إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( هؤلاء اصدقائي .. الدكتور علاء الجوادي )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( هؤلاء اصدقائي .. الدكتور علاء الجوادي )

    شاعر وكاتب له الكثير .. من المساهمات الأبداعية وله اكثر من خمسين بحث ، يعمل الدكتور السيد علاء سفيرا للعراق في سوريا


    نظرات في ذكرى الامام الحسين عليه السلام



    الإمام الحسين... سيد الشهداء ... الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء ... ثأر الله وابن ثاره والوتر الموتور ...

    والرمز إنساني الرفيع الشامخ الذي يتحدى الطغاة عبر كل الدهور ...

    الإمام الحسين ما زلنا نتجرع مرارة مظلوميته كل يوم وعبر الاجيال ... ولا زلنا نشرب من كأس شهادته كل يوم خلال العصور ...

    لقد برز لحرب الحسين كل الباطل والشر والقبح والكراهية والتجبر والكبر والتخلف وكل المعاني الخبيثة والسيئة على مدى التاريخ ...

    لقد احتشدت قوى الفساد كلها ضد الحسين ... إمام الثوار وقائد الاحرار وعطر العطاء الانساني الفواح ورمز النزاهة الأصلاح وريح الجنة العبق وحلم الإنسانية الجميل ...

    الإمام الحسين لم يعد رمزاً للشيعة ولا حتى للمسلمين وحدهم ، بل هو رمز إنساني رفيع ... رمز اتخذه اكبر ثائر في القرن العشرين رمزا له ذاك ابو الفقراء الزاهد الشجاع المهاتما غانديمؤسس اكبر ديمقراطية في العالم.

    الحسين سلام الله عليه وعلى ابائه وابنائه.. كان وسيظل أجمل وأطيب وأنبل صرخة ثائرة في تاريخ الإنسانية جمعاء .. وليس الإسلام فقط .... الحسين سيبقى الوقاية من كل من استغل الاسلام باسم الحسين او باسم اعداء الحسين.

    ولم يكتسب الإمامابن الإمام أبو الأئمة الاطهار قدره ومنزلته من النسب الشريف وهو اعظم نسب بين العالمين فحسب ، بل اكتسب منزلته العظمى من ذاته الرفيعة التي رفضت الخنوع لسلاطين السوء وعبيد المناصب والكراسي وعبيد الطغيان... الذين شوهوا الدين والدنيا والحكم والدولة ... ومازال أحفادهم يفعلون فعلتهم الاثمة عبر بقاع الارض ....

    كان الحسين ومازال كلمة " لا " الثائرة ضد كل ظلم وعصبية وبداوة وجلافة وفساد وارهاب وسرقة لاموال الناس واثراء على حساب الامة .... انه الثورة على الفساد وانه راية المطالبة المشروعة بمجتمع تسوده قيم العدل والسلم والسعادة قيم الخير والسماء والانبياء.

    في ليلة ويوم العاشرمن المحرم كانت روحي تهيم في بحر احزان اهل بيت النبوة. حملت نفسي وزوجتي وذهبنا الىمرقد العمة الطاهرة نواسيها بعظيم المصاب دعوت للعراق ان يتجاوز محنه ويعيش معافى مرفوعالرأس موفور الكرامة منارا للعالم والاحرار ومنطلقا للخير والبركة لنفسه ولجواره وللعالم... ودعوت لنفسي وعائلتي بحسن العاقية وخير الدنيا والاخرة ودعوت لنفسي ان يكتبني شهيدافي طريق الحسين ... ودعوت لكل من اوصاني او لم يوصني بالدعاء بخير الدنيا والاخرة وتفكر تكثيرا باخوتي الذين سبقوني في هذا الطريق. ثم جلست محزونا باكيا وحيدا قد ابعدت عني اصدقائي الذين رافقوني وقلت لهم: اريد ان اخلط نفسي بزوار زينب والحسين فكنت جالسا بعقالي وشماغي وشالي الاخضر ودشداشتي السوداء بين الزوار وكأني زائر من شط الفرات الىشام زينب الحوراء ... في ذلك المجلس الرباني السماوي لا تتمكن ان تفرق بينهم زوارها الابرار فهذا الهندي وذاك الزنجي واخر ايراني وغيره سوري او لبناني او بحراني او منا حسائي من جزيرة العرب وبترصع المجلس الزينبي بابناء زينب العراقيين المظلومين الذينوجدوا بزيارتها سلوة لهم.

    كنت افكر وانا بحزني هذا بالكثير من افاق حركة سيدي ومولاي الامام الحسين. وكانت ابواب الامل المشرق تتالى امامي وانا اعيش في ضيافة اخت الحسين.

    تذكرت ما قال الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم: إنّ الحسينَ مصباحُ الهدى وسفينة النجاة..... ونحن اليوم نخوض صراعا من اجل بناء العراق الجديد فكيف يكون الحسين عليه السلام مصباح هدى لنا في هذا الصراع من اجل بناء العراق وكيف يكون لنا سفينة نجاة؟؟

    وقلت مع نفسي من الثابت عن الرسول قوله: أحبَّ الله منْ أحبّ حُسيناً... فلنسأل انفسنا بكل صدق وجدما هي صور محبة الحسين على الصعيد الاجتماعي والانساني ؟؟ وكيف يسهم حب الحسين في بناءمجتمع انساني فاضل متأخي؟؟

