يعتبر فن التحاور من المواضيع الجذرية التي تؤسس لرؤى تحليلية تمحص التأملي وتدل على الأثر المنجز ، ولمعالجته فكريا يتمخض عن موقف سلوكي عند التلقي فهو ادآة للنوال المعلوماتي وساحة من ساحات وجهات النظر ، وتحقيق المتعة عبر المنحى الشعوري وفي مجلة رياض الزهراء برز نتاج تحاوري مهم نستخلص من متابعة الاراء تكوين رؤيا شاملة لهذا المنجز لنقف اولا عند نتاج الكاتبة ( نادية حمادة ) في موضوع عنونته بالاعلاميات العراقيات والق التميز والصحة الاعلامية ، ندخل عوالم التحاور بفهم اعلامي مع اكثر من شخصية نسوية فنجدها تناور بسؤال :ـ من الذي يمنح اللقاء التميز ، الاعلامي أم الضيف ؟ اجابت السيدة منتهى السهلاني وهي اعلامية معروفة وتعمل مراسلة قناة الفرات :ـ ان المقدم الحاذق والذي يمتلك خلفية ثقافية حول الموضوع المطروح هو الذي يسد الخلل الذي ربما يحدث ـ بينما الاعلامية سوزان الشمري معدة ومقدمة برامج في اذاعة محافظة كربلاء ترى ان أهمية الموضوع ومقدرة الاعلامي القادر على ادارة الحوارهما من يمنح اللقاء التميز ، ـ والاعلامية شذى الشبيبي ترى ان الاعلامية الناجحة هي التي تتمكن من ادارة دفة اللقاء بطريقة مميزة ومثقفة وان التميز الاعلامي لابد له من ثقافة واسعة وثقة بالنفس ، وقد شيدت هذه الكاتبة حواراتها باسلوب شعري يجمع بين الشفافية الشعرية وخيالاتها وبين يقظة الحوار وجديته وخاصة عندما تكون تلك اللقاءات افتراضية حيث التقت بالسيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام وهي تتحدث عن وشائج المحبة وتماسك المجتمع وعن الثراء الذي صاغ ولاءها سبيلا لتصبح به ركيزة من ركائز الاسلام ، وارى ان كتابة التحقيق باسلوب السرد القصصي هو افضل الاساليب الجاذبة لفاعلية التلقي ـ واستطاعت مثلا ان تقدم لنا شخصية السيدة فاطمة المعصومة ، ولدت في بيت من بيوت الله وترعرعت في حضانة والدها الكريم والعديد من الخصائص التي اهلتها لأن تكون سيدة من نساء العالمين وجوامع مشتركة مع مريم الصديقة (ع) بالتصديق والعصمة والعذراوية وكتبت باسلوب السرد بصيغة الغائب وكما في الحديث عن شخصية عمرة بنت النعمان بن البشير زوجة المختار الثقفي ـ التي أبت ان تعطيهم البراءة عن زوجها حتى صمدت امام سيف مصعب بن الزبير الذي قطع رأسها وهي صابرة محتسبة ،نجد ان الكاتبة تتوسل القدرة الشعرية على اثارة التلقي ـ واللقاء الافتراضي مع طفلة بثلاثة اعوام وهي خولة بنت الامام الحسين وكذلك اللقاء الافتراضي مع السيدة سكينة بنت الحسين او اللقاء المباشرمع السيدة نرجس والدة الامام الحجة و مع الامام على عليه السلام ليتحدث عن ولادة زينب سلام الله عليها ، اعتقد ان مثل هذه المحاورات تأخذ الصورة الادبية ، والرؤية التحليلية تصل لحد الخرق لكنها تعاني من جفاف شعوري لكون هذه المحاروات الافتراضية مع المعصوم تكون خشنة غير محببة شعوريا فنجد ان التعامل السليم في اللقاءات الافتراضية هي تلك التي تتم مع شخصيات مجاورة ،ماذا لو ان الجميع استخدم هذا الاسلوب؟ والجميع خاطب المعصومين مباشرة ؟ أكيد سنصل الى حالة سلبية وهذا يدل على قسرية التحاور مع وجود امكانية رائعة وعالية القيمة للكاتبة ( نادية حمادة ) . ونرى قيمة الارتكاز على المد الاستفساري عند الكاتبة ( امآل كاظم )لمعرفة وجهات النظر والاشتغال على الكد المعلوماتي مع وجود المساحة الدفاعية اليقظة التي تعطي الصحفي سرعة البديهية ، عدم الاقتناع الكلي والوقوف عند نقطة الاجابة من اجل تعميق الصورة و تحريض ذاكرة الضيف للتقصي داخل الموضوع وهذا ما حدث في لقاء الاديبة والناقدة ( سليمة سلطان الفتلاوي ) اذ ترى وجود الكثير من الممنوعات في الأدب النسوي ، والارتقاء بمستوى الثقافة النسوية يتطلب ترف حياتي فكان التحاور يصل مرحلة الندية سعيا لتعميق النقاش وكان اللقاء شيقا ذكيا اجاد وضع اليد على المناطق المهمة من سؤال.. شبع المثقف ام جوعه الذي يلد العافية ، وكان لقاءها مع السيدة ( ندى جاسم ) ماجستير كيمياء عضوية ، اذ ترى ان انتشار وسائل الاعلام المختلفة كالستيلايت والمحمول والانترنت قد فتحت عيون البراءة على قيم غريبة لغياب الرقيب، وللأم تأثير كبير في تربية البنات ، وفي لقاء آخر أجرته الكاتبة ( امآل كاظم ) مع السيدة ( شذى اسماعيل ) مواطنة مغتربة في هولندا و بريطانيا في نص تحاوري مبني على علاقة تفاعلية تترك مساحة واسعة للسرد الماضوي الجهد المطلوب ابرازه ، لسعيها تأسيس مؤسسة اتحاد المدارس العربية في بريطانيا لتعليم اللغة العربية ، وتعليم الدين الاسلامي وتحفيظ القرآن بطرائق عصرية ، ترى السيدة شذى اسماعيل ـ ان للأم دور كبير في زرع محبة الوطن في القلوب ، واتجهت الكاتبة (امآل كاظم ) الى اللقاء الافتراضي مع الرمز المعصوم الامام علي عليه السلام مباشرة ، ودار حديثها حول الولادة والزواج وقضية مصحف فاطمة واللوح الاخضر وكان من الممكن ايجاد وسيلة اتصالية اخرى ،تسهم اللقاءات الصحفية في توعية ثقافية ونشر المعلومة المتنوعة تحت متناول التلقي والمقابلات الصحفية أحد الاركان المهمة في مجلة رياض الزهراء فلذلك سعت رئيسة التحرير لأجراء مثل هذه المهام من لقاءات ومقابلات وتحركها في اغلب المواضيع وقد قابلت مواطنة امريكية ( روز اصلان ) ولدت في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا ، ومن اسرة يهودية ودرست الاديان في مقتبل عمرها البوذية / اليهودية / المسيحية / الهندوسية ، وفي زيارة لفسطين سمعت الاذان فاحبته وهي ابنة الخمسة عشر عاما ، وذهبت الى مصر لدراسة اللغة العربية ، والدراسات الاسلامية ، فتعرفت على الاسلام واسلمت لله مخلصة الطاعة ان شاء الله ،مثلما هو معروف ان انتقاء الضيف وموضوعة التحاور تظهر مدى ثقافة الاعلامي ، واستطاعت هذه المجلة ان توزع انتقاءاتها توزيعا يكشف مديات الخبرة والتعاون ، حيث صار هم هؤلاء الاعلاميات دراسة الواقع العراقي والاسلامي من خلال اراء اهل الثقافة والفكر فقد تم التركيز على الواقع الاجتماعي الذي عاشه العراقيون من عقود المحنة