إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروايات النافية للجبر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروايات النافية للجبر

    الروايات النافية للجبر:
    أما الروايات النافية للجبر فهي أكثر وأكثر:
    فعن أبي الحسن الرضا عن أبيه, عن جعفر بن محمد عليه السلام: «من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلّفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلّوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئاً»[49].
    وفي رواية منسوبة إلى الإمام الصادق عليه السلام في (معاني الأخبار) انه سأله ورجل فقال له: إن أساس الدين التوحيد والعدل, وعلمه كثير ولا بد لعاقل منه, فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيأ حفظه, فقال عليه السلام: «أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك, وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه»[50].
    وقال أبو الحسن الثالث عليه السلام: (فأما الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ, فهو قول من زعم أن الله جل وعز أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها, ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله في حكمه وكذبه وردّ عليه قولهوَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)[51] وقوله: (ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[52] وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[53] مع آي كثيرة في ذكر هذا, فمن زعم أنه مجبر على المعاصي فقد أحال بذنبه على الله, وقد ظلمه في عقوبته, ومن ظلم الله فقد كذب كتابه, ومن كذب كتابه فقد لزمه الكفر باجتماع الأمة) كذا في تحف العقول[54].
    وعن أيوب بن نوح عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه آله: «خمسة لا تطفأ نيرانهم ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك، ورجل عق والديه، ورجل سعا بأخيه إلى السلطان فقتله، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب وحمل ذنبه على الله عز وجل»[55].
    وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون، الله قدرها علينا، الراد عليهم يومئذ كالشاهر سيفه في سبيل الله»[56].
    وروي أن رجلاً سأل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن القضاء والقدر؟ فقال عليه السلام: «ما استطعت أن تلوم العبد فهو منه، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله، يقول الله للعبد: لمَ عصيت؟ لمَ فسقت؟ لمَ شربت الخمر؟ لمَ زنيت؟ فهذا فعل العبد، ولا يقول له: لمَ مرضت؟ لمَ علوت؟ لمَ قصرت؟ لمَ ابيضضت؟ لمَ اسوددت؟ لأنه من فعل الله تعالى»[57].
    قال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره في كتابه العقائد : من الواضح أن المراد فيما لم يكن مرضه بسبب نفسه أو قصوره أو تقصيره أو بسبب والديه، وهكذا بالنسبة إلى الابيضاض والاسوداد الاختياري فانه يمكن أن يبيض المسود وبالعكس بالعلاج وما أشبه.
    وعن الطرائف كما في (البحار)[58] حكي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، والى عمرو بن عبيد، والى واصل بن عطاء، والى عامر الشعبي: أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر؟
    فكتب إليه الحسن البصري: أن أحسن ما انتهي إليه ما سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال: «يا ابن آدم أتظن أن نهاك دهاك وإنما دهاك أسفلك وأعلاك والله بريء من ذاك»[59].
    قال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره في كتابه العقائد: الظاهر أن المراد من «أسفلك» القضايا الشهوانية الجنسية، والمراد بـ «أعلاك»العين واللسان والأذن.
    وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليه السلام: «لو كان الوزر[60] في الأصل محتوماً لكان الموزور[61] في القصاص مظلوماً».
    وكتب إليه واصل بن عطاء: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق».
    وكتب إليه الشعبي: أحسن ما سمعت من القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليه السلام: «كل ما استغفرت الله منه فهو منك، وكل ما حمدت الله عليه فهو منه».
    فلما وصلت كتبهم إلى الحجاج وقف عليها وقال: لقد أخذوها من عين صافية.
    قال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره: الظاهر أن قوله عليه السلام: «كل ما حمدت الله عليه فهو منه» من باب الموجبة الجزئية لا الكلية فان هناك ما لا يحمد الانسان عليه الله تعالى ومع ذلك فهو من الله عز وجل، مثل أن يكون خلقه مشوهاً إلى غير ذلك من الأمثلة، فتأمل.
    وفي رواية أن رجلاً قدم على النبي صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «أخبرني بأعجب شيء رأيت؟ فقال: رأيت قوماً ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم فإذا قيل لهم: لمً تفعلون ذلك؟ قالوا: قضاه الله تعالى علينا وقدره! فقال النبي صلى الله عليه وآله: «سيكون من أمتي أقوام يقولون مثل مقالتهم، أولئك مجوس أمتي»[62].
    وفي رواية عنه صلى الله عليه وآله انه قال: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً، قيل ومن القدرية يا رسول الله؟ فقال: قوم يزعمون أن الله سبحانه قدر عليهم المعاصي وعذبهم عليها»[63].
    وعن صباح الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله زرارة وأنا حاضر، فقال أفرأيت ما افترض الله علينا في كتابه وما نهانا عنه جعلنا مستطيعين لما افترض علينا مستطيعين لترك ما نهانا عنه؟ فقال: نعم[64].
    وفي رواية: «انه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدر على العبد الشر ويريده منه ثم يأمره بما يعلم انه لا يستطيع أخذه»[65].
    وعن العيون قال الرضا عليه السلام في روايته عن آبائه عن الحسين عليه السلام: دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدره؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أجل يا شيخ، فوالله ما علوتم طلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدر، فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين، فقال: مهلاً يا شيخ لعلك تظن قضاء حتماً وقدرا لازماً، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر، ولسقط معنى الوعد والوعيد، ولم يكن على مسيء لأمة ولا على محسن محمدة، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وقدرية هذه الأمة ومجوسها، يا شيخ أن الله عز وجل كلف تخييراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل كثيراً ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً ولم يخلق السماوات والأرض وما بينها باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار)[66].
