إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإيمان بالغيب؛ ماذا يعني؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإيمان بالغيب؛ ماذا يعني؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    (الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلمُتَّقِينَ * الَّذِينَ ُيؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمآ اُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمآ اُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ( (البقرة/1-5)
    ما هو الغيب ؟ وما هو موقفنا من الغيب ؟ وما هي علاقة الغيب بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام؟
    قبل استعراض الإجابة على الأسئلة المتقدمة الذكر أودّ الإشارة إلى انّ القليل من الناس من يتزود بأحسن الزاد.
    وإننا جلوس حول مائدة العقيدة المباركة ؛ فلا يكن حظّنا سوى رشحات ، وإنما ليحاول كلٌ منّا أن يكون زاده الأكثر والأنفع. لذلك فإنني حاولت وأحاول أن أتحدث عن قضية هامة جداً، وهي قضية الغيب، لأنها من وجهة نظر العقيدة الإسلامية قضية محوريـة من شأنها أن تحدد علاقاتنا بالحقائق، فما هو الغيب يا ترى ؟
    يؤكد القرآن الحكيم بادئ بدء أن آياته الكريمة هدىً، ولكــن ليس لكل من هبّ ودبّ، بل هي هدىً للمتقين. وأبرز صفات هـؤلاء المتقـين الذين سيقول عنهم القرآن في الموقع التالي: (أُوْلئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ( أبرز الصفات فيهم هي الإيمان بالغيب، فهو الشرط الأساس في إيمان الإنسان المتقي الذي حصر الله سبحانه وتعالى فيه الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .
    ومرة أخرى ؛ أتساءل : ما هو الغيب ؟ ولماذا أصبح الإيمان بالغيب محوراً أساسياً للإيمان ؟
    إن الله جلّ جلاله هو الغيب، إن الرسالات السماوية هي الغيب، إن الآخرة هي الغيب، إن الإمامة في أهل البيت وعصمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي الغيب. وإن أبرز وأهم غيب في حياتنا، هو الإيمان بوجود وظهور وانتصار الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ولكن لماذا ؟..
    الجواب: إن الغيب هو خلق الشهود، وهو أصل الشهود، وهو روح الشهود، وهو محتوى الشهود ، وهو في الحقيقة النور الأسطع للشهود . فاللّب أهم من القشرة ، ومن أراد شراء بضاعة ما فهو يهتم بتحديد حقيقة هذه البضاعة دون الاكتفاء أو الاهتمام بما يعكسه مظهرها. وعلى الرغم من أنّ كثيراً من الناس يقول بأن ماكنة السيارة هي التي تحرّك السيارة؛ لكنني أقول - كما هي الحقيقة - إن وقود السيارة، هو غيب السيارة وهو الوجه الآخر الأصيل لذاتها. وإنّ ضوء الشمس ليس هو الشمس، وإنما عين الشمس الغائبة عنّا هو التفاعلات الذرية الحادثة باستمرار في الشمس، ولولا هذه التفاعلات لما أضاءت الشمس ولو للحظة واحدة وإن غيب الإنسان ليس حركته أو سكنته، وإنما الغيب فيه كامن في قوة قلبه وسلامة أعصابه وشرايينه ومخّه. وإذا أمعنّا النظر في حقيقة الإنسان لوجدنا أن مخّه ليس هو الأساس فيه ، وإنما الروح هي المحور لديه ، وإذا أمعنا النظر ثانيةً لعرفنا أن العقل هو موجّه هذه الروح. ثم إن هذا العقل والحياة والقدرة الكامنة في الروح يقف وراءها أمراً أهم بكثير منها مجتمعةً، وهي إرادة الله سبحانه وتعالى، ولولا مشيئته وإفاضته وقدرته ونوره لتلاشت الروح الإنسانية؛ أو لنقل: لو لم تكن الإرادة الإلهية في إيجاد الروح والقدرة لدى الإنسان، لأصبح هذا الأخير كالجماد أو هو أعجز من الجماد، إن صحّ التعبير عن وجود جمادٍ في هذا الكون العجيب !...
