـشـيب في بياضه وانـارتـه بـشواظ ((180)) النار, وانتشاره في الشعر باشتعالها. (ولم اكن بدعائك رب شقيا) بل كلمادعوتك استجبت لي , فلا يبعد ان اءجبتني .
    (وانـي خـفـت الموالى ) قال : الورثة ((181)) . (من ورائي ) ان لا يحسنوا خلافتي على اءمتي , ويـبـدلوا عليهم دينهم (وكانت امراتي عاقرا): لا تلد (فهب لي من لدنك ) فان مثله لايرجى الا من فضلك وكمال قدرتك (وليا) من صلبي .
    (يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله رب رضيا) ترضاه قولا وعملا.
    (يـا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى ). جواب لندائه , ووعد باجابة دعائه . (لم نجعل له من قبل سميا).
    (قـال رب انـى يكون لي غلام وكانت امراتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا): عتوا,من عتا الشيخ يعتو, اذا كبر واسن , وهو اعتراف منه بان المؤثر فيه كمال قدرته , وان الاسباب عند التحقيق ملغاة .
    (قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا).
    (قـال رب اجـعـل لي اية ): علامة اءعلم بها وقوع ما بشرتني به (قال ايتك الاتكلم الناس ثلاث ليال سويا): سوي الخلق , ما بك من خرس ولا بكم . وفي آل عمران : ثلاثة اءيام((182)) . وفيه دلالة على اءنه تجرد للذكر والشكر ثلاثة اءيام بلياليهن .
    (فخرج على قومه من المحراب ): من المصلى , او من الغرفة (فاوحى اليهم ): فاومااليهم , لقوله الا رمزا ((183)) (ان سبحوا بكرة وعشيا).
    (يا يحيى ) على تقدير القول (خذ الكتاب ): التوراة (بقوة ): بجد واستظهار بالتوفيق (واتيناه الحكم صبيا).
    قـال : مـات زكـريـا فـورثـه ابـنـه يـحـيـى الـكـتـاب والـحـكمة , وهو صبي صغير, ثم تلا هذه الاية ((184)) .
    و ورد: ان الصبيان قالوا ليحيى : اذهب بنا نلعب , فقال : ما للعب خلقنا ((185)) .
    (وحنانا من لدنا): ورحمة منا عليه وتعطفا. قال : تحنن اللّه . سئل : فما بلغ من تحنن اللّه عليه ؟ قال :
    كـان اذا قـال : يـا رب , قـال اللّه عـزوجل له : لبيك يا يحيى ((186)) . وزاد في رواية : سل , ما حـاجـتـك ؟ ((187)) . فـي روايـة : يعني تحننا ورحمة على والديه وسايرعبادنا((188)) .
    (وزكـاة ) قـال : وطـهـارة لـمـن آمـن بـه وصدقه ((189)) . (وكان تقيا) قال : يتقي الشرور والمعاصي . ((190)) .
    (وبرا بوالديه ) قال : محسنا اليهما, مطيعا لهما ((191)) . (ولم يكن جبارا عصيا). قال :يقتل على الـغـضب ويضرب على الغضب , لكنه ما من عبد للّه ((192)) الا وقد اخطا او هم بخطيئة , ما خلا يحيى بن زكريا, فلم يذهب ولم يهم بذنب ((193)) .
    (وسلام عليه يوم ولد) من ان يناله الشيطان بما ينال به بني آدم (ويوم يموت ) من عذاب القبر (ويوم يبعث حيا) من هول القيامة وعذاب النار.
    ورد: ان اوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد, ويخرج من بطن اءمه فيرى الدنيا, ويـوم يـمـوت فيعاين الاخرة واهلها, ويوم يبعث فيرى احكاما لم يرها في دارالدنيا, وقد سلم اللّه عـزوجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن , وآمن روعته ((194)) , وتلاالاية . قال : وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن , وتلا الاية الاتية ((195)) .
