إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظهور نور الله في النبي وعلي وآلهم وشيعتهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظهور نور الله في النبي وعلي وآلهم وشيعتهم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    معرفة نور الله في التكوين وظهروه في الوجود معرفة واسعة نذكر منه أحاديث نعمة فيها باقة عطرة من معرفة نور الله في الوجود وتحققه بالنبي وآله ومن اهتدى بنورهم لمعرفة الله ، فكان منهم ويحف بهم في كل مراتب الوجود ، وصار متنور بنور الله تعالى في ذاته وصفاته ، وقد بينا بعض البيان لمعنى النور في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام فإن أحببت المزيد فراجعها ، وهنا ذكر مختصر في معرفة نور الله في الملكوت وظهوره حتى نزوله في الأرض بعد أن عرفنا منه معرفة يسيرة في أحاديث المعراج .
    قال الله تعالى :
    { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35 ) ـ
    هذا بيان لنور الله في السماوات والملكوت حتى نزوله في الأرض تكوين وهدى ، وقد عرفنا إن نور الله هو الذي يهتدي به المهتدون في كل مراتب الوجود حتى يظهر هدى بكل شيء لرجال خصهم الله به في البيوت المرفوعة للنبي وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين فقال عز من قائل رب النور والجمال ـ
    { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) ـ
    هذه الأوصاف لا تنطبق إلى على النبي وعلي وآله وهم أهل البيت المطهرون الذين باهل بهم الله ، وهم كوثر الوجود خيره ونوره وبهم يهتدي المهتدون لنور الله ويترقون في مراتب كماله ويحصلون على أشرف المنازل عنده ، ولهم أحسن أجر وقد عرفته ، وستعرفه أنه الله أمر بمودة القربى والصلاة عليهم والاتصال بهم لأخذ دينه وأن لهم في الآخرة أحسن أجر من فضل الله تعالى وكرامته ، بل ويزيدهم من فضله بما لا إذن سمعت ولا عين رأت وبهذا قال تعالى لهم ولمن يتبعهم :
    { لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) ـ
    هذا كان ثواب الله لنبينا وآله وشيعتهم المتبعون لأئمة الحق والهدى ونور الله لهم في كل الوجود ومراتبه تكوين وهدى ودين وطاعة وعبادة وثواب وجزاء ، واسمع كلام الله في المخالفين لهم أولياء الشيطان ، فتعرف أنهم في ظلمات متراكمة لأنهم في جهل مركب ويعبدون الله بدين أئمة الضلال فتراهم في ظلمات متراكبة كما قال الله تعالى :
    {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} النور40 .
    وهذه أوصاف أئمة الكفر والضلال من أعداء نبينا وآله ممن حاربهم وقتلهم ومنع من ذكرهم ونشر رأيه وقياسه واستحسانه ، وعلى هذا تبعه الناس فعبدوا الله بدينه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ويمنعون من ذكر النبي وعلي وآلهم سواء في مناقبهم أو في تعاليمهم ويعتبروه شرك وضلال ، ولكنهم تراهم يفرحون إذا سمعوا بحديث يذكر فيه أئمة الكفر أو تعاليمهم ممن حارب نبينا وآله على طول الزمان وفي كل مكان .
    ولكن الله أمر أن يؤخذ دينه الخالص من النور الذي أوجده في رجال البيوت المرفوعة الذين بقي بابهم مفتوح لمسجد رسول الله وسد كل باب دونه ، لا قه وكسره والاعتداء على أهله باسم الدين كما فعل الخلفاء الأوائل وأتباعهم ، وكانوا في جهل مركب وظلمات متراكمة ، وهذا الدين عند نبينا وآله بعده ، وسيأتي الحديث عنهم وعرفت بعضه ، ولكن لنذكر معرفة بسيطة في أوليا الهدى والنور ، وأولياء الشيطان والظلام فنتدبر قوله تعالى :
    {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) ـ
    أن الإنسان وجد مع نور الفطرة ولكنه قد يخرج منها إذا لم يطع الله وأتبع أولياء الشيطان ومن يضله عن هدى الله ، فمن آمن بالله وأخذ دينه من الله بحق وصدق بقي على النور والهدى فيخرج لكل للنور الخالص في الملكوت الأعلى ، ومن تبع أولياء الشيطان سيكون في ظلمات متراكبة ويخرج من نور الفطرة التي كان له نصيب منه ، لأنه لم يتبع الحق وأهل النور والهدى ممن جعل الله له نور وتبع من ليس له نور ، ونتلو قول الله تعالى بعد تلك الآية لنعرف الحزبين :