    فنهض الشيخ وهو يقول:
    أنت الإمام الذي نرجو بطاعتـه يوم النجاة من الرحمان غفرانـا
    أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً جـــزاك ربك عنا فيه إحسانا
    فليس معذرة في فعل فاحشــة قد كنت راكبهـا فسقاً وعصيانا
    لا لا ولا قائلاً نـاهيـه أوقعـه فيهـا عبدت إذا يا قوم شيطانـاً
    ولا أحـب ولا شاء الفسـوق ولا قتـل الولي له ظلمـاً وعدوانـا
    انـى يحـب وقد صحـت عزيمتـه ذو العـرش أعلن ذاك الله اعلانا[67]


    قال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره: ولعل الأولوية في الفقرتين: انا مع جعلنا فيك الإحسان لم تحسن أنت شيئاً وان المسيء غير ملوم لأنا لم نجعل فيه خيراً فالحق في عدم الإحسان.
    وعن الاحتجاج انه روي عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام في رسالته إلى أهل أهواز في النفي والجبر والتفويض انه قال: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سأله رجل بعد انصرافه من الشام ففال: يا أمير المؤمنين اخبرنا عن خروجنا إلى الشام أبقضاء وقدر؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «نعم يا شيخ، ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من عند الله وقدر، فقال الرجل: عند الله احتسب عنائي والله ما أرى لي من الأجر شيئاً، فقال علي عليه السلام: بلى فقد عظم الله لكم الأجر في مسيرتكم وانتم ذاهبون وعلى منصرفكم وانتم منقلبون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا مضطرين، فقال الرجل: وكيف لا نكون مضطرين والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لعلك أردت قضاءً لازماً وقدراً حتماً، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد والأمر من الله والنهي, وما كانت تأتي من الله لائمة المذنب ولا المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسن, تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وجنود الشيطان وخصماء الرحمن وشهداء الزور والبهتان وأهل العمى والطغيان, هم قدرية هذه الأمّة ومجوسها, إن الله تعالى أمر تخييراً وكلّف يسيراً لم يُعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً ولم يرسل الرسل هزلاً ولم ينزل القرآن عبثاً ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا(ذلِكَ ظَنُّ الَّذِين كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)[68] ثم تلا عليهم (وَقَضَى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)[69].
    قال: فنهض الرجل مسروراً وهو يقول: أنت الإمام الذي نرجو بطاعته, الأبيات[70].
    قال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره: ولعل وجه كون المذنب أولى بالذنب من المحسن وعدم كون المحسن أولى بالمدح من المذنب: الإشارة إلى كونهما متساويين في عدم استناد الإحسان أو الإساءة إليهما, لأن كليهما ـ على هذا الفرض ـ من فعل الله سبحانه.
    وعن الصدوق في اعتقاداته: «سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)[71] قال: مستطيعون للأخذ بما أمروا به الترك لما نهوا عنه وبذلك ابتلوا»[72].
    وقال أبو جعفر عليه السلام: «إنّ في التوراة مكتوباً: يا موسى إني خلقتك واصطفيتك وقويتك, وأمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي, فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وان عصيتني لم أعنك على معصيتي, يا موسى ولي المنّة عليك في طاعتك لي, ولي الحجّة عليك في معصيتك»[73].
    وفي الاحتجاج: سأل الزنديق أبا عبد الله عليه السلام عن مسائل كثيرة ـ إلى أن قال ـ: فأخبرني عن الله عزّوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدّين وكان على ذلك قادراً؟ قال عليه السلام: «لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لأن الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم يكن فعلهم لم يكن جنة ولا نار, ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته واحتجّ عليهم برسله وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب وبمعصيتهم إياه العقاب, قال: فالعمل الصالح من العبد هو فعله والعمل الشر من العبد هو فعله, قال عليه السلام: العمل الصالح, من العبد بفعله ولله به أمره, والعمل الشر من العبد بفعله والله عنه نهاه, قال: أليس فعله بالآلة التي ركّبها فيه؟ قال عليه السلام: نعم ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدّر على الشر الذي نهاه عنه, قال: فإلى العبد من الأمر شيء, قال عليه السلام: ما نهاه الله عن شيء إلّا وقد علم أنه يطيق تركه ولا أمره بشيء إلّا وقد علم انه يستطيع فعله, لأنه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لايطيقون, قال: فمن خلقه الله كافراً أيستطيع الإيمان وله عليه بتركه الإيمان حجة؟ قال عليه السلام: إن الله خلق خلقه جميعاً مسلمين أمرهم ونهاهم, والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد, ولم يخلق الله العبد حين خلقه كافراً, إنه إنما كفر من بعد أن بلغ وقتاً لزمته الحجة من الله فعرض عليه الحق فجحده فبإنكاره الحق صار كافراً, قال: أفيجوز أن يقدّر على العبد الشر ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعلمه ويعذّبه عليه؟ قال عليه السلام: إنه لا يليق بعدل الله رأفته أن يقدّر على العبد الشر ويريده منه ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه»[74].
    إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي تنص على نفي الجبر ويجدها الإنسان في البحار وغيره, ولعل المتتبع يجد أكثر من ألف رواية في هذا الشأن تصريحاً أو ظهوراً أو تلويحاً أو إشارةً.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (4).jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	10.1 كيلوبايت 
الهوية:	849840
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X