    (واذكر في الكتاب مريم ): قصتها (اذ انتبذت ): اعتزلت (من اهلها مكاناشرقيا).
    (فـاتـخـذت مـن دونهم حجابا): سترا وحاجزا. القمي قال : في محرابها ((196)) . (فارسلنااليها روحنا)قال : يعني جبرئيل ((197)) . (فتمثل لها بشرا سويا): سوي الخلق .
    (قـالت اني اعوذ بالرحمن منك ) من غاية عفافها (ان كنت تقيا) فكيف ان لم تكن , او ان تتقي اللّه فلا تتعرض لي .
    (قال انما انا رسول ربك لا هب لك غلاما زكيا).
    (قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر) يعني بالحلال (ولم اك بغيا):زانية .
    (قـال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ): علامة وبرهانا على كمال قدرتنا (ورحمة منا) على العباد, يهتدون بارشاده (وكان امرا مقضيا).
    (فـحـمـلته ). قال : انه تناول جيب مدرعتها ((198)) , فنفخ فيه نفخة , فكمل الولد في الرحم من سـاعته , كما يكمل في ارحام النساء تسعة اشهر, فخرجت من المستحم وهي حامل مجح ((199)) مـثـقـل , فنظرت اليها خالتها فانكرتها, ومضت مريم على وجهها, مستحية ((200)) من خالتها ومن زكريا ((201)) . وقال : كانت مدة حملها تسع ساعات ((202)) .
    (فانتبذت به ): فاعتزلت , وهو في بطنها (مكانا قصيا): بعيدا من اهلها. قال : خرجت من دمشق حتى اتت كربلاء, فوضعته في موضع قبر الحسين (ع ), ثم رجعت من ليلتها((203)) .
    (فـاجـاءهـا المخاض ): فالجاها تحرك الولد في بطنها (الى جذع النخلة ) لتستتر به ,وتعتمد عليه (قـالت ياليتني مت قبل هذا) استحياء من الناس , ومخافة لومهم . قال : لانها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء ((204)) . (وكنت نسيا): ما من شانه ان ينسى ولايطلب (منسيا): منسي الذكر, لا يخطر ببالهم .
    (فـناداها من تحتها). [قال ] ((205)) القمي : اي : عيسى (ع ) ((206)) . (الا تحزني قد جعل ربك تـحـتـك سـريـا) روي : اي : جـدولا ((207)) . وقـال : ضـرب عـيسى برجله , فظهر عين ماءيجري ((208)) .
    (وهزي اليك بجذع النخلة ): حركيه واميليه اليك (تساقط عليك رطبا جنيا): طريا.القمي : وكانت النخلة قد يبست منذ دهر, فمدت يدها اليها, فاورقت واثمرت وسقط عليهاالرطب الطري نفسها, فقال لها عيسى : قمطيني ((209)) وسويني , ثم افعلي كذا وكذا.فقمطته وسوته ((210)) .
    (فـكـلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما) قال : اي :
    صمتا ((211)) . والقمي : صوما وصمتا, كذا نزلت ((212)) . (فلن اكلم اليوم انسيا).
    (فاتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا): بديعا منكرا.
    (يـا اخت هرون ما كان ابوك امرء سوء وما كانت امك بغيا). روي : ان هارون هذاكان رجلا صالحا فـي بـنـي اسرائيل , ينسب اليه كل من عرف بالصلاح ((213)) . والقمي : كان رجلا فاسقا زانيا, فشبهوها به ((214)) .
    (فاشارت اليه ): الى عيسى , اي : كلموه ليجيبكم (قالوا كيف نكلم من كان في المهدصبيا).
    (قال اني عبداللّه اتانى الكتاب ) قيل : الانجيل ((215)) (وجعلني نبيا).
