إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي عليه السلام في القرآن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي عليه السلام في القرآن

    سورة التوبة

    (وفيها تسع عشرة آية)1. (وأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ) / 3.
    2. (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ) / 12.
    3. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) / 16.
    4. (أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ) / 17.
    5. (أجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) / 19.
    6. (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ (إلى) عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيم) / 20.22.
    7. (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ) / 26.
    8. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ) / 28.
    9. (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) / 32.
    10. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النّاس بِالْباطِلِ) / 34.
    11. (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ) / 36.
    12. (إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) / 40.
    13. (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) / 61.
    14. (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ) / 74.
    15. (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) / 100.
    16. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) / 119.
    17. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) / 123.


    (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).
    التوبة/ 3.
    روى أبو جعفر محمد بن جرير (الطبري) في تفسيره (بإسناده المذكور) عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة فبعث بها رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أبا بكر، ثم أرسل علياً فأخذها منه، فلمّا رجع أبو بكر قال: هل نزل فيَّ شيء؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا ولكن أُمرتُ أنْ اُبلغُها أنا أو رجلٌ من أهل بيتي(1).
    * * * * *
    وروى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة أنّه قال:
    (فأذن علي في أهل منى يوم النحر، ببراءة (يعني بأن الله بريء من المشركين ورسولُه) وأنْ لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان)(2).
    * * * * *
    وأخرج (الفقيه الشافعي) جلال الدين السّيوطي في تفسيره، عن ابن أبي حاتم، عن حكيم بن حميد، قال: قال لي علي بن الحسين (رضي الله عنه): إن لعلي في كتاب الله اسماً ولكن لا يعرفونه.
    قلت: ما هو؟
    قال: ألم تسمع قول الله:
    (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ).
    هو والله الأذان(3).
    * * * * *
    وأخرج الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، في تفسيره (التحرير والتنوير) قال:
    (وهذا الأذان قد وقع في الحجّة التي حجّها أبو بكر بالنّاس، إذ ألحق رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ علي بن أبي طالب بأبي بكر موافياً الموسم ليؤذن ببراءة، فأذن بها علي يوم النحر بمنى، من أولها إلى ثلاثين أو أربعين آية منها، كذا ثبت في الصحاح والسنن بطرق مختلفة يزيد بعضها على بعض)(4).
    * * * * *
    وأخرج علاّمة الشام، محمد جمال الدين القاسمي، في تفسيره المسمّى بمحاسن التأويل، المعروف (بالتفسير القاسمي) قال: (وروى ابن إسحاق قال: لمّا نزلت (براءة) على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): لا يؤدي عنّي إلاّ رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ فقال له أخرج بهذه القصة من صدر براءة، وأذّن في النّاس يوم النّحر، إذا اجتمعوا بمنى الخ)(5).
    * * * * *
    وأخرج نحو ذلك وغيره من أحاديث عديدة، صاحب المنار في تفسيره(6).
    * * * * *
    وهكذا الإمام المفسّر برهان الدين بن عمر البقاعي، في تفسيره (نظم الدُّر في تناسب الآيات والسور)(7) وغيرهما كثيرون.
    * * * * *
    والمفسّر المعاصر المصري من أهل السنة (عبد الكريم الخطيب) في تفسيره الكبير الذي أسماه (التفسير القرآني للقرآن) عند تفسير هذه الآيات قال:
    (وما كاد أبو بكر ينفصل عن المدينة في طريقه إلى البلد الحرام، حتى تلقى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) من ربّه هذه الآيات الأولى من سورة براءة، فجعل إلى علي بن أبي طالب أنْ يؤدي عنه هذا الأمر، وأنْ يؤذن به في النّاس يوم الحجِّ الأكبر)(8).
    * * * * *
    وهكذا قال السّيوطي (الشافعي) أيضاً في حاشية مخطوطة له، على تفسير البيضاوي: (رُوي أنها (يعني سورة التوبة) لمّا نزلت أرسل رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلّم) ـ علياً...) الحديث(9).
    * * * * *
    وأخرج الموضوع في حديث المناشدة أخطب خطباء خوارزم، في مناقب علي بن أبي طالب(10).
    وأخرج هو أيضاً بسنده، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لعلي بن أبي طالب: (أنت الذي أنزل الله فيك ـ وأذان من الله ورسوله إلى النّاس يوم الحجِّ الأكبر ـ)(11).