    وتذكرت البيان الخالد لثورة الحسين وهو نداؤه: والله لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أقر لكم إقرار العبيد... واذا كنا نعتبر انفسنا من اتباع الحسين وانصاره، فكيف نعبر عن ذلك في موقفنا من الارهاب والقوى الظلامية التي تريد ان تهدم العراق الجديد؟

    ورجعت الى استفحال الفساد الاداري والمالي في العديد من مرافق الحياة العامة في العراق وقلت لنفسي: هل يمكننا ان نحول مقولة الامام الحسين: إنما خَرجتُ لطلب الإصلاحِ في أمة جـدِّي....الى منهج للاصلاح؟؟

    ونظرت الى مرقد العقيلة سيدتنا زينب عليها السلام التي مثلت الشعلة المتقدة التي انارت طريق مواصلة ثورة الحسين وكانت في مسيرتها القوة الاعلامية الاساسية في هذه الثورة، مما يطرح امامنا سؤالا كبيرا عن دور المرأة في عملية الاصلاح والتغير داخل المجتمع؟؟ وهل هي كما تستخدمه ابه البعض من وسائل الاعلام العربي والعراقي مجرد دمية جميلة متعددة الالوان ليسيل لها لعاب الشهوات المحمومة ولتجذب المبهورين؟؟

    وانهيت زيارتي للسيدة الطاهرة بنت الزهراء المطهرة بنت سيد الكائنات الاطهر محمد وقلت : كيف نحول المقولة المشهورة " كل أرضٍ كربلاء وكل يوم عاشوراء " الى واقع حياتي ملموس في العراق الذي نتمنى ان نراه كيانا عملاقا ومشرقا بين دول العالم؟؟؟

    وعندما خرجنا من الحرم المطهر لزينب حدثت زوجتي العلوية المباركة انعام عما جاش في ضميري. اقسمت علي ان انشر الموضوع وتحديدا في موقع النور. تكاسلت، فالحت علي وبينما هي كذلك رن جرس التلفون فاذا بالمتحدث من الطرف الاخر هو اخي الاستاذ السيد احمد الصائغ. ذكرت له الحاح العلوية علي قال لي: انه نعم الالحاح وانا انتظر ارسال الموضوع.

    اضفت لتلك الخواطر مقالة حول ذكرى الحسين كنت قد نشرتها في اواسط الثمانينيات لذلك جاءت بعض العبارات متساوقة مع مجريات تلك الايام ولا يخفى ذلك على القارئ الفاضل اللبيب. واعدت نشرها معدلة اكثر من مرة حسب طلب بعض الاخوة الاعزاء لتكون بين يدي سادتي القراء من عشاق الحسين واحبائه. واليك قارئي النبيل هذه الاسطر المتواضع بين يدي قضية الامام الحسين.

    تخطيط الائمة في احياء قضية الحسين

    لقد بذل الائمة سلام الله عليهم الجهد الكبير من اجل احياء امر الحسين عليه السلام. وتبعهم في هذا الطريق علماء مدرسة اهل البيت ومحدثيهم ومراجعهم. واستجاب للنداء شيعة اهل البيت فاحيوا امر الحسين وقدم الجميع الغالي والنفيس على هذا الطريق وفي خطى الحسين عليه السلام. وسنمر على طائفة من الاحاديث والروايا لتبيان معالم طريق احياء قضية الحسين عليه السلام.



    1- روى الكلينيفي الكافي بسنده عن الحسين بن ثُوير قال: كنتُ أنا ويُونس بن ظبيان والمفضّل بن عمروأبو سلمة السّراج جلوساً عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد "عليه السلام"وكانَ المتكلّم يُونس وكان اكبرنا سنّاً، فقال له: جعلت فداك انّي أحضر مجالِس هؤلاءالقوم يعني ولد عبّاس فما أقول؟ قال: اذا حضرتهم وذكرتنا فقُل: اَللّـهُمَّ اَرِنَاالرَّخاءَ وَالسُّرُورَ، لتبلغ ما تريد من الثّواب أو الرّجوع عند الرّجعة ، فقلت:جعلت فداك انّي كثيراً ما أذكر الحسين "عليه السلام" فأيّ شيء أقول؟ قال:تقول وتعيدُ ذلك ثلاثاً: صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، فانّ السّلاميصل اليه من قريب وبعيد. ثمّ قال: انّ أبا عبد الله "عليه السلام" لمّا مضىبكت عليه السّماوات السّبع والارضُون السّبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن يتقلّب في الجنّةوالنّار من خلق ربّنا وما يُرى وما لا يُرى بكاءً على أبي عبد الله "عليه السلام"الاّ ثلاثة أشياء لم تبك عليه ، قلت: جُعلت فداك ما هذه الثلاثة الاشياء؟ قال: لم تبكعليه البصرة ولا الدّمشق ولا آل عثمان، قال: قلت: جعلت فداك انّي أريد أن أزوره فكيفأقول وكيف أصنع؟ قال: اذا أتيت أبا عبد الله "عليه السلام"فاغتسل على شاطيءالفرات ثمّ البس ثيابك الطّاهرة ثمّ امش حافياً فانّك في حرم من حرم الله ورسُوله بالتّكبيروالتّهليل والتّمجيد والتّعظيم لله كثيراً والصّلاة على محمّد وأهل بيته حتّى تصيرالى باب الحائر ثمّ قُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ،ثمّ قِف فكبّر ثلاثين تكبيرة ثمّ امش الى القبر من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه واجعلالقبلة بين كتفيك ثمّ تقول: ويذكر الامام الزيارة. ثمّ تدور فتجعل قبر أبي عبد الله"عليه السلام"بين يَديك أي تقف خلف القبر المُطهّر فتصلّي ستّ ركعات وقدتمّت زيارتك فإنْ شئت فانصَرف.