    إذن؛ فكلّ حلقة من حلقات الغيب تأخذ أهميّتها وموقعها من مستوى التعمق في النظر إليها. فكلما كانت هذه الحلقة أبعد من حيث الترتيب والعمق، كلما جسّدت هي الأساس والمصدر؛ أما النور والمظهر فلا شيء مهم يذكر فيهما، هذا هو الغيب ...
    والإيمان بالغيب عادةً ما يكون فارقاً بين الإنسان والحيوان؛ الحيوان العاجز عن النفوذ إلى اللّب والجوهر إلاّ بالحواس المادية. والبشر بدورهم على مراتب متفاوتة تجاه هذه المسألة؛ فالرجل العادي منهم ينظر الى طبيعة المجتمع المتخلفة والفقيرة والمتوترة والمضطربة ، ولكنه لا يعرف السبب من وراء ذلك، وهو قد يقول : لعلّ الله خلقهم كذلك !.. ولكن الخبير منهم ينظر بعين متفحصة وخلفية فكرية متينة ، فهو يؤكد - عالماً - بأن هناك أسباب للاختلاف والتخلف والفقر والتوتر والاضطراب وباقي الظواهر الأخرى. فالخبير يتعمق ويصل إلى العمق، في حين أن الإنسان البسيط أو المعاند أو الجاهل يقتصر على التعامل مع المظاهر فقط . والفرق بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين هو في بالذات. فالكافرون لا يعلمون إلاّ ظاهراً من الحياة الدنيا ، فهم لا يعرفون إلاّ أنهم يتوالدون ويتناسلون ويتكاثرون، وأنه لا يميتهم إلاّ الدهر. وأما عن الآخرة فهم قوم عمون ، لا ينظرون إليها، ولا يعرفون عنها شيئاً. أما فريق المؤمنين فهو من لا يضطر الى جعل الغيب شهوداً حتى يؤمن به، بل هو يرتفع إلى مستوى الإيمان به .
    وماذا يعني ذلك ؟!
    يعني أن الإنسان المؤمن لم يعترف بالموت أو بما وراء الغيب من رؤيته القبر، أو ماوراء القبر من عذاب أو ثواب، وهو لم يؤمن بالغيب من رؤية رآها في المنام ، وهو لم يؤمن بأن الميت الفلاني يتعذب في الوقت بعذاب القبر لأنه قد رأى ذلك في منامه، وهو لا يقول إنّ فلاناً في الجنّة لأنه قد رأى رؤية في ذلك، فرؤية المنام لا ينبغي أن تكون العامل الحاسم في الإيمان بالغيب ، كيف كان ومتى كان؛ بل إن المؤمن ومن خلال محاكمة عقلية، ومحاسبة علمية، ومن خلال ارتفاع مستوى روحه الى الاستشراف على الغيب يؤمن بما وراء المادة والغيب. فهو يعلو ويعلو، ويسمو ويسمو إلى أن يصل الى أفق الغيب فيؤمن به كحقيقة ثابتة لا تقبل الشك .
    من هنا يقول البعض: اُؤمن بالإمام الحجة، ويسأل: من رأى الحجة ؟
    ويجيبه رفيقه : لقد رآه بعضهم وقصته كذا وكذا. فهو يؤمن بالإمام المنتظر لأن أحدهم قد رآه في اليقظة أو في المنام، ولو كان لم يُرَ عليه السلام في اليقظة أو في المنام لأصبح لا وجود له !!
    إن الاعتماد على النقل الموثّق أمر صحيح، ولكنه يعبّر عن إيمانٍ جاهل وناقص ؛ جاهل من حيث أنه لم يصدر عن ذات عالمة بذاتها ، وناقص بالمقارنة مع ما هو كامل .
    إن الإيمان الكامل والواعي والقوي هو الإيمان المتنامي من خلال دراسة القرآن وجوهره وروحه، ومن خلال دراسة الأحاديث النبوية الشريفة التي خرجت عن مصدر الحق والصدق الذي هو رسول الله صلى الله عليه وآله، من خلال ذلك يؤمن الإنسان إيماناً أساسياً بحقائق الغيب، لا من خلال رؤية أحد الناس .