    وفي حديث المناشدة الذي ناشد فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) الخمسة الذين كانوا معه في الشورى، وقد رواه الكثير الكثير من أصحاب الحديث والتفسير والتاريخ بأسانيد عديدة، وفيه قوله (عليه السلام):
    (.... فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد أمره رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلّم) ـ بأنْ يأخذ براءة من أبي بكر).
    فقال له أبو بكر: يا رسول الله أنزل فيَّ شيء؟
    فقال له: (إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ علي).
    غيري؟
    قالوا: اللّهم لا.
    نقله باختلاف في بعض العبارات، وإجماع على أصل المعنى، الكثير:
    (منهم) الحافظ أبو الحسن بن المغازلي الشافعي في مناقبه(12).
    (ومنهم) علاّمة الشوافع الحمويني في فرائده(13).
    (ومنهم) ابن حجر في صواعقه(14).
    (ومنهم) الحافظ الذهبي في ميزانه(15).
    (ومنهم) ابن عبد البر في استيعابه(16).
    (ومنهم) الحافظ الكنجي في كنايته(17).
    (ومنهم) أحمد بن محمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ فيما رواه عنه ابنه، أبو عبد الرحمن عبد الله في كتاب الله في (فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)(18).
    وهو أيضاً رواه في مسنده(19).
    (ومنهم) النسائي في خصائصه(20).
    (ومنهم) الفقير العيني في مناقب سيّدنا علي (عليه السلام) لقنه أسانيد عن علي وعن أبي بكر(21).
    وقال الشيخ محمود شلتوت المعاصر ـ شيخ الجامع الأزهر ـ بالقاهرة ـ مصر في تفسيره للقرآن الكريم:
    (علي يؤذن في النّاس يوم الحجِّ الأكبر، بآيات البراءة).
    (وقد انتهزت فرصة هذا الاجتماع العام في موسم الحجّ لتبليغ الإنذار الإلهي الكريم، إذ الحق النبي ـ (صلى الله عليه وسلّم) ـ ابن عمه علياً ـ رضي الله عنه ـ جرياً على عادة العرب فيمن يُبلغِّ عن الرئيس ـ ليبلِّغ النّاس عنه هذه الآيات، ويؤذن بها فيهم يوم الحجِّ الأكبر)(22).
    (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).
    التوبة/ 12.
    هم ناكثو بيعة علي (عليه السلام):
    روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدّثنا محمد بن الفضل (بإسناده المذكور) عن أبي عثمان الهندي قال: رأيت علياً يوم الجمل، وتلا هذه الآية:(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) فحلف عليٌّ بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت، إلا اليوم(23).
    * * * * *
    وروى الحسكاني أيضاً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن (بإسناده المذكور) عن أبي عثمان، مؤذن بني قصي قال:
    صحبت علياً سنةً كلَّها فما سمعت منه براءة ولا ولاية إلاّ أنّي سمعته يقول:
    (من يعذرني من فلان وفلان(24). إنهما بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي، من غير حدث أحدثت، والله ما قوتل أهل هذه الآية:
    (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) إلاّ اليوم(25).
    أقول يعني: يوم الجمل، كما هو صريح الرواية السابقة.
    * * * * *
    وروى هو أيضاً قال: أخبرنا علي بن عابس (بإسناده المذكور) عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة يقول (يعني: قبل حرب الجمل، مع علي بن أبي طالب) ـ:
    (والله ما قوتل أهل هذه الآية):
    (وإنْ نكثوا ـ إلى قوله ـ فقاتلوا أئمّة الكفر)(26).
    (أقول): والذي يظهر من هذه الروايات الثلاث، ومن غيرها ما ذكرها الحاكم الحسكاني، أو ذكرها غيره: إنَّ أصحاب الجمل، والمحاربين لعلي بن أبي طالب، توفرت فيهم من القرآن صفات ثلاث:
    نكث إيمان والعهود.
    الطعن في الدين.
    إنَّهم أئمّة الكفر.
    (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
    التوبة/ 16.
    روى العلاّمة البحراني، عن إبراهيم بن محمد الحمويني (الشافعي) (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس الهلالي، قال: رأيت علياً في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ـ في خلافة عثمان ـ وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) من الفضل (إلى أنْ قال) وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمّار، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، (ومن الأنصار) أٌبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى، ومعه ابنه عبد الرحمن، قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه (إلى أنْ قال):
    فقال علي بن أبي طالب لذلك الجمع ـ فيما قال ـ:
    أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت:
    (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله، ولا المؤمنين وليجة).
