إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قيــــ ( المختار ) ــــــــــــام والاعتقاد بالمهدوية ::

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قيــــ ( المختار ) ــــــــــــام والاعتقاد بالمهدوية ::

    إن أول أثر ظهر في تأريخ الإسلام لعقيدة المهدوية ، كان في قصة انتقام المختار من قتلة الإمام الحسين ( ع ) وليس هناك شك في أن المختار كان رجلاً سياسياً محنكاً ، أكثر من كونه رجل دين ومذهب .

    طبعاً لا أريد هنا أن أحكم على المختار بأنه كان إنساناً خيراً أم شريراً ، ولكنه على أي حال ، كان يعلم جيداً بأن هدفه وإن كان الانتقام من قتلة سيد الشهداء (ع) .

    وهذا مما يوفر له أرضية شعبية مساعدة ، إلا أن الناس لم يكونوا مستعدين للقيام بهذا العمل تحت قيادته .

    و على إحدى الروايات ، فقد حاول المختار أن يحصل على دعم الإمام زين العابدين (ع) في هذا الأمر ،

    ولكنه لم يوفق في ذلك ، فلم يجد أمامه إلا أن يستغل مسألة الإمام المهدي الموعود الذي أخبر به رسول الله (ص) ،

    فطرح اسم محمد بن الحنفية وهو ابن أمير المؤمنين وأخو الإمام الحسين (ع) ،

    على أنه هو الإمام المهدي المنتظر الذي بشر به رسول الله (ص) ، وأعلن نفسه نائباً لذلك الإمام .

    وظل المختار مدة من الزمن يلعب لعبته السياسية تحت عنوان نيابة المهدي أي بصفته نائباً لمحمد بن الحنفية .

    والسؤال هنا : هل أن محمد بن الحنفية كان مقتنعاً حقاً بأنه المهدي الموعود ، وهل أنه هو الذي نصب المختار نائباً عنه ؟

    يقول البعض : نعم ، كان الأمر هكذا في الظاهر ، ولكن الدافع الحقيقي لقبول محمد بن الحنفية بهذا الأمر ،

    هو فقط تهيئة الأرضية من أجل الانتقام والأخذ بالثار من قتلة الإمام االحسين (ع) ، ولكن هذا غير ثابت بالطبع .

    وبعد أن مات محمد بن الحنفية قال جماعة المعتقدين به : إن المهدي الموعود لا يمكن أن يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

    إذن فمحمد بن الحنفية لم يمت في الواقع ، وإنما اختفى في جبل ( رضوى ) ، ومن هنا ظهر إلى الوجود مذهب ( الكيسانية ) .




    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	90.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	33.0 كيلوبايت 
الهوية:	849968

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ريحانة الحسين مشاهدة المشاركة
    إن أول أثر ظهر في تأريخ الإسلام لعقيدة المهدوية ، كان في قصة انتقام المختار من قتلة الإمام الحسين ( ع ) وليس هناك شك في أن المختار كان رجلاً سياسياً محنكاً ، أكثر من كونه رجل دين ومذهب .

    طبعاً لا أريد هنا أن أحكم على المختار بأنه كان إنساناً خيراً أم شريراً ، ولكنه على أي حال ، كان يعلم جيداً بأن هدفه وإن كان الانتقام من قتلة سيد الشهداء (ع) .

    وهذا مما يوفر له أرضية شعبية مساعدة ، إلا أن الناس لم يكونوا مستعدين للقيام بهذا العمل تحت قيادته .

    و على إحدى الروايات ، فقد حاول المختار أن يحصل على دعم الإمام زين العابدين (ع) في هذا الأمر ،

    ولكنه لم يوفق في ذلك ، فلم يجد أمامه إلا أن يستغل مسألة الإمام المهدي الموعود الذي أخبر به رسول الله (ص) ،

    فطرح اسم محمد بن الحنفية وهو ابن أمير المؤمنين وأخو الإمام الحسين (ع) ،

    على أنه هو الإمام المهدي المنتظر الذي بشر به رسول الله (ص) ، وأعلن نفسه نائباً لذلك الإمام .