    قد روى ايضاً هذهالزّيارة الشّيخ الطّوسي في التّهذيب، والصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وقالالصّدوق: انّي قد ذكرت في كتابي المزار والمقتل أنواعاً من الزّيارات وانتخبت هذه الزّيارة لهذا الكتاب فانّها أصَحّ الزّيارات عندي .



    2- روى الشّيخ الكليني عن الامام علي النّقي "عليه السلام" قال: تقول عند الحسين"عليه السلام":

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَيا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ عَليِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَشْهَدُاَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ اللهِ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلّى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَميّتاً، ثمّ تضع خدّك الايمن على القبر وتقول: اَشْهَدُ اَنَّكَعَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّكَ، جِئْتُ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَيَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، ثم سمّ الائمة "عليهم السلام" بأسمائهم واحداً بعدواحد وقُل: اَشْهَدُ اَنَّكُمْ حُجَجُ اللهِ "ثمّ قُل": اُكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً اِنّي اَتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْميثاقَ فَاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ اِنَّكَ اَنْتَ الشّاهِدُ.



    3- ما رواها ابنطاوُوس في المزار وروى لها فضلاً كثيراً ، قال بحذف الاسناد عن جابر الجُعفي ، قال:قال الصّادق "عليه السلام" لجابر: كَم بَيْنك وبين قبر الحسين "عليه السلام"؟ قال: قلت: بأبي أنت وأمّي يوم وبعض يوم آخر ، قال: فتزُوره؟ فقال: نعم، قال: فقال: اَلا اُبشرك اَلا افرحك ببعض ثوابه؟ قلت: بلى جعلتُ فداك ، قال: فقاللي: انّ الرّجُل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيّأ لزيارته في تباشر به أهل السّماء، فاذاخرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون عليه حتّى يوافي الحسين "عليه السلام" ، يا مفضّل إنْ أتيت قبر الحسين بنعلي "عليهما السلام" فقف بالباب وقُل هذه الكلمات فانّ لك بكلّ كلمة كفلاًمن رحمة الله ، فقلت: ما هي جعلت فداك؟ قال: تقول: ثم يورد الزيارة. وبعد اتمامها يسعىالموالي الى القبر فَلَكَ بكلّ قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللهِ،فاذا وصلت الى القبر ووقفت عنده فامرر عليه يدك وقُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللهِ فِي اَرْضِهِ، ثمّ تمضي الى صلاتِك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب مَنْ حجّألف حجّة واعتمر ألف عُمرة واعتق ألف رقبة، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبيّ مُرسل.



    4- عَن معاوية بن عمّار قال: قلت لابي عبد الله "عليه السلام": ما أقول اذا أتيت قبر الحسين"عليه السلام"؟ قال قُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، رَحِمَكَ اللهُ يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ اَنَا اِلَى اللهِ مَنْ ذلِكَ بَريءٌ.



    5- بسند مُعتبرعن الكاظم "عليه السلام" انّه قال لابراهيم بن أبي البلاد: ماذا تقول اذازرت الحسين "عليه السلام"؟ فأجاب: أقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ،وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلىلِسانِ داوُدَ وَعيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ، فقال"عليه السلام": بلى.



    6- عن عمّار عنالصّادق "عليه السلام" قال: تقول اذا انتهيت الى قبره "عليه السلام":

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِوَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضَا الرَّحْمنِ وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَحُجَّةَ اللهِ وَبابَ اللهِ وَالدَّليلَ عَلَى اللهِ وَالدّاعي اِلَى اللهِ ،اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالمَعْروُفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلىسَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَمَنْقُتِلَ مَعَكَ شُهَداءٌ، اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّ قاتِلَكَ فِي النّارِ اَدينُ اللهَ بِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ وَشايَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ،يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً.



    7- روى الشّيخفي المصباح عن صفوان "أقول: هذه الزّيارات الثّلاث مرويّة عن كتاب المزار لابنقولويه" قال: استأذنت الصّادق "عليه السلام" لزيارة مولاي الحُسين"عليه السلام"وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه ، فقال: يا صفوان صم ثلاثة ايّامقبل خروجك واغتسل في اليوم الثّالث ، ثمّ اجمع اليك أهلك ، ثمّ قُل: اَللّـهُمَّ اِنّياسْتَوْدِعُكَ، الدُّعاءَ ثمّ علّمه دعاء يدعو به اذا أتى الفرات، ثمّ قال: ثمّ اغتسل من الفرات فانّ أبي حدّثني عن آبائه "عليهم السلام" قال: قال رسول الله"صلىالله عليه وآله وسلم": انّ ابني هذا الحسين "عليه السلام" يُقتل بعديعلى شاطيء الفرات ومن اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته امّه، فاذا اغتسل تفقُل في غُسلكَ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم وَآفَة وَعاهَة، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْري وَسَهِّلْ لي بِهِ اَمْري، فاذا فرغت من غُسلك فالبس ثوبين وصلّ ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الَّذي قال الله تعالى: "وَفِي الاَْرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ اَعْناب وَزَرْعٌ وَنَخيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرَ صِنْوانيُسْقى بِماء واحِد وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْض فِي الاَْكْلِ" فاذا فرغتمن صلاتك فتوجّه نحو الحائر وعليك السّكينة والوقار وقصّر خطاك فانّ الله تعالى يكتبلك بكُلّ خطوة حجّة وعُمرة، وصر خاشِعاً قلبك باكية عينك واكثر من التّكبير والتّهليلوالثّناء على الله عزّوجل والصّلاة على نبيّه "صلى الله عليه وآله وسلم"والصّلاةعلى الحسين "عليه السلام" خاصّة ولعن من قتله والبراءة ممّن أسّس ذلك عليه فاذا أتيت باب الحائر فقف وقُل:



    دور الذكرى في بناء الشخصية

    ذكرى الثورة الحسينية من المناسبات المهمة في تاريخ المسيرة الإسلامية فهذه الذكرى تعبر عن حدث مصيري فيحركة هذه المسيرة أدى إلى حفظها من الانحراف والتحريف والضياع. لقد غمدت هذه الذكرى بالدماء. فبقت نوراً ساطعاً يدل المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية إلى سبيل الرخاء وكانت معالم في الطريق تعصم السائرين من الضلال. لقد كان لذكرى الحسين أو ذكرى كربلاء أو ذكرى المحرم اكبر الدور في بناء الشخصية الرسالية الواعية وبناء الطلائع الرسالية المجاهدة وبناء الأمة والجماهير المضحية فهي ذكرى عطاء وبناء وتزكية وتربية وتعليم وتثقيف وبذلك يلحظ التميز الواضح لجوانب شخصية المسلم الذي يعيش في أجواء الذكرى الحسينية عن غيره كما يلحظ بوضوح تميز الشخصية العامة للشعوب والجماهير التي تحيي هذه المناسبة الكبرى. ومن هذا التصور انطلق العلماء والكتاب والمفكرون والمثقفون وعموم الواعين من أبناء الأمة للاستفادة من قضية الحسين سلام الله عليه لتربية أنفسهم وتربية أمتهم فأنقضية الحسين سر ديمومة مسيرة هذه الأمة المباركة المسلمة وهي هتاف الثورة وبيانها الأولالم تكرر على حناجر الثائرين والمحرومين والمظلومين.

    وزبدة القول وصفوته إن ثورة الحسين وذكراه مدرسة تربوية تثقيفية تعبوية جهادية للفرد المؤمن وللأمة المؤمنة المسلمة.



    الحسين وبناء الدولةا لإسلامية المؤمنة

    لقد كان لثورة الحسين الفضل الأول في انطلاق العديد من الثورات الإسلامية وقيام الدول الإسلامية على طريق تكامل بناء الأمة وتطور مسيرتها. لقد اتخذت تلك الثورات وتلك الدول من قضية الحسين شعارا مركزيا لها لخصت به أهداف الثورة ودوافع قيامها. ومما هو معروف إن معظم هذه الثورات لم تستطيع النجاح في إقامة دولة الحق الكاملة، إلا أنها استطاعت أن تبقي روح الثورة وروح الالتزام بمناهج العدل الاجتماعي الإسلامية حية في ضمير وعقل الأمة.

    كما إن بعض هذه الثورات حالفها النجاح بصورة أو أخرى في طريق إزالة ظلم أو إقامة حق.

    فأول حدث ناجح يعتبر من عطاءات ثورة الحسين هو القضاء على النظام الأموي المتعفن وضمن أهداف إقامة الدول الإسلامية الحقة تحت قيادة آل محمد (ص) وقد سرقت هذه الثورة وحرفت مسيرتها عنأهدافها المعلنة للجماهير المسلمة، لذلك قامت العديد من الثورات للمطالبة بالحق المغتصب.وقد نجحت بعض منها في تحقيق جوانب من أهداف الثورة الحسينية وعلى طريق المسيرة الإسلامية التكاملي ومنها:

    •1- دولة الأشراف العلويين في طبرستان التي كانت تتبنى النهج الزيدي في العمل السياسي وقد ساهمت هذه الدولة في تطور المسيرة لدرجة جيدة. فقدقامت ببث الإسلام بين الكفار في شمال إيران كما قامت ببث الكيانات الواعية بين المسلمين فضلا عن نشرها لجوانب من الفكر الحق والممارسات الحقة.

    •2- دول الأشراف الفاطميين في شمال أفريقيا التي كان تتتبنى النهج الإسماعيلي في الانطلاق وفي التحرك السياسي والذي يرتبط بإسماعيل بن جعفر الصادق ونحن وان كنا نعتبر هذا النهج نهجاً منحرفاً عن خط جعفر الصادق (ع) الأصيل المتمثل بأولاده المعصومين من بعده وهم الإمام الكاظم (ع) حتى الإمام المهدي إلا انه مما لاشكفيه إن هذه التجربة تعتبر آنذاك مرحلة متطورة في المسيرة التكاملية للحركة الإسلامية.

    •3- دولة الأشراف الصفويين: وقد حصلت نقلة كبيرة في حركة المسيرة الإسلامية على يد الأشراف الصفويين الذين كانوا يتبنون المدرسة الإسلامية الصحيحة في تحركهم اعني مدرسة ألائمة ألاثني عشر المعصومين، استطاع هؤلاء الأشراف أن يقيموا أول دولة إسلامية عقائدية منطلقة من مدرسة ألائمة المعصومين وهذه الدولة وانرافقت نشأتها وحركتها بعض السلبيات الكبيرة أو الصغيرة إلا إن ذلك لا يمنعنا إن ننصفها لما حققته من توسع في قاعدة الموالين لمدرسة علي والحسين ولما حققته من نشر لمدرسة آل محمد.

