علة غيبته عليه السلام ضمن كتاب الانوار البهية |
علة غيبته عليه السلام روى الصدوق عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) يقول في القائم منا سنن من سنن الأنبياء (عليهم السلام)، سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من ابراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من ايوب وسنة من محمد (صلى اللّه عليه وآله وعليهم)، فاما من آدم (عليه السلام) ومن نوح (عليه السلام) فطول العمر، وأما من ابراهيم (عليه السلام) فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من موسى (عليه السلام) فالحوف والغيبة واما من عيسى (عليه السلام) فاختلاف الناس فيه وأما من ايوب (عليه السلام) فالفرج بعد البلوى واما من محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فالخروج بالسيف. وعن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (صلوات اللّه عليه) يقول: ان لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت له ولم جعلت فداك؟ قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه، من حجج اللّه تعالى ذكره، ان وجه الحكمة 311 في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما اتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة، وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى ( عليه السلام) الا وقت افتراقهما. يا ابن الفضل ان هذا الأمر امر من أمرِ اللّه وسر من سر اللّه وغيب من غيب اللّه، ومتى علمنا انه عز وجل حكيم، صدقنا بأن افعاله كلها حكمة، وان كان وجهها غير منكشف لنا. وعن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال ان للقائم منا غيبة يطول امدها، فقلت له: ولِمَ ذاك يا ابن رسول اللّه؟ قال: ان اللّه عز وجل ابى إلا ان يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم، وإنه لا بد له يا سدير، من استيفاء مدد غيباتهم، قال اللّه عز وجل لتركبن طبقاً عن طبق (اي سنناً عن سنن من كان قبلكم). وعن ابي عمير(1) عمن ذكره عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال قلت له: ما بال امير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل مخالفيه في الأوّل؟ قال لآية في كتاب اللّه عز وجل (لو تزيلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً)، قال قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال ودائع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين، فكذلك القائم (عليه السلام)، لن يظهر ابداً حتى تخرج ودائع اللّه عز وجل، فاذا خرجت ظهر على من ظهر من اعداء اللّه عز وجل فقتلهم. عن الاحتجاج عن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان (رضي اللّه عنه): واما علة ما وقع من الغيبة فان اللّه عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تُبدَ لكم تسؤكم)، انه لم يكن احد من آبائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية _______________ (1) هو الثقة الثبت الورع الذي مراسيله في حكم المسانيد وقد اجمع الاصحاب على تصحيح ما يصح عنه واقروا له بالفقه وكان (رضوان اللّه عليه) حليف السجدة الطويلة راجع ترجمته في مجالس المؤمنين والرجال الكبير. 312 زمانه، وإني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيَّبها عن الابصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما ان النجوم أمان لأهل السماء، فاغلفوا ابواب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم، واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب، وعلى من اتبع الهدى. روى الشيخ الصدوق بإسناده عن علي بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: اذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في اديانكم، ولا يزيلكم احد عنها، يا بني، انه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، انما هي محنة من اللّه عز وجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم واجدادكم دينا اصح من هذا لاتَّبعوه، فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلاقكم(1) تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف تدركونه. _____________________ |
تعليق