    وظل المختار مدة من الزمن يلعب لعبته السياسية تحت عنوان نيابة المهدي أي بصفته نائباً لمحمد بن الحنفية .

    والسؤال هنا : هل أن محمد بن الحنفية كان مقتنعاً حقاً بأنه المهدي الموعود ، وهل أنه هو الذي نصب المختار نائباً عنه ؟

    يقول البعض : نعم ، كان الأمر هكذا في الظاهر ، ولكن الدافع الحقيقي لقبول محمد بن الحنفية بهذا الأمر ،

    هو فقط تهيئة الأرضية من أجل الانتقام والأخذ بالثار من قتلة الإمام االحسين (ع) ، ولكن هذا غير ثابت بالطبع .

    وبعد أن مات محمد بن الحنفية قال جماعة المعتقدين به : إن المهدي الموعود لا يمكن أن يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

    إذن فمحمد بن الحنفية لم يمت في الواقع ، وإنما اختفى في جبل ( رضوى ) ، ومن هنا ظهر إلى الوجود مذهب ( الكيسانية ) .




    [ATTACH=CONFIG]12466[/ATTACH]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخت المحترمة ريحانة الحسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لاشك انك من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام ,لكن ان هذه الاعتقادات التي اتيتِ بها في مشاركتك لا اعتقد انها مباني مدرسة اهل البيت ؟
    لانه في كلامك اساءة الى محمد بن الحنفية بدليل انه ادعى المهدوية مع العلم اننا نعرف محمد بن الحنفيه لم يدعي المهدوية لانه على قدر من العلم والمعرفة بل اقر للامام زين العابدين بالامامة عليه ؟ فلا يصح ان نطلق الكلام على محمد بن الحنفيه بهذا الشكل ؟. هذا اولاً
    ثانياً ان المختار رجل صالح حيث اخذ ثار الامام الحسين عليه السلام وهناك كثير من الروايات التي مدحت المختار وعلى لسان الائمة الاطهار امثال الامام الصادق والباقر عليهم السلام فلايمكن لامام معصوم ان يترحم او يمدح شخصية وهي من اهل النار وبالتالي فغير صحيح انه ادعى نائب المهدي وماشابه ذلك .
    كما اطلب منك اختي الفاضلة ان تعلمينا بالمصدر الذي تنقلين عنه والى اي احد من علماء مدرسة اهل البيت عليهم السلام .
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا

    تعليق


    • #3
      اخي الصريح صراحتاً عند قراءتي لهذا الموضوع في احدى الكتب القيمة والمنتسبة الى احد علماء الشيعة المعروفين تفاجأت بعض الشئ فدونته في هذه الصفحة لكي افهم من هو لديه معرفة واسعة حول هذا الموضوع للاستفادة منكم

      تعليق


      • #4
        الاخت المحترمة
        ان اول من ادعى المهدوية على محمد بن الحنفيه هم الكيسانية ولكن ليس في حياته ,رضوان الله عليه وانما بعد مماته سنة ( 73 /هـ ) ، ومات محمد بن الحنفيه رضوان الله عليه وهو لا يعرف عن دعوى الكيسانية في إمامته ومهدويته وغيبته شيئاً يذكر ، حيث روّجت الكيسانية له ذلك جهلاً ـ بعد وفاته ـ ؛ تأثّراً بسموّ أخلاقه ونبله وعلمه ، زيادة على كونه أخاً للسبطين وابناً لامير المؤمنين عليهم السّلام ، مع عناد بعضهم على القول بإمامته ومهدويته وغيبته حتى بعد وفاته ودفنه !.
        والدليل انه لم يدعي المهدوية مايذكره الكشي في رجاله : 120 ـ 121 / 192 في ترجمة أبي خالد الكابلي يقول ورد عن أبي بصير قال : « سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنيفة دهراً ، وما كان يشكّ في منه إمام ، حتى أتاه ذات يوم فقال له : جعلت فداك ، إنّ لي حرمة