    قال النّاس: يا رسول الله، أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟
    فأمر الله عزّ وجلّ نبيه أنْ يعلمهم ولاة أمرهم، وأنْ يفسّر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم، وزكاتهم، وحجهم، ونصبني للناس بغدير خمّ، ثم خطب (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال:
    أيّها النّاس إنّ الله أرسلني وظننت أنّ النّاس مكذّبي، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال:
    أيُّها النّاس: أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟
    قالوا: بلى يا رسول الله.
    قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) قُمْ يا علي، فقمت، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
    فقام سلمان فقال يا رسول الله ولاء ماذا؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): ولاءٌ كولائي، من كنتُ أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، فأنزل الله تعالى ذكره:
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِين).
    فكبّر رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وقال: الله أكبر تمام نبوتي، وتمام دين الله، ولاية علي بعدي.
    فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآية خاصة في علي؟
    قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.
    قالا: يا رسول الله. بينهم لنا؟
    قال (صلى الله عليه وآله): علي أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن من بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم التسعة من ولد ابني الحسين، واحداً بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض.
    فقالوا كلهم: نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا ممّا قلت سواء(27) إلى آخر الحديث.
    (.... أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النّار هُمْ خالِدُونَ).
    التوبة/ 17.
    نقل العلامة (القبيسي) قال:
    روى الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير (الطبري) في كتابه بإسناده المذكور، عن زيد بن أرقم قال:
    لمّا نزل النبي (صلى الله عليه وسلّم) بغدير خم في رجوعه من حجّة الوداع، وكان في وقت الضحى وحر شديد، أمر بالدوحات فقمّت، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ـ إلى أنْ قال ـ
    قال (صلى الله عليه وآله):
    (اللهم إنّك أنزلت عند تبييني ذلك في علي: (اليوم أكملت لكم دينكم) بإمأُمّته، فمن لم يأتم به، وبمن كان من ولدي في صلبه إلى يوم القيامة فـ:
    (أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النّار هُمْ خالِدُونَ).
    إنّ إبليس أُخرج من الجنّة بالحسد لآدم، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم)(28).
    (أجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ* يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
    التوبة/ 19-22.
    روى أبو عبد الله، محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي (العالم الشافعي) المقتول عام (658) عن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك، قال:
    قعد العباس بن عبد المطلب، وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال العباس: أنا أشرف منك. أنا عمُّ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ووصيُّ أبيه، وسقاية الحجيج لي.
    فقال له شيبة: أنا أشرف منك، أنا أمين الله على بيته، وخازنه أفلا ايتمنك كما ايتمنني؟
    وهما في ذلك يتشاجران، حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب، فقال له العباس: أفترضى بحكمه؟ قال: نعم قد رضيت.
    فوقف عليٌّ فقال له العباس: إنَّ شيبة فاخرني، فزعم أنّه أشرف فقال: فماذا قلت أنت يا عمّاه؟
    فقال: قلت له: أنا عمُّ رسول الله، ووصي أبيه، وساقي الحجيج، أنا أشرف.
    فقال لشيبة: وما قلت يا شيبة؟
    قال: قلت له: بل أنا أشرف منك، أنا أمين الله، وخازنه، أفلا ايتمنك كما ايتمنني.
    قال (يعني: أنس بن مالك) فقال لهما: أجعل لي معكما فخراً؟
    قالا له: نعم.
    قال: فأنا أشرف منكما، أنا أول من آمن بالوعيد من هذه الأمّة، وهاجر وجاهد.
    فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فجثوا بين يديه، فأخبر كل واحد منهم بفخره، فما أجابهم بشيء.
    فنزل الوحي ـ بعد أيام .
    فأرسل إلى ثلاثتهم فأتوا، فقرأ عليهم النبي (صلى الله عليه وسلّم):
    (أجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)(29) إلى آخر العشر (يعني: إلى قوله تعالى أجر عظيم أربع آيات).
    وأخرج نحواً من ذلك باللغة الفارسية، الشيخ إسماعيل الحقي الإسلامبولي في تفسيره المخطوط(30).
    * * * * *
    وأخرجه الكثير من الأئمّة والحفّاظ المحدِّثين والمؤرخين (منهم) الشيخ عبد الرحمن الصنوري (الشافعي) (بإسناده المذكور) نقل هذه القصة بتغيير في الألفاظ(31).