الطاغوتية ، عبر لقاء مع السيدة ( أم محمد ) اخت الشهيدين اسماعيل وابراهيم حسين كماجي ، في منطقة باب السلالمة ، كواكب تأبى الافول قلوبهم مغمورة باليقين عرفوا بين اقرانهم بالتدين والتقوى واختزلوا اعمارهم سنواتا ليمنحوا الدهر عزا، جنات وعيون بدل احواض التيزاب التي اذيبت فيها اجسادهم ، ستبقى اسماؤهم اناشيد ثورة وترانيم جهاد ، وفي موضوعة اخرى ساهمت في تغطية احتفالية مؤسسة المودة والازدهار بمقرها الجديد وقدمت الكاتبة ليلى ابراهيم محورين مهمين في هذا الموضوع الاول اقتباس تعريفي من كلمة الشيخ ناصر الاسدي ...:ـ ان المرأة مضطهدة في كل بقاع العالم مظلومة ، حالات من الاضطهاد والجهل ونماذج بالمقابل اسست الوعي العراقي الاسلامي تطبع هذه المؤسسة 12كتابا في السنة وتقيم دورات صيفية خارجة عن النمطية وتم في هذا المهرجان اختيار ملكة جمال الاخلاق ، وهناك العديد من اللقاءات الفرعية التي تسلط الضوء على الموضوع واجرت لقاء آخر مع معلمة قديرة هي السيدة أم زينب ابنة الشيخ رضا ابو معاش ، اذ ترى ان الفترات المظلمةالقت بظلالها على اجيال من التعليمات الصارمة الموجهة للهيئة التدريسية ، كمنع الحجاب في المدارس والتثقيف السياسي القسري وانصح النساء اليوم بعدم هدر الوقت ، وترى ان المرأة الكربلائية تحتم عليها ان تكون منارا وقدوة خاصة في العلم والاخلاق واداء الواجبات فحجاب بنات وتصرفاتهن الرصينة تعكس الهوية الكربلائية ، وفي لقاءات الكاتبة ( لوية هادي الفتلاوي ) تركت فسحة من الخيال الخصب والشاعرية المتفتحة كمحاولة منها لخلق تأثيرية عالية لعملية التلقي ، لكن تبقى اللعبة الكتابية خطرة في ساحة اللقاءات والمقابلات فكتابة عوالم الشعر في مقدمة اللقاءات تطغي على الموضوع القصدي فبعد مقدمة شاعرية عالية القيمة الابداعية لايمكن ان يستقيم الوضع لحوار صحفي بسيط كيف له ان يرتقي الى مستوى شعرية المقدمة مثل مقدمة لقاء السيدة مريم محمد علي ( باكستان)تقول منذ أن كنت صغيرة تعلمت الصلاة وتأملتها باللغة العربية وتمعنت في المعاني ـ وانخرطت بعدها في الحوزة العلمية في باكستان ، وجاءت الى كربلاء لتستقي العلم من منابعه وتعد اللغة الدارجة العامية من اصعب ما تعانيه في العراق وتوصي المرأة المسلمة بالالتزام الديني وفي مقدمة شعرية طويلة نسبيا قدمت لنا شخصية اخرى هي السيدة ام اسامة من محافظة / ذي قار ـ سوق الشيوخ ..... أعدموا زوجها فلجأت الى كربلاء بجوار الامام الحسين (ع) . وتميزت الكاتبة (مدينة محمد أكبر) باللفة الاسئلة وبالتحاور البسيط والبساطة قدرة اسلوبية تحفل بالهدوء وباداء اجرائي يمتاز بسلاسة الارسال والتلقي ، مثل حوارها مع الأخت أم محمد بكاليوروس ادآب انكليزي ، اذ ترى ان الدراسة الحوزوية فيها رضا وثقافة للمكلف وترى ان وظيفتها الانسانية هي السعي لهداية بعض الطالبات وكسبهن للدراسة الحوزوية ، وكتبت موضوعا آخر عن ( ليلى التميمية ) ومثل هذا التدوين يعطي الاهمية القصوى للمعلومة التي هي نتاج فكري ودلالي