        وموّدة وانقطاها فأسألك بحرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السّلام إلاّ أخبرتني : منت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه ؟ قال ، فقال : يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم. الإمام عَلَىَ بن الحسين عليه السّلام عليّ وعليك وعلى كل مسلم ، فأقبل أبو خالد لمّا أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية ، جاء إلى على بن الحسين عليه السّلام فلمّا استأذن عليه ، فأخبر أن أبا خالد بالباب ، فأذن له فلمّا دخل عليه ، دنا منه ، قال : مرحباًً بك يا كنكر ! ما كنت لنا بزائر ، ما بدا لك فينا ؟ فخرّ أبو خالد ساجداً شكراً لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين عليهما السّلام ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي ، فقال له على بن الحسين عليهما السّلام : وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد ؟ قال : إنّك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ولقد ، خدمت محمد بن الحنفية دهراً من عمري ولا أشكّ إلاّ وأنه إمام ! حتى إذا كان قريباً سألته بحرمة الله تعالى ، وبحرمة رسوله صلّى الله عليه وآله ، وبحرمة أمير المؤمنين عليه السّلام ، فأرشدني إليك ، وقال : هو الإمام عليّ ، وعليك ، على خلق الله كلهم .. » .
        فكيف يدّعي الكيسانية إذن امامته ومهدويته وغيبته ، وهذه هي أقواله رضى الله عنه ؟

        والنتيجة ان انتفاء ادعاء المهدوية عن محمد بن الحنفيه رضوان الله تعالى عليه ينتفي ادعاء البعض على المختار الثقفي بانه ادعى نيابة وسفارة المهدوية .
        اما اخبار اهل البيت عليهم السلام في مدح المختار الثقفي سوف تاتي ان شاء الله تعالى .
        التعديل الأخير تم بواسطة الصريح; الساعة 17-08-2012, 02:49 PM.
        ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا

        تعليق


        • #5
          الاخت ريحانة الحسين المحترمة اود ان ابين لك التوضيح التالي وانا مستعد ان ابين اي التباس لك في قضية المختار رضوان الله تعالي عليه ...


          من خلال متابعة الاحداث التي جرت بين الإمام السجاد (عليه السلام) والمختار لا نستطيع القول بأن الإمام (عليه السلام) كان ممن دعا الى ثورة المختار أو أرسل من يأمره بذلك أو اعانه بأموال أو رجال وما إلى ذلك، نعم أكثر ما نستطيع القول إن الإمام كان راضياً بثورة المختار واظهر رضاه ذاك من خلال محمد بن الحنفية.
          يقول ابن نما رحمه الله تعالى: وقد رويت عن والدي إن ابن الحنفية قال لهم قوموا بنا الى امامي وإمامكم علي بن الحسين (عليهما السلام) فلما دخلوا عليه واخبره الخبر قال: (ياعم لو ان عبداً زنجياً تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته وقد وليتك هذا الامر فاصنع ما شئت) فخرجوا وهم يقولون اذن لنا زين العابدين ومحمد بن الحنفية فهذه الرواية تدل على قبول الإمام بالثورة والرضا بها ولا تدل على إن الإمام دعا إليها أو أمر بها والناس في ذلك الزمان كانوا لا يطلبون من الإمام إن يأمرهم بذلك بل يريدون من الإمام أن يقبل منهم الخروج على قتلة الحسين (عليه السلام) وتتضح رغبتهم في القتال من خلال قولهم (أَذفن لنا زين العابدين) فهم جاءوا ليطلبوا الأذن بالقتال.
          ولعل الإمام (عليه السلام) كان لا يستطيع التصريح بأكثر من ذلك خوفاً من جور بني أمية وابن الزبير ويدل المدح الوارد من قبل الإئمة على المختار على مشروعية عمله، فالباقر (عليه السلام) يصفه بأنه قتل قتلتنا وطلب ثارنا وما ترك لنا حقاً عند احد إلا طلبه، ثم ان المدح والرضا بفعل المختار والدعاء له من قبل الائمة كاف لاعطاء مشروعية لعمله واعتباره تسديداً له. على إن المختار حتى لو لم يحصل على الأذن من الإمام بالقتال لديه من خلال معرفته بعلوم آل محمد (عليهم السلام) وأحاديثهم ما يدل على جواز الخروج على قتلة الإمام الحسين(عليه السلام) وكل من يحاول االدفاع عنهم، فاذا جاءه الرضا من الإمام (عليه السلام) أو حتى السكوت فيكون ذلك بمثابة عدم وضع مانع في طريق الثورة التي يكفي لتحققها من خلال رغبة الناس بالإنتقام عدم وضع الموانع.
          وعندما كانت تصل إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) الاموال من قبل المختار كان يقبلها أو عندما كانت تأتيه الوفود قبل حصول الثورة كان لا يبدي لهم ما يدل على منعه من القيام او المشاركة بالثورة.
          نعم، هناك من الاخبار ما ذكره بعض اصحاب التاريخ ما تدل على عدم رضا الإمام بفعل المختار او ما تدل على ذم الإمام له. وقد رد السيد الخوئي تلك الروايات وقال ان تلك الروايات ضعيفه الإسناد جداً .
          والحصيله انه لا تقف تلك الاخبار الضعيفة الذامّة له في قبال الاخبار الاخرى المادحة له والتي دلت على رضا الائمة (عليهم السلام) بفعل المختار.
          أما ما يتعلق بالسؤال الثاني، فان خروج المختار على عامل الكوفة ابن مطيع وانتصاره عليه جاء بعد معركة شديدة ومن المحتمل جداً إن يكون من اتباع عامل الكوفه ابن مطيع الذين قتلوا في المعركة من لم يشارك في حرب الحسين (عليه السلام) لكن المختار قاتلهم لانهم يريدون الدفاع عن اميرهم بل هم اول من ابتدأ بمتابعة المختار واتباعه بعد ان علموا بتحركاتهم واستعدادهم للخروج .ولما حقق المختار النصر ودخل القصر آمن من في القصر ولم يقتل ابن مطيع بعد هربه مع علمه بموقفه بل ارسل اليه مبلغاً من المال وأخرجه من الكوفة.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            شكرا للاخوة
            ريحانة الحسين و الصريح وابو محمد الموسوي
            لمايبدوه من مواضيع وردود رائعه وقيمه
            بارك الله فيكم
            التعديل الأخير تم بواسطة م.القريشي; الساعة 18-08-2012, 02:56 AM.