    * * * * *
    (ومنهم) المؤمن الشبلنجي (الشافعي) بتعبيرات أخرى(32).
    * * * * *
    (ومنهم) (الفقيه الشافعي) جلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي في كتابه (لباب النقول)(33).
    (ومنهم) العلاّمة القرطبي في تفسيره(34) والعلاّمة المعاصر، السيّد محمد رشيد رضا في مناره(35).
    (ومنهم) أيضاً ابن جرير الطبري في تفسيره(36).
    (ومنهم) الفخر الرازي في تفسيره الكبير(37).
    (ومنهم) الواحدي في أسباب النزول(38).
    (ومنهم) جلال الدين، بن أبي بكر السّيوطي، في الدّر المنثور(39).
    (ومنهم) علاّمة الشافعية ابن كثير الدمشقي في تفسيره(40).
    (ومنهم) العلاّمة ابن الصباغ المالكي في فصوله(41).
    (ومنهم) ابن الأثير في جامع الأصول(42).
    (ومنهم) الحافظ الشافعي أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه(43).
    وآخرون كثيرون...
    (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
    التوبة/ 26.
    روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي (بإسناده المذكور) عن الضّحاك بن مزاحم في قول الله تعالى:
    (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الآية.
    قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يوم حنين علي والعباس وحمزة في نفر من بني هاشم(44).
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذ).
    التوبة/ 28.
    أخرج الفقية محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي، في كتابه كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): (ما في القرآن آية فيها (يا أيها الذين آمنو) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها)(45).
    (أقول) أضف إلى ذلك: إنّ أول من أعلن هذه الآية الكريمة، وأقوى من صدّ المشركين عن المسجد الحرام، هو علي بن أبي طالب، على ما في عديد من الروايات المذكورة في معظم كتب الحديث والتفسير، (ومنها) ما في البخاري، عن أبي هريرة قال: (فأذنَّ علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وألاّ يحجَّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان)(46).
    (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ).
    التوبة/ 32.
    أخرج عالم الحنفية الحافظ سليمان القندوزي عن (الفقيه الشافعي) الحمويني، بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت علياً في مسجد المدينة في خلافة عثمان، وكان جماعة المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي ساكت، فقالوا: يا أبا الحسن تكلَّم فقال:
    يا معشر قريش والأنصار، أسألكم ممّن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أو بغيركم؟
    قالوا: أعطانا الله، ومنّ علينا بمحمد (صلى الله عليه وسلّم).
    قال: ألستم تعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
    أنا وأهل بيتي كنا نوراً نسعى بين يدي الله تعالى، قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلمّا خلق الله آدم (عليه السلام) وضع ذلك النّور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح (عليه السلام) ثم قذف به في النّار في صلب إبراهيم (عليه السلام) ثم لم يزل الله عزّ وجلّ ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات، لم يكن واحد منّا على سفاح قط؟
    فقال أهل السابقة وأهل بدر وأُحد: نعم قد سمعنا الخ(47).
    وأخرج القندوزي ـ أيضاً ـ في قوله تعالى:
    (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ).
    عن علي بن الحسين أنّه قال ـ في الحديث ـ:
    (النّور هو الإمام)(48).
    (أقول) حيث إن المراد بـ (نور الله) في الآيتين واحد لوحدة السياق فيهما، كان تفسير (النّور) في إحداهما تفسيراً له في الأخرى أيضاً.
    وأخرج أبو الفرج الأصفهاني (الأموي) في أغانيه، خطبة أبي الأسود الدؤلي، بعد مقتل علي بن أبي طالب، وفيها:
    (وإنّ رجلاً من أعداء الله، المارقة من دينه، اغتال أمير المؤمنين علياً (كرّم الله وجهه)، لقد أطفأ منه نور الله في أرضه، لا يبين بعده أبداً)(49).
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النّاس بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).
    التوبة/ 34.
    أخرج الحافظ (الحنفي) خطيب خوارزم، موفق بن أحمد قال:
    أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ، زين الأئمة، أبو الحسن، علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي (بسنده المذكور) عن علي بن ترفة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
    (ما أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ في القرآن آية يقول فيها (يا أيها الذين آمنو) إلاّ كان علي بن أبي طالب شريفها وأميرها)(50).