  • #2
    ما يكون بعد المهدي عليه السلام:
    جريمة كعب ورواة الخلافة في تشويه صورة المستقبل: ذكرنا في فصل الدجال بعض الأعمال التخريبية لكعب وتلاميذه وأنهم نشروا في ثقافة المسلمين أكاذيب عما يكون بعد المهدي عليه السلام نسجاً من خيالهم بغير علم ولا كتاب منير! فمزجوا هرطقة اليهود وتصوراتهم بالبشارة النبوية بالمهدي ونزول عيسى عليهما السلام! ووضعنا اليد على طرف من مكذوباتهم في الدجال وفتح القسطنطينية، وما يكون بعد المهدي عليه السلام وآية دابة الأرض، وأشراط الساعة! قال ابن حماد:2/457: عن كعب قال: المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء والأرض وطير السماء، يبتلي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة، ثم يقتل شهيداً في الملحمة العظمى هو وألفان معه كلهم أمير وصاحب راية، فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم منها. انتهى. وقال ابن حماد:1/401: سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: الجابر، ثم المهدي، ثم المنصور، ثم السلام ثم أمير العصب، فمن استطاع أن يموت بعد ذلك فليمت! وفي:1/387: عن عبد الله بن عمر قال ثلاثة أمراء يتوالون تفتح الأرضين كلها عليهم كلهم صالح: الجابر ثم المفرح ثم ذو العصب، يمكثون أربعين سنة، ثم لا خير في الدنيا بعدهم.انتهى. وزعم كعب وتلاميذه أن شخصاً مخزومياً ويمانياً يملكان بعد المهدي عليه السلام! قال في الفتن:1/379: حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال: يموت المهدي موتاً ثم يصير الناس بعده في فتنة، ويقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له، فيمكث زماناً ثم يمنع الرزق فلا يجد من يغير عليه، ثم يمنع العطاء فلا يجد أحداً يغير عليه، وهو ينزل بيت المقدس فيكون هو وأصحابه مثل العجاجيل المريبة، وتمشي نساؤهم ببطيطات الذهب وثياب لا تواريهن فلا يجد من يغير عليه، فيأمر بإخراج أهل اليمن قضاعة ومذحج وهمدان وحمير والأزد... وروى ابن حماد:1/379، تحت عنوان: ما يكون بعد المهدي. عن دينار بن دينار قال: بلغني أن المهدي إذا مات صار الأمر هرجاً بين الناس ويقتل بعضهم بعضاً وظهرت الأعاجم واتصلت الملاحم، فلا نظام ولا جماعة حتى يخرج الدجال... عن كعب قال: يموت المهدي موتاً ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته فيه خير وشر وشره أكثر من خيره، يغضب الناس يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة، بقاؤه قليل يثور به رجل من أهل بيته فيقتله فيقتتل الناس بعده قتالاً شديداً وبقاء الذي قتله بعده قليل، ثم يموت موتاً ثم يليهم رجل من مضر من الشرق، يكفر الناس ويخرجهم من دينهم يقاتل أهل اليمن قتالاً شديداً فيما بين النهرين فيهزمه الله ومن معه. انتهى. أقول: أنظر كيف وجه كعب طعنته الى البشارة النبوية بإقامة دولة العدل الإلهي وإنهاء الظلم في العالم! فجعلها لعبةٌ بل كذبة! لأنه سرعان ما يقتل المهدي عليه السلام ويعود الظلم والجور كما كان!





    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و الاشراف و عجل فرجهم يا كريم
      حياكم الله تعالى و لاحرمنا الله من طيب دعائكم
      وأسأل الله أن يجعلنا واياكم من المصلحين المنتظر لظهور ولي الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وأن يجعلنا من أعوانه وأنصاره ، ومن المستشهدين بين يديه ، ورهم الله من قال آمين يا رب العالمين
      .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X