    ولا يخفى للدارسفي حركة هذه الدول الموالية الثلاثة أنها كانت حسينية المنطلق والأهداف وكانت كل منهما تعبر عن مرحلة متقدمة في وقتها في تبني الثورة الحسينية. على الرغم من التشويه الكبيرالذي الصقه اعداء مدرسة اهل البيت بها.

    وتجيء بعد ذلك الثورة الإسلامية الكبرى في إيران على يد السيد الشريف إمام الأمة القائد الخميني الموسوي الكبير لتعبر عن مرحلة متطورة جدا عن أهداف وشعارات وممارسات ثورة الحسين والتي امتدتفي صحوة اسلامية كبيرة غيرت كل الموازين.

    والتي افرزت حركتين تحرريتين في زمن الانحسار والذل العربيين وهاتان الحركتان هما حركة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الفلسطينية.

    وسوف لا يكون اسقاط دولة الدكتاتور الاكبر وعدو الاسلام والعرب والعراقيين صدام اخر امتداد لثورة الحسين عليه السلام. وهذه الجموع المليونية الزاحفة الى ضريح الحسين كل عام بل في كل مناسبة تعبيرا من تعابير بناء عراق انساني تحركه مبادئ ثورة الحسين.

    وتوالدت حركة يزيد زياد وشمر ابن سعد وشمر بن ذي جوشن واصحابهم بصور معاصرة من الصهيونية والاستعمار والرجعية الذلية الملونة والوهابية التكفيرية وطالبان والارهاب والصدامية.

    من خلال هذا التصورالذي نتبناه نستطيع إن نعرف الأبعاد الحركية المستمرة لثورة الحسين في ضمير الأمة وديمومة اتقادها في قلوب الثائرين المسلمين والثورات الإسلامية.



    عواطف المؤمنين وذكرى الطف

    من الأمور الملحوظة على الأفراد والجماهير المؤمنة بمدرسة أهل البيت أنهم يعيشون وضعا نفسيا وروحيا خاصاعندما يأتي شهرا الذكرى محرم وصفر فإنهم يعيشون في حالات عميقة من الحزن والألم والتضحية والفداء والاستعداد للثورة والتوجه إلى الله والإيمان بأن تطبيق الإسلام المحمدي العلوي الحقيقي بصورة كاملة هو الملجأ والحل وبذلك تعتبر هذه الذكرى بمثابة الاستعراض الحيوالتدريب الواقعي للأمة في طريق المسيرة الإسلامية اللاحب، ومن هنا نلاحظ التوجس الكبير للطغاة والظالمين ضد شيعة الحسين في هذين الشهرين، وكم من مؤمن قدم نفسه رخيصة في طريق إحياء ذكرى الحسين وهل يغرب عن بالنا ما قدمه أبناء الحسين في العراق في الأربعين سنة1977عندما ثاروا على العفالقة الارجاس الذين أرادوا إن يمنعوا جموع السائرين إلى مرقدالحسين من مسيرهم.

    وبذلك يتحدد الدورالكبير لمن يملك التأثير على الأمة في هذه الأيام لان الأمة مستعدة للأخذ وللعطاء مستعدة لأخذ الإسلام وللعطاء من اجله.



    ممارسات لإحياء الذكرى

    سلام الله على أئمتنا ورضوان الله على علمائنا الأبرار ورحمة الله على الموالين لهم أنهم جميعاً لميألوا جهدا في إحياء ذكرى أبي الأحرار وسيد الشهداء سبط الرسول الأكرم. وكتب التاريخ والأدعية وغيرها مشحونة بالكثير من الممارسات التي تتكفل إحياء الذكرى الحسينية خالدةفي القلوب لذلك فالمصدر الجيد والسليم في التعرف على الممارسات التي تحيي بها الذكرى هي الكتب التي ألفها علماء السلف الصالحون بهذا الخصوص وكل حسب سليقته وذوقه العلمي والروحي ومن جملة الممارسات التي ذكرتها هذه الكتب:

    •أ‌- إظهار الحزن

    لقد أكد ألائمة(ع) على إظهار الحزن في شهر محرم الحرام فقد روي عن الرضا (ع) قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر محرم لم ير ضاحكا وكانت كابته تغلب عليه حتى يمض منه عشرة أيام فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع).

    وبذلك ترى المؤمنين في محرم وعملا بتوجيهات أئمتهم قد ظهر الحزن عليهم منشغلين بالبكاء فضلا عن لبسهم للباس الحزن ورفعهم لأعلام الحزن كما أنهم يسقون الماء إشارة إلى إن الحسين وأهل بيته وأصحابه قتلوا عطاشى لم يذوقوا الماء وتراهم عند شربهم للماء يذكرون عطش الحسين ويلعنون من منع الحسين من شرب الماء إن تتبع الممارسات المعبرة عن إظهار الحزن في كتب العلماءوفي ممارسات الأمة المرضية من قبل العلماء تدلنا على مجموعة تدلنا على مجموعة أعمال نذكر منها:

    •1- الامتناع عن الضحك والهزل والفرح.

    •2- البكاء على الحسين وأهل بيته وأصحابه.

    •3- لبس السواد إظهارا للحزن.

    •4- رفع الأعلام والشعارات الذاكرة للحسين.

    •5- سقي الماء للعطاشى للتذكير بعطش الحسين.