    (أقول) أضف إلى ذلك: إنّ هذه الآية وجّهت الخطاب للمؤمنين، حتى يتجنّبوا ويجنّبوا النّاس عن الأحبار والرهبان، الذين يأكلون أموال النّاس بالباطل، ويصدُّون عن سبيل الله، ويتجنّبوا ـ أي المؤمنين ـ هم أنفسهم، ويجنّبوا النّاس عن هاتين الرذيلتين (الأكل بالباطل) و (الصدّ عن سبيل الله).
    ولا شك أنّ علي بن أبي طالب، كان هو المقدام في المقامين:
    1. فهو الذي حارب الأحبار والرهبان في منكرات أعمالهم، بمختلف أنواع الحرب.
    2. وهو الذي وضع ـ بأقواله، وسيرته ـ أسس الحق، والعدل، والدعوة إلى سبيل الله، ويكفينا دليلاً على الأمرين، مطالعة سريعة في تاريخ أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) عامّة، وفي (نهج البلاغة) خاصة (مضافاً) إلى ذيل الحديث (وما ذكر علياً إلاّ بخير).
    (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ).
    التوبة/ 36.
    (نقل) أبو الحسن الفقيه، محمد بن علي بن شاذان، في المناقب المائة، من طريق العامّة بحذف الإسناد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول:
    معاشر النّاس اعلموا أنّ لله تعالى باباً، من دخله أمِن من النّار، ومن الفزع الأكبر ـ إلى أنْ قال ـ (صلى الله عليه وسلّم):
    (معاشر النّاس من سرّه ليقتدي بي، فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب، والأئمّة من ذريتي فإنّهم خزّان علمي).
    فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما عدّةُ الأئمّة؟
    قال (صلى الله عليه وآله):
    (يا جابر سألتني ـ رحمك الله ـ عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور، وهو عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله، يوم خلق السماوات والأرض.... الحديث)(51).
    (أقول) الذي يظهر من ظاهر هذه الرواية، وصريح رواياتنا أنّ هذه الآية الكريمة تأويلها في الأئمة الإثني عشر (علي وأولاده الأحد عشر) (عليهم السلام).
    (إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ).
    التوبة/ 40.
    نصره الله بعلي بن أبي طالب:
    روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدّثنا الحاكم (يعني أباه) (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم):
    (لمّا أُسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن، فإذا عليه: لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، أيدّته بعلي ونصرته به)(52).
    (أقول) الروايات بهذا المعنى كثيرة جداً، ولكنّا لمرامنا في هذا الكتاب غالباً من الإشارة لا التفصيل، اكتفينا بذكر حديث واحد.
    (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
    التوبة/ 61.
    نقل الشيخ المحمودي عن كتاب (المسلسلات) لابن الجوزي قال: حدّثنا محمد بن ناصر وهو آخذ بشعره (بإسناده المذكور) عن الحسين بن علي، وهو آخذ بشعره، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره، قال: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وهو آخذ بشعره قال:
    (من آذى شعرةً منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض (و) لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)(53).
    * * * * *
    وروى هو أيضاً عن ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق (بإسناده المذكور) عن عروة: إنّ رجلاً وقع في علي بمحضر من عمر (بن الخطاب) فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
    وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب.
    (لا تذكر علياً إلاّ بخير، فإنّك إنْ آذيته ـ وفي حديث الفضل: إنْ أبغضته ـ آذيت هذا في قبره)(54).
    * * * * *
    وروي أيضاً عن كتاب المناقب لابن المغازلي (الفقيه الشافعي) قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل علي بن أبي طالب غضبان.
    فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما أغضبك؟
    قال: آذوني فيك بنو عمّك.
    فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغضباً فقال:
    (يا أيها النّاس من آذى علياً فقد آذاني، إنّ علياً أوّلكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله).
    (يا أيّها النّاس من آذى علياً بُعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً).
    قال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنْ شهد أنْ لا إله إلاّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): (يا جابر (تلك) كلمة يحتجزون بها ألاّ تُسفَك دماؤهم، وأنْ يعطوا الجزية وهم صاغرون)(55).
    (أقول) هكذا يكون القياس المنطقي لهذه القضية:
    1. الذين يؤذون علياً فبذلك يؤذون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ بحكم رسول الله .
    2. والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ـ بحكم القرآن .
    (النتيجة) فالذين يؤذون علياً مشمولون لحكم القرآن بأنّ لهم عذاباً أليماً.