    {فَرِيقًا هَدَىوَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}الأعراف30 ـ
    وهذه المعرفة بأن الإنسان إما يرجع لله من هذه الدنيا ويكون في نور خالص مع أهل النور إذا تبع نبينا وآله وهداهم الذي هو نور الله لمن يعرفه ويذكره ويتحدث عنه ، فيكون له النور الصافي الخالص من كل ظلام وخرج لمطلق النور في عالم النور والملكوت الأعلى معهم ، ومن لم يأخذ من نور الله عند علي وآله الذين هم رجال النور النبوي بل الإلهي وهداه ، ويأخذ من ظلام أئمة الكفر وأولياء الشيطان من أعدائهم يكون في ظلمات متراكبة ، ولذا قال الله تعالى في الآيات المحلقة بآية الكرسي :
    {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}البقرة257 ـ
    نعم إن الله يخرج من الظلمات للنور ولكنك عرفت أنه برجال البيوت المرفوعة الذين هم نور الله وأولياءه ، فإن الله جعل نوره عندهم ومنهم يشع هداه فمن يعرفه ويذكره ويتذاكر به مع المؤمنين ، ويتحدث به وعنه عرف هدى الله ونوره وتحقق به عند إقامة أوامر الله التي علموها بكلامهم وسيرتهم وسلوكهم ، كما عرفت بأنهم كل وجودهم يذكر بالله وتعالى وبتعاليمه لأنهم مجلى لظهور نور الله وهداه وبكل حركة وتصرف لهم ، راجع آيات النور والبيوت المرفوعة حتى تعرف أن الله هو النور والساطع بنوره هو النبي الكريم وبعده الإمام علي وآله صلى الله عليهم وسلم ، وحزبهم بقدر أخذهم منهم يرجعون لله في الملكوت الأعلى نور خالص كامل غالب لكل ظلام تحقق به أعداء آل محمد ومنع من ذكرهم وتعريف دينهم والحديث عنهم وعن معارف الله عنده قال الله تعالى :
    { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) ـ
    هذه آيات ولاية النور مختصة بالله والنبي وعلي وآله ومعهم من تبعهم دون من عاداهم وتبع أعدائهم ومن منع من ذكرهم ومعرفتهم ، والله يخرج من الظلمات إلى النور بهم ، وذلك لأن ولايتهم امتداد لولايته كما عرفت بالآية الملحقة بآية الكرسي وهذه الآية ، وبهم يعرف المؤمن بصراط مستقيم هدى الله فيعرف كيف يتنور من يتولاهم بولاية الله النور التي يخرج بها من الظلمات للنور ، ويغلب المؤمن المتولي لهم كل ظلام لأعدائهم ومكر وحيلة سموها بدين الله وعبدوا الله بها ولم ينزل بها الله من سلطان فقال بعدها ـ
    وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ } المائدة56 ـ
    آية التولي لنور الله والاقتباس منه لأنه عرفت أن الله هو الولي الذي يخرج من الظلمات إلى النور الذي جعله عند أولياء دينه ، وهذه الآيات نزلة في حزب الله ورسوله وعلي بين أبي طالب هو الذي أعطى الزكاة في الصلاة وهو راكع ، وكان حزبه معه هم الفائزون المتحققين بنور الله وخرجوا من كل ظلمات , وكان كل من خالفهم من حزب الشيطان وفي ظلمات متراكمة .
    وعرفت شيء عن بدء نور الله في الحديث السابق وما ذكرنا عن نور النبي وعلي وآلهم في المعراج ، وما أمر الله نبيه أن يحدث به من نورهم وولايتهم وهداهم وإمامتهم التي تُعرف وتُحدث عن عظمة الله وكبرياءه ومجده وتشريفه لأوليائه وتذكره بأحسن الذكر المرضي لله ، وعرفت في آيات النور ونزوله من السماوات والأرض في كل مراتب الوجود ، فيخص في أول وجوده وإشراقه من تعالى وتجليه نبينا وآله الإمام علي بعده ثم الحسن والحسين والمعصومين من ذرية الحسين وحزبهم المفلحون بعدهم ، فيكونوا في نور خالص قد تجلى الله به لولي النور الذي نور به السماوات والأرض وجعله نور كامل تام في كل مراتب الوجود كما بدأ نور يرجع نور ، فيكون النبي وآله وصحبهم المحب لهم في أول الوجود وفي الهدى في عالم الشهادة والدنيا والعبادة والطاعة ، فيخلص بالنور حتى يرتفع لعالم النور بكل وجوده ويخلص من كل ظلام .
    وبهذا تعرف أنه ليس يوجد نور لأعداء نبينا وآله وحزبهم ، ولا لكل من منع من ذكرهم والحديث عنهم ولم يعرف نور الله منهم ، لأنهم في ظلمات وجهل مركب في معرفة نور الله واتبع ظلمات أعداء النبي وآله ومنع بالحديث عن النور وحقيقته فلم يتحققوا به ، والكلام واسع في نور الله ذكرنا منه شيء في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه أحاديث يسيرة والتفصيل إن شاء الله في صحيفة النور .

