إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاء الصباح في حلقات (الحلقة الاولى)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاء الصباح في حلقات (الحلقة الاولى)


    مقدّمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على سيد الخلق أجمعين، حبيب إله العالمين، سيدنا محمّد، النبيّ الأمين، والرسول الكريم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين المؤمنين، الذين لا غيروا ولا بدلوا تبديلا.
    قال الله تعالى: (قل ما يبعؤا بكم ربّي لولا دعاؤكم)الفرقان/77.
    وقال تعالى:
    (وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون) الذاريات/56.
    الدعاء مخّ العبادة، وسلاح المؤمن، وهو النجاة للمؤمنين من أعدائهم، وهو يدرّ عليهم الرّزق، ويردّ القضاء بعدما اُبرم إبراماً، وهو مفتاح كل رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا يُنال ما عند الله تعالى إلاّ به...
    أمرنا سبحانه بالدعاء، ووعدنا الإجابة إذا فعلنا موجبات الإجابة، فقال عزّ وجلّ:
    (ادعوني أستجب لكم). غافر/60.
    (
    فإنّي اُجيب دعوة الدّاع إذا دعان). البقرة/186.
    وطلب منّا سبحانه تكرار الدعاء، والمواظبة عليه بكرةً وأصيلا. ووعدنا استجابة الدعاء إذا فعلنا موجباته من المواظبة عليه ومن استحضار القلب والجوارح عنده، ومحاولة البكاء من خشية الله تعالى، وقصد أماكن العبادة والطاعة... وغيرها من الاُمور التي تجعل من الداعي متصلا بربه خائفاً من ذنبه، خاشعاً مستغفراً منيباً...
    وقد قام النبيّ
    (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعبادة الحقّ، بالتوجه إلى الله تعالى بقلبه وروحه وجوارحه حتى ورمت قدماه من كثرة الصلاة والعبادة، وقد عاتبه الله سبحانه بقوله: (طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). طه/1 ـ 2.
    وهذا أخوه ووصيه وصهره ونفسه عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين وسيد الوصيين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين صلوات الله عليه وعلى أبنائه الطاهرين، كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة... ولم يتحمّل عبادة رسول الله
    (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو قام بها أحد غيره(عليه السلام).
    وقد ملأت أدعية النبيّ
    (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) بطون الكتب، فلا نجد كتاب تأريخ أو حديث أو أخلاق أو غيرها من الكتب التي ذكرت سيرتهم أو حياتهم أو عباداتهم إلاّ وذكرت الأدعية والأذكار التي وردت عنهم أو كانوا يقومون بها، ويواظبون عليها، لا لأنّهم أذنبوا أو أخطئوا أخطاء توجب هذه الأدعية والإستغفارات والتوسلات... بل كان ذلك منهم شكراً وحمداً لله تعالى على ما أنعم عليهم، وتعليماً للاُمّة لكي تقتدي بهم، وتسير بسيرتهم، وتنهج نهجهم... فقد عوتب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على كثرة عبادته وصلاته، بعد أن ورمت قدماه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أكون عبداً شكوراً(1).
    وهكذا كان الأئمّة الأطهار
    (عليهم السلام) لم يكن لديهم أيّ ذنب أو معصية تستوجب هذه الأدعية على سبيل الحقيقة، لأنّهم معصومون عن الخطأ، ومطهرون عن الزلل، ولكنّهم كانوا يدعون الله تعالى شكراً وخضوعاً وتذللا وحمداً وثناءً... على ما أنعم عليهم، وليكونوا رمزاً للعبادة الحقّ، ومشعلا يُستنارُ بنورهم، ومثلا يُقتدى بهم وبعبادتهم وصلاتهم وأدعيتهم وتوسلهم بالله الخالق العظيم عزّ وجلّ... وليعلِّموا الاُمّة كيف يتوبون إلى الله تعالى من ذنوبهم، ويستغفرونه على ما صدر منهم من خطايا وآثام، ويلجئون إليه سبحانه في مهمّات الاُمور، ويتوسلون به خاشعين خاضعين مؤمنين متّقين...
    وقد أخطأ وأثم من اعتبر أقوالهم في الإستغفارات من الذنوب العظام على سبيل الحقيقة، وصرّح بأنّ أميرالمؤمنين
    (عليه السلام) يسأل الله تعالى «أن لا يأخذه بما يناسب وضعه، لأنّه لو أخذه بما يناسب وضعه، لما استحق سوى العذاب...» وأنّه لو لم يكن لديه ذنوب، وآثام كبيرة لما اعترف بها، وأقرّ بحصولها وسأل الله تعالى أن يغفرها له...
    وقد نسيَ أو تناسى أنّ أميرالمؤمنين
    (عليه السلام) وأبناءه الطاهرين(عليهم السلام) معصومون مطهرون من كل ذنب أو نقص أو عيب، وأنّهم ولاة الأمر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بنص الكتاب المجيد والصحاح الواردة عن جدّهم الرسول المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّهم هم المثل الذي يقتدي به المؤمنون، فلابد من قيامهم بما قاموا به من أدعية وأذكار ليعلّموا الاُمّة كيف تلجأ إلى الله عزّ وجلّ، وكيف تتوسل به وتستغفره وتتوب إليه...
    ومن هنا نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لفهم سيرتهم العطرة، والتعرّف على الغرض الذي رموا إليه من خلال عباداتهم وأدعيتهم ومجالسهم المباركة... فهم حجّة الله على الخلق، والدليل على معرفته، والطريق الموصل إلى رضوانه سبحانه وتعالى...
    كما وأننا نسأله التسديد للدوام على ولائهم، والتمسك بحبلهم، والاعتصام بهم وبسنّتهم في كل آن وزمان، لأنهم هم والكتاب المجيد صنوان لا يفترقان، وقد أوجب رسول الله
    (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاُمّة التمسك بهما، وقال: إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، إنّه سميع مجيب.
    وقد أبدع مولانا أميرالمؤمنين
    (عليه السلام) في دعاء (الصباح) بكلمات ناجى بها الله تعالى، التي نستوحي منها الخشوع والإجلال والإكبار من سيد البلغاء والمتكلمين وإمام الفصحاء والمحدّثين بعد رسول ربّ العالمين صلوات الله وسلامه عليهما وعلى الأئمّة الطاهرين وجميع الأنبياء والمرسلين...
    وقد طلب منّي بعض الاُخوة المؤمنين أن أشرح كلمات هذا الدعاء الجليل، لما فيه من المعاني الجليلة السامية التي يسبح قارئه في سماء فكر مولانا أميرالمؤمنين
    (عليه السلام) التي ملؤها الجلال والجمال، والعلو السامي المتعالي... واستجابة لطلب هذا الأخ الكريم، ومحبّة للتشرف والتبرك في شرح كلام مولانا أميرالمؤمنين(عليه السلام)، قمت بشرح ما رأيته بحاجة إلى شرح، سائلا المولى عزّوجلّ التوفيق، والسداد، والقبول إنّه وليّ ذلك، وهو حسبنا ونعم الوكيل...

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    وارحمنا بهم ياكريم
    احسنتم اخي كربلاء
    موضوع جدا راقي هنيا لكم اخي ونسال الله ان يوفقنا للمواضبة على هذا الدعاء العظيم

    تعليق


    • #3
      اللهم صلي على محمد وال محمد
      وفقك الله لكل خير على الطرح الرائع
      ووفقنا جميعا لثواب هذا الدعاء العظيم

      تعليق


      • #4
        وفق الله الجميع يارب بطرح كل ما هو مفيد وشاكر مروركم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X