            تعليق


            • #7
              ذكر السيد الخوئي ( قدس سره ) ترجمة المختار في كتابه ( معجم رجال الحديث ج : 19 / 102) فقال : ((والاخبار الواردة في حقّه على قسمين :
              مادحة وذامّة ، أما المادحة فهي متضافرة ، منها ….، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث الينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين . وهذه الرواية صحيحة .
              وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (لا تسبّوا المختار ، فانه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا، وقسّم فينا المال على العسرة).
              وعن عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما اتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من اعدائي ، وجزى الله المختار خيرا)).
              ثم ذكر السيد الخوئي ثلاث روايات اخرى في هذا المجال ، ثم ذكر بعض الروايات الذامة وقال : ((وهذه الروايات ضعيفة الاسناد جداً)) .
              ثم نقل ( قدس سره ) قول المجلسي في كتابه (بحار الانوار : ج45 / باب 49) فقال: ((وقال المجلسي ـ قدّس سرّه ـ : قال جعفر بن نما : اعلم ان كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ، ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ، ولو تدبّروا أقوال الأئمة في مدح المختار لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى جلّ جلاله في كتابه المبين ، ودعاء زين العابدين عليه السلام للمختار دليل واضح ، وبرهان لائح ، على أنه عنده من المصطفين الأخيار ، ولو كان على غير الطريقة المشكورة ، ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ، ويقول فيه قولاً لا يستطاب ، وكان دعاؤه عليه السلام له عبثاً ، والامام منزّه عن ذلك ، وقد أسلفنا من أقوال الأئمة في مطاوي الكتاب تكرار مدحهم له ، ونهيهم عن ذمّه مافيه غنية لذوي الأبصار ، وبغية لذوي الاعتبار ، وإنما أعداؤه عملوا له مثالب ليباعدوه عن قلوب الشيعة ، كما عمل أعداء أمير المؤمنين عليه السلام له مساوي ، وهلك بها كثير ممن حاد عن محبته ، وحال عن طاعته ، فالوليّ له عليه السلام لم تغيّره الأوهام ، ولا باحته تلك الأحلام ، بل كشفت له عن فضله المكنون وعلمه المصون . فعمل في قضية المختار ما عمل مع أبي الأئمة الأطهار …)) إلخ .
              والخلاصة : لم يكن المختار إلاّ رجلا أبلى في سبيل قضيّته أحسن البلاء ، فعمل اعداؤه على محاربته من خلال وضع التهم والاكاذيب عليه ، ولما كان خصومه هم الغالبون ، وقد امتد نفوذهم بعده ، فمن الطبيعي ان تصاغ هذه الاكاذيب في روايات مسندة ، لتدخل التاريخ بوجه مشروع حين يكون منهج المؤرخ هو جمع الاخبار ، دون التحقيق والتمحيص فيها ، أو بوجه غير مشروع حين تلتقي مع هوى المؤرخ ، او تعينه على نصرة الاتجاه الذي يميل اليه ، او التنكيل بالاتجاه الذي يميل عنه .