    (وجـعـلـنـي مباركا) قال : نفاعا ((216)) . (اين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ) قال :زكاة الـرؤوس , لان كـل الـنـاس لـيـسـت لـهـم امـوال , وانـمـا الـفـطـرة عـلـى الـفـقير والغني , والصغيروالكبير ((217)) . (ما دمت حيا).
    (وبرا بوالدتي ). عطف على مباركا. (ولم يجعلني جبارا شقيا). ورد: انه عد العقوق من الكبائر, قال : لان اللّه جعل العاق جبارا شقيا في قوله , حكاية عن عيسى ((218)) .
    (والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا).
    (ذلك عيسى ابن مريم ) لا ما يصفه النصارى . وهو تكذيب لهم فيما يصفونه , على الوجه الابلغ , حيث جـعـله الموصوف باضداد ما يصفونه , ثم عكس الحكم . (قول الحق ) اي :هو قول الحق الذي لا ريب فيه (الذي فيه يمترون ) القمي : اي : يتخاصمون ((219)) .
    (ما كان للّه ان يتخذ من ولد سبحانه ). تكذيب للنصارى وتنزيه للّه عما بهتوه .
    (اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ). تبكيت لهم بان من اذا اراد شيئا اوجده ب كن كان منزها عن شبه الخلق , والحاجة في اتخاذ الولد باحبال الاناث .
    (وان اللّه ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ).
    (فاختلف الاحزاب من بينهم ) اليهود والنصارى , او فرق النصارى , فان منهم من قال :ابن اللّه , ومنهم مـن قـال : هـو اللّه , هبط الى الارض , ثم صعد الى السماء, ومنهم من قال : هوعبداللّه ونبيه . (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ).
    (اسـمع بهم وابصر يوم ياتوننا) اي : ما اسمعهم وابصرهم يوم القيامة (لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين ).
    (وانذرهم يوم الحسرة ): يوم يتحسر الناس , المسي ء على اساءته , والمحسن على قلة احسانه . قال :
    يـوم يـؤتـى بالموت فيذبح ((220)) . (اذ قضى الامر): فرغ من الحساب , وتصادرالفريقان الى الـجـنـة والـنـار. قـال : اي : قـضـي على اهل الجنة بالخلود فيها, وقضي على اهل النار بالخلود فيها ((221)) . (وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ). متعلق بقوله في ضلال , ومابينهما اعتراض , او ب انذرهم .
    (انا نحن نرث الارض ومن عليها) لا يبقى فيها مالك ولا متصرف (والينايرجعون ).
    (واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا).
    (اذ قـال لا بيه يا ابت ). التاء عوض عن ياء الاضافة . وانما تذكر للاستعطاف , ولذاكررها. (لم تعبد مـا لا يسمع ) فيعرف حالك ويسمع ذكرك (ولا يبصر) فيرى خضوعك (ولايغني عنك شيئا) في جلب نفع او دفع ضر.
    (يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم ياتك فاتبعني اهدك صراطا سويا).
    (يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا).
    (يـا ابـت انـي اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا). دعاه صلوات اللّه عليه الى الـهـدى , وبـين ضلاله , واحتج عليه ابلغ احتجاج , وارشقه ((222)) برفق وحسن ادب , حيث لم يـصـرح بضلاله , بل طلب العلة التي تدعوه الى عبادة مالايستحق للعبادة بوجه . ثم دعاه الى ان يتبعه لـيـهـديـه الـحـق القويم والصراط المستقيم , لما لم يكن مستقلا بالنظر السوي . ولم يسمه بالجهل المفرط, ولا نفسه بالعلم الفائق , بل جعل نفسه كرفيق له في مسيره , يكون اعرف بالطريق . ثم ثبطه عما كان عليه , بانه مع خلوه عن النفع ,مستلزم للضر, فانه في الحقيقة عبادة الشيطان , فانه الامر به .
