إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء اصدقائي ....... الشيخ عزيز عبد الواحد .. السويد )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء اصدقائي ....... الشيخ عزيز عبد الواحد .. السويد )

    باحث اسلامي واكاديمي له بحوث ومخطوطات اسلامية وله نشاط ثقافي وفكري هورئيس الهيئة التاسيسة لمركز نون الثقافي واما جمعة وجماعة في مدينة مالمو ،

    (الإمام الحسين عليه السلام رسالة حوار في عالم الأزمات) (*)
    يصعب تحديد مفهوم دقيق وشامل للازمة , وخاصة بعد اتساع نطاق استعماله , وانطباقه على مختلف صور العلاقات الانسانية , وفي مجالات التعامل كافة .الا انْ تطوره التاريخي , قد ظهر في الطب الاغريقي القديم تعبيراً عن نقطة تحوّل مصيرية في تطور المرض , يرتهن بها شفاء المريض , خلال فترة زمنية محددة , او موته وم ثمّ , تكون مؤشرات المرض , أو دلائل الأزمة, هي الأعراض , التي تظهر على المريض , والناجمة عن الصراع , بين الميكروبات والجراثيم ومقاومة الجسم لها , وليس عن الأزمة المرضية , التي ألمّت به .
    وبعد أنْ شاع اصطلاح الأزمة , في المعاجم والكتب الطبّية , بدأ استخدامه , مع بداية القرن التاسع عشر , في التعبير عن ظهور المشاكل , التي تواجهها الدول , اشارة الى نقاط التحول الحاسمة , في تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

    وفي عام 1937 , عُرّفت الأزمة بأنها خلل فادح , في العلاقة بين العرض والطلب, في السلع والخدمات ورؤوس الأموال.
    ومنذ ذلك التاريخ , بدأ التوسع في استخدام مصطلح الأزمة , في اطار علم النفس , عند الحديث عن أزمة الهوية.
    وكذلك, استخدمه الديموجرافيون , عند حديثهم عن أزمة الانفجار السكاني . وأسفر استخدامه عن تداخل , بين مفهوم الازمة والمفاهيم المختلفة , ذات الارتباط الحيوي , والوثيق به.
    ومفهوم الأزمة في اللغة العربية يعني : الشدّة والقحط . وأزَمَ عن الشيئ : أمسك عنه .
    وازَمَ على الشئ أزْ ماً : عض بالفم كله عضاً شديداً . وتأزّم : أصابته أزمة.
    بالاضافة الى تعريف الأزمة باللغات الأخرى .(**)

    وبدأت الازمات مع بداية الخليقة , ومرّت دراسة الأزمات بمرحلتين . انتهت أولاهما بعد الحرب العالمية الثانية , وتركزّت دراساتها في السرد التاريخي للأحداث , واستخلاص دروسها المستفادة .

    أما المرحلة الثانية فقد بدأت في ستينيات القرن العشرين , وتطورت فيها الدراسات, حتى شملت المناهج, وأدوات التحليل العلمي , والاقتراب التدريجي , والانتماء الى العلوم السياسية, اذ ارتبط مفهوم الأزمة بالعديد من المفاهيم الأخرى:
    كمفهوم المشكلة , ومفهوم الكارثة .
    كما ارتبط مفهوم الأزمة بمصطلحات , كمصطلح( الحادث ) , ومصطلح ( الصدمة ) , ومصطلح ( الصراع) , ومصطلح( الخلاف ) .
    وقد ذكروا أسباباً لنشؤء الازمات :
    كسوء الفهم , وعدم استيعاب المعلومات بدقّة , وسوء التقدير والتقييم , والادارة العشوائية, والارتجالية , واليأس , والشائعات , وغير ذلك . (1)
    تصنيف الأزمات :
    يمكن تصنيف الازمات استنادا الى المعايير التالية:
    1 نوع ومضمون الازمة
    النطاق الجغرافي للازمة:

    3 حجم الازمة:

    4 المدى الزمني لظهور وتأثير الازمة:

    5 طبيعة التهديدات التي تخلق الازمة:

    6 الاخطاء المسببة للازمة

    7 طبيعة اطراف الازمة:


    سمات الازمة :


    إنّ كل علم من العلوم الاجتماعية او الطبيعية يدرس الازمة من زاوية اهتمامه، وفي ضوء المسلمات والنماذج الارشادية التي يعتمد عليها، من هنا تعددت وتنوعت محاولات تحديد مفهوم الازمة، ولكن رغم هذا التعدد الا ان هناك سمات او خصائص عامة متفق عليها بين الباحثين فيما يتعلق بالازمة نوجزها في :
    1 المفاجأة، فهي، غير متوقعة و حدث سريع وغامض.

    2 جسامة التهديد، والذي قد يؤدي الى خسائر مادية او بشرية هائلة تهدد الاستقرار.

    3 الظروف المُربِكة .

    4 ضيق الوقت المتاح لمواجهة الازمة.

    5 تعدد الاطراف والقوى المؤثرة في حدوث الازمة وتطورها. (2)

    وقد بيّنوا سماتِ للأزمة منها:

    1.الإدراك بأنها نقطة تحول .

    2. أنها تتطلب قرارات سريعة.

    3. أنها تهدد أهداف و قيم الأطراف المشاركة بها.

    4 أنها تفقد السيطرة أو تضعف السيطرة على الأحداث.

    5. أنها تتميز بضغط عامل الوقت و الشعور بالضبابية و الاضطراب مما يولد القلق.

    وذكروا نوعين من أساليب حل الأزمات الأول معروف متداول،ويصطلح عليه بالطرق التقليدية،والثاني عبارة عن طرق لا تزال في معظمها،قيد التجريب ويصطلح عليها بالطرق غير التقليدية:

    الطرق التقليدية :



    واهم هذه الطرق: إنكار الأزمة: وكبتها , وإخمادها , وبخسها , وتنفيسها وتفريغ الأزمة .



    انكار الأزمة:
    حيث تتم ممارسة تعتيم اعلامي على الأزمة وانكار حدوثها, واظهار صلابة الموقف وان الاحوال على احسن ما يرام وذلك لتدمير الأزمة والسيطرة عليها. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في ظل الانظمة الدكتاتورية والتي ترفض الاعتراف بوجود اي خلل في كيانها الاداري. وافضل مثال لها انكار التعرض للوباء اواي مرض صحي وما إلى ذلك.
    كبت الأزمة:
    وتعني تأجيل ظهور الأزمة ، وهو نوع من التعامل المباشر مع الأزمة بقصد تدميرها.
    اخماد الأزمة:
    وهي طريقة بالغة العنف تقوم على الصدام العلني العنيف مع قوى التيار الازموي بغض النظر عن المشاعر والقيم الإنسانية.
    بخس الأزمة:
    أي التقليل من شأن الأزمة ( من تأثيرها ونتائجها ). وهنا يتم الاعتراف بوجود الأزمة ولكن باعتبارها أزمة غير هامة.
    تنفيس الأزمة:
    وتسمى طريقة تنفيس البركان حيث يلجأ المدير إلى تنفيس الضغوط داخل البركان للتخفيف من حالة الغليان والغضب والحيلولة دون الانفجار.
    تفريغ الأزمة:
    وحسب هذه الطريقة يتم ايجاد مسارات بديلة ومتعددة امام قوة الدفع الرئيسية والفرعية المولدة لتيارالأزمة ليتحول إلى مسارات عديدة وبديلة تستوعب جهده وتقلل من خطورته.
    ويكون التفريغ على ثلاث مراحل: مرحلة الصدام , ومرحلة وضع البدائل , و مرحلة التفاوض .

    أ. مرحلة الصدام:

    أو مرحلة المواجهة العنيفة مع القوى الدافعة للأزمة لمعرفة مدى قوة الأزمة ومدى تماسك القوى التي انشأتها.