    ذكر الكليني بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ :
    ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِي ضِيَاءِ نُورِهِ يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ) .
    الكافي ج1ص530.

    ذكر الصدوق بإسناده عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
    ( أفضل الكلام قول : لا إله إلا الله ، وأفضل الخلق أول من قال لا إله إلا الله ، فقيل : يا رسول الله ومن أول من قال لا إله إلا الله .
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : أنا وأنا نور بين يدي الله جل جلاله و أوحده و أسبحه و أكبره و أقدسه و أمجده ، ويتلوني نور شاهد مني .
    فقيل : يا رسول الله و من الشاهد منك .
    فقال : علي بن أبي طالب أخي وصفيي ووزيري وخليفتي ووصيي وإمام أمتي وصاحب حوضي وحامل لوائي .
    فقيل له : يا رسول الله فمن يتلوه . فقال : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة ) .
    كمال الدين ج2ص660ق58ح14.
    أذكر للطيبين المتنورون بالنبي وآله : عرفت آيات النور في السماوات والأرض وظهور الله في كل عوالم الوجود في رجال البيوت المرفوعة بذكر الله والحديث عنه وبيان عظمته ومعرفته وإن اقتباس نوره من أولياءه وبهم يخلص المؤمن من كل ظلمات ويخرج للنور الكامل التام بإذن الله تعالى ، وعرفت أن هدى الله نور والقرآن نور وقد قال الله في رسوله الكريم :
    { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } التغابن8 ـ فإن مع نبينا نور نازل والله تعالى يبينه لنا ، وهو به يخرج من الظلمات إلى النور بإذن الله وهو وآله أولياء النور كما عرفت إذ قال تعالى : {رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}الطلاق11 ـ
    وعرفت أولياء النور في الحديث وهو نور الشاهد والولي بعده والزجاجة المحيطة بمصباح النبي الكريم الذي هو منه يشع نور الله وهدى يُخرج من الظلمات كل من آمن به وتمسك به وأخذ دين الله منه ، لأنه تبع الشاهد من أهل البيت المرفوع المطهر كمال قال تعالى :
    { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ }هود17 والشاهد موجود ليوم القيامة ، وهو الإمام الذي يدعى به كل إنسان فيتنور بنوره الله الذي يشرق منه نور وذكر لتعاليم الله تعالى ، فيتولى ولي الله ويكون من حزبه فيعرفه ويذكره في كل وجوده حتى يتحقق به نور الله المشرق منه هدى ويخلص به لله وحده لا شريك له عبادة وطاعة ، ويخلص من كل ظلام لأولياء الشيطان وأعداء أولياء الله وأئمة الحق ، الذين ذكر الله حالهم بأنهم لا نور لهم بل هم في ظلمات متراكمة ويخرجون من النور نور الفطرة والدين للظلمات التامة لهم ، وقال في حقهم في آية أخرى :
    { يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ }الحديد13 ـ
    نبينا وآله وحزبهم هم أهل النور وأولياءه بإذن الله ورحمته وتكريمه لهم في كل مراتب الوجود قبل الدنيا وفيها وبعدها ، وليس لأعداء نبينا وآله ومن يمنع من ذكرهم نور لأنهم كانوا يقولون شرك معرفة الحق وأهله والحديث عن نبينا محمد وما كرمه الله به من النور والهدى ، وأرادوا أن يطفئوا نور الله ، فأطفئ الله نورهم كما عرفت ولذا قال الله تعالى :
    { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8 ـ وإطفاء نور الله هو المنع من ذكره والحديث عنه وتعريفه لمن يطلب نور الله وهداه ودينه من أئمة الحق ، وأولياء النور الذين رفع الله ذكرهم وأمرنا أن نحدث عنهم ، وهذا نور الله في السماوات والأرض وهداه لنبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين في جميع مراتب الوجود ، وبالخصوص من يقتبس منه هدى يرتفع معهم في أجمل مقام عند الله ويعود نور يسعى بين يديه في القيامة ، والمنافقون وإن صحبوا النبي ليس لهم نور فضلاً عمن تبع دينهم ، ومن لم يحب النبي لم يقتبس منه ومن آله نور الله تعالى ، راجع الآيات السابقة وهذا أحاديث نعمة تذكرنا بنور الله نتدبر فيها ونسأله أن يجعل نورنا يسعى بين أيدينا إنه ولي النور :