    وبـيـن ان الشيطان مستعص لربك المولي للنعم كلها. وكل عاص حقيق بان يسترد منه النعم , وينتقم مـنـه , ولـذلـك عقبه بتخويفه وسوء عاقبته , وما يجره اليه من صيرورته قرينا للشيطان في اللعن والعذاب .
    (قـال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لا رجمنك واهجرني مليا). قابل استعطافه ولطفه في الارشاد بالفظاظة ((223)) وغلظة العناد, فناداه باسمه ولم يقابل ب يابني واخره وقدم الخبر عـلـى المبتدا, وصدره بهمزة الانكار على ضرب من التعجب , ثم هدده بالرجم بلسانه , او الحجارة واءمره بالذهاب عنه زمانا طويلا.
    (قال سلام عليك ). توديع , ومتاركة , ومقابلة للسيئة بالحسنة , اي : لا اءصيبك بمكروه ,ولا اقول لك بـعـد مـا يـؤذيك (ساستغفر لك ربي ) لعله يوفقك للتوبة والايمان (انه كان بي حفيا): بليغا في البر والاعطاف .
    (واعـتـزلكم وما تدعون من دون اللّه ) بالمهاجرة بديني (وادعوا ربي ): واعبده وحده (عسى الا اكـون بـدعـاء ربي شقيا): خائبا ضائع السعي مثلكم في دعاء آلهتكم . وفي تصديرالكلام ب عسى الـتـواضـع , وهـضـم النفس , والتنبيه على ان الاجابة والاثابة تفضل غيرواجب , وان ملاك الامر خاتمته , وهو غيب .
    (فـلـمـا اعـتزلهم وما يعبدون من دون اللّه ) بالهجرة الى الشام (وهبنا له اسحق ويعقوب ) بدل من فارقهم من الكفرة (وكلا جعلنا نبيا).
    (ووهبنا لهم من رحمتنا): كل خير ديني ودنيوي (وجعلنا لهم لسان صدق ): ذكرجميل وثناء حسن (عـلـيـا): مـرتفعا, فان جميع اهل الاديان يتولونه ويثنون عليه وعلى ذريته ,ويفتخرون به . وهي اجابة لدعوته , حيث قال : واجعل لي لسان صدق في الا خرين ((224)) .
    وورد فـي تـاويـل : الـرحـمـة : رسـول اللّه , والـلسان الصدق العلي : اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه ((225)) .
    (واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا): موحدا اخلص عبادته عن الشرك والرياء, واسلم وجهه للّه . وعـلى قراءة الفتح ((226)) : اءخلصه اللّه . (وكان رسولا نبيا). قد سبق بيان الرسول والنبي في الاعراف ((227)) .
    (وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا): مناجيا.
    (ووهـبـنـا لـه مـن رحـمتنا اخاه ): معاضدة اخيه ومؤازرته , اجابة لدعوته واجعل لي وزيرا من اءهلي ((228)) (هرون نبيا).
    (واذكر في الكتاب اسمعيل ). قيل : هو اسماعيل بن ابراهيم ((229)) . وفي رواية : هواسماعيل بـن حـزقـيل ((230)) . (انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا). ورد: انما سمي صادق الوعد لانه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة , ثم ان الرجل اتاه بعدذلك , فقال له اسماعيل :
    ما زلت منتظرا لك ((231)) .
    (وكان يامر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا).
    (واذكر في الكتاب ادريس ) قيل : هو سبط شيث وجد ابي نوح , واسمه اءخنوخ ((232)) .وروي :
    انه اءنزل عليه ثلاثون صحيفة , وانه اءول من خط بالقلم , ونظر في علم النجوم والحساب , واول من خاط الثياب ولبسها, وكانوا يلبسون الجلود ((233)) . (انه كان صديقانبيا).
    (ورفعناه مكانا عليا) قيل : شرف النبوة والزلفى عند اللّه ((234)) .
    وورد مـا مـعناه : انه صعد الى السماء على جناح ملك , يطلب ملك الموت ليانس به ,فقبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة ((235)) .