    ب. مرحلة وضع البدائل:

    وهنا يقوم المدير بوضع مجموعة من الأهداف البديلة لكل اتجاه أو فرقة انبثقت عن الصدام. وهذه العملية تشبه إلى حد ما لعبة البليارد.

    ج. مرحلة التفاوض مع اصحاب كل فرع او بديل:
    اي مرحلة استقطاب وامتصاص وتكييف اصحاب كل بديل عن طريق التفاوض مع اصحاب كل فرع من خلال رؤية علمية شاملة مبنية على عدة تساؤلات مثل ماذا تريد من اصحاب الفرع الاخر وما الذي يمكن تقديمه للحصول على ما تريد وما هي الضغوط التي يجب ممارستها لاجبارهم على قبول التفاوض ؟،،
    الطرق غير التقليدية
    وهي طرق مناسبة لروح العصر ومتوافقة مع متغيراته واهم هذه الطرق ما يلي،:-
    طريقة فِرَق العمل:
    وهي من أكثر الطرق استخداما في الوقت الحالي حيث يتطلب الأمر وجود أكثر من خبير ومتخصص في مجالات مختلفة حتى يتم حساب كل عامل من العوامل و تحديد التصرف المطلوب مع كل عامل.
    وهذه الطرق إما أن تكون طرق مؤقتة أو تكون طرق عمل دائمة من الكوادر المتخصصة التي يتم تشكيلها، وتهيئتها لمواجهة الأزمات وأوقات الطوارئ.
    طريقة الاحتياطي التعبوي للتعامل مع الأزمات::
    حيث يتم تحديد مواطن الضعف ومصادر الأزمات فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه اذا حصلت الأزمة. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في المنظمات الصناعية عند حدوث أزمة في المواد الخام او نقص في السيولة.
    طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الأزمات:
    وهي أكثر الطرق تأثيرا وتستخدم عندما تتعلق الأزمة بالأفراد أو يكون محورها عنصر بشري.وتعني هذه الطريقة الإفصاح عن الأزمة وعن خطورتها وكيفية التعامل معها بين الرئيس والمرؤوسين بشكل شفاف وديمقراطي.
    طريقة الاحتواء:
    أي محاصرة الأزمة في نطاق ضيق ومحدود ومن الأمثلة على ذلك الأزمات العمالية حيث يتم استخدام طريقة الحوار والتفاهم مع قيادات تلك الأزمات،.
    طريقة تصعيد الأزمة:
    وتستخدم عندما تكون الأزمة غير واضحة المعالم وعندما يكون هناك تكتل عند مرحلة تكوين الأزمة فيعمد المتعامل مع الموقف، إلى تصعيد الأزمة لفك هذا التكتل و تقليل ضغط الأزمة.
    طريقة تفريغ الأزمة من مضمونها:
    وهي من انجح الطرق المستخدمة حيث يكون لكل أزمة مضمون معين قد يكون سياسيا اواجتماعيا او دينيا او اقتصاديا او ثقافيا او اداريا وغيرها،ومهمة المدير هي افقاد الأزمة لهويتها ومضمونها وبالتالي فقدان قوة الضغط لدى القوى الأزموية ومن طرقها الشائعة هي:
    طريقة تفتيت الأزمات:
    وهي الأفضل إذا كانت الأزمات شديدة وخطرة وتعتمد هذه الطريقة على دراسة جميع جوانب الأزمة لمعرفة القوى المشكلة لتحالفات الأزمة وتحديد اطار المصالح المتضاربة والمنافع المحتملة لأعضاء هذه التحالفات ومن ثم ضربها من خلال ايجاد زعامات مفتعلة وايجاد مكاسب لهذه الاتجاهات متعارضة مع استمرار التحالفات الأزموية.وهكذا تتحول الأزمة الكبرى إلى أزمات صغيرة مفتتة.
    طريقة تدمير الأزمة ذاتيا وتفجيرها من الداخل:
    وهي من أصعب الطرق غير التقليدية للتعامل مع الأزمات ويطلق عليها طريقة (المواجهة العنيفة ) أو الصدام المباشر وغالبا ما تستخدم في حالة عدم توفر المعلومات وهذا مكمن خطورتها وتستخدم في حالة التيقن من عدم وجود البديل ويتم التعامل مع هذه الأزمة على النحو التالي:
    طريقة الوفرة الوهمية:
    وهي تستخدم الاسلوب النفسي للتغطية على الأزمة كما في حالات،فقدان المواد التموينية حيث يراعي متخذ القرار توفر هذه المواد للسيطرة على الأزمة ولو مؤقتا.
    احتواء وتحويل مسار الأزمة:
    وتستخدم مع الأزمات بالغة العنف والتي لا يمكن وقف تصاعدها وهنا يتم تحويل الأزمة إلى مسارات بديلة ويتم احتواء الأزمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها والاعتراف
    باسبابها ثم التغلب عليها ومعالجة افرازاتها ونتائجها، بالشكل الذي يؤدي إلى التقليل من اخطارها. (3)
    أعتقد أنها ( أزمة الخطاب الديني المعاصر) :ونشير اولاً الى تعريف الخطاب الديني , ثمّ نشّخص الأزمة , المطلوبُ التحاور فيها.