فليلى التميمية هي بنت مسعود التميمي زوجة امير المؤمنين الامام علي عليه السلام أم عبد الله الاصغر ومحمد الاصغر استشهدا في واقعة كربلاء وهي احدى الزوجات الاربع ممن بقين بعد استشهاد الامام علي (ع) ( أم البنين / امامة بنت ابن العاص / اسماء بنت عميس / وليلى التميمية ) من النساء اللواتي حضرن كربلاء وشاهدت واقعة الطف الحسيني ، . ومن الطبيعي ان نرى كل موضوع يخضع لخصوبة فنية ، التعامل الانطباعي لابد ان يتوائم مع قيمة النص لكونه لايتعامل مع الخارج النصي لكونه تخصص في الداخل النصي ، وتنوع هذه الاشتغالات الاسلوبية ، تجعل التجربة الكلية للعنوان الامثل والمتخلل في محاور سؤال ،كيف تكونين مثلها ؟ أمنية بباقة ملونة من شذى المواضيع ، فالكاتبة ( نجلاء كاظم ) تمر على موضوعة / فاطمة بنت الامام الحسين (ع) / هي من اغصان الشجرة .. ابوها الحسن وعمها الحسين وجدها أمير المؤمنين وزوجها السجاد وابنها الباقر عليه واخوها القاسم عريس الطفوف عليهم السلام اجمعين وقد حضرت الطف يوم عاشوراء ، تصبح الكتابة جميلة حين تمر على جراح آل البيت عليهم السلام لما تحمله من مؤثر شعوري .. والكاتبة ( فائزة عبد الامير المسعودي ) كتبت عن ( سمية بنت خياط) أم عمار بن ياسر وما اعظمها وهي تبصق في وجه المتفرعن ابو جهل لتقع اول شهيدة في الاسلام .. ومثل هذه المواضيع بحد ذاتها تعد معالجة اسلوبية لواقع تاريخي ، والكاتبة ( ازهار عبد الجبار ) التقت باحدى الاخوات العاملات في تعليم القرآن ( السيدة أم نور) استشهدت بقول الامام علي عليه السلام ( زكاة العلم نشره ) وهذا الاستشهاد يأخذنا الى عوالم السيدة الضيفة ، وتقول ان لعائلتها دورا كبيرا في مساعدتها لخوض هذا الطريق وخصوصا زوجها واولادها ، واما عن دوافع المرأة فهي ترى ان الحضور النسوي يكون دائما بدافع طلب العلم والتخلص من الجهل ، وفي سؤال لطيف عن اهمية الرمز النسوي المعصوم ، قالت ان السيدة الزهراء قدوة حسنة واوصي كل امرأة بتقوى الله فالمرأة العراقية تقع على عاتقها مهمة كبيرة وهي التمهيد لدولة الامام صاحب الامر عجل الله فرجه الشريف لصنع قاعدة قوية وكبيرة لأستقبال منقذ البشرية وترى ان للمرأة الكربلائية مسؤولية اكبر لأنها تسكن بجوار بقعة مقدسة وطاهرة فعليها ان تعكس لكل من يأتي الى كربلاء ان المرأة الكربلائية هي امرأة زينبية ، وتلتقي اخت أخرى هي (أم زينب ) مدرسة في دورة العقيلة زينب متخصصة في د راسة الفقه والعقائد والقرآن واللغة العربية ، عاشت في الغربة (21) سنة وشاركت في الدورات الفقهية والمجالس الجسينية كمبلغة , :ـ لقد عاشت المرأة المسلمة الانفتاح العقلي والابداعي وانطلقت في افاق اوسع من المرأة الغربية وحققت ابداعات متتالية عبر الزمن فهي تتمتع بحقوق كاملة في ظل الاسلام لايمكن ان تتوفر للمرأة الغربية التي تعاني من الوأدين المادي والمعنوي. واخيرا نقول ان مجلة رياض الزهراء قدمت قدرات ابداعية ضمنت ألق التميز الاعلامي لمنشور عراقي نسوي وطني ملتزم
تعليق