    ذكر الصدوق عن أبي صالح عن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول :
    ( خلقت أنا و علي من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه و لقد سكن الجنة ، و نحن في صلبه و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه ، و لقد ركب النوح السفينة ، ونحن في صلبه ولقد قذف بإبراهيم في النار ونحن في صلبه .
    فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين .
    فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليا في صلب أبي طالب ، وجعل في النبوة والبركة وجعل في علي الفصاحة والفروسية ، وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود و أنا محمد و الله الأعلى و هذا علي ) .
    معاني ‏الأخبار ح1ص56ح4 . وبحار الأنوار ج15ص7ب1ح7 .
    أن هذه مراتب تنزل نور الله في الوجود في أكرم خلقه في مرتبة أخرى حتى كان منهم نور النبي وعلي وآهل الطيبين الطاهرين منهم ، وهم نور الله واحد وهدى واحد وكل من تبعهم صار منهم وحصل على نور الله ، وخرج من كل ظلمات لأعدائهم ، كما عرفت أن الله يخرج من النور بالنور الذي أنزله ، وعرفت أنه قد جعل النور عند أولياء دينه وبهم يخرج من الظلمات إلى النور ، وخلافهم فيه الظلام لأنه منع من معرفة النور وتولي أعداءهم أولياء الشيطان الذين يخرجون من نور الفطرة إلى الظلمات والعياذ بالله من منع الحق وتعريف عليه فكان هو وحزبه في الظلمات .
    وذكر الصدوق بإسناده عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال :
    ( إن الله عز و جل خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
    قلت : فأين كنتم يا رسول الله .
    قال : قدام العرش نسبح الله تعالى ونحمده ونقدسه ونمجده .
    قلت : على أي مثال .
    قال : أشباح نور حتى إذا أراد الله عز و جل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفن في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم و يشق بنا آخرون .
    فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة و النصف إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة ، وأخرجت فاطمة علياً .
    ثم أعاد عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ، ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن و الحسين يعني من النصفين جميعا ، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة ) .
    علل الشرائع ج1ص208ح11.
    ذكر الصدوق بإسناده عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين عليهم السلام يقول :
    ( إن الله تبارك و تعالى خلق محمدا و عليا و الأئمة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره ، يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله عز و جل و يقدسونه و هم الأئمة الهادية من آل محمد عليه السلام ) .
    كمال ‏الدين ج1ص318ب31ح1 .
    فهذا نور هدى الله وحقيقته في نبينا وآله وعترته الطاهرة في كل وجودهم وصفاتهم وكل علم وعلم وسلوك وسيرة لهم يعلمون نور الله ويظهرون به ، وإنه في كل مراتب الوجود قبل عالم الشهادة في الملكوت بدأ وعوداً وإن شاء الله نحن معكم نكون معهم بل الآن بإذن الله وفضله معهم إن شاء الله ، وكل من يقتبس منه هدى الله يسير على صراط مستقيم ويحصل على نعيم الله ونوره ويتنور ويرتفع لمحل المجد والعظمة المنزلة الرفيعة والرضى عند الله ، ومن لم يعرفه ولم يذكره ولم يحدث به فما له منور ، كما عرفت في آيات النور ورجال البيت المرفوع بذكر الله تعالى علم وعمل وتعليم وظهور وإشراق لكل طالب حق .
    ذكر الصدوق بإسناده عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له : لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليه السلام .
    قال : ( لأن الله عز و جل جعلها في ولد الحسين و لم يجعلها في ولد الحسن و الله لا يسأل عما يفعل ) .