    تعريف الخطاب الديني:
    الخطاب الديني بهذا التركيب الإضافي هو مصطلح جديد، ذاع في العصر الحديث، وأول من أطلقه الغرب، ولم يُعرف هذا الاصطلاح من قبل في ثقافة المسلمين، بمعنى أنه ليس مصطلحا له وضع شرعي في الإسلام كالمصطلحات الشرعية الأخرى مثل الجهاد والخلافة والديار والخراج.... الخ، وإنما هو مصطلح جديد، اصطلح عليه أهل هذا الزمان.

    وقبل أن نشرع بالتعريف الاصطلاحي لكلمة (الخطاب)سنبدأ بالتعريف اللغوي أولا، لأن مدلولات اللغة غالبا ما تؤثر في المصطلحات والمعاني التي يصطلح عليها الناس.
    أولاً:تعريف الخطاب لغةً:
    جاء في لسان العرب أن (الخطاب هو مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا... والمخاطبة مفاعلة من الخطاب) .(ابن منظور " لسان العرب - مادة "خطب").
    وجاءت مادة (خطب) في عدة مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى: ?وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ? (ص:20)، وقال جل شأنه: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً? (الفرقان:63)، وقال سبحانه وتعالى: ?وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ? (هود:37).
    ثانياً:تعريف الخطاب اصطلاحاً:
    وعرف بأنه (كل نطق أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من المتكلم أو الكاتب، وتفترض فيه التأثير على السامع أو القارئ، مع الأخذ بعين الاعتبار مجمل الظروف والممارسات التي تم فيها) .
    وفي ضوء ما سبق يمكن أن نعّرف الخطاب : ( بأنه إيصال الأفكار إلى الآخرين بواسطة الكلام المفهوم، واللغة في ذلك هي أداة الخطاب يعني وعاء الأفكار ).
    وعندما ننسب الخطاب إلى الدين، ونحن هنا نقصد الدين الإسلامي قطعا، وإن كان يسمى الخطاب الديني غير الإسلامي خطابا دينيا، كالخطاب الديني النصراني، واليهودي... حتى أنه حينما أطلق الغرب هذا المصطلح، قصد به خطاب الإسلام، والإسلام هو الدين الذي نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على قلب نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ليكون من المنذرين للناس كافة بلسان عربي مبين، ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم العزيز الرحيم. (4)
    أما تشخيصُ الأزمة :

    فباعتبار أنّ تطويرَ الخطاب الديني أحدُ التحديات التربوية المعاصرة :

    ففي ملخص بحث مقدم إلى مؤتمر"الإسلام والتحديات المعاصرة" المنعقد بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية , من الدكتور أشرف أبو عطايا , والاستاذ يحيى عبد الهادي , تضمّن :