    (اولئك ): المذكورون في السورة ((236)) (الذين انعم اللّه عليهم ) بانواع النعم الدينية والدنيوية (مـن النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا).
    قال : نحن عنينا بها ((237)) . (اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خرواسجدا وبكيا): خشية من اللّه واخباتا له .
    روي : اتلوا القرآن وابكوا, فان لم تبكوا فتباكوا ((238)) .
    (فـخـلـف مـن بعدهم خلف ): عقب سوء (اضاعوا الصلاة ) قال : بتاخيرها عن مواقيتها,من غير ان تـركـوهـا اصـلا ((239)) . (واتـبـعوا الشهوات ) قال : من بنى الشديد وركب المنظورولبس المشهور ((240)) . (فسوف يلقون غيا): شرا.
    (الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا).
    (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده ماتيا): ياتيه اهله .
    (لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) على عادة المتنعمين , والتوسط بين الزهادة والرغابة .
    الـقـمـي : ذلـك في جنات الدنيا قبل القيامة , لان البكرة والعشي لا يكونان ((241)) في الاخرة في جـنات الخلد, وانما يكونان ((242)) في جنات الدنيا, التي تنتقل ((243))اليها ارواح المؤمنين , وتطلع فيها الشمس والقمر ((244)) .
    (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا).
    (ومـا نـتـنزل الا بامر ربك ). حكاية قول جبرئيل . روي : ان النبي (ص ) قال لجبرئيل :ما منعك ان تـزورنا؟ فنزلت ((245)) . (له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك ) وهو ما نحن فيه من الاماكن والاحـايـين ((246)) , لا تنتقل ((247)) من مكان الى مكان , ولا ننزل ((248)) في زمان دون زمـان الا بـامره ومشيئته . (وما كان ربك نسيا): تاركا لك . قال : ليس بالذي ينسى , ولايغفل , بل هو الحفيظ العليم ((249)) .
    (رب السموات والارض وما بينهما). بيان لامتناع النسيان عليه . (فاعبده واصطبرلعبادته ). خطاب لـلـرسـول مـرتـب عـلـيـه . (هـل تـعـلم له سميا). قال : تاويله : هل تعلم احدااسمه اللّه غير اللّه ؟ ((250)) .
    (ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا).
    (او لا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ) اي : قدرناه في العلم , حيث كان اللّه ولم يكن معه شي ء (ولم يك شيئا) بل كان عدما صرفا. قال : لا مقدرا ولا مكونا ((251)) .
    (فـو ربـك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا) على ركبهم , كما هوالمعتاد في مواقف التقاول , وهو كقوله : وترى كل اءمة جاثية ((252)) .
    (ثـم لننزعن من كل شيعة ): من كل اءمة شايعت دينا, اءي : تبعت . (ايهم اشد على الرحمن عتيا): من كان اعصى واعتى منهم , فنطرحهم ((253)) فيها.
    (ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا): اولى بالصلي ((254)) .
    (وان مـنـكـم الا واردهـا). قـال : امـا تسمع الرجل يقول : وردنا ماء بني فلان , فهو الورود,ولم يـدخـل ((255)) . وفـي روايـة : الـورود: الـدخـول , لا يـبـقـى بـر ولا فـاجـر الا يـدخلها,فتكون ((256)) على المؤمنين بردا وسلاما, كما كانت على ابراهيم , حتى ان للنار - او قـال :لـجـهـنـم - ضـجـيـجـا من بردها الحديث ((257)) . (كان على ربك حتما مقضيا): كان ورودهم واجبا, اوجبه اللّه على نفسه وقضى به .
    (ثم ننجي الذين اتقوا) فيساقون الى الجنة (ونذر الظالمين فيها جثيا): على هياتهم كما كانوا.