    * * * * *
    وأخرج (الحافظ الواسطي علاّمة الشوافع، أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه، عن أبي الحسن أحمد بن المظفر (بإسناده المذكور) عن عليٍ ـ كرّم الله وجهه ـ قال: قال رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلّم) ـ:
    (اشتدَّ غضب الله تعالى وغضبي على من أهرق دمي، أو آذاني في عترتي)(56).
    وأخرجه أيضاً الحافظ العسقلاني ابن حجر (الشافعي) في لسانه(57).
    (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
    التوبة/ 74.
    أرادوا قتل علي فنزلت فيهم هذه الآية:
    روى العلاّمة السيّد هاشم البحراني، عن أبي جعفر الطبري، أسند إلى ابن عباس (أنّه قال):
    إنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها على قتل علي، ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجراح ـ أمين قريش ـ فنزلت (قوله تعالى):
    (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ) الآية. فطلبها النبي منه، فدفعها إليه.
    فقال (صلى الله عليه وآله): كفرتم بعد إسلامكم؟
    فحلفوا بالله: إنَّهم لم يهمّوا بشيء منه.
    فأنزل الله:
    (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُو)(58).
    (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
    التوبة/ 100.
    روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن أبي صالح، عن ابن عباس (في قوله تعالى):
    (والسابقون الأولون).
    قال: نزلت في عليٍّ، سبق النّاس كلّهم بالإيمان بالله وبرسوله، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ففيه نزلت هذه الآية(59).
    * * * * *
    وروى (النسائي) في (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) بإسناده عن عمرو بن عباد بن عبد الله، قال: قال علي:
    (أنا عبد الله، وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب، آمنت قبل النّاس سبع سنين)(60).
    * * * * *
    وروى (ابن عدي) في (الكامل) عن حذيفة قال:
    أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) بيد علي فقال:
    (هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة)(61).
    * * * * *
    وأخرج سبط بن الجوزي في تذكرته، بإسناده عن عبد الله بن صالح العجلي، عن علي (عليه السلام) في خطبة له من منبر الكوفة وفيها:
    (اللّهم إنَّي أول من أناب، وسمع وأجاب، لم يسبقني إلاّ رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلّم) ـ بالصلاة)(62).
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
    التوبة/ 119.
    (روى) صدر الأئمّة عند (العامّة) أخطب خوارزم، أبو المؤيّد موفّق بن أحمد (الحنفي) في كتاب المناقب، قال: وأنبأني أبو العلاء، الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى:
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
    قال: هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) خاصة)(63).
    * * * * *
    وروى بمضمونه عن أبي جعفر الصادق حديثاً في ذلك، الفقيه (الشافعي) ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة)(64).
    وأخرج الكنجي (الشافعي) في ذلك حديثاً قريباً من هذا المعنى عن ابن عباس، وعن جابر، وعن أبي جعفر الباقر(65).
    وأخرج الخطيب البغدادي، عن ابن عباس في هذه الآية أنّه قال: (كونوا مع علي وأصحابه)(66).
    وأخرجه بهذا النص الحمويني (الشافعي) أيض(67).
    وذكره العالم (الشافعي) جلال الدين السّيوطي في تفسيره(68).
    * * * * *
    وأخرج الحافظ سليمان القندوزي، عن ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى:
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
    أنّه قال: كونوا مع علي(69).
    وأخرج نحواً من ذلك علاّمة الهند، عبيد الله بسمل امرتسري في مناقبه(70).
    وفي نظم درر السمطين للزرندي (الحنفي) عن ابن عباس قال:
    (كونوا مع علي بن أبي طالب وأصحابه)(71).
    وأخرج نحواً من ذلك الكثير من أرباب التفسير والحديث والتاريخ...
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ).
    التوبة/ 123.
    أخرج العلاّمة الهندي (عبيد الله بسمل امرتسري) في كتابه الكبير في مناقب الإمام علي بن أبي طالب، بسنده عن أبي بكر بن مردويه قال: عن حذيفة (رضي الله عنه) قال: (وما نزلت (يا أيها الذين آمنو) إلاّ كان علي لبها ولبابه)(72).

    (1). جامع البيان في تفسير القرآن/ ج10/ ص46.
    (2). صحيح البخاري/ ج5/ ص37.
    (3). الدّر المنثور/ تفسير سورة التوبة/ أولها.
    (4). تفسير التحرير والتنوير/ ج10/ ص100.
    (5). تفسير القاسمي/ ج8/ ص3069.
    (6). تفسير المنار/ ج10/ ص157.