    (بيان حقيقة الدعوة لتطوير وتجديد الخطاب الديني الإسلامي، وذلك ببيان ماهية الخطاب الديني الإسلامي وخصائصه ومحاولة تحديد المنطلقات والخلفيات الفكرية والسياسية لهذه الدعوة، والأدوات المستخدمة لتنفيذها في البلاد العربية والإسلامية، كما تم إلقاء الضوء على الجهود الغربية لتطوير وتغيير الخطاب الديني الإسلامي بما يحمل من قيم وتصورات، ولكون التربية ومناهج التعليم من أهم الضمانات للحفاظ علي ثقافة الأمة، والتي تجعلها أمة مميزة بما تحمل من ثقافة أساسها العقيدة الإسلامية، تم بيان الهدف من الدعوات لتغيير المناهج، ومحاولة وضع رؤيا تربوية للحفاظ على ثقافة الأمة ومواجهة الغزو الفكري والثقافي، ثم الحق الباحثان الدراسة بأهم النتائج، واقتراحا مجموعة من التوصيات، والتي يمكن أن تحد من الهجمة الغربية). (5)

    فيما لخّص الدكتور محمودالزهيري , الأزمة ( في غياب لغة الخطاب الديني عن الواقع المعاش بل والخلط السئ بين النصوص الدينية وبين الفقه المنتج من عقول الفقهاء والمحدثين والمفسرين لتلك النصوص حتي أصبح الدين ليس هو مجموعة النصوص وإنما هو تفسير مافسره الفقهاء والمحدثين والمفسرين لتلك التفسيرات والتأويلات البعيدة عن روح النص والمختلطة بمناخ وبيئة والحالة النفسية والعقلية للفقيه والمفسر والمحدث وقد تم إنتقال تلك المفاهيم جيلاً بعد جيلاً بكل ماتحمله هذه المفاهيم من معاني وتأويلات بعيده عن روح العصر الحاضر بل ومسببة أزمات مستقبلية مرجح تزاملها للبشر في حياتهم الخاصة والعامة) .

    ويصف الدكتور الزهيري ذلك الخطاب بـ إنه خطاب العاجز القاصر معدوم الإرادة عديم الأهلية!!
    لماذا ؟!!
    لأنه ليس أمامه من لغة إلا لغة الصبر علي الأذي والتحمل وأن الإنسان إذا حرم من نعمة أبدله الله بصبره خيراً منها يوم القيامة وأن الصبر شطر الإيمان وسبحان الله تملأ الميزان, أو تملآن مابين السماء والأرض , وأن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم, وأن نصف اليوم يعدا خمسة وعشرون ألف سنة , واللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني يوم القيامة في زمرة المساكين , وفقير صابر خير من غني شاكر , بل والدعوة إلي الذهد في الدنيا , إذهد في الدنيا يحبك الله , واذهد فيما عند الناس يحبك الناس , وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل , بل وتعظيم شأن الفقر والفقراء !! (6)





    ويرى غيرهم أنّ الخطاب الديني المعاصر يعيش في معظم مجالاته الثلاثة، التعليمي والدعوي والإفتائي، وفي غالبية وجوهه (التقليدي المحافظ، السياسي المؤدلج، المتشدد العنيف، المعتدل الوسطي)، مسموعاً أو مقروءاً أو مشاهداً... في وضع مأزوم وانفصامي مع أوضاع المجتمعات المعاصرة .



    ونحن مع القائلين في دفع الشكوك والظنون السيئة المتربصة بدعاة التجديد, ونؤكد (أن الدعوة لإصلاح الخطاب الديني لا تتعرض ولا تمس "الثوابت" الدينية، وإنما ينصب ذلك الإصلاح على خطاب الدعاة والوعاظ والخطباء والمفتين والباحثين، كما يذاع وينشر، باعتباره"فهماً" بشرياً لنصوص دينية مقدسة، في سياق مجتمعي معاصر، يساهم وبشكل بارز في تشكيل وجدان المسلم وتوجيه سلوكياته وتكوين مفاهيمه وتصوراته ونظرته للآخرين سواء في مجتمعه (مواطنين ومقيمين) أو في موقفه من النظام السياسي الحاكم في بلده أو في نظرته للشعوب الأخرى غير المسلمة أو الحضارة المعاصرة بصفة عامة.. )

    إن تجديد الخطاب الديني، مطلبٌ مشروع دائماً، وهو قضية حيوية لمجتمعاتنا .