    •ب‌- مجالس العزاءالحسيني

    من الممارسات التيأكد عليها ألائمة المعصومون ودعا لها العلماء الربانيون وقام بها المؤمنون المخلصون هي إحياء المجالس الحسينية التي تذكر بها مصيبة الحسين ويتعرض بها لمشاكل المسلمين وتقدم لها الحلول لتلك المشاكل وبذلك أصبح المجلس الحسيني مدرسة وأصبح المنبر الحسيني منصة لإلقاء بيانات الثورة وقد دأب المؤمنون على القيام بنوعين من المجالس هما:

    •1- المجالس البيتية: وهي صغيرة يدعو لها صاحب البيت لإحياء ذكرى الحسين أو لنذر نذره ويكون عدد روادها قليلا.

    •2- المجالس العامة: وتمتاز بسعتها وتقام بالمساجد والحسينيات والأماكن العامة وعدد حضارها بالآلاف وهي منتديات عبادية سياسية اجتماعية ثقافية.

    ويتبارى المؤمنون في كلا النوعين من المجالس صغيرها وكبيرها بإطعام الطعام للناس من الفقراء وغيرهم وبذلك تسهم في تقديم الخدمات المعيشية لفقراء الأمة بصورة ملحوظة.



    جـ- المواكب الحسينية

    إن المواكب الحسينية ممارسة أخرى من ممارسات إحياء الذكرى الحسينية وهي ممارسة سياسية لشيعة أهل البيت سبقوابها المظاهرات السياسية الحديثة. إن الموكب الحسيني تعبير عن رفض إتباع أهل البيت لدول الظلم والانحراف عن طريق الانسانية والعدالة وبذلك كانت هذه الدول في الأعم الأغلب تحارب مواكب الحسين أو تحاول إن تخضعها لتوجهاتها السياسية، وقليلا ما نجحت بذلك والموكب الحسيني لا يحدد بعدد معين فمنها مواكب تتقوم بعشرات الأفراد ومنها مواكب تتقوم بعشرات الآلاف ويلحظ على المواكب أنها تعبر عن تنظيمات جماهيرية دقيقة ومرنة في عين الوقت لذلك سعى أعداء االامة وتحررها في التغلغل بها لصبغها بصبغتهم لكنه مع تنامي حركة الوعيالعميق عند الأمة سدت الطرق على هؤلاء الأعداء وأصبحت المواكب الحسينية تعبيرا عن الحقيقة التي قامت من اجلها.

    لكل محلة موكب حسيني له مقره وعالمه وشخصياته وأعضاؤه الثابتون ومؤيدوه وأعلامه وشعارته وتتوحد هذه المواكب في موكب المدينة أو القضاء ثم تتوحد مواكب المدن أو الاقضية في موكب المحافظة.ومن هنا نلحظ إن لكل محافظة في العراق مثلا مقر في مدينة كربلاء تنطلق منه مواكب المدن المكونة لهذه المحافظة وتتحد هذه المواكب في الموكب الموحد لأنصار أبي عبد الله الحسينفي يوم العاشر من محرم أو يوم الأربعين.

    إن المواكب الحسينية التي تطورت عبر تطور حركة المسيرة الإسلامية تعبير مهيب ورهيب عن القابليات الكامنة في الأمة والمستعدة للثورة الحسينية على الظالمين

    وقد يحمل السائرونفي المواكب السلاح إشارة لاستعدادهم في تقديم الدماء من اجل حفظ مسيرة الحسين (ع) كما إن مقدمة كل موكب تشابه مقدمة الفرقة العسكرية لما ترفعه من أعلام ولافتات وكتائب ولما تعرفه من موسيقى عسكرية حماسية حزينة.



    د- اجتماعات قراءة مقتل الحسين

    إضافة لما مر فانقراءة مقتل الحسين يوم العاشر من المحرم ممارسة مهمة لها أبعاد إسلامية وانسانية وثوريةوان قراءة المقتل تولد حالة من التلاحم الواعي مع الحسين بصورة كبيرة وتبلغ قمتها عندمايصل قارئ المقتل إلى واقعة حز راس الحسين سلام الله عليه.... رحم الله من علم المؤمنين هذا العمل فانه عمل له أعظم الأثر في التربية والتثقيف انه يربي المؤمن ويعلمه ويثورهو يشده إلى إسلامه، ورحم الله الشيخ عبد الزهرة الكعبي الذي كانت تنشد إليه مسامع الملايين من أبناء شعبنا في العراق يوم العاشر من المحرم بقلوب حرى وعيون دامعة دامية لتسمعه يردد ملحمة الفداء العتيد بل قصة الظالم والمظلوم وقصة الصراع بين الحق والباطل منذ فجر الحياة حتى اليوم.

    إن قراءة مقتلالحسين ممارسة واعية ينبغي الحفاظ عليها وإحياؤها وقد ألف العلماء رضوان الله عليهممجموعة من المقاتل ليتسنى للناس مراجعتها والاستفادة منها وهذه أسماء لبعضها:

    •1- الله وف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس.

    •2- مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم.

    •3- مقتل الحسين للموفق الخوارزمي.

    •4- مثير الأحزان لابن نما.

    وإضافة للكتب المستقلة حول مقتل الحسين هناك فصول مطولة حول مقتله في كتب التاريخ ومنها تاريخ الطبري وبرواية أبي مخنف، ومن الجدير بالذكر إن هناك إشكالات علمية على وثائقية الكتاب المسمى بمقتل أبي مخنف إلا إن احد العلماء المحققين استخرج النصوص الواردة في تاريخ الطبري من رواية أبي مخنف حول واقعة الطف وجمعها وحققها وقدمها باعتبارها مقتل أبي مخنف فجزاه اللهعن الحسين خيرا.