    روي : انـه قـال : يـرد الناس النار, ثم يصدرون باعمالهم , فاولهم كلمع ((258)) البرق , ثم كمر الريح , ثم كحضر الفرس , ثم كالراكب , ثم كشد الرجل , ثم كمشيه ((259)) .
    وفي رواية : تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جزيا مؤمن فقد اطفا نورك لهبي ((260)) .
    و ورد: الـحـمـى رائد الـمـوت وسجن اللّه في ارضه وفورها من جهنم , وهي حظ كل مؤمن من النار ((261)) .
    وروي : انـه لا يـصـيـب احـدا من اهل التوحيد الما في النار اذا دخلوها, وانما يصيبهم الالم عند الخروج منها, فتكون تلك الالام جزاء بما كسبت ايديهم وما اللّه بظلام للعبيد((262)) .
    وسـئل عـن هذه الاية , فقال : اذا دخل اهل الجنة الجنة , قال بعضهم لبعض : اليس قدوعدنا ربنا ان نرد النار؟ ((263)) .
    (واذا تـتـلـى عـلـيـهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا): لاجلهم او معهم (اي الفريقين ):
    المؤمنين بها او الجاحدين لها (خير مقاما واحسن نديا): مجلسا ومجتمعا. يعني انهم لما سمعوا الايات الـواضـحات , وعجزوا عن معارضتها والدخل عليها, اخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا, وزعموا: ان زيادة حظهم فيها تدل على فضلهم وحسن حالهم عند اللّه تعالى .
    (وكـم اهـلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا). قال : الاثاث : المتاع . ورئيا:الجمال والمنظر الحسن ((264)) .
    (قـل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا): فيمده ويمهله بطول العمر والتمتع به (حتى اذا راوا مـا يـوعدون اما العذاب واما الساعة ). قال : خروج القائم , وهوالساعة((265)) . والقمي :
    الـعذاب : القتل , والساعة : الموت ((266)) . (فسيعلمون من هو شرمكانا) من الفريقين . قال : يعني عند القائم ((267)) . بان عاينوا الامر على عكس ما قدروه ,وعاد ما متعوا به خذلانا ووبالا عليهم (واضـعـف جـندا) اي : فئة وانصارا. قابل به الندى , فان حسن الندى باجتماع وجوه القوم وظهور شوكتهم .
    (ويزيد اللّه الذين اهتدوا هدى ) قال : يزيدهم في ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم , حيث لا يـجحدونه ولا ينكرونه . ((268)) (والباقيات الصالحات ): الطاعات التي تبقى عائدتها ابد الاباد (خير عند ربك ثوابا): عائدة مما متع به الكفرة من النعم المخدجة ((269)) الفانية التي يفتخرون بها (وخير مردا): مرجعا وعاقبة , فان مالها النعيم المقيم , ومال هذه الحسرة والعذاب الدائم .
    (افرايت الذي كفر باياتنا وقال لا وتين مالا وولدا) يعني في الاخرة .
    قـال : ان الـعـاص بـن وائل بن هشام القرشي , ثم السهمي ((270)) , وهو احد المستهزئين ,وكان لـخـبـاب بن الارت ((271)) عليه حق فاتاه يتقاضاه , فقال له العاص : الستم تزعمون : ان في الجنة الذهب والفضة والحرير؟ اءوتيت في الدنيا ((272)) .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


    الأخ القدير خادم آل البيت عليهم السلام..
    جزاك الله عنّا كل خير ودمت ناشراً لعلوم القرآن الكريم على ما نشرته هنا من تفسير لسورة مريم المأخوذ من تفسير الأصفى للفيض الكاشاني..


    مع خالص الدعوات...

    تعليق


    • #3
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      نورتني يا استاذي الكريم مفيد انا في خدمتكم اسال الله ان يوفقنا لكي ننشر ونتواصل لما هوة مفيد للمجتمع المسلم انشاءالله
      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (4).jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	10.1 كيلوبايت 
الهوية:	830756

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X