    تجديد الخطاب الديني , لماذا ؟

    هناك ضرورات عديدة لتجديد الخطاب الديني، أبرزها أن هذا الخطاب بوضعه الراهن أخفق في تحقيق مهماته وأهدافه الأساسية، وأهمها:

    1- الهدف التحصيني:

    عجز الخطاب الديني، رغم كثرة الموارد المرصودة، والهيمنة الطويلة على المناهج والمنابر وكافة المفاصل الثقافية للمجتمع وأنشطته وعلى امتداد نصف قرن، عن "تحصين" شبابنا، وتقوية مناعتهم في مواجهة أمراض التطرف، وفيروسات الفكر الإرهابي التي غزت نفوسهم وعقولهم وحوّلتهم إلى أدوات للقتل والتفجير والتدمير.

    2- الهدف التنموي:

    الدين قوة هائلة تشحن طاقات المسلم للبناء والإنتاج والتفاني والإخلاص في العمل والتنمية والتزود بالعلم والمعرفة، باعتبار هذه الأمور جهاداً في سبيل الله، لكن الخطاب الديني السائد لم يستطع توظيف طاقات المسلم في ميادين السباق الحضاري، وإنما دفع تلك الطاقات نحو الهدم والتدمير تحت شعارات "الجهاد" و"الاستشهاد"، فكانت النتيجة انخراط آلاف الشباب في مشروعات عدمية تستنزف موارد وطاقات المجتمعات الإسلامية. ولا عجب إن وجدنا أن الخطاب الأساسي لكافة التنظيمات السياسية الدينية لا يتضمن أي برامج ومشاريع للبناء والتنمية، تلبي طموحات الجماهير في غد أفضل، بل وجدناه خطاباً تحريضياً اتهامياً، ناقماً على العصر والمجتمع والنظام السياسي، متشككاً في كل شيء. يدخل المسلم جامعاً لأداء الصلاة ليجد خطيباً غاضباً زاعقاً يدعو على الآخرين بالهلاك، فيخرج أكثر توتراً وإحباطاً من الوضع العام، مهيأ للانخراط في الشبكات الجهنمية الإرهابية!



    3- الهدف التوحيدي:

    لم يستطع الخطاب الديني إصلاح ذات البين، بل زاد انقسام المسلمين إلى طوائف وفرق بسبب ادعاء كل طائفة أنها وحدها تملك الحقيقة المطلقة وهي الفرقة الناجية الموعودة بالجنة دون الطوائف الأخرى. أصبح الخطاب الديني عامل تأزيم وتكريس للفرقة والشحن الطائفي وتغذية الصراعات السياسية.

    4- الهدف الدعوي:

    لقد فشل الخطاب الديني في أهم وظائفه، ألا وهو تقديم صورة حضارية للإسلام إلى العالم المعاصر، بل قدم صورة منفرّة للمسلمين، وأصبح العالم كله يتوجس من المسلمين، وزاد الطين بلة، أن الخطاب الديني المهاجر، حمل أمراضه معه إلى المهجر فزاد المسلمين هناك رهقاً وشقاءً.

    وصحيحٌ ما قالوا :

    ( أن مسؤولية الفشل لا تقع على عاتق النخبة الدينية وخطابها فقط، بل هي مسؤولية مشتركة أيضاً، إلا أن مسؤولية النخبة الدينية هي الأعظم ) . (7)

    أخيراً.....



    إذا كان هناك , من ضرورةٍ , لبيان المختار الشخصي لمعالجة الأزمة المطروحة , فأنا أقف مع القائلين بأنّ :

    الاجتهادَ هو :

    ( مفتاحُ إصلاحِ الخطاب الديني المعاصر)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X