    هـ- زيارة الحسين

    لقد كانت وما تزالزيارة الحسين من ابرز الممارسات من اجل إحياء ذكرى أبي الشهداء والأحرار الحسين بنعلي (ع) وقد وردت الكثير من النصوص على زيارته من قبل أئمة أهل البيت سلام الله عليهملا يسع المجال لذكرها وقد روي عن ألائمة زيارات مختصرة أو مطولة للحسين. وقد يوفق الإنسان للذهاب لقبر الحسين ويقوم هناك بزيارته وهي نعمة كبرى لكن أبناء الحسين وأنصاره لايتسنى لهم الذهاب لقبره لزيارته عن قرب لعلة من العلل وما أكثرها فالمهاجرون والمهجرون العراقيون بعد فراقهم لقبر حبيبهم الحسين لا يستطيعون إن يزوروه عن قرب كما كانوا يفعلون من قبل ولا مجال أمامهم إلا زيارته عن بعد، وقد ذكرت الكتب المختصة صورة لذلك، ومن الزيارات المهمة للحسين:

    •1- زيارة وارث.

    •2- زيارة عاشوراء.

    •3- زيارة الأربعين.



    و- العبادات المستحبة

    هناك جملة أعمالعبادية استحبابية ترتبط بذكرى الحسين في محرم وصفر وقد تكلفت كتب الأدعية والزياراتبذكرها. وفي هذا المجال نرغب إن نشير إلى جملة من هذه الممارسات وردت عن إمامنا الباقر(ع) كما روي عنه فعن صالح بن عقبة عن أبيه عن الباقر قال: من زار الحسين بن علي عليهماالسلام في يوم عاشوراء من المحرم يظل عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثواب ألفيحجة وألفي عمرة وألفي غزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه واله ومع ألائمة الراشدين.

    قال: قلت جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم قال:إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره وأوما إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتليه وصلى من بعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل إن تزول الشمس ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه. ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقمفي داره المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعز فيها بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السلاموأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك جميع ذلك قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم.قال: أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك. قلت: فكيف يعزي بعضنا بعضا. قال: تقولون:

    أعظم الله أجورنابمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليد الإمام المهديمن أل محمد عليهم السلام

    وان استطعت إنلا تخرج في يومك في حاجة فافعل فانه يوم نحس لا يقضى فيه حاجة مؤمن. وان قضيت لم يباركله فيما ادخر ولم يبارك له في أهله. فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجة وألفعمرة وألف غزوة كلها مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان له اجر وثواب مصيبة كل نبي ورسول ووصي وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى إن تقوم الساعة.



    ز- الثورة على الظالمين

    في مقدمة الممارسات لإحياء ذكرى الحسين هي إشعال الثورة على الظالمين في كل مكان بالقلب واللسان واليدبالقلم والسيف فان استمرار نهج الثورة الحسينية إحياء لذكرى الحسين وهكذا فان نجاح المناضلين الحسينيين في مكان ما من العالم يضاعف عملية إحياء ذكرى الإمام الحسين مرات ومرات.



    ج- الحذر من الممارسات غير الصحيحة

    ينبغي لنا الحذرالشديد من القيام بممارسات بعيدة عن الإسلام وباسم الحسين فان في ذلك التناقض الشنيع فالحسين قام من اجل الإسلام ومن اجل الحفاظ على قوانينه وأحكامه لذلك فالمساس بقوانين هو إحكامه وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه حرب على الحسين وعلى جده وأبيه وأصحابه وأهلبيته.

    فثورة الحسين صلاةوصيام وحج وزكاة وجهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وموالاة لأولياء الله ومعاداة لأعداء الله وجهاد في سبيل الله وهي دعوة للالتزام بالقيادة الشرعية ورفض للقيادات اللاشرعية الكافرة منها أو المنافقة المتظاهرة بالإسلام زورا وكذبا وهنا نذكر بعض المصادر التي أوضحت الممارسات الصحيحة لإحياء الذكرى الحسينية.

    •1- خطب وفتاوى وتوجيهات مراجع الامة العظام الاموات منهم قدس الله ارواحهم الزكية والاحياء منهم حفظهمالله تعالى بحفظ.

    •2- كتاب مفاتيح الجنان للمحقق المحدث الشيخ عباس القمي/الابواب المتعلقة بذكرى الحسين(ع).

    •3- كتاب الخصائص الحسينية للمحقق العلامة الشيخ جعفرالتستري.



    دراسات حول ثورةالحسين

    إضافة للممارسات العملية لإحياء ذكرى الحسين فهناك مجال أخر لإحياء هذه الذكرى يختص بالمثقفين وهو الدراساتالمتعلقة بالثورة الحسينية وان جاز لنا أن نسمي تلك الممارسات بالإحياء العملي للذكرى فان هذه الدراسات هي الإحياء الفكري للذكرى وعلى هذا الصعيد يمكننا أن نقدم الملاحظات التالية:

    •1- الدراسة الفردية.

    •2- حلقات التدراس والتدريس.

    •3- نقل الأفكار ونتائج الدراسة للأوساط المحيطة بالكادرالرسالي المثقف.

    •4- الكتابة وحسب الامكان حول الذكرى.

    •5- القيام بالممارسات الثقافية الأخرى حول الذكرىككتابة الشعر أو الرسم أو المسابقات الفكرية حول المناسبة....الخ.