    (7). نظم الدر/ ج8/ ص364-365.
    (8). التفسير القرآني للقرآن/ ج5/ ص698.
    (9). حاشية أنوار التنزيل/ لا رقم لصفحاته.
    (10). المناقب للخوارزمي/ ص223.
    (11). المناقب للخوارزمي/ ص24.
    (12). المناقب لابن المغازلي/ ص112.
    (13). فرائد السمطين/ ص58.
    (14). الصواعق المحرقة/ ص75و93.
    (15). ميزان الاعتدال للذهبي/ ج1/ ص205.
    (16). الاستيعاب (لهامش الإصابة)/ ج3/ ص35.
    (17). كفاية الطالب/ ص242.
    (18). فضائل علي بن أبي طالب لابن حنبل/ ج1/ ص43.
    (19). مسند ابن حنبل/ ج3/ ص212.
    (20). خصائص أمير المؤمنين للنسائي/ ص20.
    (21). المناقب العيني/ ص18و198.
    (22). تفسير القرآن الكريم للشيخ شلتوت/ ص608.
    (23). شواهد التنزيل/ ج1/ ص209.
    (24). يعني: طلحة والزبير، حيث إنهما بايعا علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) لكنهما نكثا البيعة حينما جاءا إليه يستأذنانه في الانصراف إلى العمرة، فقال لهما علي (عليه السلام): لعمركما ما تريدان العمرة، ولكن تريدان الغدرة). وبالفعل كان مقصودهما الالتحاق بعائشة، والاتفاق معها على حرب علي (عليه السلام) وأنتج ذلك الاتفاق بين عائشة والزبير وطلحة (حرب الجمل) التي راح ضحيتها عشرات الألوف من المسلمين.
    (25). شواهد التنزيل/ ج1/ ص209-210.
    (26). شواهد التنزيل/ ج1/ ص210.
    (27). غاية المرام/ ص264-265.
    (28). كتاب (ماذا في التاريخ) / ج3/ ص146-147.
    (29). كفاية الطالب/ ص237-238.
    (30). روح البيان/ ص1/ ورقة 323.
    (31). نزهة المجالس/ ج2/ ص169.
    (32). نور الأبصار/ ص77.
    (33). هامش تفسير الجلالين/ ج1/ ص16.
    (34). تفسير القرطبي/ ج8/ ص91.
    (35). تفسير المنار/ ج10/ ص216.
    (36). جامع البيان في تفسير القرآن/ ج10/ ص68.
    (37). مفاتيح الغيب/ ج4/ ص422.
    (38). أسباب النزول/ ص182.
    (39). الدّر المنثور/ ج3/ ص218.
    (40). تفسير القرآن العظيم/ ج2/ ص241.
    (41). الفصول المهمة/ ص123.
    (42). جامع الأصول/ ج9/ ص477.
    (43). المناقب لابن المغازلي/ ص321-322.
    (44). شواهد التنزيل/ ج1/ ص252.
    (45). كفاية الطالب/ ص54.
    (46). البخاري/ ج5/ ص37.
    (47). ينابيع الموّدة/ ص114.
    (48). ينابيع الموّدة/ ص117.
    (49). الأغاني/ ج1/ ص121.
    (50). المناقب للخوارزمي/ ص198.
    (51). المناقب المائة/ المنقبة الحادية والأربعون/ ص28-29.
    (52). شواهد التنزيل/ ج1/ ص227-228.
    (53). حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص94.
    (54). حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص95.
    (55). حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص96.
    (56). المناقب لابن المغازلي/ ص42.
    (57). لسان الميزان/ ج5/ ص362.
    (58). غاية المرام/ ص439.
    (59). شواهد التنزيل/ ج1/ ص256.
    (60). فضائل الخمسة/ ج2/ نقلا عن الخصائص.
    (61). فضائل الخمسة/ ج2/ (نقلا عن الكامل).
    (62). تذكرة الخواص/ ص120.
    (63). المناقب للخوارزمي/ ص198.
    (64). الصواعق المحرقة/ ص93.
    (65). كفاية الطالب/ ص111.
    (66). مناقب الخطيب/ ص189.
    (67). فرائد السمطين/ ج1/ ص68.
    (68). الدّر المنثور/ ج3/ ص290.
    (69). ينابيع الموّدة/ ص119.
    (70). أرجح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب/ ص60.
    (71). نظم درر السمطين/ ص92.
    (72). أرجح المطالب/ ص51.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X