الخليل صفة مشبّهة على وزن فعيل ، من الخُلّة أي المودّة والصداقة. فالخليل هو الصديق الذي يخالل في أمرك ويتدخل في شؤونك ، أو يكون حبّه متخللاً وداخلاً في باطن القلب. واما قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً )فقد اختلف المفسّرون في معناه على أقوال :
1 ـ اتّخذ الله ابراهيم نبياً مختصاً به قد تخلّل من أمره.
2 ـ اتّخذه فقيراً محتاجاً إليه من الخلّة بالفتح أي الفقر.
3 ـ انّ الله تعالى اصطفاه واختاره وخصّه بالكرامة كما يخصّ الخليل خليله بالمودّة
والاحترام.
وفي الاحتجاج عن النبي في الحديث « قولنا انّ ابراهيم خليل الله فانّما هو مشتق من الخلّة ، والخلّة انّما معناها الفقر ، والفاقه فقد كان خليلاً إلى ربّه فقيراً إليه منقطعاً متعففاً ومعرضاً ومستغنياً عن غير الله تعالى وذلك أنّه لما اريد قذفه في النّار فرمي به في المنجنيق ، فبعث الله إلى جبرائيل فقال له : ادرك عبدي فجاءه فلقيه في الهواء. فقال كلِّفني ما بدالك فقد بعثني الله لنصرتك. فقال بل حسبي الله ونعم الوكيل انّي لا أسأل غيره ولا حاجة لي إلا اليه. فسماه خليله أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمّا سواه. قال وإذا جعل معنى ذلك من الخلّة بالضمّ وهو أنّه قد تخلّل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره ـ كان معناه العالم به وبأُموره. ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه ألا ترون انّه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله ، وإذا لم يعلمه بأسراره لم يكن خليله ».
وعن الهادي عليه السلام انّما سمّي ابراهيم خليل الله لكثرة صلواته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي حديث آخر عن النبي صلّى الله عليه وآله لإطعامه الطعام والصلاة باللّيل والناس ينام.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام لكثرة سجوده على الأرض.
وحاصل هذه الروايات انّ ابراهيم سمّي خليل الله لأن الله اصطفاه واختاره لعلمه بأسراره وباطن أموره أو سمّاه خليلاً لانقطاعه إلى الله واستغنائه عن غيره.
تعليق