              تعليق


              • #8
                ذكر السيد الخوئي ( قدس سره ) ترجمة المختار في كتابه ( معجم رجال الحديث ج : 19 / 102) فقال : ((والاخبار الواردة في حقّه على قسمين :
                مادحة وذامّة ، أما المادحة فهي متضافرة ، منها ….، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث الينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين . وهذه الرواية صحيحة .
                وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (لا تسبّوا المختار ، فانه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا، وقسّم فينا المال على العسرة).
                وعن عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما اتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من اعدائي ، وجزى الله المختار خيرا)).
                ثم ذكر السيد الخوئي ثلاث روايات اخرى في هذا المجال ، ثم ذكر بعض الروايات الذامة وقال : ((وهذه الروايات ضعيفة الاسناد جداً)) .
                ثم نقل ( قدس سره ) قول المجلسي في كتابه (بحار الانوار : ج45 / باب 49) فقال: ((وقال المجلسي ـ قدّس سرّه ـ : قال جعفر بن نما : اعلم ان كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ، ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ، ولو تدبّروا أقوال الأئمة في مدح المختار لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى جلّ جلاله في كتابه المبين ، ودعاء زين العابدين عليه السلام للمختار دليل واضح ، وبرهان لائح ، على أنه عنده من المصطفين الأخيار ، ولو كان على غير الطريقة المشكورة ، ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ، ويقول فيه قولاً لا يستطاب ، وكان دعاؤه عليه السلام له عبثاً ، والامام منزّه عن ذلك ، وقد أسلفنا من أقوال الأئمة في مطاوي الكتاب تكرار مدحهم له ، ونهيهم عن ذمّه مافيه غنية لذوي الأبصار ، وبغية لذوي الاعتبار ، وإنما أعداؤه عملوا له مثالب ليباعدوه عن قلوب الشيعة ، كما عمل أعداء أمير المؤمنين عليه السلام له مساوي ، وهلك بها كثير ممن حاد عن محبته ، وحال عن طاعته ، فالوليّ له عليه السلام لم تغيّره الأوهام ، ولا باحته تلك الأحلام ، بل كشفت له عن فضله المكنون وعلمه المصون . فعمل في قضية المختار ما عمل مع أبي الأئمة الأطهار …)) إلخ .
                والخلاصة : لم يكن المختار إلاّ رجلا أبلى في سبيل قضيّته أحسن البلاء ، فعمل اعداؤه على محاربته من خلال وضع التهم والاكاذيب عليه ، ولما كان خصومه هم الغالبون ، وقد امتد نفوذهم بعده ، فمن الطبيعي ان تصاغ هذه الاكاذيب في روايات مسندة ، لتدخل التاريخ بوجه مشروع حين يكون منهج المؤرخ هو جمع الاخبار ، دون التحقيق والتمحيص فيها ، أو بوجه غير مشروع حين تلتقي مع هوى المؤرخ ، او تعينه على نصرة الاتجاه الذي يميل اليه ، او التنكيل بالاتجاه الذي يميل عنه .

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X