    علل الشرائع ج1ص209ح10. أذكرك : أنه ذكر أحاديث أخرى في هذا المعنى فراجع ، والله هو الذي يصطفي ويختار ما كان لأحد الخيرة والله العالم بأولياء دينه وأئمة الحق وأين أكرم خلقه ليجعل هدى دينه عندهم ، وذلك لأنهم أخلصوا له بكل وجودهم ويعلمون ذكره ومعرفته ودينه بكل علم وعمل لهم .
    ذكر محمد بن إبراهيم بإسناده عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام : عن قوله : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فقال :
    يا أبا خالد : النور و الله الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة ، وهم والله نور الله الذي أنزل ، وهم والله نور الله في السماوات والأرض .
    يا أبا خالد : لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم.
    و الله يا أبا خالد : لا يحبنا عبد و يتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلماً لنا ، فإذا كان سلماً لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر ) .
    تفسير القمي ج2ص371 آية64 من سورة التغابن .
    بتدبر الحديث فإنه الآيات والروايات السابقة تؤيده فإن القرآن والنبي وآله وشيعتهم ومواليهم الذين أخذوا تعاليم الله منهم يتحدون في النور بين مفيد ومستفيد ، ومشرق به بفضله الله وكرمه ، وبين أخذ منه ومتحقق به ، فيرتفع عن كل ظلام رأي وفكر لأولياء الشيطان ممن قتل آل محمد ومنع من ذكرهم والحديث عنهم ومعرفتهم ، فخلط وجوده الظلام وكان في جهل مركب وظلمات متراكمة واحترق بنار العدم ومنع من كل نعيم لأنه منع عن التحقق به بل معرفته وعرّف غيره وتعبد به .
    وهذا الذكر في هذا الحديث كنتيجة لما ذكرنا ، فإنه فيه معارف قيمة في اقتباس نور الله من أئمة الحق نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، وإن من لم يعرفهم ولم يذكرهم ولم يروي حديثهم ولا يحدث بما أنعم الله علينا بهم وكرمهم الله به وشرفهم فليس له من نور ، فهنيئاً لمن تولى نبينا وآله وذكرهم بكل كرامة وشرف وعز رفع الله به ذكرهم سواء بمناقبهم والحديث عن شرفهم ومجدهم ، أو بالحديث عن تعاليم دينهم ومعارفهم التي عرفوها بحديثهم وكل سيرة وسلوك لهم ، الذي سماه الله ذكر لله ولم يكن فيه أي مله يبعد عن الله ومعرفته ومعرفة دينه القيم .
    وأنى بمثل هذه المعارف من يمنع من ذكرهم ويعبد الله بدين أعداء النبي وآله ، ويحرم ذكرهم ويقول شرك حديث النعمة عنهم ، وهذا هو نور الله في الوجود عند نبينا وآله وشيعتهم بدأ وعودا ، وهذا نزر من المعرفة يسير وتابع البحوث والذكر في هذه الصحيفة والأجزاء الآتية من ذكر علي عبادة لله خالصة ، فإنها بإذن الله تعرفنا الكثير من تعاليم ديننا ومعارفه ، بل معرفة الله بما يحب ويرضى من غير تجسيم وشك وشرك ، بل معرفة العظمة والكبرياء والمجد لله وتشريفه وتكريمه لأولياء دينه وأحباءه

  • #2
    طبت و طابت أقلامك و خطواتك و وفقك الله لما تحبه و ترضاه آمين
    كلام كله حكم
    بارك الله فيك اختنا المتميزة دائما
    لك كل الاحترام والتقدير
    وننتظر دائما ابداعاتك على المواهب المتجددة






    قال علي بن ابي طالب(عليه السلام): الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ والآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ والْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ .



    تعليق


    • #3
      اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد

      أختي الفاضلة عطر الولاية أنار الله قلبك بنور الاإيمان

      وثبت قلبك على محبّة محمد وآل محمد

      موضوع متميز ورائع جدا

      سلمت يداك

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        حياكم الله وتشرفنا بحضوركم الكريم .
        جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولأية أمير المؤمنين علي عليه السلام مابقي الليل والنهار ..
        موفقين لكل مايحبه الله ويرضاه ..
        نسألكم الدعاء

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X