    من حقول الدراسة حول ثورة الحسين

    لا يخفى على المتتبعإن الاحاطة بتفاصيل أبعاد الثورة الحسينية عملية صعبة تحتاج إلى الكثير من الجهد والتحقيق لكننا نشير في هذه الأسطر إلى خلاصة لبعض حقول الدراسة للثورة الحسينية وهي:

    •1- دراسة الظروف الاجتماعية والسياسية المتقدمة علىثورة الحسين (ع).

    •2- دراسة الظروف الاجتماعية والسياسية التي قامت بهاثورة الحسين (ع).

    •3- أسباب وأهداف الثورة الحسينية القريبة والبعيدة.

    •4- دراسة تتابع أحداث الثورة الحسينية (واقعة الطف).

    •5- دراسة حياة أهل بيت الحسين وأصحابه المشتركين فيالثورة.

    •6- دراسة مرحلة ما بعد الثورة (على المدى القريب)(أي الدور الزينبي).

    7 - دراسة مرحلةما بعد الثورة (على المدى البعيد) أي دور الإمام السجاد وأولاده ألائمة المعصومين.

    8- دراسات في كلام وأحاديث وأدعية الإمام الحسينفهي من أهم الوثائق في فهم ثورة الإمام الحسين.

    9- دراسة شخصية الإمام الحسين في أحاديث الرسولوالأئمة المعصومين وكذلك توصياتهم في كيفية إحياء ذكرى الإمام الحسين.

    10- دراسات حول الامتدادات المعاصرة لثورة الحسين والمتمثلة بنضال الأمة الإسلامية المجاهدة وثوارتها في العراق وفي كل مكان وعموم الأمة الإسلامية. وفي المقابل دراسة في امتدادات يزيد المعاصرة المتمثلة بالحكام الظلمة مثل صدام (كان صدام يومها ما يزال في السلطة)


    11- دراسة قضية التبري والتولي بلحاظ ثورة الحسينوالاستفادة منها في وقتنا الحاضر.

    12- دراسة في ضرورة الالتزام بالسلوك الإسلامي والعبادات الإسلامية من خلال ثورة الحسين.

    وهناك الكثير منالدراسات التي يمكن إن تتشكل حول هذه الذكرى الإسلامية الخالدة.

    إما مصادر هذهالدراسات فأنها مبثوثة في العشرات من الكتب القديمة منها أو الحديثة وهذه المصادر علىنوعين هما:

    •أ‌- كتب عامة توجد بها فصول عن قضية الحسين من قبيل:

    مقاتل الطالبينوالإرشاد وأعلام الورى وكشف الغمة والبحار واعيان الشيعة وتاريخ الطبري وغيرها كثير.

    •ب‌-كتب متخصصةحول قضية الحسين ومن أمثالها كتب المقاتل. وهناك مجموعة من الكتب الجديدة المتخصصةحول هذا الموضوع نذكر منها النماذج التالية:

    •1- ثورة الحسين ظروفها الاجتماعية وأثارها الإنسانية للشيخ محمد مهدي شمس الدين.

    •2- ثورة الحسين في الوجدان الشعبي للمؤلف نفسه.

    •3- أنصار الحسين دراسة عن شهداء ثورة الحسين الرجالوالدلالات للمؤلف نفسه كذلك.

    •4- تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي(ع) تأليف صالح الشهرستاني.

    •5- إبصار العين في أنصار الحسين للمحقق الشيخ السماوي.

    •6- حياة الإمام الحسين (ج1-3) تأليف باقر شريف القرشي.



    وتبقى الذكرى خالدة

    مهما تحدث المتحدثون وكتب الكتاب فالذكرى الحسينية باقية في ضمير الزمان وفي قلب الأمة فقد تلاحمت مع الجماهيرالمؤمنة وهم تلاحموا معها كذلك وهكذا تجدها عبر العديد من ممارسات وأحاسيس الأمة. قلماتجد إنسانا مسلما يرزق بمجموعة من البنات والبنين ولا يسمى احدهم باسم الحسين أو زينب أو احد أهل بيت الحسين وأصحابه وقلما تجد مسلما لا يذكره ويترجم عليه أو يندبه ويبكيه ولاشك إن الحسين حي عند الله لكنه حي عند الأمة كذلك فقد أصبح ذكر الحسين مدرسة لها أبعاد متعددة في العلم والأدب والفن وقد تسابق عشاق الحسين إلى الإبداع حول قضيته وواقع الأمة شاهد على ذلك ولكن تطوير وسائل الطرح الفني لقضية الحسين بما يتناسب مع الضوابط الشرعية الإسلامية وتطورات العصر مازال بحاجة إلى الكثير من الجهد.

    - فالشعر الحسيني موجود لكنه يحتاج إلى الإبداع الأكثر.

    - النشيد الحسيني الفردي منه أو الجماعي موجود لكنه يحتاج إلى التطوير الأفضل.

    - البوستر الحسيني موجود ومنذ مئات السنين لكنه ينبغي إن يبلغ درجة أعلى من الجودة الفنية.

    - المسرح الحسيني فانه موجود عبر التمثيل المفجع لقضية الحسين لكنه يحتاج وضمن الضوابط الشرعية للتقنية الفنية الأحسن.

    - فن العمارة والبناء فالأثر الحسيني واضح فيه لكنه يحتاج إلى استخلاص الصيغ الهندسية الإبداعية له لتقديمه للعالم كفن بنائي متطور تطرح من خلال قيم الحق والحرية والثورة.
    التعديل الأخير تم بواسطة الصافي; الساعة 03-08-2012, 03:06 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X