تويت
إنكار إمامة المهدي
وروى عبد الرزاق الصنعاني بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:"إن المهدي أقنى أجلى"(2).
ومعنى أشم الأنف: أي حسن الأنف،و الشمم عند العرب دليل النجابة، و يكنَّى به عن النزاهة و التباعد عن دنايا الأمور.وتقول العرب: رجل أقنى الأنف إذا كان أعلى أنفه مرتفعًا ووسطه محدودبًا، وهو علامة مِن علامات الكرم عند العرب.وقيل : القنا في الأنف طوله ورقته.
ومعنى أجلى :أي الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين.
وهذه الصفات مطابقة لبعض صفات رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما جاء في الخبر في صفته(صلى الله عليه وآله): أقْنى العِرْنينِ أَي الأََنف(3).
وفي خبر آخر أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله) كان أجلى الجبهة(4).
وقال ابن منظور في كتابه لسان العرب ج:3 ،ص: 1901: في حديث علي كَرَّم الله وجهه أَنه ذكر المَهْدِيَّ وأَنه يكون من ولد الحُسَين أَجْلى الجَبين أَقْنى الأَنف أَزْيَل الفخِذين أَفْلَج الثَّنايا بفخذه الأَيمن شامةٌ. أَراد أَنه مُتَزايِل الفَخِذين وهو الزَّيَل والتَّزَيُّل والفعل منه زَيِلَ يَزْيَل وأَزْيَلُ الفَخِذين أَي مُنْفَرِجُهما
قال ابن حجر الهيتمي: وأخرج الروياني والطبراني وغيرهما:" المهدي مِن ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربيّ، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا يرضى لخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة(5).
والمراد من قوله والجسم جسم إسرائيلي أي مثل بني إسرائيل في طول القامة وعظم الجثة،كما هو المشهور عنهم في التاريخ، فقد وصفهم التاريخ بضخامة الأجسام سواء أَ كانوا مِن اليهود الَّذين عاصروا النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله) أم مِن اليهود الَّذين عاصروا موسى (عليه السلام) ؛فقد جاء في وصف مرحب اليهوديّ الَّذي نازله أمير المؤمنين (عليه السلام) فقضى عليه أنَّه كان طويل القامة وضخم الجثَّة، وكما جاء في صفة جسم نبي الله موسى (عليه السلام) الَّذي صفع القبطي صفعة فمات القبطي منها.
وقد وردت جملة مِن الأحاديث تبين بأنَّ المهدي(عجل الله تعالى فرجه) مِن ولد فاطمة (عليها السلام)، فقد جاء في سنن أبي داود:عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ « الْمَهْدِيُ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ »(6).
وفي سنن أبن ماجة:عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتَذَاكَرْنَا الْمَهْدِيَّ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) يَقُولُ « الْمَهْدِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ »(7).
وقد روى هذه الرواية الحاكم النيسابوري أيضاً في كتابه المستدرك على الصحيحين عن أم سلمة.
وهناك روايات عديدة تحدَّثت عن فضل الإمام المهديّ(عجل الله تعالى فرجه)، ومنزلته، وأخرى بيَّنت مدَّة حكومته(عجل الله تعالى فرجه).
المراجع:
(1) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري : 5/ 454 [ ح . 8848– كتاب الفتن والملاحم ].
(2) المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: 10/317 [11/ 371]،[ح. 20938/باب المهدي].
(3) لسان العرب لابن منظور:4 / 2916.
(4) مجمع البحرين للطريحي:1 / 374.
(5) الصواعق المحرقة لابن حجر : 251، [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم – الآية الثانية عشرة ].
(6) سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني: 672 [ح. 4284/ كتاب المهدي].
(7) سنن ابن ماجة للحافظ محمد بن يزيد القزويني: 664 [ح. 4086/باب خروج المهدي].
تعليق